يلينا نيدوغينا
https://alanbatnews.net/
في الأنباء الصينية المتلاحقة، والتي تنشغل وسائل الإعلام والعَالم هذه الأيام بدراستها وتحليلها، أن انعقاد المؤتمر الوطني ال20 للحزب الشيوعي الصيني سيكون في 16 من أكتوبر المقبل، وسيتم خلاله انتخاب لجنة مركزية جديدة للحزب، وكذلك لجنة مركزية جديدة لفحص الانضباط داخل المنظمات الحزبية.
ووفقاً للوصف الصيني الدقيق، يُعتبر هذا المؤتمر “بالغ الأهمية”، إذ “تلتئم أعماله في وقت حاسم”، ويُشارك فيه “جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل الصين، للسير قُدماً في (مسيرة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل)، إيذاناً بالزحف نحو أهداف الكِفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 2049”.
شعارات هذا المؤتمر التي ترسخ بعمق في جدول أعماله، تُبيِّن لنا طبيعته ومهامه والأفكار الإستراتيجية التي سوف تُطرح على المندوبين الحضور من مختلف أرجاء الصين للبحث فيها، ومواصلة تبنِّيها واعتمادها بوصلة في مسار الحزب والدولة. وبالتالي، سيكون هذا المَحفل الحزبي الضخم تعبيراً عن تمسّك مختلف الصينيين، مليار ونصف المليار نسمة، بالنظام الإشتراكي الذي تأسست على مداميكه جمهورية الصين الشعبية، ورفضهم نظام الرأسمالية الجشعة بكل تجلياتها، مرفقاً بثبات استناد الحزب على الماركسية اللينينية، وأفكار ماو تسي تونغ، ونظرية دنغ شياو بينغ، وأفكار “التمثيلات الثلاثة” الهامة، و”مفهوم التنمية العلمية”، و”التطبيق الشامل لأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد”، و “الاستعراض “الجاد” لأعمال الحزب خلال الخمس سنوات المنصرمة، والإنجازات الرئيسية، والتجارب الثمينة التي حققتها اللجنة المركزية للحزب، في مسيرة الاتحاد مع جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في البلاد، وقيادتهم للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتطويرها خلال العصر الجديد”.
تابعت بشغف يوميات التحضير للمؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، كوني عضو مؤسس للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، وتوصلت إلى أن التحليل المستفيض والموضوعي لشعارات الحزب وطروحاته التي ما زال يتمسك بها، تؤكد أن الفكر والفلسفة التي سلكها الحزب خلال السنوات الطويلة المنصرمة كانت ناجحة، وبالتالي ستبقى فاعلة في حياة الحزب والدولة، وسيتواصل توظيفها اللاحق لأجل المزيدِ من تطوير البلاد وتعزيز مكانتها عالمياً برغم الوضع الدولي والآسيوي المتوتر، وسيتواصل تقدم الصين بخطوات أوسع داخلياً، أخذاً بعين الاعتبار العدد المتزايد للمواطنين الصينيين في البر الصيني، وضروة تلبية متطلباتهم المادية والروحية المتزايدة.
في ملاحظة أخرى، يلفت الانتباه بقوة، ما جاء في الأنباء عن هذا المؤتمر الوطني للحزب، إذ إنَّه سيواصل وبكل الروافع المتوافرة لديه، “بإعلاء الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب بخطوات راسخة، ومواصلة تطوير المشروع الكبير الجديد لبناء الحزب بقوة، ومتابعة دفع بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية بنشاط، ويكافح متضامناً من أجل بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، والالتزام بتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل”، وهو ما يقودنا إلى استنتاج في غاية الأهمية، ألا وهو أن الحزب الشيوعي الصيني قد وَاءَمَ ما بين مهامه الداخلية ونشاطه الدولي مع جميع الشعوب والدول والأحزاب الخارجية، لأجل أن ينعكس التقدم الصيني المنوي تحقيقه بقفزة متجددة ذات فاعلية إيجابية وملموسة في حياة الشعوب الأخرى، بغض النظر عن طبيعة أنظمتها الاجتماعية – السياسية والاقتصادية، وصولاً إلى مجتمع دولي يُفَاخَر بالسلام الشامل والأمن الأُممي الثابت، وتلبية مصالح كل القوميات والإثنيات على نحو متوازن، وهو ما سيُفضي إلى تكريس الفكرة العظيمة التي اسميها أنا شخصياً، “عقيدة العَالم الواحد المُتفاهم فكراً وممارسة”.
نتمنى للصين قائداً، شي جين بينغ، ودولةً وشعباً كل الخير والتألق المتواصل في كل الحقول، وفي التحضير الناجح لهذا المؤتمر البالغ الأهمية عالمياً وتاريخياً بأفكاره، وقفزاته الإنسانية، والاقتصادية، وانعكاساته الإيجابية على شعوب المَعمُورَة برمتها.