نشرت وسائل الاعلام المغربية منها جريدة “القلم الحر” و”مغرب28″ مقالا للدكتور محمد فقيري، رئيس جمعية الصداقة المغربية الأذربيجانية في عنوان ” ما زالت تعيش روح الزعيم القومي حيدر علييف في قلب الشعب الأذربيجاني”. تعيد وكالة أذرتاج نقل المقال:
“تحيي أذربيجان يوم 12 دجنبر الذكرى الثامنة عشرة لوفاة زعيمها القومي حيدر علييف.
واعتبر “علييف” صمام الأمان للوحدة الوطنية، ومنع قيام حرب أهلية في فترة من الفترات الصعبة من مسيرة الشعب الأذربيجاني.
وُلد حيدر علي رضا أوغلو علييف في 10 مايو 1923 في مدينة نخجيوان العريقة في أذربيجان التي تعتبر بحق الحاضنة التي أنجبت لأذربيجان الأدباء والمفكرين والمعماريين الذين أثروا التاريخ الأذربيجاني بالعلم والمعرفة ومعطيات الحضارة، وأصبح قائدا للجمهورية بعد انتخابه الأمين الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الأذربيجاني في مؤتمرها الذي عقد في شهر يوليوز 1969و انتخب في 15 يونيو عام 1993 رئيسا للسوفيت الأعلى لأذربيجان. فبدأ في ممارسة صلاحيات رئيس جمهورية أذربيجان وفقا لقرار المجلس الوطني المؤرخ في 24 يوليوز، وفي 3 أكتوبر 1993 انتخب حيدر علييف رئيسا للجمهورية الأذربيجانية نتيجة الاقتراع العام بنسبة 76,1 بالمائة من الأصوات. وفي الانتخابات في 11 أكتوبر عام 1998 فاز بمنصب الرئاسة بأغلبية ساحقة
الزعيم الراحل الذي كرس حياته من أجل نهضة شعبه وتقدمه كان يفكر في شئون بلاده وشعبه حتى اللحظات الأخيرة من حياته.
حاول حيدر علييف في عهده أن يقيم علاقات قوية مع دول العالم المختلفة بعد أن أصبحت أذربيجان دولة حرة مستقلة وقد كان حريصا على أن يعرض مشكلات بلاده في المحافل الدولية وأن يكسب تأييد دول العالم الحرة له خصوصا بالنسبة لقضية قراباغ لأنه كان ابنا أصيلا لهذا الشعب ونبتة طيبة لهذه الأرض. وهاهم المواطنون يجنون النجاحات التي حققها حيدر علييف نتيجة سياساته الحكيمة على كل المستويات مثل صناعة النفط والتعليم والصحة والثقافة والفن.
وقد اهتم القائد والزعيم الخالد بإعداد جيش قوي يحفظ لأذربيجان قوتها ويصون أراضيها ويدافع عن حقوقها وبعون الله يسترد أراضيها السليبة التي اغتصبتها أرمنيا
وإذا كانت أذربيجان مستباحة في الماضي للتدخلات الأجنبية في شؤونها. فقد أقام حيدر علييف سياجا من حديد حول أذربيجان ومنع التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية.
وقد تبوأت أذربيجان مكانتها اللائقة بفضل سياسته الناجحة على الساحة العالمية واشتهرت باعتبارها دولة مستقلة في العالم في وقت وجيز. وقد بدأت دول العالم تعترف بوحدة أراضيها وأصبحت أذربيجان عضوا في المنظمات الدولية المختلفة. ومن الطبعي أن أذربيجان كانت تلفت أنظار البلدان الإسلامية كدولة مسلمة استقلت عن الاتحاد السوفيتي فبدأ التعاون المتبادل وبناء العلاقات الثقافية والسياسية والاقتصادية.
ومن جهة أخرى كان حيدر علييف يعلق أهمية كبرى على بناء العلاقات الواسعة في المجالات المختلفة ببلاد العالم عامة والدول الإسلامية خاصة.
كان الزعيم القومي يقول: “أذربيجان جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي”. وقد كان القائد يهتم ويحرص على إعداد الاطر المحلية ذات الكفاءة العالية في مجالات التعليم والصحة والثقافة والاجتماع والعلوم للبلد وخاصة بميدان البحث العلمي الذي يعد أساسا لنهضة المجتمع وتطور البلد. في عهده أرسل مئات الطلاب إلى أوربا وأمريكا وغيرها من البلاد المتقدمة للدراسة والبحث مما ساهم في النهضة العلمية في مناحي الحياة المختلفة.
وعندما استوفت الشروط الضرورية ودانت له مقاليد الأمور إستطاع استرداد بعض الأراضي السليبة التي احتلتها أرمنيا. ولكنه نظرا لظروف اقتصادية وسياسية قاسية لم يستطع أن يكمل تحرير بقية الأراضي المحتلة. واضطر إلى توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار مع أرمنيا ومن ثم بدأ في إعادة تنظيم الجيش وبناء الدولة في كل قطاعاتها حتى يتمكن من مواجهة أرمنيا واسترداد الأراضي السليبة وانضمت أذربيجان في عام 1992 إلى منظمة الأمم المتحدة.
وقد أصدرت الأمم المتحدة عدة قرارات تقضي بضرورة انسحاب أرمنيا من أراضي أذربيجان المحتلة وكان آخر هذه القرارات قد صدر في الرابع عشر من مارس عام 2008. ولكن أرمنيا لا تعبأ بهذه القرارات، وبرغم كل المحاولات لحل المشكلة مع أرمنيا بالطرق السلمية وفي إطار حسن الجوار والقوانين الدولية، إلا أن أرمنيا لم تستجب لها. ولقد أعلن الزعيم المحنك أنه إذا لم تنسحب أرمنيا من أراضي أذربيجان التي إحتلتها فإنه لن يجد أمامه خيارا إلا القوة. مقتديا بالمقولة المشهورة : ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
غير ان المرض لم يمهله طويلا وترك أذربيجان ليبدأ رحلة علاجه الأخيرة في الديار الاميركية وهو يقول: “هدفي أذربيجان ومواطن أذربيجان وشعب أذربيجان إذا حققت هذا الهدف فقد بلغت الغاية من حياتي”
غير ان الموت لم يمهله طويلا وانتقل الى ربه في 12 دجنبر 2003، عن عمر يناهز 81 عاما.
رحل الزعيم حيدر علييف بعد أن وضع أذربيجان على الطريق نحو تحقيق آمال الشعب في الحرية والرفاهية. ثم تولى المسئولية من بعده ابنه إلهام علييف الذي أخذ العهد على نفسه بأن يكمل رسالة أبيه في تحقيق ما يطمح إليه الشعب وأن يضع أذربيجان في مكانها اللائق بين شعوب العالم. فكان هذا الشبل من ذاك الأسد.
وكانت رغبة الزعيم الراحل الكبرى هي تحرير إقليم قرا باغ من الاحتلال الأرميني وضمان الوحدة الترابية للبلاد، وكانت هي وصيته لابنه الرئيس الحالي.
وها هو الابن البار إلهام علييف، القائد المحنك يضع بلاده في مصاف البلدان الراقية ويبوؤها المكانة اللائقة ويبني الجيش الوطني الشجاع وينتصر في حرب 44 يوما مسترجعا الأراضي المحتلة ومؤكدا بذلك المقولة : ما أخد بالقوة لا يسترد الا بالقوة ومحققا أمال ووصية والده.”