من تمام اللطف والمحبة أن الله جعل حال البشر حال فياض ملئ بالفرح والسعادة والتوفيق فالحديث عن البشريات في هذه الأيام المباركة حديث خلاب يجعل الإنسان يستشعر فرحة رمضان والقرب من الله وهذا تجلى الله على عباده فيبتسم العبد و تدمع عينه و يرق قلبه ولا يجد نفسه إلا مسددا ومؤيدا و معانا و مؤيدا بلسان حامد بأنواع حمد لله لم تطرح على لسانه قبل هذه اللحظة اللطيفة لحظة تلقى البشري فيعيش احساس من ينعم في جنة ربه ولو للحظات ويكون هذا الحال أوقع ونحن نعيش أجواء جنة الدنيا الليالي العشر ومن خلال رحلة تجوب فيها القلوب والأرواح بحثا عن تجلى الله عليها باسمه العفو مع تعلق آمالها بالجملة الفعلية التي تفيد ال أوتجدد والاستمرار( تحب العفو) والتي لا يزال مددها و نفحاتها و بركاتها تملأ العقول والأرواح والوجدان شغفا و انتظارا لتلقي بشري ليلة القدر ليلة العتق والصفح والقرب من الله كيف سيكون الحال حينها وكيف سيكون التلقى والقبول من العبد وكيف سيكون تأثير ذلك عليه في بقية حياته ولذلك ونحن نعيش هذا الجمال وهذا الدلال وهذا الود الإلهي الذي يملأ أريج الكون بلطف خفي أن نشير إلى حال الصحابة رضى الله عنهم مع البشريات النبوية وكيف تعددت طرق تحملهم لها ومعيشتهم لها بجينات الفرحة والزهو هيا بنا نعايش الأجواء في مدينة رسول الله وفي الزمان النبوي حيث الصحابة وحالهم مع البشرى النبوية في مشاهد متنوعةلايعرف سرها إلا أهل الحب والوصال هيا بنا لنسأل هذا السؤال كيف نام هؤلاء ليلة البشرى ؟؟ وفي نفس الوقت تعيش أنت حالا عجيبا تتعجب غاية العجب، ويكاد العقل يذهب، والقلب يقف وأنت تتساءل عن هؤلاء الصحب الكرام وهم يعيشون هذا الحال كيف تلقوا البشرى وكيف انصرفوا من عند رسول الله وما هو نوع هذا الفرح ثم السؤال الأهم كيف حالي لو كنت مكانهم وأنا أعيش أجواء ( و جاءته البشرى ) في الليالي العشر تتسلل وإليكم النموذج الاول نموذج سيدنا معاذ بن جبل
كيف نام معاذ بن جبل تلك الليلة
عندما قال له الحبيب ﷺ: “والله يا معاذ إني لأحبك” تخيل إنك مكانه نعم أنت أنت؟ يأتيكم رسول الله في المنام في ليلة القدر و يخبرك بأنه يحبك إنها لحظات وكلمات اغلى من الذهب فعش بقلبك ووجدانك وانت في هذه الليالى كما عاش سيدنا معاذ وقل لنفسك رسول الله يحبني رسول الله يخبرني بذلك إلى صحابي أخر يتلقى البشرى بعلامة لنرى كيف نام عبد الله بن أويس تلك الليلة؟
عندما أعطاه الحبيب ﷺ عصاه.. وقال له “بها أعرفك في الجنة” تخيل أن رسول الله اهدى إليه عصاته وتكون الهدية طريق معرفته في الجنة
ولعل سيدنا عبد الله بن أويس قد اشتهر بهذا المشهد وقد حصلت له البركة و تبركت يده بموضع يد رسول الله على عصاته ثم احتفظ بها في قبره ليقابل بها حبيبه في الجنة فهل لك أن تتخيل أن يهدى إليك أحدهم شيئا من في عصرنا هذا بعضا ممن حوته حجرة المقتنيات النبوية في مسجد سيدنا الحسين ثم يقول لك أن سيف رسول الله مثلا لك يعرفك به رسول الله في الجنة ما هو شعورك وكيف ستفكر بل كيف ستنام ليلتك فما بالك أن الذي يهديك هذه الهدية هو رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف ستقبل هذه البشرى ؟؟ أترك إليك الإجابة فأنا لا أدري أي مرادفات اللغة تستطيع أن تصف المشهد ثم أزيدك من الشعر بيتا لأنتقل بك إلى مشهد أخر مشهد بلال مؤذن الرسول لتسأله
كيف نمت يا سيدنا بلال تلك الليلة الفارقة؟ وكيف تلقيت البشرى بالسبب وهي بشرى مختلفة لم تكن إلا لك
عندما قال لك الحبيب ﷺ: “إني أسمع دف نعليك في الجنة”فبما سبقتنا إليها يا بلال
؟ نعم تذوق هذه الكلمة (بما سبقتنا) نعم تخيل تسبق من ؟ تسبق رسول الله بل ويسمع دف نعليك وكأنك جزء من الجنة يسمع صوت نعليك ولكن لهذا ثمن وضعه سيدنا بلال ألا وهو ( ما أحدثت إلا توضأت وما توضأت إلا صليت لله ركعتين ) فتحلى بطهارة القلب والجسد وطهر قلبك من الحقد والحسد والكره والبغضاء ليأتيك رسول الله في ليلة القدر ويقول لك في منامك سمعت نبض قلبك وتسبيح لسانك في الجنة فكيف ستبيت ليلتك ؟ اعتقد كل ما عليك أن تقول (قبلنا البشرى ) يا رسول الله ثم هيا بنا إلى وزيرة الصدق في حياة رسول في مشهد البشريات وأتسال كيف نامت خديجة تلك الليلة؟
بعدما قال لها الحبيب ﷺ: “إن جبريل.. يُقرئك من الله السلام ويقول لك بشر خديجة بقصر في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ” أنهابشرى تذهب النوم وتحي القلب و تغمر الروح تخيل كيف استقبلتها سيدتنا خديجة وكيف فرحت وكيف سعدت ثم أتركك لتسرح أنت بخيالك في تفاصيل هذا القصر في داخل الجنةكيف يكون حجمه وكيف تكون مساحته ومن هم خدمه ومن هم حاشيته فعش تجربة العشر ليخبرك رسول الله في ليلة القدر بمكانك في الجنة فان هذا هوالنعيم المقيم والملك العظيم فنحن الأن في مرحلة حجز الاماكن في الجنة فأنت في جنة العشر ثم تعالى معي إلى بشرى جديدة مع أبي بن كعب رضى الله عنه الذي قال له رسول الله أمرني ربي أن أقرأ عليك فكان رد الفعل من أبي بن كعب على هذه البشرى الله ذكرني باسمي فقال له رسول الله نعم فتهللت أساريرهرضى الله عنه لذكر اسمه عند ربه في الملأ الأعلى فكيف سيكون حالك حينما تقبل أنت البشرى من رسول الله في ليلة القدر في منامك بأن الله يباهي بك الملائكة وقد كتبك من المعاقين فأي شرف ما بعده شرف وأي تكريم ما بعده تكريم مذكور عند الله انهاوغاية لو أنفق فيها العمر ما كفى ثم هى بنا إلى الحالة الخاصة الفريدة النادرة حالة الحب البكري لنرى معاكيف نام أبو بكر تلك الليلة؟ ليلة البشرى ولنتخيل حاله
حينما تنزل أمين الوحي جبريل على خير البرية وقال له: “إن الله يقول لك أبلغ صاحبك أني راض عنه، فهل هو راض عني؟”.
أنها البصمة البكرية التي لا مثيل لها في الكون فجينات الحب البكرى والرضا البكري لا مثيل لها ولا نظير لها ولكنه أبو بكر وكفى به ولكن هل تصدق أنا الله سينظر إليك نظرة رضا في هذه الإسلام ؟ يجب أن تصدق وان تستبشر وان تعبد وأنت تضرع حتى يرضى عنك ربك ولكن مهلا فجملة ( فهل أنت راض عني) جملة صديقية خالصة وبحثك كله عن بشرى ونظرة رضى في ليلة القدر مع دعوة أن يرضى عنك قلب رسول الله ونعم يبقى العقل الجمعة للصحابة في قبول البشرى فيقول سيدنا أنس بن مالك رضى الله عنه ( ما فرح رسول الله بشئ أشد من فرحهم بحديث ( يحشر المرء مع من أحب ) لأن هذا الحديث كان البشرى للعقل الجمعي للصحابة رسول الله وأنا حبهم لرسول الله هو مهر الأنس والقرب منه يوم القيامة وأن الوصل بحضرته صلى الله عليه وسلم دائم لا انقطاع فيه طالما أن هذا الحب ساريا فيهم سريان الماء في الورد وهنا أسأل فأقول
كيف نام هؤلاء الصحب الكرام؟؟
بل أخبرونى بالله عليكم..
كيـف عاشــوا بعدها؟؟ إنه موسم البشريات والتحليلات والنفحات
اللهم وكما هفت قلوبنا بسماع مثل هذه البشارات، فيارب بشِّرنا في ليلة القدر ببشرة لا شقاء بعدها أبدا حيث التجلي الاعظم ورؤية جناب حضرته صلى الله عليه وسلم يقظة ومناما لتكون البشرى منه ولنتنعم كما تنعم الصحابة ، به حسا ومعنا ظاهرا وباطنا واجعل قلبنا موصولا بقلب رسول الله وإلى لقاء أخر مع بشريات نبوية ولكن مع موسم حج بيت الله الحرام ..نسأل الله تمام التيسير والإمداد و البشريات
فتلك دعوات صادقات لا حصر لها ولا انتهاء قائمة على منتهى الرجاء ومصدرها و سرها كلمة واحدة تسمى ( الحب ) فالحب وحده هو الذي يصنع البشريات ولكن مهما كانت البشريات من حيث عددها و سرها فالطمع في فضل الله عنوانه ( اللهم أعطنا من البشريات فوق المزيد مزيد ) ولا أجد في ختام الكلام إلا أن أقول ( دام البشر منك يارب)