بقلم الدكتور مختار فاتح بي ديلي
طبيب- باحث في الشأن التركي وأوراسيا.
مع اقتراب مولد انطلاقة ثورة الحرية والكرامة في عامها الحادي عشر تتوالى خيبات الأمل عند المكون التركماني السوري نتيجة التهميش الواضح المتتالي في كل مؤسسة من مؤسسات المعارضة وفي كل اجتماع من اجتماعات التي تدعي وتتكلم وتبحث في الشان السوري عامة .
أن كل تراكمات والسلبيات التي أنتجت منذ عام 2011 وحتى اللحظة توحي تماما بأن هناك الأيادي الخفية والتي تعمل في الظلام وراء التهميش التركمان بقصد او من دون قصد .!!
وبالتالي إن من حق التركمان أن يتساءلوا عن أسباب..؟
طبعا هناك اسباب من التركمان انفسهم ومن يمثلهم ويتصدر المشهد منذ بداية الثورة الذين لم يكونوا صوت التركمان الحقيقي فشلوا في كل مهمة موكله لهم في المجلس التركماني السوري المظلة السياسية التركمانية التي تم تجميد عملها بسبب سياسات الفاشلة للذين استلموا مناصب في هذا المجلس الموقر والان عليهم التنحي جانبا كي تكون هناك فرصة لدماء جديدة تقود السفينة التركمانية وتكون صوتهم الحر في كل المحافل المحلية والدولية لانها اذا غرقت السفينة سنغرق جميعا من دون استثناء .!
هنا لابد من ان نتذكر قوله تعالى
فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، والآية الكريمة العظيمة تدل على أن الله تبارك وتعالى بكمال عدله وكمال حكمته لا يغير ما بقوم من خير إلى شر ومن شر إلى خير وهو القادر على كل شيء.
ان الحقوق المشروعة للمكون التركماني السوري الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل الحرية والكرامة ، في كل جغرافية سوريا وسقط الكثير منهم شهداء مدافعين عن حريتهم وكرامتهم وعرضهم وشرفهم ومن اجل نيل الحرية لكل السوريون ليس الا..! ولكن فوق كل ذلك الان يحاط اليأس في انفسهم بعد مرور اكثر من عشرة سنوات لانطلاقة الثورة الحرية وذلك نتيجة التهميش المتكرر وعدم ذكر تضحياتهم في كل المحافل والاجتماعات التي تدعي بتمثيل السوريين .
يجب أن نعترف بأن التهميش المتكرر الذي يحصل لهذا المكون الوطني الثاني بامتياز هو بمثابة الضربات القاضية المتلاحقة في كل نزالاته كانت اليمة في نفوس التركمان ومع ذلك كنا نقول هذا وذاك غير مقصودة لاننا كنا ومازلنا كتركمان سوريون ندعوا بوحدة الارض والعرض السوري ولافرق بين هذا وذاك ولكن الامر زاد في حده نتيجة التهميش المستمر والمقصود للتركمان بعد مرور كل هل السنوات من عمر الثورة..! هنا لابد ان نقول للجميع بانه سياتي يوم وسينتهي فعالية كل من يريد النيل من حقوق التركمان السوريين المشروعة في وطنهم عاجلا ام اجلا لان التهميش والاقصاء لن يخدم احدا في الوطن الذي يصبوا اليه كل السوريين بكل اطيافهم …وان صحوة الذئب الاغبر قادمة لا محالة رغم كل الكبوات والضربات المتلاحقة لهم من الظهر من ابناء وطنهم الذين شاركوهم في السراء والضراء في السلم والحرب ..لنتذكر شهداء التركمان السوريون الذين سقطوا في ساحات العز والبطولة وما اكثرهم ومنهم الشهيد عبد القادر صالح (حج مارع) ذاك التركماني الذي كان قائدا للواء التوحيد في حلب واستشهد في سبيل نيل الحرية لكل السوريين ولم ينادي بالتفرقة بين ابناء وطنه العزيز هكذا اخلاقنا الوطنية نحن تركمان سوريا ..
الرحمة لشهداء ثورة الحرية والكرامة السورية والشفاء العاجل للجرحى منهم من دون اية استثناء ..
أتمنى أن يكون ما أكتبه عبرة لنا جميعا ، وبما أن الحديث عن أعمدة البيت التركماني، وفي هذا لم أقصد النيل من سمو ورفعة الإخوة الذين يتصدرون المشهد السياسي التركماني وبنفس الوقت ليس دعاية لاشخاص بعينه ولكنها الحقيقة الواضحة أن أقوى ضربة توجه للتركمان تاتي من الذين يدعون بانهم يمثلون كل السوريون في اجتماعات التي تمثل المعارضة السورية والذين ينادون بالديمقراطية والحرية في سورية الغد سوريا وطن لكل السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والمذهبية
ولكن نتساءل ومعي يتساءل كل من يبحث عن الحقيقة، عن سبب قيام بعض جهات في قوى الثورة والمعارضة بالتهميش والالتفاف ضد ارادة ثاني مكون للمجتمع السوري لن نسمح كتركمان سوريون لاحد ولا لاية جهة تنطق باسم السوريون الكسب عن طريق الإضرار بالغير.
نقطة في نهاية السطر والعبرة للجميع ..!