تابع الندوة”محمد سلامة
ناقش الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 53 المجموعة القصصية الاولي للمبدعة الدكتورة حنان منيب بعنوان” وزير بدرجة غفير
بحضور الدكتورة أميمة خشبة استاذ الأدب العربي بكلية الألسن والدكتور نصر عباس الناقد الأدبي الكبير عضو مجمع اللغة العربية، وادار الندوة د صلاح سلامة.
تناول النقد الإيجابي عناصر وادوات ومفردات المجموعة القصصية التي حازت على اهتمام ومتابعة كل من قرأها للالتصاق الوثيق للمؤلفة بالأحداث الحياتية التي نعيشها وهي ترسم بريشتها الرقيقة ملامح الشخصيات وابطال العمل الأدبي بمهارة وتمكن وابداع بخبرة ومعايشة للواقع الأمر الذي اضفي المصداقية على ابطال المجموعة، فااهدف تعرية تلك النماذج التي يمكنها ان تسقط مجتمعات في دائرة التخلف والجهل والفقر كما حدث في الاتحاد السوفيتي عندما سألوا مسؤؤلا عن اسباب السقوط فقال: كنا نضع الجهلة والفشلة وعديمي المواهب والخبرات في أعلي مركز في كل مؤسسة وهيئة، فانهارت المنظومة باكملها وسقط الاتحاد السوفيتي.
هذا ما ارادت المؤلفة د حنان منيب ان تضعه في بؤرة المشهد وكانها تحذر بأعلى صوت من تلك النماذج الفاشلة التي سطت على المناصب بالفهلوة والشللية
وقصة “وزير بدرجة غفير” خير مثال على ذلك.
المجموعة القصصية تغوص في أعماق المجتمع لتعري وتكشف نماذج مشوهة عفنة تسعي الي التكويش على السلطة والمال والجاه رغم كل التشوهات التي تحملها بين جنبيها وهنا ندرك التشابه مع الفارق في قصة “وزير بدرجة غفير” وقصة “مولانا البواب” فالحبكة الدرامية تصاعدت حتى وصلت الي القمة وتأخذ القارئ معها ليرفض ويلفظ تلك الشخصيات التي تسئ للمجتمع.
اشاد الكتور نصر عباس بالمجموعة مؤكدا علي البعد النفسي ودلالات التعبير بالصورة المعمقة وتؤكد على قدرات الكاتبة عالية المستوى مما تمتع به هذا العمل الإبداعي وصاحبته علي الصعيدين الفني والانسان معا.
وأشار الي ملحوظتين اولهما اعتماده في نقد المجموعة على تكثيف الرؤية لتكون ضمن جوانب اساسية او محاور لمسها في قراءته للمجموعة وهي عنصر محوري في الدراسة، والثانية انه وقف على قصة واحدة بالنقد والتحليل والدراسة متخذا منها نموذجا تطبيقيا.
واشار الدكتور نصر عباس اننا أمام كاتبة تملك ادواتها الفنية والإنسانية بشكل محكم سواء على صعيد اللغة لفظة وعبارة وتركيبها فنيا متقنا. او على صعيد المعالجة الإنسانية التي تتوزع بتفصيلات جوهرية منها على مساحة ماتضمنته المجموعة كلها بشكل عام.
واشارت الدكتورة أميمة خشبة الي ان الاديبة د حنان رسمت لنا الشخصيات بريشة الكلمات وكانها أمامنا تتحرك فاضحكتنا كثيرا من السخرية العميقة التي الهبت حماس القارئ والشوق للمزيد او الحزن والشجن على أحوال الابطال الذين نبتوا بدون اساس علمي أو حياتي وكانوا متناقضين كثيرا بحيث صورت المؤلفة أحوالهم في لغة رشيقة وعىت مكنون جوانحهم المريضة، فرسمت شخصيات المجموعة بشكل إنساني وحياتي ومجتمعي لصيق باحوالنا وحياتنا.