حكاية التركمان في المشرق العربي وفي شمال افريقيا والتي لم تحكى بعد .. جذورهم التاريخية واماكن توزعهم وعاداتهم وتقاليدهم ..
الدكتور مختار فاتح بي ديلي
من المسلم به عند اصحاب العقول النيرة واهل العلم انه نادرا ما نجد شعبا في العالم لا يناقش المختصون ورجال العلم عبر نقاشات بيزنطينية حول اصله ومنشئه وحتى لغته , لان التاريخ دون هذه الشعوب في سجله وباحرف من ذهب ولا يحتاج الى مناقشة وجدال لاثبات اصلهم وجدارتهم ومن بين هذه الشعوب ياتي الشعب التركماني في بلاد الشام السورية ووادي الرافدين العراقية في المقدمة , الا اذا كانت هناك نية مغرضة لذا فانت تجد في المصادر التاريخية اراء عدة لكنها جميعا تصب في النهاية حول ان اصل التركمان يعود لا ف سحيقة من السنين وان التعدد في اراء المؤرخين ياتي تبعا لاختلاف المصادر وفيما يلي بعضها :
– الاغوز نامة : ان من عول على هذا المصدر يبين ان اصل التركمان يرجع الى ( اوغوز خان ) ويقف عنده ولا يعرف من كان قبله , واغوز نامة هي ملحمة تتحدث باسهاب عن مولد وحياة اوغوز خان والقدرات الغامضة التي تحيط به وتعتبر الاغوز نامة من الملاحم الكبرى التي تمجد كبار الشخصيات التركية التاريخية , ويعتبر فرع الاغوز حسب هذا المصدر من اهم الفروع واكثرها تاثيرا في التاريخ التركي فقد انشأ اعظم امبراطوريتين في التاريخ هما السلجوقية والعثمانية , علما بان القبائل التركمانية والشعب التركماني من هذا الفرع استنادا الى هذا المصدر .
– جهان كشاي صاحبة علاء الدين الجويني ومن حذا حذوه حيث نسبهم يبتدئ من الايغور ويقف عنده ولم يعرف من كان قبله .
– جامع التواريخ لمؤلفه خواجة رشيد الدين فضل الله ويسمى تاريخ الغازاني ويقول ان اصل التركمان هو المغول وهذا الراي يتفق مع راي تشارلز داروين في كتابه اصل الانواع الذي قسم فيه البشرية الى اجناس ووضع التركمان وجميع فروعهم ضمن ضمن هذا الجنس .
– شجرة الترك ويرجح الكثيرون ما ارخه صاحب كتاب شجرة الترك ابو الغازي بهادر خان حيث تصل شجرة الترك الى ادم على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام واعتبر ( ترك ) جدا اعلى للامة التركية وهو احد اولاد يافث بن نوح .
هذا بالاضافة الى الراي الراجح لدى اغلب اصحاب الشان والذي نشره المؤرخ التركي حسام الدين اماسيلي في بحثه المنشور في جريدة اقدام التركية في 2 شباط 1922 بالعدد 8939 والذي اكد فيه بالدليل الملموس ان اصل التركمان يعود الى الاقوام التي قدمت من تركستان الشرقية قبل حوالي 4000 سنة من ميلاد السيد المسيح على نبينا وعليه افضل الصلاة والتسليم ليضعوا اللبنات الاولى للحضارة السومرية وهذا ما سناتي عليه لاحقا .
معنى كلمة التركمان
هم أفراد العرق التركي الذين تناسلوا من سلالة جدهم الأسطوري أوغوزهان بأحفاده 24 حفيد, وهم أصل الترك ويتواجدون في تركمانستان وتركية وأذربيجان وأفغانستان وإيران وعراق وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن وليبيا، ويَتكلّم التركمان اللغةَ التركمانيةَ، وهو فرع من مجموعة اللغات التركية المنبثقة من اللغات الألطية (Altaic Languages). وقد اقترن التركمان بالإسلام اقترانا عجيبا الى درجة يذهب بعض المؤرخين الى ان اطلاق اسم التركمان على فئة من الاتراك في آسيا الوسطى في حينه جاء بعد ان دخلت تلك الفئة في الاسلام واعلنت ايمانها. حيث ينقل الدكتور مصطفى جواد في المعجم المستدرك نقلا عن وقائع قزان وبلغار وملوك التتار ما يلي:
قال ابو الفداء سمّوا بذلك لان كل من اسلم من اتراك خراسان وما وراء النهر في الصدر الاول كان يقال له “صار ترجمانا” لكونه ترجمان بين المسلمين العرب الفاتحين بسبب اختلاطه معهم وتعلمه اللسان منهم وبين من لم يسلم من الاتراك , حتى صار ذلك علما لهم أي لمن اسلم منهم ثم قيل بالتحريف تركمان).
وهناك رأي آخر لا يبعد عن الرأي الاول ومفاده ان كلمة التركمان مركبة من كلمتين (ترك وايمان) ويعني الاتراك المؤمنون بالإسلام ثم قيل بالدمج تركمان وبالرجوع الى اللغة التركية أن (ترك – من) متشكل من لفظتين هما ترك زائدا (من) وتفيد كلمة (من) بالتركية القديمة معنى ( أنا ) أي ترك أنا كما يلفظ في تركمانستان و أزربيجان أو تأتي ( مان ) بمعنى أداة تعظيم وتفخيم وتدل على البأس والشدة والتعظيم في اللغة التركية، وتصبح كلمة تركمان بمعنى التركي الشجاع (ترك مان) وهو الأصح.
من هنا فان الحديث عن الهوية التركمانية لا يكتمل ولا يكون له معنى ومضمونا الا من خلال فهم دور الاسلام في حياة التركمان وتأثيره المباشر عليها, وفي هذه المسألة تتشابه حالة العرب مع التركمان وبشكل تطابقي كبير سواء في مرحلة ما قبل الاسلام او ما بعده. وأستخدم تعبير التركمان مرادفا للغز، ولعل هذا التعبير شاع وتعمم عندما بلغت السلاجقة الأوائل مبلغ القوة والسيادة. وردت لفظة التركمان في كتاب (تاريخ سيستان) لمؤلف مجهول من القرن الخامس. ويبدو أن هذا الكتاب ألف بأقلام ثلاث مؤلفين وفي ثلاث فترات. وأن كلمة التركمان لها علاقتها بدخول السلاجقة إلى منطقة سيستان وذلك عام 428هـ / 1026م، وهنا يقصد المؤلف بالتركمان جماعات السلاجقة.
وردت في تاريخ أبن الفضل البهيقي (ت 470/ 1077) مع الإشارة إلى السلاجقة فيدعوهم المؤلف مرة بالتركمان وأحيانا فرق بينهم وبين السلاجقة. وكذلك يشير إليهم بالتركمان السلاجقة وفي مواضع أخرى يكتفي بالقول بالسلاجقة. ومن المحتمل أن المؤلف ميز مجموعة معينة من التركمان (الغز) قادهم من جماعات التركمان الآخرين الذين جاء قسم منهم قبل السلاجقة نحو جهة المغرب وآخرون تدفقوا نحو هذه البلاد بعد الحملات السلجوقية.
وفي كتاب (زين الأخبار) للغرديزي من القرن الخامس عشر (الحادي عشر) يسمى المؤلف جماعات السلاجقة بالتركمان فتجده يسمي (جغري بك داود) بـ (داود التركماني) ومرة أخرى يذكره (داود) مجرداً من أي لقب كما يسمي (طغرل بك) بـ (طغرل التركماني) أو طغرل وحده دون أن يلحق به لقباً ما، فيبدو أن هذا التعريف شاع بقيام السلاجقة الأوائل وأستخدم فيما بعد لدلالة على جميع قبائل الغز سواء كانوا أتباع السلاجقة أو غيرهم. وهناك مؤلفون فرقوا بين التركمان والغز.
ولعل سبب في ذلك كما يقول (مينورسكي) : أن السلاجقة استحسنوا لأتباعهم تعريفاً معيناً ليميزوا أنفسهم من القبائل الغزية الأخرى الذين حملوا على مناطق الغرب قبل السلاجقة، كذلك ليميزوا أنفسهم من القبائل المناهضة لهم والقبائل التي ألقت فيما بعد القبض السلطان سنجر (513-552/1119-1157م) واحتفظت به أسيرا عندهم من 1153 إلى نهاية 1156م. كذلك ورد تعبير التركمان في كتاب مشهور تناول قبائل الترك، ذلك كتاب (طبائع الحيوان)، ألفه المروزي حوالي 514هـ /1120م وأطلق تعبير التركمان على الغز المسلمين فقط على أساس أنهم الترك الذين اعتنقوا الإسلام.
وعندما اشتعلت الحرب بين المسلمين منهم وبين غير المسلمين انسحبت الجموع الأخيرة نحو منطقة خوارزم وهاجرت إلى منطقة (البجنك)، الأمر الذي دعا بالأستاذ مينورسكي إلى القول أن تعبير التركمان يطابق مع أسلمة الغز.
أن أقدم ذكر لتعبير التركمان ورد في كتاب (أحسن التقاسيم) للجغرافي العربي الكبير المقدسي البشارى (4هـ/10م) عند وصفه مدينتي (بروكت) و(بلاج) الواقعين على نهر سيحون. أما رشيد الدين مؤرخ المغول فشرح هذه الواقعة عندما تدفقت جموع الغز إلى ما وراء النهر وسماهم التاجيك بالتركماند( Türkmend ) أي شبيهي الترك، وبالنسبة لمولف آخر أن الكلمة مشتقة من (ترك إيمان) أي الترك المؤمنين أو الأتراك الذين اعتنقوا الإسلام. وقد لاحظ المستشرق بريشك أن الكلمة شكل متكون من مجموع (man) أو (men) مع (Turk). كما أن الجماعات نفسها يعرفون في آسيا الوسطى بالتركمان ويعرفون في المصادر الروسية الكيفية Kievan Rus بـ (turki) بدون إلحاق (men). وان إمبراطورية الغز يابغو تذكر باسمين : التركمان والغز. وان اقرب تفسير محبذ لمينورسكي هو التفسير المقدم من قبل jean Deny في rammaire de Ia Langue torque 1921 p. 32.
التركمان هم جيل من التُّرْك، سُمُّوا بذلك؛ لأَنهم آمن منهم مائتا ألف خيمة كبيرة – وتكون الخيمة مدورة الشكل عندهم وذات قبة وتسمى عندهم بالخركاه ,تُرْكُ إيمان، ثم خُفِّف، فقيل: تُرْكُمان.انظر: البداية والنهاية لابن كثير (11 /268)، والمغرب في ترتيب المعرب للمطرزي (1 /252)، والمصباح المنير للفيومي (2 /487)، وتاج العروس (31 /329،328)، وتاريخ الترك في آسيا الوسطى لبارتولد، ترجمة الدكتور أحمد السعيد سليمان (ص89ـ95).
ان كلمة تركمان في أمهات الكتب في القاموس المحيط التُّرْكُمانُ، بالضم: جيلٌ من التُّرْكِ، سُمُّوا به لأَنهم آمَنَ منهم مِئَتا ألْفٍ في شهرٍ واحدٍ، فقالوا: تُرْكُ إيمانٍ، ثم خُفِّفَ فقيلَ: تُرْكُمان.
معجم البلدان ما وَرَاء النهر: يراد به ما وراء نهر جَيْحون بخراسان، فما كان في شرقيه يقال له بلاد الهياطلة وفي الإسلام سموه ما وراء النهر، وما كان في غربيّه فهو خراسان وولاية خوارزم، وخوارزم ليست من خراسان إنما هي إقليم برأسه، وما وراء النهر من أنزه الأقاليم وأخصبها وأكثرها خيراً وأهلها يرجعون إلى رغبة في الخير والسخاء واستجابة لمن دعاهم إليه وأن جميع حدود ما وراء النهر دار حرب، فمن حدود خوارزم إلى اسبيجاب فهم الترك الغُزّيّة (الأوغوز التركمان) ومن اسبيجاب إلى أقصى فرغانة الترك الخرلخية (الأتراك القارلوق)، ثم يطوف بحدود ما وراء النهر من الصغدية وبلد الهند من حد ظهر الخُتّل إلى حد الترك في ظهر فرغانة فهم القاهرون لأهل هذه النواحي، ومستفيض أنه ليس للإسلام دار حرب هم أشد شوكة من الترك يمنعونهم من دار الإسلام، وجميع ما وراء النهر ثغرٌ يبلغهم نفير العدو، حتى دعا الخلفاء إلى أن استدعوا من ما وراء النهر رجالاً، وكانت الأتراك جيوشاً تفضلهم على سائر الأجناس في البأس والجرَاءة والإقدام وحسن الطاعة، فقدم الحضرة منهم جماعة صاروا قُوّاداً وحاشية للخلفاء وثِقاتٍ عندهم مثل الفراغنة والأتراك الذين هم شِحْنة دار الخلافة، ثم قوي أمرهم وتوالدوا وتغيرت طاعتهم حتى غلبوا على الخلفاء مثل الأفْشين وآل أبي الساج وهم من أُشرُوسنة والإخشيد من سمرقند.
التركمان وموطنهم الاصلي
كان سابقا يُظنّ أن مغولستان ( منغوليا ) هي الوطن الأم للترك بسبب تمركز الدول التركية ( الهون ، والكوك تُرك ، والأويغور ) وغيرها حول منطقة أورخون بمغولستان في العصور القديمة لكن الأبحاث التي تستند إلى الأدلة التاريخية واللغوية والملحمية التي عثر عليها في هذه المنطقة والتي تعود إلى الترك تثبت أنّ الوطن الأم للترك هو ما بين جبال ألطاي وجبال أورال . ولكن في الحقيقة ثمّة إلى جانب معلوماتنا التاريخية روايات أسطورية تفيد بأن مركز الوطن الأم في منطقة بحيرات : ( بالقاش ، وأورال ، وايصيق) .
هذا وإنّ المناقب العائدة إلى أوغوزخان وآفراسياب وغيرهما من الحكام الأسطوريين ، والكثير من الآثار التاريخية الخاصة بدولة كوك تُرك والأوغوز ( الغز في المصادر العربية ) والقارلوق كانت متمركزة في هذا الإقليم . فعلى سبيل المثال عند مصب نهر سيرداريا ( سيحون ) عُثر على حاضرة يابغُوات ( جمع يابغو وهي رتبة عسكرية تركية قديمة ) الأوغوز وهي مدينة ” ينكي كنت ” ( أي المدينة الجديدة ) وغيرها من المدن المهمّة ، وقد أُسّست من قِبَل آفراسياب كما تفيد الروايات الملحمية .
وإنّ ابتكار التقويم التركي ذي ألاثني عشر حيواناً كان مرتبطاً بخاقان تركي أسطوري ووادي نهر مقاطعته .
إنّ ملحمة أوغوزخان تصوّر منطقة حوض نهر سيرداريا على أنّها الوطن الأم للأوغوز في حين أنّ المصادر الصينية تفيد بأنّ الكوك تُرك المنحدرين من نسل القون ” الهون ” كانوا يعيشون جنوب جبال الألطاي ، وأنّهم كانوا يعملون بالحدادة قبل حصولهم على الاستقلال ، وقد أعطوا هذا المكان الذي يعدّ مركز أعرافهم القوميّة اسم ( أركنة قون ) . وفي عهدي القون والكوك تُرك كانوا في كلّ ثامن يوم من الشهر الخامس من كل سنة يقيمون المراسيم الدينية ويذبحون الذبائح لله ولروح أجدادهم ، ويحتفلون بالعيد في هذا المكان .
هذا وقد أفادت الروايات المتعلقة بالكتب المقدّسة بأن وطن ترك بن يافث أيضا في منطقة بحيرة ايصيق. وبناءً على هذه الروايات نرى أنّ النبي نوحاً ( ع ) عندما قسّم العالم بين أولاده حام وسام ويافث أعطى الترك بلاد ما وراء النهر ” ما وراء نهر جيحون ( أموداريا ) ” أي تركستان . وإنّ توطّن الأق قون ( الهون البيض ) والكوك تُرك الغربيين والأوغوز المتأخرين والقارلوق حول نهر سيرداريا وبحيرة ايصيق يؤكد أنّ هذه المصادر ذات منشأ تاريخي . وقد أفادت ملحمة الشاه نامه الفارسية ( كتاب الملاحم والأساطير الفارسية يرجع تاريخ كتابته إلى ما بعد ظهور الإسلام ، ومؤلفه هو الفردوسي ) بأنّ أفريدون ( ملك فارسي حكم بعد الضحّاك وهو مشهور بحسن السيرة وشدة العدل ) الذي قسّم العالم على أولاده الثلاثة جعل تركستان وكل أقطار الشرق بما فيها الصين لـ ( تور ) أو توُرَج ، وجعل إيران والمناطق العربية لـ ( إيرَاج ) ، وجعل بلاد الروم والروس ( سَلَم ) وإنّ المصادر الصينية واليونانية والعربية مثلها مثل المصادر الإيرانية تفيد بأنّ نهر أموداريا شكّل الحدود التقليدية بين التورانيين ( الطورانيين ) والإيرانيين ، وإن تركستان هي الوطن الأم للترك . وقد أطلق الإيرانيون على هذا الإقليم أسم توران ( طوران ) نسبة غلى ( تور ) ، وهذا الاسم فارسيّ معناه ” تركيّ ” وجمعه بالفارسية ( توران ) و ( تور ) أو ( تورَج ) لا يعني شيئاً غير التركي .
هذا وتذكر لمصادر الفارسية نفسها أنّ حفيد ترك ( تور ) سلطان الترك الأسطوري آفراسياب فتح إيران والهند وبلاد الروم وبلاد الروس بعد تركستان . ومن المعلوم أنّ حاضرة آفراسياب بطل الحروب الإيرانية ــ الطورانية هي مدينة ( مرو ) أو ( بلخ ) . والتاريخ يذكر أنّ هذا المكان هو مركز الأق قون أو الأفتاليت . والتاريخ الملحمي يذكر الكثير من المدن التي أسّسها آفراسياب في هذه البلاد والأوابد التي تركها .
وبناءً على ما ذُكر فإنّ الأوغوزخان الذي ذُكر في الروايات الملحمية التركية أصبح في الروايات الإيرانية آفراسياب .
أمّا الرواية الإسلامية لملحمة أوغوزخان فإنّها تقول إنّ أوغوزخان هو حفيد يافث بن نوح وقد تحقق ذكر هذا في الملاحم الإسلامية .
وتفيد المصادر الصينية كما المصادر الفارسية أنّ أجداد الصينيين الأسطوريين الهيائيين ( Hia ) في القرون ( 18 ـ 22 ) قبل الميلاد وأجداد الترك الهيونغ نو ( Hiung – nu ) قد توحّدوا في المنشأ نفسه .
وفي القرن الحادي عشر توسّعت حدود البلاد التركية كثيرا نتيجة الهجرات التركية الكبرى ولاسيما السلجوقية ، وبسبب هذه الهجرات فإنّ حدود تركستان ( بلاد الترك ) بلغت من حدود الصين والهند إلى بلاد الروم وروسيا ، وبلك بلغت مساحة أرض الترك ربع العالم .
وفي هذا القرن ( أي في القرن العشرين ) كان الرحّالات الأوربيون يطلقون على جميع الأقاليم الممتدة من قبائل الطونة ( نهر الطونة أو الدانوب ويُسمّى بنهر العواصم ) إلى جبال الألطاي بما فيها بلاد القبجاق ( Kumania ) أسم تركيا الكبيرة وهكذا فإنّ أسم تركستان أو تركيا شمل البلاد الواسعة التي انتشر فيها الترك .
وفي المقابل فانّ الجغرافيين العرب في القرن العاشر الميلادي خصصوا أسم ( الترك ) للترك الشامانيين فقط، وميّزوهم من الأتراك المسلمين ، ولذلك فإنّ أسم تركستان أُعطي للبلاد التركية خارج حدود الدولة الإسلامية وفاراب وحتى ما بعد طلاس ( تالاس ) . وقد تكرر هذا الخطأ في المصادر المتأخرة بسبب تغيّر الحدود بانتشار الإسلام ، وهذا ما تسبب في تشويش بعض الأحداث التاريخية ولذلك فإنّ تركستان التي أطلقت عليها المصادر الفارسية القديمة اسم ( طوران ) أي ( بلاد الترك ) كانت تذكر غالبا في المصادر الإسلامية حتّى العصر السلجوقي باسم ( ما وراء النهر ) ، وبناءً على ذلك فإنّ العرب عندما جاؤوا إلى تركستان التي أطلقوا عليها أسم ( ما وراء النهر ) كانت تحكم من قِبَل الكوك تُرك أو من قِبَل من كان تابعاً لهم من الحكام الترك الذين يحملون ألقاب خان ، يابغو ، طارخان ، وتكين ( كذا في الأصل والصواب تيكين ) ، تودون ( طوضون) .
والجيوش التركية حاربت العرب آنذاك ، ولذلك فقد عدُّوا التي كانت تقطن وراء نهر جيحون شعوباً تركية ، وقد كانت حاكمة بخارى التي حاربت العرب تركيةً أيضاً . حتى أنّ المفكّر الأديب الجاحظ قال إنّ الفرق بين اللغتين الخراسانية والتركية كالفرق بين لهجتي مكة والمدينة ( وقعنا على قول الجاحظ فوجدناه :” إنّ الفرق بين الخراساني والتركي كالفرق بين المكّي والمدني ” وذُكر ذلك في رسالته المشهورة ( في مناقب الترك ) الذي أهداها لصديقة الأديب التركي الفتح بن خاقان الذي ولي الوزارة في عهد المتوكّل وقُتِل معه ، وكان أدخل الجاحظ إلى بلاط الخليفة وساهم في شهرته ) وبذلك أكّد الجاحظ أنّ الترك كانوا موجودين حتى فيما قبل نهر جيحون ، وهذا ما له علاقة بحكم أتراك الأق قون أو الأفتاليت لهذه البلاد وتوطنهم فيها .
وفي القرن الثالث عشر الميلادي دلّ أسم ( تركستان ) على أنّ الحدود العراقية تمتدّ حتّى قبائل نهر الطونة ، وأنّ أسم ( تركيا ) كان ذا معنىً سياسي حتّى في العصر العثماني إذ كان يدلّ على البلاد الواقعة ضمن الحدود الشاسعة للإمبراطورية العثمانية .
إنّ ظهور كلمة ( ترك ) في لساحة التاريخية كان مرتبطاً بتأسيس دولة كوك تُرك في القرن السادس الميلادي ، كما أنّ الصينيين أطلقوا على الترك أسم ( تو – كيو ) والبيزنطيين أطلقوا عليها اسم ( توركوي ) ، وقبل اكتشاف الكتابات الأورخونية كان قد اتُّفِق على أنّ هذين الأسمين يطلقان على الترك .
وقبل الإسلام كان الشعراء العرب الجاهليون كالأعش والنابغة يعرفون الترك ويذكرونهم باسمهم في أشعارهم ، كما أنّ الرسول الأعظم ( ص ) ذكرهم في الحديث الشريف .
وكان قاغانات ( خاقانات ) كوك تُرك يذكرون الشعوب التي تحت نفوذهم باسم ( الترك ) وحتّى لو خرجوا على طاعة دولتهم وهي شعوب ( الأوغوز ، تُركَش والقرغيز ) وكانوا يشيرون إلى ذلك بقولهم : ” إنّهم من الأمّة التركية ” .
هذا الموقف يؤكد عدم جواز حكر اسم الترك لقبيلة تنتسب إليها أسرة الخاقانات الحاكمة لدولة كوك تُرك ولا لدولتهم ، وإنما هذا الاسم شامل لأمّة بكاملها .
إنّ أسم ( تُرك ) الذي يحمل في طيّاته هذا المعنى الواسع ، يشكّل دليلاً على أنّ هذا الاسم كان موجوداً قبل دولة كوك تُرك .
وذكرت المصادر العربية والفارسية الآق هون ( الهياطلة ) باسم الترك ، ومن المتّفق عليه أنّ الاسم الملحمي ( طوران ) أُخذ من كلمة ( تُرك ) وقد ذكر المؤلّف اللاتيني ( بومبينيوس : Pompenius ) في القرن الميلادي الأوّل أنّه ثمّة قوم يعيشون بين نهري الأورال ( ياييق ) وإيتيل ( الفولفا ) ويطلق عليهم اسم ( Turkae) حتّى أنّ عالم اللغة الصينية القديمة وهو ( دي غروت : De Groot) الشهير أفاد أنّه كان في شمال الصين قومٌ يطلق عليهم اسم ( Tik ) قبل الهون ، وأنّ هذا الاسم له علاقة بالترك .
إنّ اسم ( الترك ) لم يطلق على الترك فحسب فمع مرور الزمن غدت تشمل جيرانهم وأقربائهم من الشعوب فمثلاً المؤلفون المسلمون والنصارى في القرن السادس الميلادي كانوا يظنّون المجر القاطنين حوالي قوبان ( كوبان ) والمغول والقيطاي ( الخيطائي ) الساكنين في الشرق أيضاً تركاً ( أتراكا)ً.
وحتّى ملحمة أوغوزخان والجغرافيون المسلمون كانوا قد ضموا السلاو ( السلاف ) الذين كانوا يعيشون تحت حكم تحت حكم الترك إلى عامّة الترك .
والعرب كانوا قد عدوا كل الشعوب التي تعيش وراء نهري آموداريا ( جيحون ) والذي يليه سيرداريا ( سيحون ) والمغول تركاً ، وبذلك أصبح هذا الاسم جامعاً للترك الذين أسلموا والشامانيين وغيرهم من الترك الذين لم يسلموا .
وقد تبنّى الترك المسلمون هذا التعميم ، وكان القراخانيون المسلمون في الوقت نفسه يسمّون أنفسهم بالترك ومملكتهم بتركستان ( القراخانيون نسبة إلى الدولة القراخانية وهي أوّل دولة تركية إسلامية ) وكان القراخانيون قد جاهدوا بني عرقهم الأويغور ، ولكي يعرّفوهم عن أنفسهم أطلقوا عليهم اسم ( ترك ) وعلى أنفسهم اسم ( مسلمان )أي ( مسلمين).
وبالمناسبة إنّ اسم ( العجم ) الذي أطلقه العرب على الفرس أوّلاً أضحى يطلق على كلّ الأقوام غير العربية ، فغدا هذا الاسم يشمل الترك والمغول وسائر الذين كانوا يعيشون في شرقهم ، ولهذا فإنّ خوارزم شاه علاء الدين محمّد الذي كانت تعيش بين عساكره وتوابعه أعداد كبيرة من الشامانيين القبجاق والقانْفْلى كان يعدّ الترك غير المسلمين والقراخطاي والمغول تركاً ، ويعد حكّامهم من الخانات الترك ، وكان أطلق على نفسه لقبي ( باديشاه العجم ) أي ( سلطان العجم ) و ( الاسكندر الثاني) .
وبمناسبة الاستنفارات المكثّفة للقرم ( شبه جزيرة كانت تابعة للدولة العثمانية وهي الآن ضمن حدود جمهورية أوكرانيا ) فإنّ شامانيي القبجاق ( رجال الدين ) الذين كانوا يُعرفون باسم الترك أصبحوا يُذكرون باسم عامة المسلمين .
أمّا السلاجقة والعثمانيون فقد كانوا يخصصون اسم الترك لذوي الثقافة الضعيفة بالإسلام من البدو والقرويين بعد أن كانوا يخصصونهم ببني جلدتهم الشامانيين على الرغم من أنّهم كانوا مرتبطين بانتمائهم التركي ومفتخرين بذلك كونهم من نسل أوغوزخان وآفراسياب . ومع ذلك فقد استخدموا اسم الترك خارج نطاق البدو والقرويين لأنفسهم بمعانيه الدالة على الأصالة والاستقامة والبطولة .
إنّ هذا التفريق كان له الأولوية في عدم وجود تسمية أخرى تطلق على الشامانيين والمسلمين من الترك ، وفي قلقهم بشأن عدم التمييز بينهم وبين غير المسلمين من الترك ، وكان اسم الترك يستشري في الأوساط أكثر فأكثر في مثل هذه الحالات . والمصادر العثمانية الأولى كانت تفخر بتسميتهم باسم الترك دائماً على الرغم من أنّها ذات فكرٍ إسلامي عميق . هذا وإنّ البيزنطيين والأوربيين كانوا يذكرون السلاجقة والعثمانيين عموماً باسم الترك ، ونادراً ما كانوا يستخدمون كلمتي ( الأسرة المالكة ) و ( الدولة ) بشأنهم .
إنّ مولانا جلال الدين الرومي استخدم كلمة الترك مرّة بمعنى الغزاة كونه مدافعاً عن نظام الدولتين السلجوقية والإيلخانية وذلك بسبب عصيان الترك الرُحّل وتخريبهم ولاسيما القرامانيين وكان يقصد بذلك أولئك البدو وكان يُظهر ذلك للسلاجقة الذين يعرفون أنّه تركي . وهو نفسه قال في إحدى رباعياته ” إنّ أصلي تركي ” معطياً بذلك انتماءه التركي مكانة رفيعة .
إنّ التغيرات الدينية والثقافية والزمنية على مرّ القرون من جهة ، وهجرات الترك من جهة أخرى أدّت إلى ظهور فروق كثيرة في معنى حدود تركستان . ورجال العلم الذين لم ينتبهوا إلى هذا الأمر وقعوا في أخطاء فادحة في إدراك التاريخ التركي والاعتقاد بأن الترك كلهم رُحّل كان من الأسباب التي ساهمت في ظهور هذه المفاهيم الخاطئة والتشويشات ، وهذا ما له علاقة بتأسيس دول وامبراطويات التركمانية :
{القون ( الهون ) وكوك تُرك ، والأويغور ، والخزر ، والقراخانيين ، والسلاجقة ، والعثمانيين } ـ وكلها تركية ـ على أيدي البدو . وكانت الدول التركية جميعاً تعتمد على البدو منذ عهد الهون لأنّها كانت منظمات وقوات عسكرية ، ولكنّها في الوقت ذاته كانت تعتمد في إداراتها على الترك الحضاريين وساكني المدن زراعياً وصناعياً وتجارياً وثقافياً .
وفي الحقيقة نحن أصحاب وثائق تاريخية غنيّة حول الحياة الثقافيّة والفنيّة لعدّة مدن عائدة لدول : كوك تُرك والأويغور والخزر قبل الإسلام . وكان الخواقين ( الخاقانات ) الترك كانوا يقيمون في المدن شتاءً وفي مواقع جيوشهم الشبيهة بالمدن صيفاً .
وبهذا نكون قد نوهنا بالخطأ الذي مفاده أنّ الدول التركية الشامانية كانت تعتمد على الشعوب المتشكلة من بدو الترك الرُحّل.
إمبراطورية الـﮔوك تورك 552 – 745
حكمت سلالة الكوك تورك اكبر السلالات الحاكمة في الدولة التركية الكبرى و أعظمها مدة مائة و ثلاثة و تسعين عاما من عام 552 – 745 وبذلك فتكون مدة حكمهم اطول من حكم التابغاج و الاوار , وقد اتخذ هؤلاء الذين أضفوا على التاريخ التركي اهمية خاصة مدينة أوتوكن عاصمة لهم .
وقد أطلقوا مثل الاوار لفظة قاغان على أباطرتهم و لفظة تيكين على امرائهم.
مؤسسا هذه السلالة اللذان اطاحا بحكم الاوار و استلما مقاليد الأمور في الدولة التركية هما شقيقان عملا يدا واحدة ومن اجل تحقيق غاية واحدة و يدعى أهما بومين و الاخر ايسته مي قاغان .
ففي عام 552 قام الإمبراطور بومين قاغان ( Bumın Kağan ) بوضع حد لحكم الأوار مما فتح المجال أمام الـﮔوك تورك لاستلام زمام الدولة فآلت السلطة إليهم .
في هذه الفترة أصبحت عاصمة الإمبراطورية في قسمها الشرقي , أما الغربي منها فكان تابعاً للقسم الشرقي، ويدار من قبل مملكة تابعة للإمبراطورية؛ وكان على رأس الحكم في هذه المملكة (ايسته مي قاغان) شقيق بومين قاغان, وقد استمر بحكم المنطقة الغربية من الإمبراطورية حتى عام 576م.
توفي القاغان بومين في نفس العام الذي أسس فيه إمبراطورية الـﮔوك تورك 552م ، فقام أولاده من بعده بتأسيس ثلاث ممالك كبيرة أولها في عام 553م، والثانية من عام 553م حتى عام 572م، والثالثة من عام 572م حتى عام 581م، حيث أشرفوا على إدارة وحكم هذه الممالك بأنفسهم.
بلغت الإمبراطورية أوجها في مرحلتها الثانية زمن الإمبراطور موقان ( MUKAN ) حيث امتدت من منشوريا شرقاً حتى إيران غرباً، وتعتبر هذه الفترة فترة أوج القوة والازدهار. وفي فترتها الثالثة وبسبب افتقارها للملوك الأقوياء، والنزاعات الداخلية التي حدثت بين الأقوام المشكلة لهذه الإمبراطورية من جهة، والدسائس الصينية التي لم تتوقف من جهة أخرى، استطاعت كل هذه الأحداث إدخال الاضطرابات إلى هذه الإمبراطورية وانتهت بأن أصبحت المنطقة الشرقية منها تحت الحكم الصيني وذلك في عام 630 م .
لقد استغلت الصين هذه الأحداث وحاولت إتباع نفس الأسلوب مع إمبراطورية الـﮔوك تورك الغربية، لكن لم تجري الرياح كما اشتهت الصين, إذ لم ينجح الحكم الصيني الذي لم يدم طويلاً, حيث قام قوطلوغ قاغان ( Kutluğ Kağan ) أو كما عرف باسم إلتيرش قاغان ( iltiriş Kağan ) بإنهاء الحكم الصيني ما بين أعوام 680م حتى 682م وقام مجدداً باستجماع قوى هذه الدولة.
بعد وفاته عام 691م استلم أخاه قاﭙﮕﺎن قاغان ( KAPGAN Kağan ) الحكم ، فاستعادت الإمبراطورية ما كانت عليه من قوة وازدهار، كما كان لـ إلتيرش قاغان وقتها ابنان: الأول ﺒﻠﮕﺎ(Bilge) والثاني كول ﺘﮕﻥ (Kül tigin) وعند وفاة والدهما إلتيرش قاغان كان عمرهما 8 و7 سنوات،
بعد وفاة قاﭙﮕﺎن قاغان عام 716 م , أراد أولاده الاستئثار بالحكم وحرمان ولدا عمهم إلتيرش منه، لكن ﺒﻠﮕﺎو كول ﺘﮕﻥ قاموا بتصفية أبناء عمهم، واستعادوا دولة أبيهم من جديد؛ حيث أصبح ﺒﻠﮕﺎ ملكاً و حمل لقب قاغان (Kağan)، واستفاد الأخوان – ﺒﻠﮕﺎ وكول ﺘﮕﻥ من حمو الملك ﺒﻠﮕﺎ , الذي كان معاصراً لوالدهما وعمهما، و كان أيضاً وزيراً لديهما ، و اسمه طونيوقوق (Tonyukuk) ، وبمساعدته قاموا بتقوية الدولة و تثبيت ركائزها بشكل أكبر.
في عام 731م توفي كول ﺘﮕﻥ وبعده بثلاث سنوات توفي أخوه الملك ﺒﻠﮕﺎ أي في عام 734م، وبعد وفاته بـ10 سنوات قام أتراك الأُيغور (Uygur) بالقضاء على حكم الـﮔوك تورك التي أصبحت في عام 745م في عداد إمبراطورية الأُيغور التركية.
ثورة كورشاد..
من مفاخر التاريخ التركي التي تثير الإعجاب، والأمير كورشاد هو ابن الإمبراطور العاشر جولوق قاغان الأصغر، وقد توفي جولوق قاغان بعد عامين من حكمه على يد زوجته الأميرة الصينية (ايجينغ خاتون) في عام 621م فخلفه شقيقه (عم الأمير كورشاد) قره قاغان وتزوج أرملة أخيه تبعاً للتقاليد التركية، وقد انصاع القاغان الضعيف إلى دسائس زوجته الصينية، وأحدثت سنين القحط والبرد تخريباً مروعاً في الديار التركية، فاستطاع الجيش الصيني مستفيداً من كلّ ما تقدّم أن يغلب الجيش التركي وذلك عام 630م وأَسر قره قاغان مع مئة ألف تركيّ على يد الصينيين، توفي القاغان بعد أربعة أعوام من الأسر نتيجة الحزن والكمد
أعلن الصينيون (سيربا قاغان) إمبراطوراً تركيّاً خلفاً لقره قاغان إلا أن الأتراك الذين اعتادوا العيش مستقلين منذ ألف عام لم يقبلوا بحكم هذا الحاكم الذي كان ألعوبة بيد الصينيين وعملوا سرّاً لإنقاذ الأسرى الأتراك والإطاحة بحكم الصينيين، وقد تشكلت هيئة للثورة من أربعين شخص، وانتخب هؤلاء النبلاء الأمير كورشاد رئيساً لهم إلا أن كورشاد كان قد قرر أن يودع الإمبراطورية لشخص آخر عند نجاح الثورة وأن يبقى بعيداً عن السياسة لئلا يرتاب أحد في كون الثورة قد قامت لأسباب قومية بحتة وألا يفكر أحد بأن كورشاد قد قام بالثورة ليكون إمبراطوراً، وبذلك فقد رفض الأمير التركي ترشيح زملائه له ليكون إمبراطور الأتراك وبذلك فقد تقرر أن يسلم العرش إلى ابن أخ كورشاد بعد نجاح الثورة.
وقد كان على عرش الإمبراطورية الصينية في هذه الآونة ثاني أباطرة (تانغ) من سلالة الإمبراطورية الثامنة عشرة (لي- شيه- مين) والذي كان في الأربعين من عمره حاكماً منذ ثلاثة عشر عاماً وقد كانت الصين بملايينها الخمسين من أكبر دو ل العالم وقت ذاك وكان مئات الألوف من الأتراك الذين يعيشون في طوق حكم الصينيين في شمال الصين يواجهون خطر المحو عن الوجود.
كانت خطة الثورة تستندعلى ما يلي:
أسر الإمبراطور (لي- شيه- مين) وذلك باختطافه وأخذه إلى البلاد التركية ثم مبادلته بالأسرى الأتراك في القصر الصيني والأراضي التركية وحال إعلان الثورة كان الأتراك سيهبّون مجهزين على الصينيين معلنين الاستقلال، وقد كان من المعروف أن الإمبراطور الصيني كان يتجول ليلاً متخفياً في العاصمة (جانغان) وقد بيّت الأتراك العزم على أسر الإمبراطور آنذاك بسهولة إلا أن عاصفةً مفاجئة هبّت ليلة التنفيذ حالت دون خروج الإمبراطور من قصره فخشي كورشاد من مغبّة تأخير التنفيذ خوفاً من افتضاح أمر الخطّة وقتل الأسرى الأتراك، وبجرأةٍ خارقة قرر كورشاد الهجوم على القصر الإمبراطوري واختطاف الإمبراطور بقوة السلاح، وكان في هذا يعتمد على الفارق الكبير بين قدرة استعمال زملائه للسلاح وبين قدرات الصينيين في استعمال السلاح.
و بالفعل فقد هجم الأبطال الأربعون في تلك الليلة على قصر الإمبراطور الصيني وقُتِلَ مئات الصينيين بسهام الأتراك إلا أن العدد الفائق للحراس الصينيين كان حائلاً دون وقوع الإمبراطور الصيني بيد الثوار، فأمر كورشاد حال تيقنه من هذا بالانسحاب من القصر فهجم الثوار الأتراك على إسطبلات القصر واستولوا على وغنموا جياد الإمبراطور واستطاعوا أن يخرجوا من العاصمة الصينية إلا أن جيشاً صينياً بكامله اقتفى أثر الثوار الأربعين وقد وقف الثوار الأتراك على ساحل نهر (وي) وقَتلوا من الصينيين مئات آخرين ثم قُتلوا ببطولة نادرة وبقي كورشاد وتسعة وثلاثون زميلاً له على تربة ساحل نهر (وي) الصفراء مخلفين للتاريخ التركي مفخرةً تعد من المعجزات.
لم يستكن الأتراك بعد إحباط الثورة فاهتزّت الأراضي التركية طلباً للاستقلال وإذا أمعنّا النظر لا نجد بطولة فائقة مثل هذه الثورة في تاريخ أية أمّةٍ، فقد أرعب هؤلاء الثوار الإمبراطورية الصينية إلى حدٍّ كبير وكان عملهم حافزاً قويّاً لاستقلال الأتراك، تطوّر على مر الزمن ليصبح سيلاً يكتسح الأراضي الصينية.
المسلات الأورخونية:
من التاريخ التركماني، إمبراطورية الكوك تورك Orhun
تعتبر الكتابات الأورخونية هي ما تبقى للإنسانية من دولة الـﮔوك تورك، ولعلّ أول تاريخ مكتوب – فيما يخص التاريخ باللغة التركية – وصلنا عن طريق الأبجدية الأورخونية، وتوثيق ذلك ثلاث مسلات وجدت غافية على ضفاف نهر أورخون في تركستان (منغوليا)، وقد وجد الباحثون أنها كتبت باللغة التركية الأورخونية, وقد تبعثرت بعض النقوش و الأحجار الأثرية حول تلك المسلات.
الأبجدية الأورخونية
عندما انتشر الأتراك وعلى مدى التاريخ في القارات الثلاثة، أنشئوا مراكزاً ثقافية وذلك بحسب الوسط الذي كانوا يعيشون ضمنه، واستخدموا أبجديات كثيرة متعددة، أولى الأبجديات التي استخدموها الأبجدية الأورخونية وهي أبجدية تركية محضة، وبعد زوال دولة الـﮕوك تورك على أيدي الأتراك الأُيغور أصبحت الأبجدية الأيغورية هي الأبجدية الشائعة في ربوع التركستان، وبعد دخول الإسلام إلى التركستان ومحاولة من الشعوب التركية التقرب من لغة القرآن الكريم لتسهيل قراءته قاموا بتطويع الأحرف العربية لتتناسب مع اللغة التركية وشرعوا بالكتابة والتعامل بها إلى جانب الحرف الأيغوري ، ويوماً بعد يوم اضمحل الحرف الأويغوري ليترك للحرف العربي ساحة الأدب و الثقافة التركية, حيث بقي الحرف العربي حاضناً للثقافة التركية من أدب وشعر وما إلى ذلك قرابة الألف عام؛ وبعد الغزو الروسي لبلاد الأتراك, أُجبر الترك من قبل السلطات الروسية على استخدام الأبجدية السريالية (الروسية) في كتاباتهم، وكان أخر أبجدية استخدموها هي الأبجدية اللاتينية وذلك بعد انفراط عقد الاتحاد السوفيتي ونيل جمهوريات التركستان استقلالها، أما في الأناضول فاستخدموا الأبجدية اللاتينية في عام 1928م، وذلك بعد الثورة الكمالية (نسبة إلى مصطفى كمال) وزوال الخلافة العثمانية.
كتب الأتراك في بادئ الأمر بحرفهم التركي الخاص -الأورخوني- عدة قرون وقد سبقت المسلات الأورخونية بحوالي قرنين من الزمن, كتابات اكتشفت بوادي ينيساي (Yenisey) إلى أن اكتشفت بشكلها الأبجدي وذلك على المسلات الأورخونية, حيث يتوقع أن وجود هذه الأبجدية يرجع إلى فترة القرون الميلادية الأولى وحتى عهود قريبة ما تزال الاكتشافات مستمرة لأحجار وصخور كتب عليها بالأبجدية الأورخونية وباللغة التركية وتعود لعهود بعيدة قبل الميلاد, وتبين لاحقاً أنه ومابين القرنين الخامس والتاسع الميلادي كانت الأحرف التركية (الأورخونية أو الينسائية) تكتب أيضاً على الورق وتجمع أيضاً بشكل كتب.
فضلاً عن وجود إثباتات قوية بأن هذه الأبجدية ما هي إلا أبجدية تركية محضة لم يأخذها الأتراك أو يقتبسوها عن أحد من الشعوب المجاورة أو غير المجاورة , لكن و إلى جانب ذلك هنالك آراء ترى بأن الأتراك أخذوها عن شعوب غيرهم و تبقى هذه الآراء دون إثباتات و براهين قاطعة.
وتعد الأبجدية الأورخونية أول أبجدية استخدمها الترك, علاوةً على أنها أول أبجدية تركية صميمة . لقد احتضنت هذه الأبجدية بحروفها ذات الزوايا الحادة و الأقواس أول متن منقوشٍ على الصخور و الأحجار باللغة التركية، حيث ذكر فيه اسم الترك والشعب التركي بمواضعَ عدّة؛ فكانت بذلك أول تاريخٍ مدوّن للشعب التركي من قبل الأتراك أنفسهم، وتضمنت هذه الكتابات كيفية تعامل رجال الدولة مع الشعب ومهمة كل من الشعب والحاكم وكيفية نظام الحكم في الدولة (الناحية السياسية)، وتناولت صفات الله والعلاقة القائمة بين العبد والخالق (دراسة دينية) كما تناولت فن المخاطبة وكيفية تطبيقها بأسلوب محتشم وأنيق وحضاري ،حيث كانت نموذجاً للأسلوب الحاد تارة واللين تارة أخرى(العلاقات العامة), الأمر الذي عبر عن وجود هذا الشعب وفكره في الزمن القديم؛ إضافة على أنها دليل على معرفة الترك للكتابة وبأبجديتهم الخاصة بادئ الأمر منذ القرون الأولى للميلاد, إن لم نقل من قَبلِ ذلك بكثير, كما تضمنت بعض العادات والتقاليد التركية والحضارة المدنية التي شهدتها. (دراسة أنثربيولوجية)، حيث تعتبر هذه الكتابات من الوثائق المهمة التي تشهد على قدم الثقافة التركية ، بالإضافة إلى تناولها للشؤون العسكرية فقد تحدثت عن إنشاء الجيش التركي قبل ما لا يقل عن 1250سنة من وقتنا الحاضر، وأُسس منظومة الجيش عند الأتراك, وما خاضوه من غزوات و حروب (الناحية العسكرية)، كما تناولت الفضائل الموجودة لدى الشعب التركي (الناحية الاجتماعية) ففي هذا الإطار نستطيع اعتبار هذه المسلات عبارة عن دراسة سياسية, دينية، أنثربيولوجية, عسكرية و اجتماعية عن المجتمع التركي في ذلك العصر و ما احتواه من علاقات عامة، كما أنها (المسلات الأورخونية) وسيلة أيضاً لإطلاعنا على الأدب, التاريخ واللغة التركية التي سادت في تلك الحقبة, ويعتبر المكان الذي وجدت هذه المسلات فيه مزاراً من أهم المزارات الإنسانية لما احتوته من محتوى اجتماعي ثقافي وحضاري.
من التاريخ التركماني، إمبراطورية الكوك تورك Kultiginتعتبر اكتشاف مسلات أورخون من أبرز المكتشفات التي قامت باكتشافها الإنسانية، ففي القرن الثاني عشر بحث المؤرخ الجويني حول موضوع هذه الكتابات علاوة على أن المصادر الصينية أخبرتنا ومنذ زمن بعيد عن نصب هذه الأوابد لكن وحتى القرنين الـ 18 والـ 19 بقت الأبجدية الأورخونية مجهولة وبعيدة عن دنيا العلم، وقد وجدت أولاً على أحجار مزارات القرقيز بشكل عبارات, محتويةً بعض الأسماء وقد أطلق عليها اسم كتابات الينيساي (Yenisey ).
و في وقتنا الحاضر تبين وجود أحرف شبيهة جداً بالأورخونية منقوشة على بعض القبب و الخسته خانات ( المشافي ) التي بنيت في بداية عهد السلاجقة التركمان في مدينة قيصري Kayseri وسط الأناضول , كما تم اكتشاف مئات الهياكل و اللقى الأثرية الأورخونية و بقايا المدن (الخراب) في التركستان .
لمحة تاريخية بسيطة عن المسلات :
من التاريخ التركماني، إمبراطورية الكوك تورك Zirhli_gokturk_suvarileri
عندما نعود إلى النقوش الأثرية، فإننا نجد بأن هذه المسلات مؤلفة من ثلاث مسلات رئيسة، الأولى و اسمها مسلة كول ﺘﮕﻥ و التي كانت قد نصبت في عام 732 م من قبل الملك ﺒﻠﮕﺎ وذلك تخليداً لذكرى أخيه كول ﺘﮕﻥ -أي بعد عامٍ على وفاته-. أما الثانية فكانت بعد وفات الملك ﺒﻠﮕﺎ بسنة واحدة أي في عام 735 م وقد نصبها ابن الملك ﺒﻠﮕﺎ، الذي خلفه في الحكم وذلك لتخليد تاريخ أبيه وذكراه، أما الثالثة والتي تحمل اسم مسلة طونيوقوق فقد نصبت ما بين أعوام 720م و725م، وقد قام بنصبها حمو الملك ﺒﻠﮕﺎ -طونيوقوق-.
وقد عُثِر على بعض الكتابات بالقرب من مكان نصب المسلات الأورخونية وذلك على ضفاف نهر أورخون ويبلغ عددها حوالي 6 مسلات، لكن هذه المسلات الثلاثة تعتبر من أهمها على الإطلاق, لذا يمكننا من الآن فصاعداً أن نطلق على هذه الكتابات الأورخونية اسم الأبجدية الأورخونية بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى .
أولا- مسلة كول ﺘﮕﻥ ( Kül Tigin Yazıtı ):
ثانيا- مسلة الملك ﺒﻠﮕﺎ (Bilge Kağan Yazıtı)
ثالثا- مسلة طونيوقوق (Tonyukuk Yazıtı)
السومريون هم تركمان من الازل
مهما حاول من يحوال عبثا ان يطمس تاريخ وحقوق الشعب التركماني النبيل في بلاد الشام والرافدين وكذلك في الشرق الاوسط فان بطون الكتب والاثار والاقلام الشريفة كلها الشاهد الاوحد على عراقة واصالة التركمان وعمق تغلغل جذورهم في التاريخ الى ما قبل ميلاد السيد المسيح ( على نبينا وعليه افضل الصلاة واتم التسليم ) , فلا احد يستطيع انكار الدور الريادي للشعب التركماني في بناء وتطوير في بلاد الشام وفي وادي الرافدين منذ الاف السنين واننا نحن التركمان بناة حضارات التي اشرقت على العالم كله , وعندما نقول ان الحضارة السومرية هي الحضارة التي اسست نتيجة الهجرات من الشرق لها علاقة وثيقة بالنسل التركماني الاصيل ونقولها بأثباتات علمية ملموسة حيث ولدت الحضارة السومرية من الرحم الحضارة (الآنة Anau) التركمنستانية .
في البداية وقبل الغوص في اعماق التاريخ الشائك لابد ان نقف وقفة قصيرة عند باب التسمية لـ(سومر) من حيث المعنى والدلالة التاريخية ليطلع القاريء العزيز على امور هامة وثمينة ربما كانت خافية عليه عن السومريين التركمان كل هذه الفترات الطويلة لسبب او اخر لحاجة في نفس يعقوب..
التسمية السومرية : ان اصل تسمية (سومر) متاتية من (سيوم) التركمانية بمعنى (الحب) و(يير) بمعنى (الارض) لتصبح (ارض الحب) لشدة تعلق السومريين التركمان بالارض وحبهم للحياة والابداع المستمر ,لتعرف هذه التسمية مع تقادم الازمنة واختلاف الادوار وصعوبة التلفظ اختصارا بـ(سومر) الحالية.
موطن السومريين التركمان : ان جميع علماء الحضارةالسومرية في العالم اصبحوا اليوم على قناعة تامة وبما لا يقبل الشك بقوة انتماء السومريين عامة الى سلالة (اورال- الطاي) التركية وهناك تشابها كبيرا بين اللغة السومرية واللغة التركية وخاصة اللهجة التركمانية سواء من ناحية القواعد اللغوية او وجود كلمات مشتركة مشتقة تنتمي الى نفس المصدر, كما لا ننسى هنا ايضا اتفاق العلماء والمؤرخين على ان اللغة السومرية لغة (التصاقية) لا علاقة لها باللغات السامية او الارية وانتمائها جملة وتفصيلا الى العائلة اللغوية التي تنتمي اليها اللغة التركية , والالتصاقية هنا معناها ان جذور معالمه لا تتغير عندما تعبر عن ازمان الفعل المعروفة ولا تتاثر بنوعية الفاعل, وان المفردة تبقى كما هي في كل الازمان والافعال والاسماء مع اضافة مقطع له.
و يقول المؤرخ الكبير طه باقر في كتابه (مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة) ان البشرية بدات من بلاد تركستان وان اقدم حضارة قامت في العالم هي الحضارة السومرية التي بدات من شمال العراق اولا تلتها حضارة الجنوب لاحقا.
ان الموطن الاصلي للسومرين اذن وقبل هجرتهم الى العراق على مراحل عديدة هي اواسط اسيا في المنطقة المحصورة بين صحراء (قرة قورم) في تركمانستان الحالية وشمال الهند وبحيرة (بلكاش) غرب سلسلة جبال (الطاي) والمعروفة اليوم بدولة (قرغستان) غرب الصين الحالية.
والتركمان كماهو معروف من الاثار وما نقله لنا التاريخ هم اسلاف السومريين الاوائل بناة اقدم حضارة في العالم .
هجرة السومريون التركمان صوب الغرب: يرجع العديد من المؤرخين سبب ترك (السومريين) الاوائل لموطن اجدادهم وسط اسيا قبل (12000) ق.م والتوجه غربا الى جملة اسباب علمية وواقعية في المقدمة منها :
اولا: العصور الجليدية التي غطت النصف الشمالي من الكرة الارضية بالكامل كانت اخرها العصر الجليدي الرابع (فورم) مما حدا بهم البحث عن مناطق معتدلة اقل برودة من مناطقهم الاصلية الجامدة ولقرون عديدة , علما ان اخر العصور الجليدية التي ضربت النصف الشمالي من الكرة الارضية انتهت قرابة (10000) ق.م. نقلا عن كتاب (تاريخ العراق القديم ) لمؤلفه الدكتور فوزي رشيد.
ثانيا: الطوفان المذكور في الكتب السماوية والذي كما تقول بعض الروايات اغرق الجزيرة العربية والعراق والشام وحواليهما فقط بالكامل وشله لكل مايمت صلة بالحياة فيهما دون رحمة الا من انجاهم الله تعالى بقدرته الواسعة, حيث شجع هذا الظرف الاستثنائي بخلو المنطقة من البشر وتوقف اسباب الحياة فيها فكان الزمن المناسب للسومريين الاوائل للهجرة و الاندفاع صوب هذه المنطقة الدافئة نوعا ما والغنية بامكانياتها ومواردها لتعويض ما يمكن تعويضه. فحدث ما حدث لاحقا باستقرارهم وعلى مراحل في ارض الرافدين اي العراق وتاسيسهم لاركان اقدم حضارة عرفتها البشرية الاوهي الحضارة السومرية قبل اكثر من (6000) عام من الان .
لان هذه الحضارة كانت قائمة قبل ٣٥٠٠سنة قبل الميلاد حسب الكلام العلماء الاثار الذين اكتشفوا في الحفريات على بعض القطع الأثرية التي ترجع اساساً إلى العصر الحضارة آنو في وسط آسيا آي تركمانستان وفي الكتاب mennesket kommer باللغة النرويجية وفي الصفحة ٢٠٤ يقول مؤلف الكتاب ان العلماء الاثار برهنوا بعد الدراسة على القطع الاثرية المكتشفة … ان التركمانستانيين كانوا ينسجون الملابس اي كانوا ماهرين في نسج الاقمشة هم اول من كانوا يجيدون فن الحياكك وهذا الفن اكتشف من قبل النساء لأن النساء كانوا يعملون بشعر رؤوسهم انواع من ذيول كذيل الحصان او ذيول صغيرة كذيل القط وبعدها فكرت النساء بأمكان نسج صوف الذي يأخذ من المواشي وبالاضافة إلى الحياكة والنسيج كان اصحاب الحضارة آنو يربون الجمال والمواشي وكانوا يهتمون بالفروسية والفن القتال هم اول من صنعوا القوس والنشاب ومن الممكن ورثوا صناعة الاسلحة من اسلافهم كرماح والقوس والنشاب وحتى الرجال اخذوا ينسجون الفرش لفرش منازلهم وكانوا ايضا يصنعون الخيم والنساء كانوا ماهرات في الحياكة الالبسة، وكانت موسيقى جزء مهم من الحضارة انو التركمانستانية… الناي والقيثارة كانت تستخدم في الطقوس الدينية.
اما العلاقة بين الحضارة آنو التركمانستانية والحضارة السومرية هي علاقة وثيقة جدا من ناحية الأسماء والثقافة والاصول والفن، يوجد مصادر تاريخية كثيرة تثبت ان السومريون هم من الاسيا الوسطى انهم وصلوا إلى بلاد النهرين ٣٢٠٠سنة قبل الميلاد المسيح بعد ان سلكوا الطريق من شمال إلى ان وصلوا إلى الجنوب انهم لم يجيدوا لغة اهل الرافدين من الجنس السامي، هؤلاء جمعوا كل الثقافات اهل الرافدين ثم صنعوا نواة الحضارة السومرية والتي لا زالت تفتخر بها كل العالم بالرغم من وجود حضارات قبل سومر كحضارة آنو وحضارة حلف وحضارة حاصونة الا ان الحضارة سومر تعتبر اول شرارة النور لأنقاد الانسان من الظلمات إلى النور، لأن الحضارة السومرية هي اولى حضارة اكتشفت الكتابة ثم اهتمت بالطب والعلم الفضاء والهندسة وبناء المعابد .. الزقورات… وبناء المدن والسكن وبناء السدود او الستائر الترابية لمنع الفياضانات من تدمير المدن ولمنع غرق الاراضي الزراعية …
عندما نقول ان الحضارة السومرية هي الحضارة التي لها علاقة وثيقة بالنسل التوكماني نقولها بأثباتات العلمية الملموسة وبشكل المهني نضع الحقائق امام القارىء. السومريون وبعد استيطانهم المدن والقرى الزراعية في بلاد الرافدين اطلق عليهم اسم(اكنجي) اي المزارع باللهجة التركمانية من اللغة التركية (akenge) وسمي السومريون الاخرون الذين فضلوا حياة الترحال (كوجر) اي المهاجر (kogr) وايضا باللهجة التركمانية من اللغة التركية والتسميتان تركمانيتان يتم تداولهما ليومنا هذا.
المتتبع تاريخيا للتسميات التي اطلقت زورا على العراق السومري الاصل يرى بأم عينيه اليوم تحاشي العديد من الكتاب والمؤرخين ذكر اسم (العراق) السومري لاسباب شخصية او فئوية ضيقة والتعويض عنه بذكر ما لذ لهم وطاب من التسميات الهامشية والمبهمة او الصفات كوادي الرافدين وميزوبوتاميا وبلاد الرافدين, ناسين او متناسين انه لا يصح الا الصحيح, علما ان التسمية السومرية للعراق كانت (ايراك) بمعنى (البعيد) في اللغة السومرية التركمانية وفي اللغة التركية الحالية لبعد العراق عن بلاد تركستان الموطن الاصلي للسومريين والمتاتية من الرد على السؤال الذي يوجهه دوما التركستاني لاخيه الزائر السومري القادم من العراق عن وجهتهم اولا حال خروجهم مع ذكر اسم البلد الذي فضلوا الاستقرار فيه نهاية مطافهم بعد تركهم لموطن ابائهم واجدادهم الاولين (تركستان) لياتي الجواب (ايراك) اي منطقة (بعيدة) ليحرف بمرور الزمن الى (عراق) الحالي والممتد جذوره لاكثر من (6000) عام خلت نقلا عن كتاب (لغة العرب) لمؤلفه البرفيسور (هرز فلد ).
في اثبات ان السومريين هم تركمان او ان التركمان هم سومريين , كانت اللغة السومرية تكتب من اليمين الى اليسار على شاكلة مثيلاتها اللغات التركية على عكس اللغات الاكدية والاشورية والبابلية التي تكتب من اليسار , وهذه المعلومة هي نقلا عن كتاب (التركمان- السومريون) للباحث بك مراد غراي .
اصول اللغة السومرية وقواعدها اشبه ما تكون من دون لغات العالم إلى لغة الاقوام التورانية التي تسمى (اورال آلطاي) وهم المغول والترك والمجر والفنلنديين وقد تنبه بهذا لاول مرة العلامه ابن خلدون وذكر في كتابه (المقدمة) بأن الفنلنديين هم من الاتراك.
قواعد اللغة السومرية شبيهة بقواعد اللغة التركية بدليل انها من اللغات الالتصاقية فتلصق بالاسم ضمائر التملك وادوات الاضافة وحروف الجر والاداة الدالة على الفاعل عندما يكون الفعل متعديا مما يتسبب في ظهور تغييرات صوتية نتيجة لهذا الالتصاق بعكس اللغة العربية التي تاتي حروف الجر دائما قبل الكلمة ثم ان اللغتين متشابهة من ناحية التركيب فتكتب جملة طويلة ربما تكون سطراً او سطرين ولا تجد الفاعل الا في نهاية الجملة اضافة إلى هذا وجود أكثر من (600) كلمه سومرية في اللغة التركية اوبالاحرى تشابه الكلمات في اللغتين السومريه والتركيه.
لمحة عن حياة الاوغوز التركمان: عادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان
1- الحياة العائلية:
كان الاوغوز التركمان و خاصة الامراء منهم يتزوجون من امراة واحدة فقط فلم يعرف عندهم الضرة و لا الشريكة, و هذه الخصوصية جديرة بالاهتمام لدرجة كبيرة.
حتى امير الامراء قازان يذكر له في السير اسم زوجة واحدة لا اكثر و هي (بورلا خاتون ذات القوام الطويل). و يلاحظ عليهم معاملتهم اللطيفة بكل تقدير و احترام لزوجاتهم حيث كانوا يتبعون في امور كثيرة نصائح زوجاتهم و يتصرفون بموجبها و يخاطبونها بكلمة كوزلم (جميلتي).
في قضية الزواج كانت لهم عادة ان تطلب عائلة الفتاة مهرا من عائلة الشاب و كانت العائلات المتحابة تخطب اولاد بعضها البعض و هم لم يزالوا اطفالا رضعا, و عندما يخطب الرجل فتاة كان يضع خاتمه الخاص في اصبعها اما الفتاة فكانت تقدم لخطيبها قميصا لونه احمر خيطته بيدها ليلبسها الشاب في ليلة الزفاف.
و في العرس كان هناك تقليد رمي السهام على خاتم العريس من قبل الاصدقاء, هذا وان العريس كان يحدد مكان ليلة الدخلة بواسطة رمي السهم.
و كان امراء وابطال الاوغوز يفضلون ان يقترنوا بفتيات فارسات و محاربات تركبن الحصان و تتقلدن السيف مثلهم, و هذه الرغبة لم تكن عنصرا اسطوريا, بل ان مثل هذه الفتيات و النساء الفارسات بين الاقوام و العشائر التركية كانت موجودة بكثرة في كل زمان, و تاكيدا على ذلك فان احد الاوروبيين الذي مر بالاناضول سائحا في القرن الخامس عشر كتب عن مدى استغرابه و تعجبه من شجاعة النساء التركمانيات و انهن يقاتلن مثل الرجال لذا لا يجب ان يستغرب من قيام الامير التركماني بيرق بمصارعة خطيبته بانو- جيجك, لان العلامة محمود الكاشغري ينقل لنا قولا ماثورا عن الاجداد يقال فيهلا تصارع فتاتا, و لا تسابق خيلا). بيرق الذي لم يعرف هذا القول الماثور للاجداد او لم يراعي ذلك, كان قد تخلص من الهزيمة بصعوبة كبيرة امام خطيبته.
خلاصة القول, كانت للنساء مكانة مرموقة عند الاوغوز و يمكن فهم و ادراك مدى الاعتبار الذي كانت تتمتع به النساء في القوم الاوغوزي في الوسط الاجتماعي و المكانة المرموقة و المشرفة لهن وسط المجتمع الاوغوزي, اذا علمنا بان اوغوز- نامة (الرسائل الاوغوزية) التي كانت مصدرا لشجرة التراكمة لابو الغازي كانت مليئة باسماء نساء كثيرات من الاوغوز قمن باعباء و مسؤوليات اميرية.
اطفال امراء الاوغوز حديثي الولادة كانوا ينامون على اسرة هزازة من الذهب و تقوم المربيات بالعناية بهم حتى يكبرون. ان وجود بنت في العائلة لم يكن عارا لها كما كانت عند العرب. حيث ان (باي بيجن بك), كان قد طلب من الامراء الاوغوز الكبار, الدعاء لكي يرزق بمولودة انثى.
ان تصرفات الاباء تجاه اولادهم كانت تتصف بالشفقة و المحبة , اما الاحترام للام فكان يعبر بكل مناسبة في السير و يقال بان” حق الام, هو حق الله”.
ولقد كانت طريقة القاء التحية بايماء الراس الى الاسفل ووضع اليد اليمنى على الصدر الايسر, كانت هذه الطريقة الرئيسية عند اتراك الاناضول في التحية و قد استمر التعامل بها للفترات الاخيرة.
2- الجيش:
الجيش الاوغوزي (التركماني) الذي كان يتشكل بالكامل من الجنود الخيالة كان ينقسم بشكل رئيسي الى جناحين هما اليمين و اليسار, و بما ان التفوق السياسي في القوم الاوغوزي حسب ما يذكر في السير كان من نصيب جماعة اوج- اوق فان هؤلاء كانوا يحتلون مكانهم في الجناح الايمن الذي كان يغتبر مقاما رفيعا.
الاسلحة الرئيسية التي تستخدمها الاوغوز في الحروب كانت عبارة عن : السهم, السيف, الرمح. واما اسلحتهم الدفاعية فكانت الترس و درع الظهر.
لن يكون خطأ, وصف السهم بانه سلاح قومي للاتراك, و الحقيقة ان هناك اقوام قليلة جدا في التاريخ بامكانهم استخدام هذا السلاح بمهارة الاتراك و المغول. و يذكر في السير بان السهم يتم تصنيعه من خشب شجرة الارز, اما السهام العثمانية فكانت تصنع من خشب شجرة الصنوبر. و كانت الاقواس تصنع من اوتار (اعصاب) العجول و يروى بان اقواس ابطال السير كانت تصنع من اوتار الذئب. كان الابطال التركمان يقومون برمي السهام الى الاهداف اما لزيادة مهاراتهم في الرماية او التسلية و قضاء اوقات الفراغ.
3- الفروسية:
من المعلوم انه كان للحصان في حياة الاتراك القدماء مكانة كبيرة. اذ ان اهمية الجمل عند العرب تقابلها بنفس الدرجة اهمية الحصان بالنسبة للاتراك. حيث كان يجتاز التركي السهول المترامية الاطراف بواسطته, يأكل من لحمه و يصنع من حليبه شرابه القومي (قمز) و يستفيد من جلده و شعره ايضا.
و قد كان الاوغوز الابطال يكررون القول بان ” لا أمل لامرئ مترجل, الحصان يعمل و الانسان يتفاخر”.
و قد كان المؤرخون المسلمون يعرفون الاتراك بانهم قوم يملكون احصنة لا حصر لها, و يصفون الهاقان التركي بانه سلطان يملك الكثير من الاحصنة.
يس بالمكان تكوين فكرة واضحة حول زي اللباس عند الاوغوزولكن يجري الحديث عن ان رئيس البوز- اوق المدعو اوروز قوجه كان يرتدي عباءة فرو مصنوعة من فرو الماعز الذكر. لكن كلهم كانوا يرتدون في الشتاء البسة جلدية دون ارتداء الفراء المصنوع من جلد الماعز.
القلنسوة كانت تعتبر غطاء راس قومي للاتراك و حسب معلوماتنا فان لون القلنسوة فبما بين القرنين الثالث عشر و الرابع عشر كانت باللون الاحمر.
اما القلنسوة البيضاء فقد تم ارتداؤها في الاناضول في النصف الثاني من القرن الثالث عشر و لاول مرة من قبل محمد بك الذي هو من امراء الثغور في دنيزلي, و اصبح لبسها تقليدا متبعا فيما بعد.
اما عن العمامة فاننا على علم بان طغرل بك كان يضع على رأسه عمامة عندما جاء ال نيسابور في سنة 1038م, و لقد كانت العمامة التركية بالحجم الوسط و ثنيات جميلة تجلب الانتباه من حيث مظهرها الجميل, و لقد عرفت هذه العمامة في مصر على انها عمامة تركمانية.
اما الاحذية فكانت عبارة عن جزم طويلة العنق (أديك) و جزم قصيرة ( سكمان). الجزم القصيرة كانت تستخدم في محافظات مرعش, اضنة, عنتاب, و انطاكية حتى الى ما قبل 15- 20 سنة مضت.
عنق هذه الجزم كانت بطول 40 سم و هذه الجزم كانت بدون كعاب و بلون احمر او اصفر. و قد كانت النساء ايضا ترتدي هذه الجزم.
لقد كان طراز لباس الاتراك في القرن الخامس عشر و بضمنهم العثمانيين هو نفس طراز لباس اتراك- الجاغاتاي. اذ ان المؤرخ المصري ابن اياس يصف طراز لباس اتراك الاناضول بانها طراز تركماني .
سبق القول بان الاوغوز كانوا يطيلون شعورهم و بالمقابل يحلقون ذقونهم, و اول عمل قامت به المماليك الشراكسة التي دخلت في خدمة العثمانيين بعد فتح مصر هو حلق الذقن و ارتداء الزي التركماني ( العثماني) .
هذا واننا على علم بان بعض الامراء و الحكام في القرنين الرابع عشر و الخامس عشر كانوا يضعون حلقا ذهبيا على اذانهم مثل الامير يكنك ابن قازلق- قوجه المتصف بلقب ” صاحب الاذن بحلق ذهبي”.
5- المزاج و السلوك:
اما عن امزجة وسجايا الاوغوز فليس من السهل اعطاء احكام كاملة و نهائية على انه يمكن القول بان الاوغوز الذين عاشوا طراز حياة معينة و تأثيرات الشروط الصعبة للبيئة المحيطة بهم جعلتهم يكونون اناسا ذات امزجة قاسية لحد ما, و كونهم محاربين فهي تعد من ابرز فضائلهم وهم اناس شرفاء مستقيمين و كرماء محبون للضيوف.
الخبر السار كان يتم تداوله بهذه المقولة ” بشراك و قر عينا “.
و حين الانتصار على الاعداء في الحروب كانوا يقومون باعتاق العبيد و يكتب المؤرخون بان السلطان محمد الفاتح كان قد اعتق 40000 عبد و جارية بعد انتصاره في مغركة اوتلوق- بلي.
كان الاوغوز يعبرون عن الذهول و الدهشة في معظم الاحوال بضرب يدهم باليد الاخرى. و التعبير الرئيسي لسلوك الحزن العميق عندهم هو البكاء… ففي حوادث الاسر و الموت تلف المعسكرات مأتم عميق, حيث يبكي الفرسان الشجعان بصوت مرتفع, و تنتف النساء شعورهن و تجرحن و جوههن باظافرهن و تخلعن احذيتهن من ارجلهن, انها واحدة من العادات و التقاليد التي لم تتغير بدءا من فترة الغوك- ترك و حتى السلالة العثمانية. فالبكاء كان يخفف العذاب الشديد الذي يشعرون به, البكاء في مثل هذه الحالات كان يعتبر ردة فعل طبيعية عند الاتراك , اذ ان العيب كان في عدم البكاء.
ان بكاء الرجال البواسل, اصحاب الطباع القاسية و لايام طويلة و خلع البستهم الحريرية و ارتداء لباس خارجي من اللباد بدلا عنها, بالاضافة الى بعض تقاليد المأتم الاخرى كانت تقابل من قبل طبفة المتعلمين في العالم الاسلامي بالحيرة و الاستغراب.
روح الجماعة كانت متأصلة في الاتراك طوال قرون من تاريخهم حيث كانوا يستقبلون الفرح و الحزن معا. انه لتعبير جميل لهذه الروح قول هاقان الغوك- ترك في القرن الثالث عشر: ” لم أرتاح النهار و لم أنم الليل لأجل القوم التركي”.
6- تعريف بالتوتماج:
توتماج هي اكلة تركية معروفة من قبل الجميع ( اي من الاقوام الغير تركية ايضا), جلبت هذه الاكلة من قبل الاوغوز و الاتراك الاخرين الى بلاد الشرق الادنى, و كانت قد عرفت من قبل الايرانيين و العرب ايضا. لدرجة انها نقلت الى كتب اللغات و بشكل رئيسي الى معاجم اللغة الفارسية و العربية.
روايات الكاشغري و ابو اسحاق عن تتماج يبين لنا بان طريقة تحضير و طبخ الاكلة بمواصفاتها العامة بقيت كما هي دون تغيير حتى وصلت الى ايامنا هذه و هي : العجين غلى شكل رقائق لكن يفتح سميكة قليلا ( حوالي 1,5 سم ), بعد و ضعها على الصاج و طبخها بشكل خفيف تقطع على شكل مثلث او معين و تسلق القطع الناتجة في ماء ساخن و تخلط مع العدس الاخضر المطبوخ و يضاف لها لبن مخلوط بالثوم, بعد الانتهاء من هذه الاعمال تصب عليها سمنة محمرة على النار و معها لحمة مفرومة ناعمة و يرش فوق السمنة هذه نعناع اخضر او يابس.
تتماج هذه و على مر التاريخ تذكر في كثير من المصادر على انها طعام قومي لكل الاتراك. اذ ان طغرل بك عندما قدمت له حلوى اللوز – لوزينا- في وليمة في خراسان قال معلقا : ” انه تتماج لذيذ و لكن ينقصه الثوم” مع العلم ان هذه الاكلة كانت تزين موائد قصور سلاجقة تركيا و العثمانيين, و نعلم بانها تطبخ اليوم في معظم امكنة الاناضول.
لقد كان السلاطين و الامراء الاتراك يزينون الاماكن التي كانت تحت سيطرتهم بالجوامع و المدارس ( الكليات ) و المستشفيات و التكايا و الخانات على الطرق العامة الرئيسية, و الحمامات و الجسور, حيث لا يزال قسم كبير من هذه الاثار شاخصة بابصارها حتى يومنا هذا و شاهدة على الهمم الكبيرة و السعي الحثيث لاولئك العظماء الذين تركوا لنا هذه الماثر الخالدة. لكن السلاطين و الامراء الذين تركوا لنا هذه الماثر العظيمة , كانوا يسكنون ابنية متواضعة جدا لدرجة ان امكنة معظمها غير معروفة و اخريات زالت من الوجود و اصبحت اثرا بعد عين.
استنطاق التاريخ:
لقد كانت حالة القبائل التركمانية المنتشرة في آسيا الوسطى قبل دخولها الاسلام اشبه ـ الي حد كبيرـ بوضع القبائل العربية في الجزيرة وما حولها قبل البعثة النبوية الشريفة, حيث تمارس حياة البداوة بكل جوانبها التي تتمثل بالارتحال المستمر والاقتتال الداخلي عبر الغزوات القبلية والاعتماد على المواشي كمصدر اساسي لديمومة الحياة. وقد جاء في كتاب تاريخ العراق بين احتلالين عن قبائل التركمان انهم (اصحاب خيام ومواشي, يرتحلون تارة الى المصيف وتارة الى المشتى … وهم قبائل شتى ولكل قبيلة عشائر وبطون وافخاذ لاتحصى).
وقد لعبت الطبيعة القاسية دورا كبيرا في توجيه الحياة بهذا الاتجاه البدائي البسيط وعزلت تلك القبائل عن مجرى الحضارات وجعلت آسيا الوسطى ـ موطنها الحقيقي ـ عالما مقفلا على ذاتها حيث اثرت تلك ( على مسارات تاريخها وعمليات تطور شعوبها , ان وقوعها بين سيبريا الثلجية وسلاسل افغانستان الجبلية جعلها مناطق براري من الدرجة الاولى والتي تصلح اولا واخيرا للبداوة والرعي واستمر ذلك فيها احقابا طويلة واستخدم فيها عبر العصور ذلك (الجمل) الذي تميزت به والمتصف بسناميه الاثنين وقصر قامته في المواصلات ونقل البضائع والمواد العذائية.
واستمرت حياة التركمان هكذا حتى القرن السادس الميلادي حيث اتحدت القبائل التركمانية بالقوة وعبر سلسلة من الغزوات التي تمت من خلالها اخضاع الضعيف لسلطان القوي, وشكلت امبراطورية كبيرة امتدت من منغوليا الى شمالي ايران ولكن ما لبثت ان خضعت تلك الامبراطورية في الجزء الشرقي منها الى النفوذ الصيني.
ولكن بعد فترة تحكمت قبيلة التغزغز التركمانية بالقسم الشرقي من تلك الامبراطورية وسيطرت قبيلة القارلوق على القسم الغربي منها.
وفي خلال هذه الفترة بالذات بدأ الاسلام بالوصول الى تلك الديار عبر سلسلة من الفتوحات الاسلامية وانفتح امام التركمان افاقا جديدة صيّرت من تلك القبائل المتضاربة الاهواء والمصالح امة تمتلك كل مقومات الديمومة والاستمرار.
وهكذا بدأ التركمان مع الاسلام حياة جديدة تختلف كليا عن سابقاتها في جميع النواحي.
الاسلام والتركمان؛ دور الاسلام في حياة التركمان
في عام 705 م وأبان العهد الاموي كان القائد الاسلامي قتيبة بن مسلم قد وصل الي ما وراء نهر جيحون (اموداريا) في فتوحاته ونشر الدعوة بين الترك فقبلوها في القسم الغربي من امبراطوريتهم واعتنقوا الاسلام.
وهكذا بدأت تلك القبائل حياتها كأمة على ضوء الاسلام واصبحت جزءا من شعوبها المسلمة وبدأت تتحضر شيئا فشيئا بسرعة كبيرة وتخرج عن عزلتها من تلك الاصقاع البعيدة وتمارس حياة الاستقرار بدل الارتحال وترتبط مع باقي الشعوب في اطار حضاري عام تأخذ منها وتعطي لها وتمزج عاداتها وتقاليدها بعادات وتقاليد تلك الشعوب.
وكانت للعقيدة الاسلامية دور كبير في صياغة حياة التركمان من جديد وامدادها بكافة شروط البقاء والاستمرار والتجديد ويمكن ملاحظة ذلك بشكل واضح من خلال ما يلي:
اولا ـ ساهم الاسلام بدور اساسي وكبير في تمدين التركمان واخراجهم من الجاهلية وعصر البداوة الى نور الحضارة حيث اصبح لهم كيان مستقر بين الامم والحضارات.
ثانيا ـ عن طريق الاسلام وحده انتشر التركمان في الارض وتركوا عزلتهم في تلك القفاري والاراضي الصحراوية ووفدوا الى هذه البقاع واستقروا فيها.
ثالثا ـ بالإسلام اصبح التركمان امة رائدة تملك كل المقومات المطلوبة للامة الحية, ولها رسالة تبشر بها وتقود امما وشعوبا باسم تلك الرسالة.
رابعا ـ بالإسلام غدا التركمان حكاما وملوكا لدول تضم عدة شعوب اسلامية واسسوا دولا وامارات والتي من اهمها الامبراطورية السلجوقية والدولة التيمورية والامبراطورية العثمانية.
خامسا ـ بالإسلام لعب التركمان بدور حضاري في تاريخ البشرية وخلدتهم صفحاته الناصعة بحروف من ذهب.
وقد اقترن التركمان بالإسلام اقترانا عجيبا الى درجة يذهب بعض المؤرخين الى ان اطلاق اسم التركمان على فئة من الاتراك في آسيا الوسطى في حينه جاء بعد ان دخلت تلك الفئة في الاسلام واعلنت ايمانها. حيث ينقل الدكتور مصطفى جواد في المعجم المستدرك نقلا عن وقائع قزان وبلغار وملوك التتار ما يلي:
قال ابو الفداء سمّوا بذلك لان كل من اسلم من اتراك خراسان وما وراء النهر في الصدر الاول كان يقال له “صار ترجمانا” لكونه ترجمان بين المسلمين العرب الفاتحين بسبب اختلاطه معهم وتعلمه اللسان منهم وبين من لم يسلم من الاتراك , حتى صار ذلك علما لهم أي لمن اسلم منهم ثم قيل بالتحريف تركمان).
وهناك رأي آخر لا يبعد عن الرأي الاول ومفاده ان كلمة التركمان مركبة من كلمتين (ترك وايمان) ويعني الاتراك المؤمنون بالإسلام ثم قيل بالدمج تركمان وكذلك هناك راي اخر يقال ان التسمية المؤلفة من قسمين في اللغة التركية ف(تورك) اسم علم و(من) تعني البأس والشدة أو (مان ) أداة تعظيم وتفخيم في اللغة التركية , كلمة تركمان تأتي بمعنى التركي الشجاع ( ترك مان) او الرجل التركي مان تورك .
من هنا فان الحديث عن الهوية التركمانية لا يكتمل ولا يكون له معنى ومضمونا الا من خلال فهم دور الاسلام في حياة التركمان وتأثيره المباشر عليها, وفي هذه المسألة تتشابه حالة العرب مع التركمان وبشكل تطابقي كبير سواء في مرحلة ما قبل الاسلام او ما بعده.
التركمان والاسلام ؛ دور التركمان في خدمة الاسلام
لقد ادى المسلمون التركمان خدمات جليلة لدينهم الذي اخرجهم من الظلمات الى النور حيث ما ان تشربت قلوبهم بالعقيدة وامتلات نفوسهم بالإيمان انطلقوا في مشارق الارض ومغاربها مبشرين وفاتحين وحماة مخلصين للدولة الاسلامية ومن الادوار التي قام بها المسلمون التركمان تجاه عقيدتهم الاسلامية مايلي:
اولا ـ كانوا حماة الخلافة الاسلامية في العهد الاموي والعباسي وما بعده حيث استعانت بهم الولاة في الدفاع عن ثغور المسلمين. ويذكر الدكتور مصطفى جواد انه (كما اجتذب القادة الامويون الاتراك وجندوهم كذلك اجتذبهم العباسيون).
ويقول مؤرخ العراق ابن الفوطي في الجزء الاول من كتابه (كفى هؤلاء الاتراك جيش بني العباس في الفترة المذكورة مؤونة الحرب في الثغور).
ويقول شاكر صابر ضابط في كتابه (موجز تاريخ التركمان في العراق) الجزء الاول لقد كان الخلفاء يرعون التركمان ويعتمدون عليهم في الحروب والفتوحات ويهددون بهم خصومهم , شاركوا في فتوحات واسعة وحاربوا الملاحدة والروم وقاتلوا بشجاعة.
ثانيا ـ على ايديهم انتشر الاسلام في اوروبا والبلقان في الفترة الذهبية للإمبراطورية العثمانية والفتوحات الاسلامية التي باشرت بها.
ثالثا ـ دربوا الجيش الاسلامي على فنون جديدة في القتال وهم المعروفون بالصفة العسكرية حيث يذكر التاريخ ان شباب التركمان الذين جندهم ولاة بني امية كانوا على جانب كبير من المهارة والحذق في فنون القتال وقد قاموا بتدريب الشباب العربي المسلم على استعمال الرمي بالسهام عن القوس على الطريقة التركية.
وقد ورد عن الامام علي بن ابي طالب(ع) في كتاب نهج البلاغة ذكر صفتهم العسكرية تلك مادحا فيهم شجاعتهم وشدة بأسهم في القتال واصرارهم على المضي فيه رغم شدته حيث يقول عليه السلام (كأني اراهم قوما كان وجوههم المجان المطرّفة يلبسون ـ الحرير الابيض ـ والديباج ويعتقبون الخيل العتاق ـ أي يحبسون كرائم الخيل لانفسهم ـ ويكون هناك استحرار ـ اشتداد ـ قتل حتى يمشي المجروح على المقتول , ويكون المفلت اقلّ من المأسور).
رابعا ـ كانوا في طليعة الجيش الاسلامي الذي تصدى للغزاة الصليبيين حيث دحروهم وحرروا قلاعا في فلسطين وفي غيرها من الاراضي الاسلامية من سيطرتهم.
قال شهاب الدين محمود بن سلمان الحلبي الاديب والشاعر المشهور في فتح الملك الاشرف خليل بن قلاوون التركي ملك مصر والشام لقلعة عكا اعظم معقل لفلسطين ورمية الافرنج في البحر سنة (690هـ):
الحمد لله ذلت دولة الصلب وعزّ بالترك دين المصطفى العربي
هذا الذي كانت الآمال لو طلبتم رؤياه في النوم لاستحيت من الطلب
ما بعد عكا وقد هدّت قواعدها في البحر للشرك عند البرّ من أرب
قد فاجأتها جند الله يقدمها غضبان لله لا للملك و النسب
جيش من التّرك ترك الحرب عندهم عار وراحتهم ضرب من الضرب
لم تر من همته الا الذي قعدت للعجز عند ملوك العجم والعرب
سينصر جيش الترك دين محمد على من طغى في كفره بالطواقم
خامسا ـ برز من المسلمين التركمان علماء في الشريعة ومراجع للدين واساتذة العلوم الاسلامية, زخرت بهم كتب السير والتاريخ وانتشر صيتهم في الافاق وبين المسلمين.
سادسا ـ برز من التركمان رجال قاموا بأعمال جليلة في التاريخ الاسلامي, منهم زيد بن التركي والي همذان والموصل وحماد التركي الذي ساهم في تشييد بغداد اثناء خلافة المنصور العباسي والفتح بن خاقان واحمد بن طولون الذي اسس الدولة الطولونية في مصر والتي استمرت من سنة 258 هـ حتى سنة 292 هـ والامير صول بن عبد الله وابنه محمد من رجال الدولة العباسية, وابراهيم بن العباس فهو ابو اسحاق الكاتب والاديب المشهور, والوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان, وامير الحاج ابو سعيد طاشتكين بن عبد الله المستندي الذي حج بالناس ستا وعشرين حجة وقال عنه ابن شاكر الكتبي الدمشقي في كتابه فوات الوفيات انه (كان سمحا كريما, حسن السيرة وافر الحشمة, شجاعا حليما, وكان شيعيا), وعندما توفي اوصى ان يحمل الى مشهد امير المؤمنين الامام علي(ع) ودفن هناك. وغيرهم كثيرون مما لا يسع المجال لذكرهم كانوا من اعمدة الدولة الاسلامية ووجهائها المعتمدين.
موقف التركمان من الظلم والطغيان:
ان التركمان تعرفوا على الاسلام ودخلوا فيه من خلال الفتوحات التي تمت في عهد الخلافة الاموية والعباسية وذلك بعد مضي فترة ليست بقصيرة على البعثة النبوية الشريفة, حيث تغيرت فيها الكثير من المفاهيم والممارسات الاسلامية الصحيحة على ايدي الخلفاء والولاة عما كانت عليه في عهد الرسول الكريم (ص) والخلفاء الراشدين.
وكانت الخلاقة الاموية والعباسية بنظر هؤلاء المسلمين الجدد من التركمان تمثل الخلافة الاسلامية ولو بالحدود الدنيا وبشكل تتمثل فيها رمزية الاسلام اكثر من واقعه وحقيقة مبادئه السامية, حيث انخرطوا في الدفاع عن ثغور هذه الخلافة والقتال تحت رايتها بإخلاص وتفان كبيرين وشاركوا في فتوحاتها ورد الاعداء عن حواضرها , ايمانا منهم ان ذلك من صميم مسؤولياتهم الشرعية وواجبهم الديني .
صحيح ان التركمان عرفوا الاسلام عن طريق الامويين والعباسيين وكان خلفاؤهما بنظرهم يمثلون خلفاء الاسلام والمسلمين الا ان علاقتهم بهاتين الخلافتين كانت في حدود ما تتمثل فيهما من المبادئ الاسلامية الكلية وباعتبارهما حماة البيضة الاسلامية وحراس دولته وثغوره, من هنا عندما تمادى ولاة الخلافة الاموية في طغيانهم واستهتارهم بالمبادئ والقيم الاسلامية فان المسلمين التركمان ثاروا عليهم مع من ثار من المسلمين.
يذكر التاريخ ايضا ان الجيش الذي فتح العراق اثر انقراض الدولة الاموية كان جيش ابي مسلم الخراساني وكانت اغلبيته من الجنود الاتراك والخراسانيين.
التركمان المسلمون ودورهم في تحرير القد
كلنا يعلم بأنه تم تحرير القدس على يد المجاهد العظيم صلاح الدين الأيوبي الكردي عام 1187م، لكن كثير منّا لا يعلم أن مشروع استعادة بيت المقدس بدأه آل زنكي الذين يرجع نسبهم لقبيلة الأوشار التركمانية وأنجزوا أكثره واقتربوا من الفتح إلّا أن إرادة الله سبقت فمات نور الدين، وأن صلاح الدين الأيوبي كان قائدا في دولة نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي، وأن الأخير هو من أرسل صلاح الدين لمصر والتي كانت قاعدة صلاح الدين فيما بعد للوصول للسلطنة بعد موت نور الدين محمود.
بما أن صلاح الدين ورث الدولة الزنكية فقد ورث جيشها أيضا، والذي كان الجزء الأكبر منه من المكون التركي التركماني الذي كان عماد جيش فتح القدس فيما بعد، وبرز منهم في الفتح سلطان أربيل التركماني مظفر الدين كوكبرو، وقد مدح أحد الشعراء المعاصرين للفتح صلاح الدين ودولته، والتي وصفها بدولة التُرك ليسجل هذه الحقيقة في ديوان العرب الشعري فقال: بدولة الترك ذَلَت بيعةُ الصلبِ… وبابن أيوب عزَّ دينُ المصطفى العربي! وقد ذكر الدكتور أسامة أحمد تركماني في كتابه “جولة سريعة في تاريخ الأتراك والتركمان ما قبل الإسلام وما بعده” الدولة الأيوبية وعدّها من الدول التركية التي قامت في ظل الإسلام فوصفها بأنها “دولة تركية إلّا أنّ أمراءها من الأكراد” فهي تركية الجيش والإدارة كردية الإمارة
أيضا الغالبية منا لا يعلم بأن الفرنجة سيطروا على القدس واحتلوها مرة أخرى بعد 42 عام من فتح صلاح الدين لها، وقد حررها مجددا التركمان الخوارزميون (الذين انهارت دولتهم في الشرق على يد المغول، وهاجر من بقي منهم للجزيرة الفراتية) بعد 15 عام من احتلالها الثاني (أي القدس)، فبعد ﻣﻮﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﺎﻡ 1193 م ﻫﺎﺟﻢ الصليبيون ﻣﺼﺮ ﻓﻲ حملتين ﻛﺒﻴﺮﺗﻴﻦ سيطروﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ أجزاء ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻟﻤﺼﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳنة ﺍﻟﻌﺮﻳﺶ ﻭﻣﺪﻳﻨة ﺩﻣﻴﺎﻁ، ﻭﻟﻴﺒﻌﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍلأيوبي -خامس السلاطين الأيوبيين- ﺷﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻦ ﺍﺗﻔﻖ ﻣﻊ أﺣﺪ ﻣﻠﻮﻛﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍلأﻟﻤﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﻥ ﻳﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻭﺍﻟﻨﺎﺻﺮﺓ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﻫﺪﻧﻪ ﻋﺸﺮ سنوات ﺩﻭﻥ ﻗﺘﺎل عام 1229 ﻭأﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ، ﺑﺸﺮﻁ ﺳﺤﺐ ﻗﻮﺍﺗﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ
بعد أربع قرون من حماية هذه الدولة التي أسستها قبيلة تركمانية للقدس والمقدسات الإسلامية الأخرى وصدها آلاف الحملات الصليبية طيلة أربعة قرون، ليقول الجنرال الإنجليزي اللينبي بعد خروج العثمانيين من القدس ودخوله لها “الآن انتهت الحروب الصليبية” وليطوي آخر صفحات المجد الذي سطره الأتراك (التركمان) بمداد من دماءهم على مدار ألف عام من تاريخ الأمة المحمدية وهم يحمون المقدسات الإسلامية بسيوفهم وبنادقهم، هذه الصفحات التي يحاول غزاة التاريخ لأسباب سياسية أو عنصرية محوها أو تمزيقها من كتاب المجد الإسلامي، ومن لم يسطع ذلك منهم يهمشها ويحاول أن ينسي المسلمين لها، إلّا أن سوط التاريخ وصوت الحاضر يحول بينهم وبين مبتاغهم جالدا لظهر كذبهم معنفا إياه بالدليل والبرهان
التركمان في الشرق الاوسط وشمال افريقيا
التركمان الكراغلة : العثمانييون الجزائريون
خلال الحكم العثماني لبلدان شمال افريقيا (ليبيا تونس والجزائر) الذي دام أكثر من 300 سنة ، ابتداءا من 1515 الى 1832 وهو تاريخ استعمار الفرنسيين والايطاليين لهذه الدول، توافدت على دول شمال افريقيا ، جموع العسكريين و الاداريين والكثير من العائلات العثمانية، وبالتدريج تكونت جالية تركية – بلقانية جد مهمة في المنطقة.يطلق عليهم اليوم لفظ ( الكراغلة في غرب الجزائر ويسمونهم ايضا القراغلة في قسنطينة أو كلاغلة في وسط الجزائر ، ويطلق عليهم الكوارغلية في تونس وليبيا ) ، وهم نفسهم. kouroughlis الذين تسميهم الوثائق الاستعمارية الفرنسية بلفظ : كروغلي ، كلوغلي وأصل التسمية راجع للمططلح التركي “كور اوغلو ” kuroğlu
وترجمتها الحرفية : ” ابن الاعمى ” الكراغلة هو مصطلح شامل يطلق على كل من جاء مع العثمانيين الأتراك ،ليسوا كلهم بالضرورة من قومية الأتراك بل منهم الكثير من الألبان والشراكسة والبوسنة ، وباقي إثنيات شرق أوربا التي كانت تشكل القوة الضاربة لجيوش العثمانيين.
كما تشمل هذه التسمية ذرية الزيجات المختلطة التي كانت بين رجال هؤلاء العثمانيين و النساء المحليات تونسيات أو ليبيات أوجزائريات.
سبب دخولهم واستطانهم للجزائر
من أهم الأسباب التي أدت لدخول التركمان العثمانيين لشمال إفريقيا هي الحملة الصليبية التي قادتها ممالك الإسبان والبرتغال ضد الشواطئ الجنوبية للبحر المتوسط ، تلك الحملة التي كان من نتائجها إحتلال الإسبان للكثير من المدن الجزائرية والمغربية والتونسية ( احتلوا في الجزائر مدن : وهران العاصمة بجاية مستغانم ..الخ ) ، واستنجاد أهالي هذه المناطق بالأساطيل العثمانية التي كانت تجوب بحار المتوسط ، كما أن الدور السئ الذي لعبته الحكومات المحلية بتحالف سلاطينها مع الصليبيين ،فمثلا قام الحفصيون في تونس والزيانيون في الجزائر بالتحالف مع الإسبان لدرجة إرسال رسائل للإسبان ( مازالت نسخ كثييرة منها موجودة ) تعلن الولاء لهؤلاء الصليبيين ، كل هذه الأسباب مجتمعة أدت لدخول أساطيل العثمانيين وجيوشهم لهذه الدول ، وعكس ما يظنه العامة فإن المواجهات الأولى للعثمانيين لم تكن ضد الاحتلال الاسباني للمدن الجزائرية والتونسية بل كانت مع الحفصيين( حكام تونس ) الذين قاتلوهم نيابة عن حلفائهم الإسبان ولم يستطع العثمانيون تحرير المدن المحتلة من قبل الإسبان حتى أسقطوا تلك الحكومات العميلة للاسبان ( الزيانية والحفصية ) ، مما كلف الدولة العثمانية جهودا كبيرة في محاربة هاتين السلطتين والقضاء عليهما ثم بعدما تم لها التخلص منهما ،استطاعت أخيرا تحرير المدن التي احتلها الاسبان كبجاية والعاصمة ووهران و التي كانت كلها مستعمرات اسبانية. فدخول العثمانيين لم يكن سهلا لبلدان شمال إفريقيا لأن أول من حاربهم في الجزائر وتونس هم سلطتا البلدين ((الحفصيين والزيانين)) بالنيابة عن الاسبان. و لولا الامبراطورية العثمانية لانهارت كل دول شمال افريقيا وسقطت تحت يد الاستعمار الاسباني – البرتغالي.. كما سقطت مماليك الطوائف بالأندلس في أيديهم بالتدريج ، فقد كان الإسبان يتبعون خطط ذكية تقضي بمحالفة السلطة الحاكمة ثم استعمار الأراضي بالتجزئة وفي هذا يقول الدكتورعمار بوحوش في كتاب التاريخ السياسي للجزائر وللعثمانين التركمان دور بارز مع الموركسيين ( الأندلسيين المسلمين ) فقد ساعدتهم سفن العثمانيين على الهروب من الاندلس ونقلتهم إلى المدن الجنوبية لضفة المتوسط لتعيد عملية توطينهم فيها ، كما قد قدموا يد المساعدة للأشراف السعديين أصحاب الدولة السعدية ( التي حكمت المغرب الأقصى ) في حروبهم ضد البرتغاليين في معركة الملوك الثلاثة عبر ايفاد فرق عسكرية.
أما عن استقرار التركمان في الجزائر بعد فتحها وتوحيدها ضمن ملكهم قسنطينة استقروا فيها و اتخذوها عاصمة لهم في بايلك الشرق وبنوا فيها عدة قصور وكان آخر حكامهم الشيخ أحمد باي الذي أسقط حكمه الفرنسيون.
مدينة المدية استقروا فيها وجعلوها عاصمة لهم لبايلك التيطري ،تلمسان، و العاصمة ( خصوصا دالي براهيم ، والقصبة ) وقد كان عدد المستقرين فيها كعوائل ( من دون حساب الجنود ) في بداية القرن السابع عشر ( 1600 ميلادية) أزيد من 30 ألف أوربي ( من الجنسيات الاوربية المشرقية التي خدمت السلطة التركية ) ، فكانوا يمثلون حوالي ثلث سكان العاصمة آنذاك ثم تناقص عددهم مع دخول الاستعمار الفرنسي ، فتفرقوا في الريف وباقي المناطق المحيطة بالعاصمة هروبا من استهداف الاستعمار الفرنسي لهم بحكم أنهم كانوا يمثلون الداعمين لشرعية السلطة السابقة الحاكمة للجزائر (سلطة الأتراك)، فصار عددهم داخل العاصمة في 6 آلاف من بين 32 ألف هذا الأخير الذي كان يمثل العدد الاجمالي المتبقي لسكان العاصمة بعد دخول الاستعمار الفرنسي لها وتشريد اهلها منها المصدر : الدكتور عمار بوحوش : كتاب التاريخ السياسي للجزائر طبعة 1996صفحة 77.
كما عمروا وادي الزيتون شرق بومرداس ( التي كانت مدينة خاصة بهم )، ومدن القل، وهران ( وجعلوها عاصمة لهم في بايلك الغرب ) ، و تبسة، مستغانم، بوفاريك، جيجل، مليانة ، زمورة..الخ
كما نجد أن مدينة المدية كان العثمانيون قد جددوا بنائها وجعلوها مركزا مهما لهم حتى قدر المتخصصون بأن عددهم فيها كان يقارب نصف سكانها ، ومدينة تلمسان التي شهدت هي الأخرى توافد للعائلات العثمانية واستقرار الجنود العثمانيين فيها حتى شكلوا جالية مهمة نافست سكان تلمسان وهذا لتثبيت وجودهم فيها خصوصا بعد الابادة التي قام بها الجيش العثماني ضد الزيانيين ، كما نجد نصوصا تاريخية وأشعار كثيرة تذكر الفتنة التي وثقها المؤرخون والتي وقعت في القرن الثامن عشر بين كراغلة تلمسان وباقي سكانها ، هذه الفتنة أدت لاشتعال حرب أهلية داخل مدينة تلمسان لم تنطفئ أحداثها إلا بعدما إنتقل الباي العثماني من العاصمة (مدينة الجزائر) إلى مدينة تلمسان لتهدأت الأمور بنفسه ، وقد ذكرت المصادر الفرنسية أن عدد الكراغلة العثمانيون في بداية الغزو الفرنسي كان حوالي 30 بالمئة من سكان مدينة تلمسان.
أما فيما يخص عددهم التقريبي في عموم الجزائر فرجحت ذات المصادر الفرنسية أن عددهم لم يكن يتجاوز 5% من كل سكان الجزائر بينما يرى المتخصصون بالتاريخ العثماني في الجزائر بأن سلطات الاستعمار الفرنسي حاولت تهميش عددهم لإسباب سياسة ، لأنهم يمثلون السلطة القديمة ( أعدائها القدماء) ، ولذلك فإن العدد الحقيقي لهم : حوالي 10% من اجمالي عدد سكان دولة الجزائر وهم في مجلمهم داخل المدن الكبرى.
ومن دلالات وجود هذه الجالية العثمانية في الجزائر الحالية هي تلك الألقاب العثمانية الكثيرة و التي مازالت موجودة لحد اليوم وهي منتشرة بكثرة ، خاصة في المدن السابقة الذكر ، وهذه بعض العائلات الجزائرية من أصل عثماني
حسب وثيقة تاريخية : أسماء عائلات جزائرية من أصول تركية قائمة تضم 200 لقبا لعائلات جزائرية ذات الأصول العثمانية:
اسطنبولي، قهواجي ، عصمنلي ، ميصالي ، قارة ، قارة يحي ، قارة علي ، اتشي، اسكندر، باربار، باشا، برصالي، بن دمارجي، بن زميرلي، بن حاجي، بوشناق، بو قنداقجي، بتشلابي، تركماني، تشاقر، تشامباز، تشمقجي، تشوكتش، حسن باي، خزناجي، خوجة، جوكج، دالي، دالي ابراهيم ، دالي يحيى ، دمارجي، رويس، زيباك، سفربوني , صابونجي، طشقندي، طاسيست، علجي،علي آغا، عثمانلي، فدماجي، قندقجي، قساغلي، كردغلي ، كروغلي ، ماهور باشا، ولد تشقماقجي، تركمان، تريكي، كازي أول، تاتار، بصتنجي، مسقلجي، كريديداش، جولاق ,بو قلقال. تشوكتش صغير. تشوكتش كبير. تشيكو. تكدنتي.حنطابلي. خالي. خاوة.خزناجي. خليل الشرفي. خوجات قصبة. خوجة. خوجة الفهم. باش.دالي.دالي أحمد.دمارجي. دواجي.رويس. زمير.زميرلي.زميرلين. زميرني. زيباك.سطنبولي.سلامة.شاندرلي. شاوش.صاري. صاري أحمد. صفار. صفار باتي. صفار زيتون. طاسيست. طبال. طوبال.طوبال الصغير.طوبالين. عالم. عباس التركي. علجي.علي آغا.علي التركيعلي خوجة. عيواز. غرنازطي.فدماجي. قارة. قارة برنو. قارة حسن.قساغلي. قصير. قهواجي.كاديك. كلاش. مامي. منصور خوجة. نابي. ولد تشقماقجي.ولد خاوة.ولد دالي. ولد رويس.يرقي.كما هناك عائلة (بومزراق ) من أشهر العوائل المقيمة في مدينة المدية وهي تنحدر من آخر باي حكم ولاية التيطري(المدية) العثمانية ( باي بومزراق).
وعائلات اخرى كثيرة لا يسع المجال لذكرها كلها. ذات الأصول العثمانية ( كرغلية + تركمانية ) إن العائلات التركمانية العثمانية في الجزائر حقيقة لا جدال فيها فالعثمانيون الأتراك دخلوا أرض الجزائر مثلما دخلها الفينقيون و الروم و البيزنطيين و العرب الفاتحين و غير ذلك من الأمم بل إن الأتراك كان دخولهم مميز حيث كان ذلك بعد طلب من أهالي الجزائر و قد استوطنت عدت عائلات عثمانية ( كرغلية + تركمانية ) في الجزائر ( ليسوا بالضرورة كلهم من الأتراك ، فمنهم من جاؤوا معهم بالتحديد من مناطق شرق أوربا و التي كانت خاضعة للدولة العثمانية ، كالبوسنيين وهم يمثلون الكتلة الثانية بعد الأتراك في الجزائر ، و الألبانيين ، وبعض الجورجيين والأرمن وغيرهم ,عرفوا تاريخيا بمسمى “الكراغلة” العثمانيين وعاشوا مع باقي الجزائريين و كانت بينهم مصاهرة مشكليين سلالة المولدين (الكراغلة التركمان= أب عثماني+ أم جزائرية) و قد تمركزت معظم هذه العائلات في مدن الجزائروهذه المدن كانت تمثل مراكز إدارة الدولة العثمانية التي كان يشغل مناصبها بطبيعة الحال موظفون كراغلة التركمان (إداريون أو جنود ) و هذه المدن هي (جيجل عنابة برج بوعريريج الجزائر العاصمة او بالتحديد قصبة الجزائر مدينة المدية عاصمة التيتري في زمن العثمانيين مدينة قسنطينة عاصمة شرق الجزائر في زمن العثمانيين مدينة البليدة مدينة تلمسان ، مدينة مليانة في عين الدفلى ، وادي الزيتون دلس وهران ..الخ ) و في فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر كانت الجزائر لا تزال تابعة للدولة الاسلامية العثمانية حيث قاوم العثمانيون (الكراغلة التركمان ) مع باقي اخوانهم الجزائريين الغزو الفرنسي لبلادنا و كان منهم شهداء و من بين هؤلاء الشهداء نذكر احمد باي باي قسنطينة.
حسب السفارة التّركية في الجزائر هناك حاليا ما يزيد عن 2 مليون جزائري من أصول تركمانية تركية وحسب الأرشيف الفرنسي كان يُقدَّرُ عدد التركمان الأتراك في الجزائر عام 1953 ، مابين 600.000 – 700.000 شخص من أصل عثماني بعضهم حافظ على ألقابه العثمانية الأصلية و منهم من غيرتها فرنسا.وفي تقرير صدر عن جماعة اكسفورد للأعمال Oxford Business Group عام 2008 أن الاشخاص ذوي الأصول التركية يشكّلون أكثر من 5٪ من إجمالي سكان الجزائر.! وعلى سبيل المثال يذكر مؤرخي الاستعمار أن نصف سكان مدينة تلمسان الواقعة غرب العاصمة الجزائرية كانوا من الكراغلة (تركمان+ قوميات شرق-اوربية كالالبانيين والشركس والبوسنيين الذين جاؤوا مع الدولة العثمانية ) ومازالت لحد اليوم العائلات العثمانية من أكبر العائلات التلمسانية داخل المدينة . ويلقبون بالـ(حُوضر ) وبالـ(كراغلة) وآثارهم الباقية لا تقتصر على ألقابهم ، بل تشهد الكثير من المدن السابقة تواجد للقصور العثمانية التي شيدها أجدادهم ، كمدينة قسنيطة وقصورها التي تعود للحقبة العثمانية كقصر أحمد باي أو كقصر لالا خديجة العمياء بالجزائر العاصمة وكذلك سجن سركاجي الذي كان الأتراك أول من شيده كمعسكر لقواتهم العثمانية قبل أن يحوله الفرنسون إلى سجن خاص ، ومن أثارهم أيضا أبراجهم التي بنوها في برج بعرريج والمدية ،دون نسيان المساجد التي شيدوها في جميع المدن التي كانت بأيديهم.
للعلم: يوجد اليوم للكراغلة التركمان العثمانين في الجزائر جمعية خاصة بهم تسعى الى اعادة احياء تاريخهم وهي
جمعية الأتراك الجزائريين (Association des Turcs algériens)
ومن أشهر شخصيات الكراغلة العثمانين في الجزائر،هم الإخوة بربروسا الذين حرروا مدن الجزائر وتونس من الإستعمار الإسباني.
كما كان كل دايات (حكام) تونس والجزائر طيلة 300 سنة من العثمانيين،أما في العصر الحديث فلعل أشهر شخصية لهم هي الشيخ ميصالي الحاج التلمساني ( أبو الوطنية الجزائرية ) فهو من كراغلة تلمسان وبالتحديد من أصل ألباني قدم أجداده مع العثمانيين وأستقروا في تلمسان.
أما في تونس فالوجود التركمان مازال ظاهرا لحد اليوم بكثرة مقارنة بالجزائر وذلك راجع إلى أنها كانت بوابة العثمانيين التي دخلوا منها لباقي دول شمال افريقيا و يقدر المتخصصون نسبة المنحدرين من اصول أؤلئك العثمانين وعائلاتهم في تونس بين 10 الى 15% من اجمالي عدد السكان. أشهرهم هو الرئيس السابق لتونس الحبيب بورقيبة التي تعود أصوله لكراغلة ليبيا.
اتراك الدوله الليبيه
ويعرفون أيضاً بتركمان ليبيا، وهم عرق من الأتراك الذين عاشوا في ليبيا خلال الحكم العثماني، حدث تخليط عرقي في ليبيا تغيرت خلال هجرة الأتراك من الأناضول وتحولت إلى “كور أوغلي” (يشار إليه أيضاً باسم “الكراغلة”) هم أشخاص مختلطة من دم تركي وكانت هناك أيضاً موجة من الهجرة الحديثة منذ عام 1975 من تركيا.
عندما دخلت الدولة العثمانية ليبيا عام 1551 بدأ الأتراك بالهجرة إلى المنطقة، ونتيجة لذلك تزوج العديد من الجنود الأتراك بنساء ليبيات محليات وكان معروفة أطفالهم باسم “كور أوغلى” (الكراغلة). بحلول عام 1936 الأتراك في ليبيا بلغ عددهم نحو 35,000، ومنهم 30,000 عاش على طول الساحل الطرابلسي. اليوم لا يزال هناك ليبيين يهتمون بانتمائهم التركي، أو بالافتخار أن ذريتهم عائدة للجنود الأتراك الذين استقروا في المنطقة خلال الحكم العثماني.
بداية دخول العثمانيين التركمان لليبيا كانت استجابه لنداء استغاثه من سكان ليبيا نتيجه لضغوط القوات الصليبيه الاوروبيه على ساحل طرابلس مما ارسلوا وفدا لطلب نجده من السلطان العثمانى (سليمان القانونى) وفعلا استجاب لهم من باب الاستحقاق الاسلامى لنجدة اخوته المسلمين فى كل مكان.
ارسل (مراد اغا ) على جيش مجهز بالسلاح الى مدينة (تاجوراء ) واستقر الامر هناك وانشأ معسكرات تدريبيه لابناء المنطقه وعندما انتهى مراد آغا من إعداد الجيش البري أبلغ السلطان العثماني سليمان القانوني بذلك، فأرسل السلطان جزءا من الأسطول العثماني بقيادة درغوت باشا لدعم الجيش الذي أعده مراد آغا لمحاصرة مدينة طرابلس من البر، وعند وصول الأسطول العثماني إلى إقليم طرابلس الغرب رست سفنه على بميناء مدينة تاجوراء، ومن تاجوراء تم شن هجوم بري وبحري على طرابلس ساند فيه الأسطول العثماني من البحر القوات البرية المنطلقة من مدينة تاجوراء، وتم بذلك تحرير طرابلس من منظمة فرسان مالطة، واستقر عدد من الجنود العثمانيين بمدينة طرابلس، ثم استقدم درغوت باشا خلال ولايته على مدينة طرابلس مزيداً من الجنود العثمانيين من هؤلاء الجنود ونتيجه للتزاوج بينهم وبين الليبين ظهر احفادهم يحملون اسم الكراغله.وما يزال الكراغله فى ليبيا يعتزون باصولهم التركيه ووطنيتهم الليبيه ومنهم الامثله فى جميع المجالات مثل الشاعر الليبى العظيم ابرهيم عمر الكرغلى .
إن وجود العثماني او التركماني بارز في مصراتة التي تعتبر أهم مدن الكراغلة في ليبيا لدرجة أنهم تجمعوا وتشكلوا في قبيلة يسميها الليبييون ( قبيلة كوارغلية ) فهناك في مختلف مدن ليبيا حاليا أكثر من 15 قبيلة مصغرة تحمل هذا الإسم وهي مصنفة في الأرشيف الايطالي على أنها تجمعات العثمانيين المتبقية في ليبيا ( هذه التجمعات هي في الأصل ليست قبيلة باتم معنى الكلمة ولكنها تشكلت بحكم النظام الاجتماعي الليبي الذي مازال مجتمعا قبليا لحد اليوم ، تلعب فيه القبيلة دورا هاما ) وقدكانت مصراتة هي مركز القوة والسلطة الإدارية والسياسية العثمانية في ليبيا.( هذا يفسر نوعا ما إرسال تركيا لأسطولها البحري لمساعدة مدينة مصراتة دون باقي مناطق ليبيا أيام الثورة الليبية ضد العقيد معمر القذافي ) ، كما استقر هؤلاء العثمانيون في طرابلس و بنغازي و درنة و الزاوية زليتن.
والكراغلة في لبيا هم لحد اليوم شخصيات بارزة ومنهم الرئيس الليبي الحالي ( مصطفي فوزي السراج ) الذي يذكر في كتابه اصول اجداده الذين جاؤوا مع الاتراك وتزوجوا من نساء ليبيات واستقرت ذريتهم في لبييا لحد اليوم فيقول عن اصوله.
وعموما فقد ساهمت هذه الجالية العثمانية الملقبية اليوم (الكراغلة-قراغلة-كوارغلية ) في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ونجحت في ترسيخ العادات والتقاليد التركية على وجه الخصوص والعثمانية بصفة عامة : من لباس وأكل، لدرجة أنها تركت أثرها واضحا حتى في اللسان ( لغة الشارع المحكية ) لسكان شمال افريقيا فقد ادخلت الكثير من الألفاظ التركية في القاموس الدارج المحلي.
وعموما فقد ساهمت هذه الجالية التركمانية العثمانية الكراغلة-قراغلة-كوارغلية ) في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ونجحت في ترسيخ العادات والتقاليد التركية على وجه الخصوص والعثمانية بصفة عامة : من لباس وأكل، لدرجة أنها تركت أثرها واضحا حتى في اللسان ( لغة الشارع المحكية ) لسكان شمال افريقيا فقد ادخلت الكثير من الألفاظ التركية في القاموس الدارج المحلي.
حيث يبلغ عددهم نحو 1.4 مليون ويتركزون بشكل خاص في مصراتة، حيث يمثلون ثلاثة أرباع سكان المدينة. تبدو الأرقام مبالغ فيها، وتستلزم التحقق العلمي. على أي حال، ليس من السهل حساب الذين يحملون دمًا تركيًا، نظراً إلى أن أسلافهم التركية قد تمازجت على مر السنين وأن القليل منهم يتحدثون التركية اليوم. مع انسحاب العثمانيين من ليبيا، هاجر بعض الأتراك الليبيين إلى تركيا والغريب أنهم يطلق عليهم “العرب الليبيين”. في عام 2011، تم تأسيس رابطة الأتراك مع الجذور الليبية في مدينة أزمير الغربية.
ومن اهم العائلات العثمانية التركمانية :اغا، اغاباجي، كارا، تامرجي، دامرجي، كارطالي، خزنة دار، بوكلي حسن (اول، ثاني، ثالث) (في الاصل: “بويوكلو حسن باي لار باي” نسبة إلى جدهم قبل ان يحول اللقب إلى بوكلي من طرف الفرنسيين)، صاري، كازي (اول، ثاني)، كاهيا (اول، ثاني)، تشنار، دالي يوسف، دالي يحى، دالي احمد، باي ابراهيم، باي محمد، باي احمد، الباي، بوجاقجي….الخ
التركمان والعائلات تركيه فى مصر
قدم التركمان إلى مصر كعائلات وتطورت أوضاعهم وأخذت مسارين مُختلفين: الأول أنصهار بعضهم في المجتمع المصري سواء كانوا من طبقاته الفقيرة أم الطبقات المتوسطة أم من الفئات والنخب الإدارية، ومن أبرزهم أمير الشعراء أحمد شوقى، والكاتب يحيى حقي و عالم الذرة المصري يحيى المشد أما المسار الثاني فانضوى فيه مُلاك الأراضي والأبعديات الواسعة والمشاركون بشكل فعال في الحياة السياسية للبلاد.
التركمان في مصر تختلف عن التركمان في العراق و سوريا من حيث التاريخ والثقافة واللغة والتشكيلات القبلية، وقد هاجرت أعداد كبيرة من قبائلهم في فترات متباعدة إلى إيران وتركيا وإلى المشرق العربي , ولأسباب كثيرة حيث أننا نجد تركماناً في العراق وسوريا وتركيا ومصر وليبيا والأردن وغيرها من الدول, واستعرب معظمهم وبالاخص من هم في التجمعات الصغيرة, حيث يرد قدوم قسم من التركمان إلى المنطقة ما قبل العثمانيين بسنيين عديدة ،ويعود بالضبط إلى أواخر القرن السابع الميلادي ،عندما اندفعت القبائل التركمانية من موطنها في تركستان وسط آسيا.
وأن المصادر التاريخية ترجع زمن هجرة التركمان إلى شرق المتوسط إلى أواخر القرن السابع الميلادي، حيث اندفعت القبائل التركمانية من موطنها في سهول تركستان وسط آسيا غربا باتجاه شرق المتوسط ،وأخذت تستقر في العديد من المناطق ذات التماس بين الدولة العربية الإسلامية والدولة البيزنطية وأماكن الثغور من شمال العراق وحتى شمال آسيا الصغرى.
كانت هناك علاقات نسب كثيرة بين المصريين والأتراك وكان زواج السيدات التركيات من المصريين أكثر من زواج الأتراك من مصريات، وقد أدخل هذا الارتباط الكثير من العادات الطيبة في الأسرة المصرية إلى جانب أن فن إجادة الطهي وصناعة الحلوى أخذه المصريون عن الأتراك لأن المرأة التركية تتميز بأنها ربة بيت ماهرة.
وهناك أبحاث عن عمران مدينة القاهرة منذ أواخر القرن الماضي أثبتت أن أكثر توسع شهدته القاهرة غرب النيل كان في العهد العثماني، هذا إلى جانب الانتعاش الاقتصادي الذي كان مرتبطًا ببناء مساجد حول الأضرحة في الأحياء الشعبية.
التأثير التركي العثماني كان أكثر قوة وتشعُباً في عهد محمد علي باشا (1822-1848) بالمقارنة بالعهد العثماني السابق على رغم امتداده ثلاثة قرون، مُبيناً كيف أكتسبت تلك الثقافة التركية كثافة وانتشاراً بفضل الاهتمام الكبير الذي لاقته من محمد علي وسياساته الرامية إلى التجديد، إذ شمل التأثير طُرز الحياة الاجتماعية في الملبس والمأكل وفي الموسيقى والغناء وأساليب التسلية والترويح وغيرها لدى أوساط الطبقات الارستقراطية والبرجوازية الجديدة والأعيان القدامى. وفي سياق تناوله لتنامي الثقافة التركية العثمانية في مصر أيام محمد علي وبعده وكيف اكتسبت تلك الثقافة كثافة وانتشاراً، ثم تأثيراتها على المتحدثين بالعربية، ذلك يعود إلى الاهتمام الكبير الذي لقيته من محمد علي وسياساته الرامية إلى التجديد من خلال المدارس الحديثة التي أُقيمت والكتب التركية التي أخرجتها المطابع، وإقبال الأهالي على الثقافة التركية، فضلاً عن المتحدثين بالتركية ممن جاؤوا إلى مصر ما أدى إلى ظهور النموذج الثقافي «العثماني المصري» إلى جانب النموذج «التركي العثماني»، أيضاً لم يكن قائماً مفهوم القومية في بداية ذلك القرن بين المجتمعات والطوائف المُسلمة المُقيمة فوق أراضي الدولة العثمانية الممتدة على قارات ثلاث، وهو التيار الذي تحول إلى تيار فكري وسياسي في نهاية القرن الـ 19 في أذهان المثقفين الأتراك والعرب.
عرف التركمان مصر منذ عصر الدوله “الطولونيه”عام 868 ميلاديه وقد جاؤا الى مصر كفرسان وجنود مستجلبين من اجل المشاركه فى ولايه بعض المناطق التابعه لخلافه الدوله العباسيه وقتها..فكانت الدوله تستعين بهم فى تسيير امورها وقياده جيوشها.وبعد انتهاء الوله الايوبيه بدأ حكم دوله “المماليك الترك”.فتزايد وفودهم الى مصر من عائلات تركيه عثمانيه خاصه بعد الفتح العثمانى لمصر ومن اشهر هذه العائلات عائله”درويش”وهى من اصول العائله المالكه.
قرابة 50 عائلة مصرية تجري في عروقها دماء تركية، وثقتها العديد من المراجع أبرزها “مصر والترك” و”تاريخ الأتراك والتركمان”، لتقدم العديد من الأسماء التي تحمل الهوية المصرية والجينات التركية، مثل عائلات، “درويش في سوهاج وهي من أصول العائلة المالكة، وتيمور، والجندي العباسي التركي ثانى أكبر العائلات التركية في مصر، والشوربجى وترجع أصولها إلى مدينة أطنا في جنوب تركيا، والكاشف وآل سليمان بوشناق وثلاثتهم في شمال سيناء”
وفي القاهرة والدلتا تبرز عائلات ذات باع طويل في التاريخ المصري، مثل عائلة “ذو الفقار” وإليها تنتسب الملكة فريدة، كريمة يوسف ذو الفقار باشا وكيل محكمة الاستئناف المختلطة، نجل على باشا ذو الفقار محافظ العاصمة السابق، ابن يوسف بك رسمي أحد كبار ضباط الجيش المصري في عهد الخديوي إسماعيل، ووالدتها السيدة زينب هانم ذو الفقار، كريمة محمد سعيد باشا الذي رأس الوزارة المصرية
إلى جانب عائلات “رستم، والقشلان، والدمرداش، وبكتاش، وقنديل، والملواني، والدالى، والجريتلي التي تنتسب إلى أتراك كريت، وخاتون، وخورشيد، والأناضولي، والأزمرلى، وخورشيد، وشاش، والفرغانى، والجوهري، والطرازى، والبخارى، والأزبكاوى، والخربوطلى، والسلحدار، والألفي، والمناسترلى”
وفي صعيد مصر تكثر العائلات التركية، ومنها “العسكري، والعنتبلى، ويَكَنْ وإليها ينتسب رئيس الوزراء المصري السابق عدلي يكن باشا، وأغا، والقهوجي، والخزندار، وجاويش، والأفندى”، وتحمل تلك البقعة الساحرة في جنوب مصر العديد من الشواهد والمخطوطات والقصص البصمة التركية في الرسومات والعمارة والتقاليد، حيث وجد الأتراك أرضية خصبة في عقلية وطبع الصعيدي الذي يمتاز بذات الصفات المزاجية
وعلى الرغم من التاريخ البعيد الذي رسخ أقدام الأتراك في مصر، إلا أن الباب يبقى دائما مفتوحا على مصراعيه أمام أبناء الوطن من أجل استعادة الهوية، عبر إثبات النسب وتقديم الأوراق الرسمية إلى “دائرة النفوس” في مدينة إسطنبول من أجل استعادة جنسية البلد الأم، الذي يبقى الحنين إليه في دماء الأتراك مهما دار الزمان دورته، وتبدلت بهم الأحوال، فتركيا تجري في دماء أبنائها حيثما كانوا في جهات العالم الأربعة
التركمان في الجمهورية اللبنانية ..
يتوزّع تركمان لبنان على مناطق عدة في لبنان، تأتي عكار في مقدمتها، ويتركزون في قرى الكواشرة وعيدمون (أكبر قريتان للتركمان في لبنان)، الدبابية، الدوسة ووادي الجاموس. وفي البقاع يتواجدون في مدينة بعلبك، وقرى النعنية، الشحيمية، عدوس والحديدية. كما ينتشرون بأعداد أقل في كل من صيدا، القلمون، بيروت، طرابلس والضنية في قرية الحوارة.
أما أشهر العائلات التركمانية فهي غورلي، عيتاوي، كوجا، حريك، كاراهاميت، عثمان، كاسان وشريتح.
ويعود تاريخ تواجد التركمان في عكار للعام 1516، إذ أنه وبعد عهد السلاجقة بدأت عشائر التركمان تأتي إلى لبنان، وجاء قسم كبير منها من آسيا الوسطى والأناضول، بهدف تأمين طريق الحجاز التجاري في عهد السلطان سليم الأول، كما جاء بعضهم إلى لبنان هربا من المُحل والجفاف في مناطقهم.
تتمتع قرية الكواشرة بسيط تركماني أكثر من غيرها كونها الضيعة الوحيدة غير المختلطة، أي كل سكانها من التركمان، وكونهم لازالوا يحافظون على العادات والتقاليد واللغة التركية.
وعن أعداد التركمان في لبنان في العام 2009 تم إجراء إحصاء تقريبي للتركمان 800 الف نسمة تقريبا منتشرون على الاراضي اللبنانية.
حيث ذاب «تركمان» عكّار (الأتراك) حيث هم، فقدوا الهويّة مع جذورهم والرابط أيضاً، باستثناء اللغة التي لا يزال البعض منهم يتحدّث بها، كأنّهم بتلك الكلمات المعدودة يحافظون على وطنهم في البلد الذي يعيشون فيه. إذاً، لم تبقَ سوى اللّغة التي يتحدّث بها كبار السن، إذ إن عاداتهم وأعيادهم وتقاليدهم وطقوسهم الاجتماعية في القريتين اللتين يقطنونهما ـ عيدمون والكواشرة ـ لا تختلف عن باقي القرى الأخرى، وليس لهم لباس خاصّ أو ملامح تركيّة تميّزهم وترجعهم إلى أصلهم.لكن هؤلاء التركمان الذي اعتادوا انتماءهم إلى لبنان، البلد الآخر، ثمّة أماكن فيه تربط بعضهم عاطفيّاً بتركيّا
واللافت أنّ أهالي الكواشرة لا يزالون يتحدّثون التركية إلى الآن، فيما أبناء عيدمون لا يعرفون شيئاً عنها، والسبب في ذلك إلى «أنّ عيدمون تختلف عن الكواشرة لكونها بلدة مختلطة من المسلمين والمسيحيين، ومن جهة ثانية، لم يعر سكّانها الاهتمام باللغة، فاختفت مع الأيّام».
وبالعودة إلى تاريخ التركمانيين في عكّار، يلفت إلى أنّهم جاؤوا إلى البلدة مع دخول العثمانيين إلى البلدان العربية الذين نشروا العائلات التركية في عكّار ومدينة حلب السورية لحماية الجيش التركي من الهجمات والاعتداءات. ويشير إلى أنّ التركمان لم يعيشوا فقط في الشمال، «فقد وصلوا إلى مشارف بيروت أيضاً وسكنوا فيها، وأنّ الأمير عساف التركماني كان مركزه موجوداً في بلدة غزير الكسروانية حيث اعتنق التركمان في جبل لبنان المسيحية». لكن مع ضعف الدولة العثمانية، أجبر الإقطاعيون التركمان على بيع أراضيهم إلى أهالي القبيات وبيت جعفر، ويشير، في هذا الإطار، إلى «أنّه بسبب هذا القرار، تحوّلت قيود وسجلّات منطقة كرم شباط العقارية الواسعة الممتدّة من القبيات إلى بلدة الرويمة إلى مختار بلدة عيدمون لغاية اليوم».أمّا في ما يخصّ عددهم في لبنان، فيبلغ حوالى 10 آلاف نسمة، يقطنون بعض الأحياء في مدينتي طرابلس وحلبا، فيما يتركّز القسم الأكبر منهم في بلدتي الكواشرة وعيدمون.
تركمان فلسطين … حرّاس الثغور !
حتى أواخر العهد العثماني كان التركمان يحافظون على لغتهم التركية ويستخدمونها في حياتهم اليومية فيما بينهم، ولكن مع مرور الزمن اكتسب التركمان في فلسطين اللغة والعادات والتقاليد العربية، لدرجة أنك لا تستطيع التمييز بينهم وبين أقرانهم ذوي الأصول الاثنية العربية من حيث العادات والتقاليد واللغة والهوية. ومنذ بدايات القرن العشرين أخذوا يستخدمون اللغة العربية وكادت اللغة التركية تتلاشى من التداول، خاصة بين الأجيال الجديدة. وانخرط التركمان، في فلسطين وفي الشتات، كلياً في المجتمع الفلسطيني، وذابوا في البوتقة الفلسطينية، وعلى حد تعبيرهم فهم “لا يعرفون لهم وطناً إلا فلسطين”.
بدأ تواجد التركمان في فلسطين منذ عام 1088م وبشكل خاص في لواء حيفا ضمن قطاع آل طرباي الذين أصبحوا يعرفون باسم الأسرة الحارثية في مرج ابن عامر، والاسم الذي حمله تركمان فلسطين، والذي لا زال متداولا حتى اليوم هو عرب التركمان. وصلت أولى موجات التركمان فلسطين إبان الحروب الصليبية ضمن قوات وحشود صلاح الدين الأيوبي القادمة من شمالي العراق، حيث شاركوا بفعالية في حروب صلاح الدين لتحرير بلاد الشام من الصليبيين، وكانت مساهمتهم واضحة في استعادة مدينة القدس للسيادة الإسلامية.
في البداية سكن التركمان الفلسطينيون قرية المنسي في لواء حيفا في الطرف الغربي لمرج بن عامر، ثم سكنوا عكا والساحل الفلسطيني بين عتليت والخضيرة. وفي حرب 1948 اجتاحت القوات الصهيونية قرى التركمان في فلسطين، ودمرتها بعد قتال عنيف بين المهاجمين وأهالي القرى. وقد سقطت ” المنسي ” بعد معارك حدثت ما بين 9 و13 نيسان / أبريل 1948 وتزامن سقوطها مع أغلب القرى المجاورة.
بعد نكبة عام 1948م هجر عدد كبير منهم إلى الجولان وبعض المناطق السورية الأخرى والأردن، ومدينة جنين؛ في أحياء وادي برقين، والألمانية، وحي سبعين، وضاحية صباح الخير، وخروبة، بالإضافة إلى مخيم جنين وبلدات وقرى بئر الباشا، بئر السبيل، مثلث الشهداء، الزبابدة، عرابة، يعبد، رمانة وبعض المدن الفلسطينية الأخرى مثل طولكرم ونابلس وقطاع غزة، حيث يعرفون هناك بعشائر الشجاعية التركمان.
وتعتبر عشيرة (عرب التركمان) أكبر مجموعة سكانية في مخيم جنين الذي تعرض لمجزرة بشعة إبان الاجتياح الإسرائيلي لمدن ومخيمات وقرى الضفة الفلسطينية عام 2002 سقط فيها مئات الضحايا والمصابين بينهم عدد كبير من الفلسطينيين التركمان.
ما تزال ذاكرة تاريخ فلسطين الحديث تزخر باسم التركمان القويّ، فهناك على جبال الساحل الفلسطيني، وعلى الأطراف الغربية لمرج ابن عامر السهل الواسع بين منطقة الجليل وجبال نابلس استقرت ثماني قبائل تركمانية بشيوخها، وهم قبائل بني سعيدان، وبني علقمة، وبني غرة، وبني ظبية، والشقيرات، والطواطحة، والنغنغية، والعوادين واستقروا في قرى المنسي وأبو شوشة وأبي زريق والغبيات ولد العوادين من قضاء حيفا .
يتمركز التركمان في مدينة جنين البطلة التي طوقتها القوات الصهيونية في 3 حزيران، يونيو عام 1948م ، بأربعة الآف جندي وقد صمد المدافعون عنها صمود الابطال ثم جاءت نجدة الجيش العراقي بقيادة الضابط عمر علي ( تركماني من مدينة كركوك) حيث تمكن بمساندة أهالي جنين من تحرير كافة أحياء المدينة التي دخلها جيش العصابات الصهيونية واندفع الجيش العراقي لمطاردة فلول القوات الإسرائيلية المتقهقرة ووصل إلى منتصف الطريق نحو حيفا قرب “المنسي”، البلدة البدوية التي يقطنها عرب التركمان، حيث دافع أبناؤها ببسالة عن مخيم جنين أبان حصارها عام 2000. ووقف هذا الضابط المغوار هناك لصدور الاوامر العسكرية اليه من قيادته العليا بعدم التقدم، وقد توفي البطل عمر علي وفي نفسه غصة لعدم استشهاده في فلسطين. ما زال في مدينة جنين نصب تذكاري ضخم لتخليد ذكرى الجنود والضباط العراقيين الذين استشهدوا في الدفاع عنها عام 1948، ( منهم 15 شهيدا تركمانيا من كركوك كانوا برفقة القائد عمر علي وكانوا يعرفون في كركوك ببيوت شهداء فلسطين) . كما قاد الضابط التركماني اللواء مصطفى راغب لواءً من الجيش العراقي في حيفا وأبلى بلاءً حسنا في دحر الصهاينة.
ولعل أبرز وأعظم موقف تركماني أتجاه فلسطين هو موقف السلطان العثماني عبد الحميد من عرض تيودور هرتزل( مؤسس الصهيونية السياسية) الذي قدم رشوة مالية ضخمة لقاء سماح السلطان لليهود بالهجرة الى فلسطين، ورغم مرور الإمبراطورية بظروف مالية صعبة جدا ، ألا أن السلطان العظيم رفض أن يبيع فلسطين للصهاينة قائلا للصدر الأعظم (رئيس وزراءه) : ” أنصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع، إني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين المقدسة ، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، التي جاهدت في سبيلها، وروتها بدمائها، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوما فأنهم يستطيعون أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن. أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون عليَّ من أن أرى أرض فلسطين قد بترت من الدولة الإسلامية، وهذا أمر لا يكون. إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة”. وكان هذا الرد هو واحدا من اسباب سقوط الامبراطورية العثمانية.
جميع التركمان في فلسطين اليوم استعربوا تماماً، وأصبحوا فلسطينيين مسلمين معروفين بشكيمتهم وفتوّتهم لاسيما في مواجهة الاحتلال. تاريخياً فإن أعداداً كبيرة من التركمان الناوكية تتراوح بين 6000-12000 قدمت إلى فلسطين قبل الحروب الصليبية لدعم بدر الجمالي حاكم الشام من قبل الفاطميين ضد هجمات الأعراب وغاراتهم على الريف الفلسطيني، وجرت لهم إقطاعات في غور الأردن والمناطق التي تحاذي البادية، وكان المقاتل التركماني يتحرك تحت ظل سيفه، ويحمل معه أسرته كلها أينما استقرّ.وفي أثناء الحروب الصليبية وبعدها استمرت هجرات التركمان إلى الشام بحثاً عن المراعي الخصيبة والأمن، وانضموا إلى الزنكيين والأيوبيين في حروبهم ضد الفرنجة الصليبيين، واستعان بهم نور الدين زنكي في حروب العصابات في الجليل الفلسطيني.
وفي عهد صلاح الدين نظّم التركمان أنفسهم في تشكيلات عسكرية شعبية غير نظامية، ولاسيما من القبيلة الياروقية، وكان بين قادة جيوش صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين قائد تركماني بارز، هو “مظفر الدين كوجك (كوكبورو)” من أربيل في شمال العراق، وانضمّ إليه لاحقاً القائد التركماني “يوسف زين الدين” أمير أتابكة الموصل في شمال العراق أيضاً، ولذلك أقطعهم صلاح الدين أراضي واسعة شمال نابلس.
وكان للتركمان الحزبنلدية وهم من تركمان الشام مشاركة فاعلة لصلاح الدين في تحرير فلسطين، كما قدم إليه مع القائد التركماني بدر الدين دلدرم خلق كثير من المقاتلين التركمان.وقد كان لهؤلاء التركمان دور كبير في الدفاع عن القدس أثناء محاولات الملك الإنجليزي ريكاردوس استعادة القدس من الأيوبيين.وفي عهد الظاهر بيبرس جرى توطين عدد كبير من مقاتلي التركمان وعائلاتهم على طول الساحل الفلسطيني في حراسة الثغور البحرية من هجمات الصليبيين الفرنجة، وشاركوا معه قبل ذلك في معركة عين جالوت، وكانت لهم أدوار في تأمين الطرق والإمدادات اللوجستية وجباية الزكاة وتوصيل البريد، وأوكل إليهم بيبرس الدفاع عن يافا بعد تحريرها.
وفي زمان المماليك التركمان والشركس، ترسّخ وجودهم واستقروا في جبال نابلس وسهول جنين، وتزايدت أعدادهم في فلسطين بعد موجة هجرة جديدة أوائل القرن التاسع عشر. وفي العموم فإن تركمان فلسطين هم نمط مقاتل من شعب فلسطين المحاربين الذين جعلوا من هذه الأرض موطنهم الوحيد، ودافعوا عنه ببسالة فذّة وما يزالون.
والتركمان في شرقي الاردن متواجدون في قضاء جرش قرية الرمان وفي قضاء عمان عيون الحمر.
تركمان العراق
التركمان قبيلة من القبائل التركية التي وفدت من وسط أسيا، وتحديدا من منغوليا موطنهم الأصلي. الفرق بين التركمان والأتراك هو كالفرق بين العدنان والقحطان أصل العرب. أما ألاختلاف اللغوي بينهما هو كاختلاف اللهجة العربية العراقية و اللهجة العربية السورية، ( مازالت اللهجة التركمانية تحتفظ بنسبة 40% من المفردات العربية بخلاف اللهجة التركية التي أدخلت إليها، بعد تأسيس الجمهورية التركية، المفردات الإنكليزية والفرنسية بنسبة أكثر من 30% بدلا من المفردات العربية، وما زال التركمان يعتمدون الحروف العربية في الكتابة).
تشير الوثائق التاريخية إلى أن الحضور التركماني الحقيقي في العراق، الذي دونه التاريخ، يعود إلى أوائل الفتح العربي الإسلامي. أن معظم أفراد الجيش الإسلامي بقيادة (عبيد الله بن زياد) عام (54هـ) الذي فتح تركستان، كانوا من المحاربين العراقيين، الذين استقروا هناك وتزاوجوا مع التركستانيين. ولم يكتف العراقيون بالاستقرار والتزاوج مع الترك أو التركمان بل انهم بعثوا بالمقاتلين التركمان ليستقروا بدورهم في العراق. يقول الطبري في كتابه الشهير (تاريخ الأمم والملوك ): ((إن عبيد الله بن زياد قام في شهر ربيع الأول سنة 54 هـ (673 م) بهجماته عبر (جيحون) على (بخاري) ثم على (بيكند) فقاومه الجيش التركي تحت إمرة الملكة (قبج خاتون) مقاومة شديدة جدا، جلبت انتباهه وإعجابه لما لمسه فيهم من شجاعة فائقة وحسن استعمال الأسلحة، فاختار منهم ألفي مقاتل يحسنون الرماية بالنشاب فبعثهم إلى العراق وأسكنهم البصرة)). (ص 221 ـ ج 4)، أشار إليه الكاتب العراقي سليم مطر في كتابة القيم جدل الهويات. يلاحظ أن هناك خلطا غير متعمد في كتب التاريخ، بين التركمان وبين الأتراك، فعند وجوب الإشارة إلى التركمان يذكر المؤرخون الأتراك وبالعكس. فأن الذين أستقدمهم عبيد الله بن زياد كانوا من التركمان، الذين انصهروا مع العراقيين واستعربوا مثل الآلاف المؤلفة من المهاجرين من مختلف البلدان التي طالها الفتح العربي الإسلامي.
وخلال اقل من قرن، تنامى الوجود التركماني في العراق بحيث أصبحوا جزءا من الجيش الأموي المقيم. وقد بلغ الحضور التركماني والتركي ذروته في العصر العباسي عندما بدأ الضعف ينتشر بين القبائل العربية المهيمنة وفقدانها لروحها البدوية المحاربة بعد استقرارها في العراق وتمتعها بحياة الخصب والرفاهية. وقد وجد القادة العباسيون في الترك والتركمان البديل المطلوب لاحتفاظهم بروحهم الرعوية المحاربة ولشجاعتهم وبسالتهم في سوح القتال، وخصوصا في مواجهة خطر الجماعات الرعوية الأوربية القادمة باسم الحروب الصليبية..
أستقدم الخليفة العباسي المعتصم بالله، (50) ألف محارب من ( أخواله) التركمان واستخدمهم في الجيش وبنى لهم مدينة ( سر من رأى ( سامراء الحالية) في شمال عاصمة الخلافة بغداد). توسع وأمتد نفوذ التركمان والأتراك في الدولة العباسية، شملت جميع مرافق السلطة إلى أن وصل بهم الأمر، في القرن الأخير من حكم الدولة العباسية، إلى خلع وتنصيب الخلفاء أنفسهم. واستمر الحضور التركماني مع بروز دور مؤسس الدولة العثمانية آل طغرل بن سليمان شاه التركماني، قائد أحد قبائل التركمانية النازحين من سهول آسيا الغربية إلى بلاد آسيا الصغرى.
رافق المحاربون التركمان جحافل التتار( من الأصول التركية) الذين اجتاحوا بغداد و دمروها واحتلوها عام 1258 الميلادية، واستوطنوا العراق منذ ذلك الحين. أعتنق التركمان الوافدين مع التتار الدين الإسلامي الحنيف (القبائل التركمانية التي رافقت حملة التتار كانوا وثنيين) ومن ابرز شواخصهم الباقية حتى الآن، جامع وخان المرجان في وسط بغداد.
أسس التركمان دويلات عديدة في العراق منها دولة أق قوينلو وقرة قوينلو والدولة الاتابكية في أربيل، ثم تعاقبت القبائل التركمانية من القــجار والسلجوقيين ( الأتراك) على حكم العراق لغاية سقوط بغداد عام 1454 ميلادية على يد العثمانيين التركمان، وأستمر حكمهم ( تناوبت الدولة الصفوية في إيران حكم العراق لفترات متقطعة، الصفويون من القبائل التركية سكنت بلاد الفارس. ذاق العراقيون الأمرين من الخلاف التركماني – التركي، وبسبب هذا الخلاف، بين القبلتين، أجبر إسماعيل الصفوي أهل بلاد فارس، إيران الحالية، باعتناق المذهب الشيعي) لغاية الاحتلال الإنكليزي للعراق العام 1917 الميلادي. وفي عام 1926 أبرمت اتفاقية بين الحكومتين التركية والبريطانية حول تبعية ولاية الموصل (وتشمل أربيل وكركوك والسليمانية)، تشير أحدى فقرات هذه الاتفاقية إلى حرية اختيار العراقيين من الأصول التركمانية، بين البقاء في العراق أو الهجرة إلى تركيا. وقد فضل التركمان البقاء في العراق ألا عدد قليل فضلوا الهجرة إلى تركيا والاستقرار فيها.
استيطان أجداد التركمان الأوائل في العراق منذ ثلاثة عشرة قرنا ونيف. شاركوا إخوانهم العراقيين السراء والضراء وقدموا التضحيات والشهداء في حروب العراق ومعاركه وثوراته، وعانوا من ظلم ومآسي حكامه أسوة ببقية إخوانهم العراقيين، ورفدوا وطنهم العزيز بشخصيات بارزة ساهموا في بنائه ودافعوا عن أمنه واستقراره وتثبيت استقلاله وقد برز الكثير من أعلام الحضارة العباسية من أصول التركمانية، مثل الفارابي والبخاري والخوارزمي والبيروني والسرخسي والعديد العديد غيرهم، من الذين للأسف احتسبهم المؤرخون القوميون ظلما على (الإيرانيين!!).كما برز العديد العديد من الشخصيات العلمية والثقافية والأدبية والسياسية، بعد تشكيل الحكومة الوطنية العراقية عام 1921، نذكر منهم في هذه العجالة على سبيل المثال لا الحصر ، حكمت سامي سليمان و الوزير عزت كركوكلي ( وزير الأشغال في أول وزارة عراقية بعد تشكيل الحكومة العراقية عام 1921)، ويقال أن ( نوري السعيد نفسه كان تركمانيا)، والعلامة مصطفى جواد والشاعر عبد الوهاب البياتي والشاعر حسين مردان والأديب الشاعر نصرت مردان والأديب إبراهيم الداقوقي والشاعر ده ده هجري والأديب وحيد الدين بهاء الدين والأديب الموسوعي عطا ترزي باشي، ومن كبار ضباط الجيش غازي الداغستاني والزعيــم ( العميد) عمر علي واللواء مصطفى راغب من أبطال معركة فلسطين عام 1948، والفريق يالجين عمر عادل والقانوني البارز نور الدين الواعظ والعديد من الوزراء والسفراء ومئات من كبار الموظفين والقضاة والمهندسين والأطباء….الخ.
مناطق انتشار التركمان في العراق.
موطن التركمان في العراق يمتد من قضاء تلعفر شمال محافظة الموصل وينحدر إلى جنوب شرقها باتجاه محافظة أربيل ( نصف سكان أربيل من التركمان من بقايا الدولة الاتابكية التركمانية) ويمتد جنوبا إلى ناحية التون كوبري باتجاه محافظة كركوك، ثم جنوبا باتجاه ناحية تازة خورماتو وقضاء طوز خورماتو، ثم ناحية بيات وقضاء كفري، وينحدر إلى جنوب شرق العراق إلى محافظة ديالى وخاصة قضاء الخانقين، وناحية زرباطية والسعدية وجلولاء. ويقطن في محافظة بغداد الآن بحدود (50) ألفا من التركمان. من الناحية المذهبية ينقسم التركمان إلى حوالي 55% من السنة، و45% من الشيعة. يقطن السنة في مدن، أربيل والتون كوبري وكركوك وبيات وكفري وخانقين وجلولاء وزرباطية والسعدية؛ أما الشيعة فيقطنون في تلعفر وتوابعها في محافظة الموصل وفي مركز مدينة كركوك ( حوالي 35% من التركمان في مركز مدينة كركوك من الشيعة)؛ وناحية تازة خورماتو وطوز خورماتو وعدد من القرى التابعة لهما. بلغ عدد نفوس التركمان حسب إحصائية التعداد السكاني لعام 1957 (950 ) الف نسمة. قدرت المصادر الحكومية عدد نفوسهم عام 1997 بـ ( 900) الف نسمة فقط ( أي بنقصان (50) الف نسمة عما كانت عليه عام 1957، وهذا الرقم بحد ذاته يبين مدى الإجحاف الذي لحق بهذه القومية في العراق في ظل النظام السابق؛ وطمس، ليس هويتهم فقط، بل وجودهم أيضا. على أية حال فان المصادر المعتدلة تقدر عدد نفوسهم بـ (2.5) مليون نسمة، وأما المصادر المتطرفة فتقدره بـ (5.3) مليون نسمة. وبما أن نسبة الزيادة السكانية السنوية الثابتة في الــعراق هي (8/3%)، يمكن تقدير عدد نفوس التركمان، على هذا الأساس، الآن بـ (2.6) مليون نسمة. وبهذا العدد يشكل التركمان نسبة 10% من سكان العراق تقريبا؛ كثالث أكبر قومية فيه. يسكن حوالي 40% من هذا العدد في مركز محافظة كركوك، واستنادا لإحصائية العام1957 أحتل التركمان مركز القومية الأولى في هذه المحافظة، ثم جاءت القوميتان الكردية ثم العربية و المسيحـيون. يتكون الإخوة المسيحيون في كركوك من الاثوريين، وليس آشوريين، كما يشاع خطأ، استقدمهم الإنكليز من منطقة حكاري في تركيا عام 1927، عن طريق إيران، غداة اكتشاف النفط في كركوك للعمل في شركة نفط العراق (IPC )، بعد أن رفض أهالي المدينة العمل مع الإنكليز، و كذلك من الكلدان والأرمن، بمذاهبهم الدينية، الكاثوليكية والارثذوكسية والبروتستانتية والانجيليكانية.
تراث الموروث الشعبي التركماني
ان هجرات التركمان نحو الشرق من اواسط اسيا ومن تركستان الشرقية قبل الاف السنين بجحافل هائلة ونظرا لاتساع الرقعة التي حكمها التركمان في أقطار أسيا أدت الى امتزاج قصص التركمان بقصص شعوب الشرق والمناطق التي حكموها بالعدل والإنصاف , فشمل ميدان القصة التركمانية ميدانا واسعا عكس حياة الإنسان التركماني بكل مظاهرها وكانت تلك القصص بحق تدوينا صادقا لفترة مهمة من تاريخ الشعب التركماني النبيل . ومن المهم الإشارة الى ان معظم تلك القصص القديمة في الموروث الشعبي لم تكن تكتب اعتباطا وإنما كانت نابعة من حاجة الجمهور الواسع الى ذلك لتؤمن لهم ما كانوا يفتقرون اليه من أمان ومن اجل الإلهاء عن حاجاتهم المعيشية وبالتحديد عن جوعهم المادي وضعفهم المعنوي وهذا ما دفع بعض الحكام آنذاك الى تشجيع هذا النوع من الأدب وذلك بما أغدقوا على القصاصين والرواة من جزيل العطايا والهدايا . ولعل من أقدم القصص التركمانية المدونة ما وصل إلينا عن طريق ( ده ده قورة قورت ) والقصص الشعبية التي تروي بطولات التركمان وحروبهم وفروسيتهم الرفيعة وكذلك الأنواع الأخرى من القصص العاطفية ( قصص الحب ) وغيرها .وإذا القينا نظرة على معظم هذه الحكايات القديمة فإننا نجدها تمتاز بأجوائها القبلية البسيطة وبصور الحياة البدوية التي عاشها التركمان في تلك الحقب التاريخية , وكذلك نجد فيها ملامح حية عن واقع التركمان وبطولاتهم وتحملهم للظروف القاسية وذلك بسرد غزواتهم وحروبهم وهجراتهم المتعاقبة .في الحقيقة ان هذه القصص تعتبر أفضل مرآة تعكس ما كان عليه أجدادنا التركمان والسجل الحافل بإعمالهم البطولية وأثارهم المميزة .
حيث ينقسم الموروث الشعبي التركماني الى قسمين :
1- الادب الشعبي مجهول المؤلف وهو الادب الذي لا يعرف منشئه ولا زمان انشائه لذلك يعد تراثاً عاماً للشعب ومن فنون هذا الادب الحكاية الشعبية (القصص الشعبية – النوادر – النكات – القصص التعليمية والاخلاقية – الاساطير) الحكم والامثال الشعبية، الاغاني، الخوريات، الاصطلاحات الادبية والبكائيات.
2 – الادب الشعبي معروف المؤلف : وهو الادب الذي انشأه مؤلف معروف وينقسم الى قسمين :
أ- السير – وهي لون من القصص الطويلة يتراوح بين النثر والشعر، نظمه شعراء معروفون في الادب التركماني ويطلق عليه بالـ (عاشق) ويسمى (عاشق أدبياتي) أي أدب العشاق. وهو يدور حول البطولات والفروسية والحب ويشتمل على أشعار ملحمية. ولما كان منشئ هذا الفن يتغنى به بآلة موسيقية تركمانية تسمى (الساز) لذلك يطلق عليهم (شعراء الساز) أيضاً.
وقد تطور هذا النوع من الادب الشعبي في المقاهي الشعبية والمضافات القرى وفي ليالي الشتاء وكذلك ليالي شهر رمضان المبارك حيث كتبت تحت تأثير الحضارة الاسلامية خلال القرنين 16-17 لذلك نجد فيها كثيراً من الالفاظ والكلمات العربية. ومن أشهر هذه السير (كوروغلو) و(اصلي كرم) و(ارزي قنبر) و(ليلى مجنون) وغيرها.
ب- الادب الديني وهو الادب الخاص الذي نشأ في ظل المشاعر الدينية المستمدة من روح الدين الاسلامي الحنيف بعد دخول التركمان الى الدين الاسلامي، حينما ساير الادب التركماني القديم، الدين الجديد لينتج نوعاً من الادب المحدث بالصبغة الاسلامية، والذي يصنفه بعض الباحثين الى :
* أدب الديوان الذي بقي حكرا على عليةّ القوم من السلاطين والحكام والوزراء وأتباعهم.
* أدب التكايا الذي نشأ في زوايا التكايا التي كانت تعد المحفل الادبي والتوجيهي للمتصوفين وفنون هذا الادب هي الانفاس البكتاشية والصوفية والمدائح النبوية.
أثرالطرق الصوفية في حياة التركمان
من الطبيعي أن تؤثر المعتقدات الدينية على طبيعة الممارسات الاجتماعية والفلكلورية لأي من الشعوب وتترك أثراً ما على تربيته وثقافته وعلاقاته الانسانية، فقد انتشرت الطرق الصوفية لدى التركمان بشكل واسع خاصة في مناطق كركوك واربيل في العراق وفي حلب وتركمان باير بوجاق في اللاذقية وبعض القصبات والارياف منذ الحكم العثماني نظراً لروح التدين التي كانت سائدة بين العوائل التركمانية حيث أخذت مدينة حلب وكذلك كركوك نصيبها الوافر بسبب إرتباطهم الشّديد بالدّين الإسلامي الحنيف، حين انتشرت الطّرق الصّوفية بكثرة ومن بينها :
الطّريقة القادرية، الطريقة النّقشبنديّة، الطريقة المولوية، الطريقة البكتاشية، الطريقة الرّفاعية.
لعل الجدير ذكره هنا تلك المظاهر البسيطة التي كان يتميز بها الشيوخ الذين كان يطلق عليهم (خليفة) أو (الدرويش)، سواء في الملابس أو الشعر الطويل والضفائر الطويلة عند بعضهم فيما كان ينتظم حولهم عدد غير قليل من المريدين وعدد معين من ضاربي الدفوف المدربين لإحياء حلقات الذكر والمناقب النبوية الشريفة في مناسبات المولد النبوي الشريف وبعض مناسبات الزواج والوفاة والختان والمولود الجديد وعند استقبال الحجاج حيث الدراويش كانوا في مقدمة وهم يمارسون قراءة المنقبة النبوية الشريفة والمدائح بواسطة السيارات والقطارات وباصات الخشب في مراسيم احتفالية لاستقبال الحاج القادم من الديار المقدسة احتراماً للحاج فيما كانت تقام جلسات واحتفالات أخرى في المناسبات الدينية الاخرى .
شعائر المولد النبوي الشريف
أما في مجال قراءة المناقب والمدائح النبوية والبكائيات فقد اشتهر عدد لابأس به من القراء التركمان الذين تأثروا بالمدارس البغدادية الشهيرة والحلبية من جهة وبالمدارس التركية من جهة أخرى فكان ان نتج عنه مدرسة كركوكلية بقالب عربي ونكهة تركية مدرسة حلبية بنكهة عثمانية وبالعكس بقالب تركي بنكهة عربية .
الموروث الحسيني
تختزن الذاكرة الشعبية التركمانية الكثير من الادبيات والقصائد والخوريات والمراثي والردات الشعرية الحسينية المتداولة منذ أمد بعيد سواء لشعراء معروفين أمثال الشاعرين التركمانيين العراقيين (نسيمي البغدادي) و (فضولي البغدادي) والشاعر (خطائي) و(قمرو) وغيرهم وكذلك لشعراء غير معروفين بعضها حفظت وجرى تداولها وبعضها الاخر أهملت وضاعت آثارها لاعتقاد أصحابها بقلة أهميتها! فيما جرى تداول البعض الآخر من هذه النتاجات والدواوين بسرية وخفاء خشية وقوعها بيد السلطات الحاكمة وبالتالي تعرض مؤلفيها أو حائزيها الى عقوبة السجن والعذاب، الامر الذي أدى الى فقدان أو ضياع إرث أدبي وجداني غزير يختزل ذاكرة وطن ويعبر بصدق عن تراث شعب مضطهد، بل يترجم تاريخ صراع انسان ضد كل أشكال الظلم السلطوي والاستبداد.
العادات والمعتقدات الشعبية التركمانية في بلاد الشام والرافدين
ان العادات والمعتقدات الشعبية التركمانية في بلاد الشام والرافدين متشابه الى حد كبير وموجوده في سوريا والعراق مثل هز المهد الفارغ يؤدي إلى إصابة الوليد بالمغص، عدم غسل الوليد إلاّ بعد مرور 40 يوماً على ميلاده، كنس البيت ليلاً يؤدي إلى اغتراب صاحب الدار، رش الماء وراء المسافر تفاؤلاً بعودته قريباً سالماً إلى داره، قذف حجارة خلف الضيف الثقيل كي لا يعود ثانية، رش 40 طاسة ماء على رأس من يرتكب معصية كدليل لإعلان التوبة.كل هل العادات موجودة لدى الشعب التركماني مع اختلاف بسيط في ممارسة تلك العادات والشعائر.
من الصفات التي يتميز بها التركماني هو احترام الآخر وحب الضيافة ، والبعد عن التعصب العرقي و الديني و تظهر بشكل واضح لدى عادات التركمان في القرى التي توارثوها أباً عن جد، فالتركماني يُنشئ أولاده منذ الصغر على حب الوطن و احترام الكبير، والوفاء للصديق وعدم المهابة من العدو.
القوريات والعزف المنفرد
يتميز الادب الشعبي التركماني في العراق وكذلك في سوريا بنوع من الاشعار الشفاهية الشعبية القصيرة التي ظلت غير مدونة الى منتصف القرن الماضي الاّ نادراً فيما جرت أخيراً محاولات لجمعها على يد الباحثين في كلا البلدين .والاشعار التي لا يعرف قائلوها وقد تناقلوها جيلاً عن جيل منذ قرون وهي – على الاغلب – بشكل رباعيات جناسية يسمونها (قوريات) أو (خوريات) وتتضمن هذه الرباعيات صوراً بديعة فيها ضروب من الحب والامثال الاجتماعية والاخلاقية والفلسفية نتجت عن استعمال كلمات جناسية بأسلوب بسيط ذات دلالات عميقة ويترنم بها التركمان في كل المناسبات ويتغنونها بلحن خاص.
لباس المرأة التركمانية الشعبية
مع زوال الكثير من ثقافة الازياء الشعبية لدى التركمان الا ان الازياء التركمانية القديمة تعبير صادق عن تقاليد وثقافة الشعب التركماني وعقائدهم. والملابس كما نعلم تخضع من حيث التصميم والطراز لصفات وعرف القيمة الحضارية وثقافتها وطقوسها الدينية وطبيعة عيشها وأماكن تواجدها، والعوامل المناخية والتضاريس وطريقة الحياة لعبت أيضاً دوراً في تحديد هذه الأزياء ونوعها. فيمكن أن نلاحظ أن الشعوب ذات المناخ الحار لها أزياء تختلف عن تلك التي تعيش في المناطق الباردة فيمكن أن نميز أزياء التركماني أو العربي أو الكردي من ذلك. ويمكن القول أن الازياء التركمانية لها صفات مختلفة تمثل طبيعة المجتمع التركماني وتقاليده. فعلى سبيل المثال إن أزياء المرأة التركمانية الأناضولية تتميز بالحشمة والحياء وتكون طبيعتها زاهية وألوانها فضفاضه ونوعية القماش تتميز بالزخرفه وحتى إن نوعية هذه الأقمشة تتميز به المرأة التركمانية عن سواها من نساء الشعوب المجاورة.
الازياء العثمانية أيضاً، وكانت تصنع من الأقمشة المزخرفة والثمينة وأنواعها كثيرة وهي الملابس الأصلية للمرأة التركية والتركمانية وقد إختفت هذهِ الملابس بعد سقوط الدّولة العثمانية. وكما بيّنا أعلاه لأسباب سياسية أوغير ذلك، فشهدت المرأة التركمانية بسبب أزياءهن الإضطهاد والظّلم وإلى الحقارة وحتى أنّها أُتهمت بموالاتها للخلافة العثمانية دون أن يكون للإفتراء أيّة حجة أو دليل، على كل حال فالمرأة التركمانية في تركيا والجمهوريات التركية لا يزلن يحتفظن بملابسهم الاصلية.
والازياء الأناضولية هي عبارة عن “اليلك” رداء منزلي يلبس فوق القميص مشقوق من الأمام حتى الذيل وهو مفتوح من الجانبين، والكمان ضيقان ينتهيان عند المعصمين، ويلف حول الخصر حزام من الحرير أو الكشمير وقد يكون من المعدن، ويلبس “اليلك” صيفاً وشتاءً فيصنع في الصيف من الحرير والأقمشة القطنية الرقيقة وفي الشتاء من الصوف أو الكشمير، وكانت ترتديه الأميرات ونساء القصر وعِلْية القوم في كل مكان، نزولاً إلى جميع نساء الطبقة الوسطى. ولم يتنازل عن إرتدائه إلاّ اللواتي كنَّ بعيدات عن رياح التغيير ولا يتأثرن بتغيير الموضة كفلاحات الريف والبدويات. ولبست النساء في ذلك العصر القفطان فوق “اليلك” وتحت الجبة. وكان استعماله قبل ذلك مقصوراً على الرجال واستعملته النساء في مصر منذ العصر العثماني، وهو رداء مشقوق من الأمام حتى نهاية الذيل يفلق على الصدر بأزرار، وأكمامه طويلة متسعة، وتستخدم في صناعته الأقمشة القطنية والحريرية ذات الألوان المختلفة، وتظهر أكمامه المتسعة من تحت الجبة وتمتد حتى أطراف الأصابع ويصل طول القفطان إلى القدمين. وتلبس فوق اليلك والقفطان الجبة وكانت مخصصة للرجال قبل العصر العثماني ولبستها النساء في ذلك العصر، وبخاصة نساء الطبقتين العليا والوسطى، وهي مشقوقة من الأمام ولا يسمح اتساعها بالتقاء حافتيها الأماميتين على الصدر ولا تقفل وليس لها عروات أو أزرار، وهي قصيرة يصل طولها إلى ما بين منتصف الساق والقدمين. أما الأكمام فقد تكون قصيرة وتنتهي عند الكوع أو طويلة تصل إلى الرسخ، وهي أكمام ضيقة ليست متسعة كأكمام القفطان، ويركب الفراء في شرائط علوية على جانبي فتحة الجبة، وقد يدور بالذيل وقد يغطي نصفها العلوي كله.
كانت المرأة في ذلك العصر تلبس عند الزواج ما يعرف باسم “التريزة” وتتكون من السبلة، وهي ثوب فضفاض قليل التفاصيل يتسع ليلبس فوق جميع الملابس المنزلية السابقة، ويصنع غالباً من قماش ناعم من الحرير أو التفتاز وغالبًا ما يكون أسود اللون وأكمامه متسعة جدًا. ثم تلبس معه “الحَبرة” وهي قطعة من القماش مربعة المساحة تقريباً طول ضلعها حوالي مترين، وهي من الحرير الأسود في منتصفها شريط ضيق يثبت حول الرأس وتنسدل لتغطي الرأس والوجه وبقية الجسم من الخلف، وتمسك السيدة طرفي الحبرة من الداخل وتضمها بذراعيها لتلف جسدها كله فلا يظهر منها سوى وجهها الذي يغطيه البرقع، وهو الجزء الثالث المكمل لأزياء خروج المرأة، وتلبس كل هذه القطع فوق الازياء المنزلية السابقة الذكر عند الخروج
بالإضافة إلى لبس القبعة الخاصة بالنساء التركمانيات، وقد إزدادت على ذلك في العصر العثماني لبس رداء السّروال الفضفاض ذات الألوان الجذابة.
أسماء أجزاء أزياء التركمانية في اناضول لدى التركمان
1ـ تنورة ايتك
2ـ جوراب طويلة أو نوع من ملابس داخلية ديزليك
3ـ صُدرة ايج يلاك
4ـ ثوب فضفاض متدل أي سروال شروفال
5ـ جاكيت صوفي قصير بدون إزرار هيركا
6ـ القميص النسائي كومليك
7ـ الخِمَار: الحجاب الذي يستر الرأس تولبنت
8ـ الجُبة (الجلاّبية) : معطف نسائي ملبس خارجي للنساء مثل مانطو ,باردوسه ,جوبه
9ـ الحَبرة : قماش من الحريرالذي يستر الأكتف شال
10ـ غطاء الرأس عند القرويات يازما
11ـ الغطاء التي يستر الرأس والوجه عدا العينان ياشماك
12ـ ملابس أو غطاء من قماش أزرق مزخرف مذهب بيندالي
13ـ البَرقع: عند الخليج البوشية بهجه
14ـ القطفان : الفستان: ملابس طويلة مطرزة بخيوط الحرير والذّهب يشبه الملابس السورية انتاريلار
15ـ قبعة نسائية تلبس مع ألازياء التركمانية باشلك
16ـ نوع من قميص نسائي طويل الأذرع مشقوقة بدون ياخة جيبكان
17ـ التريزة: ملابس قطنية شفافة للمبيت كيجه البيسه.
تركمان في بلاد الشام السورية.. جذور تاريخية
احتوت سوريا على مر التاريخ، على العديد من الأعراق والتركيبات الديموغرافية المتنوعة، نظرًا لكونها تقع في قلب أكثر المناطق حيوية في تاريخ الإنسان القديم، وتعدّ منشأً لأقدم الحضارات التي قامت قبل آلاف السنين، بالإضافة إلى كونها وسطًا رئيسيًا لمواجهات كبرى لم تنقطع لقرون كثيرة بين الإمبراطوريات القديمة الكبرى، بدءًا من السومريين والفينيقيين ومرورًا بالإغريق والفرس والرومان وانتهاءً بالفتح الإسلامي لها.
وبفعل حركات الهجرة التي قام بها الإنسان قديمًا، استوطن العديد من الطوائف أرض سوريا، من بينهم التركمان بغض النظر عن أعدادهم الدقيقة، فإن الأتراك المتحدرين من الاوغوزّ والقاطنين في الشرق الأوسط قد يصعب القول أنهم أقلية بالمعنى المعتاد للتعبير الديموغرافي (المتعلق بالتعداد السكاني)، كما لا يمكن القول أنهم اندمجوا في العالم العربي؛ بل يمكن القول أنهم جزء أساسي من فسيفساء الشرق الأوسط والتي لا يمكن اكتمالها بغيرهم وسيظلون كذلك. فهم لم يعيشوا جنباً إلى جنب مع العرب والأكراد وغيرهم من المجتمعات لقرون عديدة فحسب، بل وتزاوجوا وتناسبوا معهم وتشاركوا معهم اللغة والثقافة وتاريخ المنطقة؛ وبالتالي ساهموا في إغناء الحضارة والتراث الذي تشترك فيه جميع شعوب الشرق الأوسط.
لقد كان للتركمان حضور واضح في سوريا منذ القرن الحادي عشر، عندما هاجرت قبائل التركمان الرحل في المنطقة من الأناضول وبلاد ما بين النهرين. وبحلول القرن الثاني عشر، أصبح التركمان على السلطة في سوريا في عهد عماد الدين زنكي، مؤسس السلالة التركية الزنكية، واستقر التركمان في ولاية حلب لمواجهة الصليبيين. في مقابل خدمتهم العسكرية، وزع زنكي الإقطاعات في المنطقة للتركمان. بحلول القرن الـ13، شكل التركمان جزءا من جيوش دمشق وحلب. كما كانوا يعيشون في أحياء تلك المنطقة، بما في ذلك ضواحي المدينة نفسها التي تسمى بالحيدر السليماني. وبالإضافة إلى ذلك، كان لهم وجود على الساحل السوري وفي الجولان وحوران درعا . بعد أن دمر سلطان المماليك البحرية بيبرس، قارة أسكن التركمان في المدينة في 1265. بعد عامين أسكن بيبرس المزيد من التركمان في الساحل السوري لحماية المنطقة. كما تم الاستعانة بالتركمان في الاستيلاء على قلعة المرقب من قبل القائد المسلم لقلعة الحصن في 1280. وأشار الكاتب المملوكي القلقشندي أن التركمان شكلوا وحدات في الجيوش النظامية من سوريا الكبرى. كما سجل الكاتب المسلم خليل الظاهري في القرن الخامس عشر الجنود التركمان بلغ عددهم 180,000 في هذه الجيوش، وكذلك 20,000 الأكراد
التركمان سكنوا بشكل رئيسي في شمال سوريا حيث انتقلوا إلى أسلوب الحياة المستقرة، بدلاً من حياة التنقل. خلال العهد العثماني (1517-1917)، كانت المجتمعات التركمانية تتمتع بحكم شبه مستقل ويقودها رؤساء وراثيين، فالقبيلة كانت تعتبر الحاكم الفعلي في القرى السورية. وفقاً لسجلات سكان الإمبراطورية العثمانية في 1518، مجموع سكان إيالة حلب (والكثير منها هو حالياً جزء من تركيا) هو 54276، منهم 36217 ينتمون إلى السكان التركمان. خلال القرن السادس عشر، أسكن العثمانيون التركمان في المناطق الريفية حول حمص وحماة لكبح جماح البدو، ويكونوا بمثابة جباة للضرائب
|
فالوقائع التاريخية تتحدث عن دور سياسي وعسكري بارز لكثير من الشخصيات التركمانية مع بدء هجرتهم هذه، وخاصة في التصدي للحملات الصليبة الأخيرة، لدرجة أن البعض قد أسماها بالحروب الصليبية التركمانية، فأغلب قادة المسلمين في ذلك العصر من التركمان كشجرة الدر وعلاء الدين أيبك التركماني، كما كان أهم قادة جيوش صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين القائد التركماني مظفر الدين كوجك (كوكبورو)، الذي كان صهر صلاح الدين لأخته وأمير الأتابكة في أربيل.
ويوسف زين الدين من أتابكة الموصل بالإضافة إلى القائد المملوكي الظاهر بيبرس الذي كان آخر من حرر القدس من الفرنج . حيث تاريخ قدومهم إلى المنطقة بلاد الشام وبلاد مابين الرافدين ورد أقدم ذكر للـ “تركمان” في كتاب (أحسن التقاسيم) للجغرافي العربي الكبير المقدسي البشارى (4هـ/10م) وذلك أثناء وصفه مدينتي (بروكت) و(بلاج) الواقعتين على نهر سيحون.
وردت اللفظة في تاريخ أبن الفضل البهيقي (ت 470/ 1077) مع الإشارة إلى السلاجقة فيدعوهم المؤلف مرة بالتركمان وأحيانا فرق بينهم وبين السلاجقة. وكذلك يشير إليهم بالتركمان السلاجقة وفي مواضع أخرى يكتفي بالقول بالسلاجقة. ومن المحتمل أن المؤلف ميز مجموعة معينة من التركمان (الاوغوز) قادهم من جماعات التركمان الآخرين الذين جاء قسم منهم قبل السلاجقة نحو جهة المغرب وآخرون تدفقوا نحو هذه البلاد بعد الحملات السلجوقية.
وفي كتاب (زين الأخبار) للغرديزي من القرن الخامس عشر (الحادي عشر) يسمى المؤلف جماعات السلاجقة بالتركمان فتجده يسمي (جغري بك داود) بـ (داود التركماني) ومرة أخرى يذكره (داود) مجرداً من أي لقب كما يسمي (طغرل بك) بـ (طغرل التركماني) أو طغرل وحده دون أن يلحق به لقباً ما، فيبدو أن هذا التعريف شاع بقيام السلاجقة الأوائل وأستخدم فيما بعد لدلالة على جميع قبائل الغز سواء كانوا أتباع السلاجقة أو غيرهم.
وردت أول إشارة إلى نزوح القبائل التركمانية إلى بلاد الشام ونزولهم في دمشق وأطرافها، في كتاب معجم البلدان للبلاذري، في الصفحة 228 الجزء الخامس حيث قال: (…. فنزل القوافل بدمشق وهي لقوم من التركمان يقال لهم بنوا المراق، كانوا يسكنون دمشق سنة 105 للهجرة الشريفة، الموافق سنة 723 للميلاد.)
وردت في كتاب البرق الشامي، للقاضي الإمام عماد الدين الأصفهاني، 362 إشارة إلى أوضاع التركمان وبطولاتهم وفتوحاتهم وجهادهم ورباطهم لثغور بلاد الشام في حلب وحماة وإعزاز واللاذقية ودمشق، وأحوال قبائلهم وجيوشهم وأمرائهم أمثال الملك المعظم فخر الدين توران شاه بن أيوب والأمير ياروق الذي بنا محلة الياروقية الكبيرة في مدينة حلب، حيث نزل فيها مع عسكره ورجاله وعمر فيها دورا ومساكن وكان من أمراء السلطان نور الدين الزنكي ومات ياروق هذا في سنة 564 للهجرة، الموافق لسنة 1168 للميلاد. وجاء في كتاب مآثر الأناقة الجزء الثاني صفحة 5 انه: (.. وكان على حلب محمود بن شبل الدولة فبقي بها حتى توفي سنة 468 للهجرة، الموافق لسنة 1075 للميلاد وملكها بعده ابنه نصر بن محمود فبقي حتى قتله التركمان وملكها بعده أخوه سابق بن محمود ثم انتزعها شرف الدولة مسلم بن قريش صاحب الموصل في صفر سنة 477 للهجرة، الموافق لسنة 1084 للميلاد، وملكها بعده إبراهيم بن قريش ثم انتزعها منه تنش بن آلب أرسلان السلجوقي صاحب دمشق في السنة المذكورة ثم انتزعها منه السلطان ملكشاه السلجوقي وسلمها إلي قسيم الدولة آق سنقر ثم استعادها تنش بن آلب أرسلان.)
أما الرحالة أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي ثم الطبخي المعروف بابن بطوطة فيذكر في الجزء الأول صفحة 99 من كتابه رحلة ابن بطوطة: (…. ثم سافرت إلى الجبل الأقرع وهو أعلى جبل بالشام وأول ما يظهر منها إلى البحر وسكانه التركمان وفيه العيون والأنهار.)
صاحب كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية الجزء الأول صفحة 159، فيذكر المعلومات الآتية: (… ومن صائب رأي الشهيد آتابك الزنكي وجيده انه سير طائفة من التركمان الايوانية مع الأمير الياروق إلى الشام وأسكنهم بولاية حلب وأمرهم بجهاد الفرنج وملكهم كل ما استنقذوه حرروه من البلاد التي للفرنج وجعله ملكا لهم فكانوا يغادون الفرنج بالقتال ويراوصونهم واخذوا كثيرا من السواد وسدوا ذلك الثغر العظيم ولم يزل جميع ما فتحوه في أيديهم إلى نحو سنة 600 للهجرة، الموافق لسنة 1203 للميلاد. وفي الصفحة 243 من نفس الجزء يستطرد مؤلف الروضتين ويقول: (.. ثم جمع القائد أسد الدين إليه العدد الكثير من شجعان التركمان وقاتلوا المشركين ووصلوا إلى بعلبك في العسكر من مقدمي التركمان وابطالهم للجهاد وهم في العدد الكثير والحجم الغفير واجتمعوا بنور الدين وتقررت الحال على قصد بلاد المشركين لتدويخها والابتداء بالنزول على بانياس وقدم نور الدين دمشق لإخراج آلات الحرب وتجهيزها…..)
وعن أحداث سنة 824 للهجرة، الموافق لسنة 1421 للميلاد يقول مؤلف شذرات الذهب في الجزء 4 الصفحة 164. (كان جقمق من أبناء التركمان أصبح دويدارا ثانيا (أي وزير) عند الملك المؤيد قبل سلطنته، وكان يتكلم بالعربية، لا يشك فيه جالسه انه من أولاد الأمراء، ثم استقر دويدارا كبيرا إلى أن قرره (عينه) الملك المؤيد في نيابة الشام فبنا السوق المعروف بسوق (جقمق) وأوقفه على المدرسة التي بناها قرب الاموي.)
يفصل كتاب وفيات الأعيان في جزئه السادس، الصفحة 117 أخبار ياروق التركماني فيقول: (هو ياروق بن آرسلان التركماني كان مقداما جليل القدر في قومه واليه تنسب الطائفة الياروقية من التركمان وكان عظيم الخلقة هائل المنظر، سكن بظاهر حلب من جهتها القبلية وبنى شاطىء (قويق) فوق تل مرتفع وبنا هو وأهله وأتباعه أبنية كثيرة مرتفعة وعمائر متسعة عرفت بالياروقية وهي شبه القرية، وسكنها هو ومن معه وبنا سوق الياروقية وتوفي في محرم سنة 564 للهجرة، الموافق لسنة 1168 للميلاد. ياروق بفتح الياء المثناة من تحتها وبعد الألف راء مضمومة ثم واو ساكنة وفي الأخر قاف. وقويق بضم القاف وفتح الواو وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها قاف. وهو نهر صغير بظاهر حلب يجري في الشتاء والربيع وينقطع في الصيف.
وفي الكتاب الموسوعي الصادر حديثا في باريس بعنوان “دمشق لؤلؤة الشرق وملكته”، من تأليف جيرار دوجرج. عرض وتلخيص السيد محمود الزيباوي في ملحق جريدة النهار البيروتية في 30/4/2005. جاء ما يلي:
(وفي زمن تضعضع السلطة العباسية، ارتبطت دمشق بالدولة الطولونية قبل أن تخضع للخلافة الفاطمية،… وبعد الفاطميين بسط السلاجقة سلطتهم على دمشق التي حكمها بعض الأتابكة في شكل شبه مستقل. قاوم معين الدين أنر الفرنجة وصد الحصار الذي فرضته قواتهم في داريا، وجاء من بعده نور الدين محمود زنكي، فوحّد المشرق ومد نفوذه إلى مصر بفضل القائد المقدام صلاح الدين الأيوبي.. فبعد وفاة صلاح الدين فيها عام1193 للميلاد الموافق لسنة588 للهجرة، تصدعت الدولة الأيوبية، وأصيبت دمشق بالبلاء العظيم قبل أن تسقط في أيدي المغول.)
يستعيد المؤلف تلك الحقبة المتقلبة من تاريخ دمشق ويستعرض شواهدها المعمارية، ويصف البيمارستان (المستشفى) النوري، وهو اليوم متحف العلوم والطب العربي حيث تعرض أجمل نماذج الخطوط التي استعملت للمرة الأولى أثناء حكم نور الدين. ويصف بدقة وتفصيل حمام نور الدين في البزورية، وهو أقدم حمامات دمشق، ولا يزال يعمل إلى اليوم. ومدرسة نور الدين حيث يرقد الحاكم الكبير في تربته وسط صالة مربعة تقتصر زينتها على الآية القرآنية: “وَسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زُمرا حتى إذا جاءوها وفُتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلم عليكم طبتم فادخلوها خالدين”. ثم قلعة دمشق ذات الأبواب الأربعة، ونستعيد ذكرى الرجالات الذين اتخذوها مسكنا لهم: نور الدين الزنكي وصلاح الدين الأيوبي والملك الظاهر بيبرس.
وفي الفصل الثالث من كتابه، يلقي جيرار دوجرج الضوء على دمشق المملوكية ويصف المواقع البديعة في المدينة القديمة. كانت ولاية دمشق من اكبر ولايات السلطنة المملوكية وأهمها حيث عُرفت باسم “نيابة الشام”، وقد امتدت حدودها إلى الفرات والرستن شرقا وشمالا، والى البحر المتوسط غربا، والى غزة والكرك جنوباً. في عهد السلطان الظاهر بيبرس والسلطان قلاوون، شهدت المدينة حركة عمرانية كبيرة، وشيِّد فيها عدد كبير من المساجد والمد ارس. وقد انتهت تلك الحقبة مع دخول قوات تيمورلنك.
إثر الهزيمة التي مني بها المماليك في معركة مرج دابق عام 1516 للميلاد الموافق لسنة 921 للهجرة قرب مدينة حلب، تحولت سوريا إلى جزء من إمبراطورية العثمانية الشاسعة وغدت “ضاحية” من أكبر ضواحيها وأهمها. يخصص الباحث الفرنسي الفصل الرابع من كتابه للحقبة العثمانية. حيث أولى الحكّام العثمانيون دمشق أهمية كبرى، فقد حافظت المدينة على مركزها التجاري في الشرق، كما أنها كانت محطة تتوقف فيها قوافل الألوف من الحجّاج الذين كانوا ينطلقون منها إلى الديار المقدّسة. وقد حرص الولاة على ضمان الأمن في المدينة، وشيّدوا فيها صروحا جديدة، كما أنهم اهتموا بترميم الجوامع والحمّامات والأسواق القديمة. ومن أشهر المعالم التي تعود إلى تلك الحقبة التاريخية الطويلة، التكية والجامع اللذان يحملان اسم السلطان سليم الأول، والتكية المعروفة بالسليمانية، وهي من تصميم المعماري سنان الذي ارتبط اسمه بتشييد أروع صروح اسطنبول. وأزدهر حلب في تلك الحقبة وبدأت تستقطب السفراء الغربيين لتغدو المدينة الثالثة في الإمبراطورية العثمانية بعد اسطنبول والقاهرة.
أما كتاب أقليات في شرق المتوسط تأليف الكاتب السوري فايز سارة، فيذكر إن التركمان في سوريا يتوزعون في منطقة الفرات والجزيرة وفي جبل التركمان منطقة باير بوجاق وكذلك في مدن حمص وحماة وادلب وفي هضبة الجولان السوري المحتل وفي منطقة الحوران مدينة درعا وريفها. ويعتقد المؤلف أن الأقلية التركمانية في سوريا، تشكل امتدادا للأقلية التركمانية في شمال العراق، وهي لا تختلف عنها كثيرا مع أنه من الصعب القول بوجود روابط وصلات بين التركمان عبر الحدود السورية ـ العراقية، حيث يرد أن قدومهم إلى المنطقة يسبق العثمانيين بقرون عديدة، ويعود بالضبط إلى أواخر القرن السابع الميلادي، عندما اندفعت القبائل التركمانية من موطنها في وسط آسيا غربا.
ويشير فايز سارة في كتابه، إلى أن المصادر التاريخية ترجع زمن هجرة التركمان إلى شرق المتوسط إلى أواخر القرن السابع الميلادي، حيث اندفعت القبائل التركمانية من موطنها في وسط آسيا غربا باتجاه شرق المتوسط، وأخذت تستقر في العديد من المناطق، بينما استقر قسم منها في إيران، وقسم آخر في العراق ومناطق من بلاد الشام، ليستقروا في المناطق ذات التماس بين الدولة العربية ـ الإسلامية والدولة البيزنطية وأماكن الثغور من شمال العراق وحتى شمال آسيا.
وقد اندمج التركمان في الحياة العامة للدولة العربية ـ الإسلامية بعد اعتناقهم الإسلام دينا لهم، وانخرط عدد كبير منهم في جيش الدولة، وهو الأمر الذي مهد لهم فيما بعد، وخاصة في العهد العباسي لأن يلعبوا دورا مهما في بعض المراحل السياسية. كما تبوأت شخصيات منهم مناصب رفيعة في الدولة، وبرز منهم كثير في قائمة النخبة العليا في التاريخ والمجتمع العربي ـ الإسلامي لاحقا.
أن التركمان في سورية لا تختلف عن التركمان في العراق من حيث التاريخ والثقافة واللغة والتشكيلات القبلية، وقد هاجرت أعداد كبيرة من قبائلهم في فترات متباعدة إلى إيران وتركيا وإلى المشرق العربي , ولأسباب كثيرة حيث أننا نجد تركماناً في العراق وسوريا وتركيا ومصر وليبيا والأردن وغيرها من الدول, واستعرب معظمهم وبالأخص من هم في التجمعات الصغيرة وفي المدن وبالمقارنة فقد استطاع التجمعات الكبيرة المحافظة على اللغة والانتماء التركماني كما في شمال حلب وشمال اللاذقية وبعض القرى المنتشرة على أطراف حمص وبعض القرى في لبنان على حدود محافظة حمص , حيث يرد قدوم قسم من التركمان إلى المنطقة ما قبل العثمانيين بقرون عديدة ،ويعود بالضبط إلى أواخر القرن السابع الميلادي ،عندما اندفعت القبائل التركمانية من موطنها في تركستان وسط آسيا..
كما تبوأت شخصيات منهم مناصب رفيعة في الدولة، وبرز منهم كثير في قائمة النخبة العليا في تاريخ العلم الانساني والفكر الاسلامي وبالاخص في الفترة المملوكية , شهد غزارة في عدد العلماء المسلمون ومعظمهم من العنصر التركي . حيث شارك التركمان في الدفاع عن بلاد الشام أثناء الحروب الصليبية دفاعاً مميتاً حتى وصف تلك الحروب بحروب الفرنج والتركمان ولو لا دفاع التركمان لهذه المنطقة ضد الصليبين لما بقيى العروبة والاسلام في سورية ولبنان لغاية يوما هذا ,فالتركمان معروفين بفروسيتهم وشجاعتهم، بدأ وجودهم كعنصر حاكم بالدولة الطولونية والسلاجقة والاتابيكية الزنكية والمملوكية التركمانية والاميراطورية العثمانية لغاية عام 1918 .
وبالرجوع الى عهد الدولة الايوبية حيث كان بين قادة جيوش صلاح الدين الأيوبي ،قائد تركماني بارز هو مظفر الدين كوجك (كوكبورو) أحد قادة صلاح الدين وزوج شقيقته، وهو أمير دولة الأتابكة في أربيل، حيث شهد المعركة الكبرى في حطين ،وقد انضم إلى جيش صلاح الدين فيما بعد القائد التركماني يوسف زين الدين وهو أمير أتابكة الموصل في شمال العراق.
وظاهر بيبرس القائد التركماني هو آخر من حرر القدس من الفرنج بعد أن تنازل عنه أخر حكام العائلة الايوبية ، وكذلك للتركمان مآثر كبيرة في تحرير مدينة اعزاز التي كانت محتلة من قبل الفرنج. يقول مؤلف كتاب الروضتين، سبق الإشارة إليه، في الجزء الأول الصفحة 243،…قال ورد الخبر في الخامس من المحرم من ناحية حلب بأن عسكر التركمان ظفر بابن جوسلين صاحب اعزاز وأصحابه ووقعوا في قبضة الأسر في قلعة حلب فسر هذا الفتح كافة الناس.كان ذلك في عهد السلطان مسعود بن قلبيج أصلان السلجوقي صاحب قونية ومعظم هؤلاء التركمان امتهنوا الرعي في فترات سابقة، لكنهم استقروا واخذوا يمارسون الزراعة نتيجة سياسة الاسكان الممارسة في عهد الامبراطورية العثمانية، أن أبرز ما يميز التركمان هو علاقاتهم مع المجتمعات التي عاشوا فيها. حيث أنهم احتفظوا بعلاقاتهم مع تلك المجتمعات بعد سقوط الدولة العثمانية، وخروج الأتراك العثمانيون من البلاد العربية عقب الحرب العالمية الأولى (1914-1918) .
وقد كانت عمليات الإحصاء التي قامت بها أنظمة أحزاب البعث العربية في سوريا والعراق محل انتقاد التركمان لأنها لا تبيّن أعدادهم الحقيقية. وبينما حدّت بعض الجهات أعداد التركمان بنصف مليون في الشرق الأوسط، أعلنت مصادر أخرى أن الشرق الأوسط يحوي ما بين ستة إلى سبعة ملايين تركماني يقطنون في مدن ككركوك وأربيل وحلب واللاذقية. وقد قام التركمان العراقيون في عام 1923 بحملة طالبت تركيا بضم الشمال العراقي المعروف حينئذٍ باسم مدينته الأساسية “الموصل”.
يُعتقد بأن أول وصول للتركمان إلى منطقة الشرق الأوسط كان في القرن السابع الميلادي حين أتى عبيد بن زياد القائد العسكري في العراق أيام الدولة الأموية بأكثر من 1000 تركي من الأوغوز وضمّهم إلى جيشه. واستمرت هجرة التركمان إلى سوريا والعراق بعد أن استولى العباسيون على الخلافة التي كانت في يد الأمويين. وبدأ التركمان شيئاً فشيئاً يعتنقون الإسلام بشكل فردي، وتماهوا مع السكان العرب هناك. إن التركمان قبل دخولهم إلى الدين الإسلامي كانوا شامانيين في القرن الرابع للهجرة.والشامانية مذهب يقوم على الكهانة والسحر والاشتغال بالطب بالاستعانة بالقوى الفائقة للطبيعة، وكان واسع الانتشار بين القبائل البدوية التي تعيش في سهول آسيا وسيبيريا، وقد بقيت آثار الشامانية بادية بشكل أو بآخر في عقائد التركمان بعد إسلامهم، وذلك بتأثير الدراويش الجوابين والمتصوفة الذين نشروا الإسلام بينهم كالقلندرية والحيدرية وغيرهما، ومن ذلك أنهم أخذوا أسماء إثني عشر صنفاً من الحيوان سموا بها إثنتي عشرة سنة من سنينهم.وظل التركمان بعد هجرتهم إلى آسيا الصغرى متأثرين بهذه الأفكار في حين انقرضت الديانات السابقة بينهم ولم يبق لها بقية إلا في بقاع قليلة.
يقول كثيرون إن الأدب العثماني ليس إلا أدب الترك الأوغوز الذين استقروا في آسيا الصغرى أيام العثمانيين.لقد ولد الخليفة العباسيّ المعتصم (833-842م) من أمّ تركمانية. وفي عهده انضمّ التركمان إلى الجيش بأعداد كبيرة حتى أنهم باتوا مسيطرين لدرجة تمكّنوا فيها من اغتيال الخليفة ’المتوكل على الله‘ في عام 861م، واستبدلوا به الخليفة المنتصر. وكان للسلاجقة – أحفاد قبيلة الغُزّ أيضاً ومؤسسو الامبراطورية السلجوقية العظيمة فيما يعرف اليوم بشمال شرق إيران- دور في انتصار العباسيين على البُوَيهيّين في القرنين العاشر والحادي عشر. حينئذٍ استقرّت الخلافة من جديد في يد العباسيين بعد هزيمة البُوَيهيين فاتخذوا بغداد عاصمة لهم، ولكن الشرق الأوسط من إيران إلى البحر المتوسط بات تحت السيطرة السلجوقية.بدأ التركمان يستوطنون في مدن رئيسية كتلّ عفر وأربيل وكركوك ومندلي تحت قيادة السلطان ركن الدين طغرل بك. وكان للتركمان في بلاد الشام أيضاً دور مهم في طرد الغزاة خلال الحملة الصليبية المسيحية على الشرق الأوسط؛ ودُعموا حينها من قبل الجيوش المملوكية في مصر التي كانت تتشكل في الغالب من جنود أتراك من قبيلة قبجاق.
وقد كانت إمارة تُتش وإمارات الأرطقيين والزنكيين والأيوبين من المماليك والسلاجقة الذين استقروا في المنطقة في القرن الثاني عشر للدفاع عن الأرض المقدسة؛ إلا أنّ الشرق الأوسط شهد دماراً عظيماً حين اكتسح المغول آسيا وجاسوا في بغداد يعيثون فيها فساداً وخراباً، منهين بذلك الخلافة العباسية في القرن الثالث عشر.ومن السخرية بمكان أن كثيراً من الجنود في الجيش المغولي كانوا أتراكاً أيضاً من قبائل أواسط آسيا قد تم إلحاقهم بالجيش؛ ولم يكونوا بعد قد تعرفوا على الإسلام على عكس أولاد عمومهم من المماليك والسلجوقيين. فاستوطنت الجيوش المغولية في الشرق الأوسط بعد أن سطرت تاريخاً من الموت والخراب لم يسبقهم إليه أحد وبعد أن تابعوا قتالهم حتى هُزموا على أبواب مصر على يد المماليك. ثمّ مضى قرن أو أكثر حتى شرع المغول باعتناق الإسلام وبدؤوا التآلف مع المجتمعات المحلية وثقافتها.وقد تلا انحلال الدولة السلجوقية العظيمة نشوء إمارات جديدة عرف كلّ منها بـ”بايليك” (إقطاعية أو عِزْبة) في الأناضول وبلاد الشام؛ عندما كانت تتشكل ممالك في العراق وإيران كأمثال الصفويين.
وقد تصد للمغول قادة مماليك التركمان كل من قطز وظاهر بيبرس في معركة عين جالوت وهزم جيش المغولي على يد جيش المماليك. استمر المماليك في الحكم إلى أن جاء الفتح العثماني للمنطقة في معركة مرج دابق عام 1615 ميلادية بقيادة ياوزسليم الأول.
سياسة الاسكان العشائر التركمانية في عهد الامبراطورية العثمانية
في منتصف القرن الثالث عشر تأسست إمارة في شمال غرب الأناضول عرفت بإمارة بني عثمان وما لبثت تتوسع في البلقان ووسط الأناضول حتى أصبحت ما يعرف رسمياً بالامبراطورية العثمانية.تعززت شرعية الامبراطورية العثمانية في المنطقة حين هزم السلطان سليم الأول المماليك في مصر في أوائل القرن السادس عشر في معركة مرج دابق شمال سوريا ليحظى هو بالخلافة. وفي ظل حكم العثماني وسياسة الإسكان التي أعقبت عصر تأسيس الإمبراطورية العثمانية وعصور التوسع والانتشار لم تكن موضوع بحث ودراسة مع إن الإمبراطورية العثمانية كانت عرضة لتغيرات كثيرة في كافة المجالات محكومة في ذلك بظروف كل عصر وهكذا برزت سياسة الإسكان كنتيجة فرضتها الظروف ,فمن اهم التغيرات التي طرأت على الإمبراطورية العثمانية ان الاضطرابات الاجتماعية هدمت القرى وشتت الفلاحين الذين يشكلون القاعدة الأساسية للبنية الداخلية للمجتمع وكان اهم مايهم الدولة العثمانية المعتمدة أساسا في اقتصادها على الزراعة الرسوم التي تجنيها من الفلاحين القاعدة الأساسية للمجتمع لكن هؤلاء الفلاحين الذين ما عادوا قادرين على الزراعة نتيجة تخريب أراضيهم خرجوا من دائرة المنتجين دافعي الرسوم وامام هذا الخطر وجدت الحكومة نفسها وجها لوجه امام مسلة إسكان داخلي وكانت إحدى التدابير المتخذة لإعادة أعمار القرى هي المباشرة بتوزيع القرى وذلك بإعطاء القرية لمن يطلب تعهدها شريطة ان يجلب سكانا من خارج المنطقة لاستيطانها وأعمارها واستصلاحها وإعادة استثمارها زراعيا كما نلاحظ ان سياسة الإسكان العثمانية في القرن السابع عشر كانت تهدف إلى إعادة تعمير البنية الداخلية.
شيدت معظم القرى التركمانية بجوار طريق الحج، وأسكن فيها التركمان لحماية طريق الحج من قطاع الطرق واللصوص. حيث كان البدو يشنون غارات سطوٍ على قوافل الحجاج و التجار , أو في الثغور والاماكن المواجهة لصد الغزوات البدو من الصحراء لمناطق الحضر من الريف والمدن وكما تم اسكان التركمان أيضا في المناطق ذات الاضطرابات المذهبية الثائرة ضد الحكم العثماني السني .
برزت سياسة الاسكان العشائر التركمانية في عهد الامبراطورية العثمانية كنتيجة فرضتها بعض الظروف فمن اهمها التغيرات التي طرأت على الامبراطورية العثمانية ان الاضطرابات الاجتماعية هدمت القرى وشتت الفلاحين الذين يشكلون القاعدة الاساسية للبنية الداخلية للمجتمع .وكان اهم مايهم الدولة العثمانية المعتمدة اساسا في اقتصادها على الزراعة الرسوم التي تجنيها من الفلاحين القاعدة الاساسية للمجتمع .لكن هؤلاء الفلاحين الذين ما عادوا قادرين على الزراعة نتيجة تخريب اراضيهم خرجوا من دائرة المنتجين دافعي الرسوم وامام هذا الخطر وجدت الحكومة نفسها وجها لوجه امام مسلة اسكان داخلي. وكانت احدى التدابير المتخذة لإعادة اعمار القرى هي المباشرة بتوزيع القرى وذلك بإعطاء القرية لمن يطلب تعهدها شريطة ان يجلب سكانا من خارج المنطقة لاستيطانها واعمارها واستصلاحها واعادة استثمارها زرعيا وان يدفع المبلغ المقطوع المذكور في دفتر المالية الى الشخص المسؤول عن تلك المنطقة. كما نلاحظ ان سياسة الاسكان العثمانية في القرن السابع عشر كانت تهدف الى اعادة تعمير البنية الداخلية وان اهم صفحة فيها هي إسكان التركمان على ضفاف البليخ في الرقة في الفترة ما بين عامي 1691-1696
بدأت السلطة العثمانية سنة 1691 بسياسة إسكان العشائر التركمانية والكردية الرحّل، وكانت مناطق شرق شمال وشرق سورية وكذلك جنوب سورية من بين المناطق المستهدفة في عملية الإسكان، وكانت الأسباب الموجبة لسياسة الإسكان عديدة ، منها: أحياء الأرض، تخفيف الضرر على المزروعات التي تحدثها التنقلات للعشائر الرحل، كما كانت بعض المناطق مثل (الرقة) تعتبر منفى للقبائل التي تتسبب في احداث “شقاوات” وفق الوصف الملازم لأحداث الاضطراب التي تحدثها هذه القبائل. كان يعتبر تلك الاسكان معاقبة بعض العشائر التركمانية مثل الاسكان شبه نفي الى اماكن جرداء قاحلة قليلة الماء ذات مناخ غير ملائم لتربية الحيوانات والتي ادت الى فرار سكان تلك المناطق من اماكن اسكانهم هذه وتعقيب الدولة لهم ومعاقبتهم واعادتهم الى مواقع الاسكان المحددة التي صارت العشائر تعتبرها سجنا كبيرا مفتوحا ومنها منطقة الرقة منطقة جولاب اعتبرتها الدولة منفى وسجنا كبيرا للعشائر التي تقوم بحركات مناوئه للدولة اذ كانت تهدد الخارجين على القانون والنظام باسكانهم في الرقة. ان أغلب الإسكان الذي تم شمال سورية وغربها فمعظم عشائر التركمان نقلت من أماكن ومواقع سورية أخرى أي ان العشائر التركمانية سورية قديمة أقدم من دخول العثمانيين إلى سورية بمئات السنين منذ بدايات القرن الثالث عشر ولم تأت مع العثمانيين في القرن السادس عشر كما يظن البعض ويقولون انهم من بقايا الامبرطورية العثمانية ,ولم يأت بها العثمانيون من الاناضول كما يظن البعض خطا هناك بعض العشائر التركمانية التي اتى بها العثمانيون لكن أغلب هذا البعض هرب أيام الحكم العثماني وعاد إلى حيث اتى فتركمان حلب وتركمان يني ال كانوا يخرجون للرعي صيفا في أراضي ارابكير جانيك ديفريكي بوزاوق جوروم اماسيا سيواس بينما كانوا يقضون الشتاء متنقلين في أنحاء بلاد الشام وتركمان بوز أولوس الشعب الاغبر كانوا يمضون الصيف في دياربكر وارضروم عند منابع الفرات وينزلون لقضاء الشتاء في البادية الممتدة من جنوب ماردين وحتى ديرالزور وتركمان سللورية كانوا يقضون الصيف في جبال لبنان وينزلون لقضاء الشتاء في واحة تدمر ,وهذا كله قبل العثمانيين .
وقد اندمج التركمان في الحياة العامة للدولة العربية الإسلامية بعد اعتناقهم الإسلام دينا لهم، وانخرط عدد كبير منهم في جيش الدولة ،وهو الأمر الذي مهد لهم فيما بعد ،وخاصة في العهد العباسي لأن يلعبوا دورا مهما في بعض المراحل السياسية. أقدم عملية إسكان لهذه العشائر كان إسكان عشائر التركمان الرحّل في لواء الرقة، وأقدم قرار في هذا الخصوص يعود إلى شهر كانون الثاني سنة 1691م، حيث تم إسكان جموع قبيلة بي ديلي او (بجدلة او بكدله او بقدليه التركمانية كما يقال لهم باللغة العربية ) التابعة لقصر اوسكودار من طائفة التركمان الكبرى،وكذا تركمان بوزأولوس في الانحاء الممتدة من تل أبيض وعين العروس على ضفاف نهر البليخ، وصولاً إلى مدينة الرقة. وتقرر أن تخصص لهم اراضي زراعية وأماكن إقامة، وأن يدفعوا للجانب الميري خُمس أوسبع المحصول الذي تنتجه الأرض التي يزرعونها بحسب جودتها، شريطة أن يتصدوا لغارات الأعراب وسائر الأشقياء من تركمان وأكراد ويردوا خطرهم ويحافظوا على أمن وأطمئنان الأهالي.
كما يحظر القرار أن يخرجوا مع مواشيهم إلى المشاتي أو المصائف ويكتفون باخراج الرعاة وهم مجبرون أن يبقوا صيفاً شتاءً في أماكن سكنهم. تراجعت أعداد التركمان في شرق الفرات والشام، حتى تم استيعاب من تبقى بشكل كامل ضمن ثقافة المنطقة، وغلب عليهم الطابع العربي حتى استعربوا تمامًا، أما العشائر التي بقيت تُعرف نفسها بدلالتها التركمانية أو الكردية أو تحتفظ بلغتها، فقد كانت من نمط العشائر الرحل المتحيرة بين الأناضول والشمال السوري ، الذين تحولوا إلى أنصاف مستقرين منذ نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.
في فترة العهد العثماني تم اسكان التركمان بشكل رئيسي في شمال سوريا حيث انتقلوا إلى أسلوب الحياة المستقرة، بدلا من حياة التنقل من مكان لاخر.حيث كانت في فترة العهد العثماني (1517-1917)،المجتمعات التركمانية تتمتع بحكم شبه مستقل ويقودها رؤساء وراثيين، فالقبيلة كانت تعتبر الحاكم الفعلى فى القرى السورية. وفقا وحسب سجلات الإحصاء السكاني للإمبراطورية العثمانية في عام 1518 فقد كان عدد السكان في حلب 54276 نسمة منهم 36217 تركمانياً (والكثير منها هو حاليا جزء من تركيا) وخلال القرن السادس عشر، اسكن العثمانيين التركمان في المناطق الريفية حول حمص و حماة لكبح جماح البدو، ويكونوا بمثابة جباة للضرائب. والأمر ذاته بالنسبة للمناطق في لبنان، فقد خضعت لبنان للحكم العثماني الذي ترك الكثير من جنوده هناك كقاطنين مستقرين. لقد حصّن السلطان سليمان القانوني بن السلطان سليم الأول شمال العراق من خصومه الصفويين عام 1534. وبعد احتلاله أُحضر التركمان من الأناضول إلى المنطقة وكانوا يتبعون إلى الطائفة السنية المسلمة- ليحصل التوازن في المنطقة مع وجود الأتراك الأذريين الشيعة الذين كان الشاه اسماعيل الصفوي قد أحضرهم إلى العراق في أوائل القرن. وفي ظلّ حماية العثمانيين ازدهر المجتمع التركماني في الشرق الأوسط فتمكنوا من التآلف مع جيرانهم العرب؛ وفي الوقت ذاته حافظوا على هويتهم العرقية واللغوية لقرون. وتدفقت مجموعات جديدة إلى المنطقة كلاجئين بسبب انهيار الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر مع آلاف من أتراك جزيرة كريت، والذين استقروا في لبنان هرباً من الاضطهاد في اليونان عام 1897. وبنى السلطان عبد الحميد الثاني مدينة الحميدية في لبنان لأتراك كريت الهاربين من وطنهم الأم؛ كما أن كثيراً منهم استقروا في طرابلس الشام والتي تؤوي حتى الآن حوالى 10 آلاف تركي كريتي.من بعد ذلك وبعد انهيار الدولة العثمانية ألحقت جزيرة قبرص ببريطانيا التي أساءت استخدام السلطة فيها من خلال استغلال التوازن الاقتصادي في الجزيرة والاستيلاء على كل الممتلكات العائدة للأوقاف والتي كانت تمثّل الثروة المجتمعية المشتركة بين القبارصة الأتراك. ومن استطاع الفرار من الجزيرة فعل ذلك؛ فغادروا بالآلاف إلى تركيا في أوائل القرن العشرين تاركين ورائهم العالقين بسبب فقرهم.
التركمان من أكبر الشعوب الطورانية ، وهم بادية الترك ومبدؤهم. الأعراب بادية كما العرب ومبدؤهم ، لأنه في الأصل أهل ضرع وخيام يرحلون ويحلون , أوطانهم الأصلية في براري اسية الوسطى الممتدة بين جزر الخزر وبهر خوارزم ونهر جيحون ، وهم أول من اسلم من الترك في القرن الرابع الهجري ، ودصاروا بدعون من ذلك الحين (تركمان ) بعد أن انوا في جاهليتهم يدعون ( أوغوز ) أو ( غز ) بضم الغين والزال ، كما نرى ذلك من تواريخنا العربية القديمة ، التي كانت تذ گره تارة باسم ( غزا) وتارة باسم ( الخوازرمية)
ولا أسلموا في القرن الرابع الهجري ، هاجروا نحو ديار الإسلام ، وانتشروا في شمالي غربي ايران وشمالي شرقي الاناضول , اي في انحاء طبرستان وكيلان واذربيجان وارزنجان ودياربكر ,ثم بلغوا الاناضول، وهم إذا كانوا أهل حربا وبأس ونجدة ، هرعوا للتجنيد جيوش الخلفاء والملوك المسلمين ، وبرزوا في طاعتهم وجلا دتهم ، وفي الحروب الصليبية أبلوا بلاء حسن تحت لواء السلاطين السلجوقين والملوك الأثابكيين والأيوبيين والسلاطين المماليك ، كمافصله مؤرخوا تلك العهد, وشرحوا الفظائع التي ارتكبها وقتئذ بعض متشرديهم ، في أزمنة وأمكنة عدة.
والتركمان في بلادهم الأسيوية الأعراب ، ينقسمون إلى عشائر مختلفة ، لا يتسع المجال لتعدادها ، وأشهرها وأكبرها تكة واليلي و پومود وأساري وأفشار وقايي خان التي منها آل عثمان وغيرها ، وقد تحضر هؤلاء إلا قليلا منهم . بعد هجرتهم واستقرارهم ، في بلاد إيران والأناضول ، وأسس بعضهم دويلات على أنقاض السلجوقين ، كإمارة ذوي الغنم البيض في أنحاء ديار بكر ، وذوي الغنم السود في أنحاء أذربيجان ، وأل فرمان في قونية ، وأل رمضان في أضنة ، وال ذوي القدر في مرعش ، وال عثمان في بورصة وفي استانبول وغيرهم. ولا يزال من ذراري هؤلاء، زرافات بادية ، يرحلون و ينزلون في براري ومراعي حلب واضنة وقونية وغيرها ، كما أن منهم أناس قد تركوا البداوة وتحضروا ، تجدهم الآن في شمالي العراق والشام ، وفي أنحاء أرضروم وسواس ، وبعض أجزاء إيران والقفقاس ، وهم ما برحوا محتفظين بتركمانیتهم ، حتى أن ملامحهم ولغاتهم تختلف عما لدى الأناضول عامة و استانبول خاصة.
وعند التركمان أكل خصائص الطورانبين وملامحهم ، فرؤوس الطورانيين لا يخفى هي مدورة ، ووجوههم عريضة ، ووجناتهم بارزة ، وعيون ضيقة , وأنوفهم فطس ، وشفافهم غليظة ، وسحنهم صفراء سمراء ، وشعورهم سود ، ولحام فرقة ، بيد أن التركمان والترك بعد ان امتزجوا وخلطوا دماءهم بغيرهم من الشعوب ، تبدلت ملامحهم هذه ، وبعدت عما لدى أبناء جلدتهم الأصليين المعروفين بالتتار، في شرقي أوربا والمعروفين بالمغول في شرقي آسية ، وأكثرهم ابتعاد عن الطورانية الأصلية هم سكان من الأناضول والروملي ، المختلطين بعناصرارية وسامية شتى من الفتح العثماني.
والتر كمان ذوو سجاپا وأوصاف خاصة، أبرزها طول قامتهم ، وصحة أبدانهم ،وسذاجة أفكارهم وأطوارهم ، وشدة بأسهم وجلدهم ، وانهم جنود نظاميون بالطبع والخلقة ،وهذا ما حمل خلفاء المسلمين وسلاطينهم على تجنيد عدد كبير منهم ، وقد اشتهرت الدول والإمارات التي أنشؤوها من بعد بسطوتها ومنعتها، كما أشتهروا هم في كل زمان ومكان ، بفرط طاعتهم لسادتهم وكبرائهم ، ولهم الأن جمهورية خاصة ضمن الاتحاد الروسي السوفياتي اسمها (جمهورية تركمانيا).ولباس رجال التركمان القدماء قميص طويل ، فوقه جبة طويلة ، يشدون في وسطها زنارا ضيقا ، وأحذيتهم جزمة طويلة ، أو نعل عادي من جلد البعير ، أو الخيل ملفوف بالصوف ، وأغطية رؤوسهم قلنسوة بشكل مخروط الناقص ، من جلد الحملان أو اللباد ،أما نساؤهم قزيات وجميلات يسترن رؤوسهن منديل طويل ، ويكثرن من التزين بالحلي.
والتركمان القدماء رحل ، يسكنون الخيام التي تدعي ( خرگاه )، وهي تختلف عن مضارب الأعراب ، فهي مدورة أو مربعة ، مسقوفة باللباد أو الحصير ، ورجالهم يوقرن النساء ، ولا يمسوهن بسوء، ويمنحوهن الحرية التامة ، فتراهن ذاهبات آيبات ، من مكان إلى مكان بكل طلاقة ، ولا يخافن من غريب أو من سلامة، وهن صناع اليدين ، لا يفترن عن غزل الصوف والقطن ، ونسج السجاد والبسط ، وطحن الحبوب ، ناهيك عن الأعمال المنزلية التي يتقنها ، ولا يتوانين عنها.
وكل التركمان مسلمون سنيون شديد و التعلق بعقائد الإسلام وأركانه ، عن ورع وولع فطريين عجيبين ، إلا أنهم تأخرون جدا في مضمار الثقافة والنباهة بسبب اهمال الدولة لهم. وتركمان بلاد الشام يتوزعون في محافظات وأقضية ونواحي عديدة إليك بيانها:
محافظة حلب : في قرى عديدة من أقضية جرابلس ومنبج والسفيرة والباب وأعزاز وعفرين ..
قرى منطقة الباب
بعض القرى والبلدات التركمانية جوبان باي (الراعي) ,وقف ,طويران , جبين ,أدابات ,ألجي (تلعطية) , تلعيشة, مازجي(العامرية) , قبيران (الأثرية) , قلقوم (النهضة) , سكزلار(المثمنة) ,قوجلي (المسنة), مامللي (أم الثداية) , زلف , زيرات (زيارة) , كرسنلي ,عياشة,خليل أوغلو (خليلية) , حاج والي , جورتان ,هيوك (تل مزاب) ,بلطاجك (الزهرة) ,تاش قابي (باب الحجر) , هوى هيوك (تل هوى) ,خالصة ,حاج كوسا ,عرب جوردك (الأيوبية) ,أكوز أولدران (الوردة) ,عسكرن خربسه (خربة عسكر) ,خربة ملهم, عشنه (مزرعة حاج والي),سنسله ,باش كوي ,منلا يعقوب (شيخ يعقوب) , بوزلجه (ثلجة) , بوغاز , تليله و بزاعة .
قرى منطقة عين العرب
كوباك هيالة ,يدلي غوي ,غورك
قرى منطقة جرابلس
اوشار أوجاغي (اوشارية شرقية),ام روثة تحتاني ,بلاباي ,عمارنا ,بلبان ,داش أتان ,جامل ,تل شعير ,زغرة , دغنك ,قنطرة ,تاشلي هويك (تل حجر) ,مهريبان ميرخان بلوى (سلوى) ,بليس ,يغماجي (المغيرة) ,صباهيلار (الفرسان) ,عرب عزيز (عرب عزه) ,يلدز (النجمة) ,غندرة , القندرية ,بوز هيوك (تل أغبر) ,زربة ,زغرة (تل جمال) ,كلله (الكلية) ,قبه (قبة تركمان) ,أشكجي (الحميرة) ,نبغه ,حيدر باشا , يوسف باي ,عين دادات ,دابس ,مزعلة ,أوشارية ,غانلي غوي (جب الدم) ,قره كوز غربي, قاضيلار (القاضي) ,طافلي ,أغداش (حجر الابيض) وغيرها من القرى.
قرى منطقة منبج
بيش جورن ,جاموس وران (الجاموسية) ,جب العروس ,اوشار أوجاغي (اوشارية قبلية), شفير,دندل أوغلو.
اعزاز: كفرنابا , تلالين ,كفرشوش ,قره مزرعة, برق أطلي , شميرين,البيل,سوجو(السلامة), قره كوبري ,معرسة الخطيب,تلعار,دوديان ,جكه,يني يبان ,حرجلة,دلحة (دلعة) ,راعل,تركمان بارح,عويلين ,معرين ,صمندرة (صندرة),برق أطلي (بريقيتة) ,حوار (حوار كلس) ,إغدا (الزيزفون) ,غدريش ,شويرين ,جارز, تل شعير, مغيدين كفرغان ,بحورتا ,تويبق ,دابق (مرج دابق), احميلات ,قرية جينا .
منطقة السفيرة حيث تتواجد في مدينة السفيرة عدة عشائروعائلات تركمانية بكمشلية والقادرلية ولكن اغلبهم مستعربون بحكم تواجدهم بين العشائر العربية في المنطقة ولكنهم محافظون على سيرة اجدادهم التركمان القدماء.ومن اشهر العائلات التركمانية في منطقة السفيرة آل مطير وآل محمد الابرش آل موسى اوغلو وآل بوظان في تل عرن.
عفرين هناك قرى كثيرة في منطقة عفرين ولكن تم تكريت او تعريب قسم منها ولكن هناك قرى محافظة لعاداتها التركمانية منها جلمة ,معراته,مريمين
قرى ادلب
عدنانية (فرجينية) ,سلهب ,كسرعده (سكرية), مندد,هيتا
محافظة حماه : في ناحية الحميري غربي حماة تريتا عقرب وطلف وحرب نفسه وبيت ناطر وحرمل وتبلغ نسبة التركمان فيها 100%. أما قرى (موسى الحولة وحوير التركمان وقرطمان وبعرين ودير فرديس) تبلغ فيها نسبة التركمان 50%.
قرية طلف .
تبعد القرية عن مدينة حماه في سورية 40 كم وعن مدينة حمص 35 كم إلى الشمال الغربي و تتبع اداريا لمحافظة حماة .يبلغ عدد سكان القرية حوالي 7000 نسمة وهم من التركمان السنة الذين يتبعون المذهب الحنفي كما يوجد فيها بعض العائلات العربية .القرية معروفة بين التركمان ب (كجك شام) أي الشام الصغيرة و تشتهر بالزراعة وبطبيعتها الجميلة وتطل على سهل الحولة وعلى الطريق بين حمص ومصياف .
من أشهر العائلات فيها :
آل برق – آل عجي أوغلان – آل سلطان – آل حسو -آل مرزة – آل حجك(حوجك-حجوك) – آل كاخي .
|
محافظة اللاذقية : في قضاء مصياف في ناحية حذور قرى رمل وحوير و بیت ناطر، وفي قضاء اللاذقية قريا ناحيتي الباير والبسيط والساحل كبرج إسلام والصليب وكبلية وسراري وکبرة وجقورچاق وقولجوق وكبير وشمر وران وقبقلية ويامادية وکشیش وبدروسية وفاقي حسن وعیسی بگلی وبوز وعلان وغيرها.
قرية أم الطيور
هي إحدى وأحلى قرى التركمان في الساحل السوري ، بنيت على سفح جبل عابق بأريج الصنوبر المياس والسنديان الشامخ والريحان العاطر، وقد أسندت ظهرها على الجبل الأشم تستريح من أعباء ثلاثة آلاف وخمسمائة عام موغلة في كهوف التاريخ ، ووضعت أقدامها في مياه البحر تستحم به .
أم الطيور قرية ساحلية غناءه ، زراعية سياحية، تعج صيفاً بألوان الطيف من السياح والزائرين والمصطافين ، يقصدون ربوعها وفيافيها طلباً للراحة وإمتاعا للنفس وإراحة للبدن من هموم الحياة وغمومها .
يأتون إليها من كل فج عميق ، من داخل القطر وخارجه ، من المحافظات والبلدات والبلدان ، فتمتزج فيها الألوان والأشكال والروائح لتشكل لوحة فسيفسائية زاهية .وشتاءً ترى الناس منتشرين في الحقول والبساتين والمزارع أراضيها خصبة وبساتينها متنوعة وخيراتها وفيرة فيها: الليمون والزيتون والرمان واللوز وكل ما لذ وطاب من أنواع الفواكه والثمار.
في الوقت الحاضر قرية أم الطيور قريتان منفصلتان عن بعضهما تماماً وتبعد إحداهما عن الأخرى مسافة قصيرة : الأولى هي القرية القديمة التي بنيت على سفح الجبل والمنازل هنا قديمة يبدو عليها آثار الإهمال وخصوصاً في الصيف ، أما شتاء فيحنّ المسنون إليها ويعودون أدراجهم إليها لينعموا بدفء المقاهي والشاي الساخن وحكايا العجائز ، وفي هذا القسم نجد الجامع القديم والمقاهي وبعض الدكاكين الصغيرة ، أما المدارس ( الحلقة الأولى والثانية ) فهي تتوسط القريتين معاً وتأخذ لنفسها إلى جانب مخفر الشرطة مكاناً وسط أشجار الصنوبر الباسقة التي ترنو بنظرها نحو الأعلى وكأنها تريد أن تناطح السحائب القادمة من البحر.
أما القرية الأخرى فهي القسم الحديث الذي بني منذ زمن ليس ببعيد لا يتجاوز عشرين عاماً ، أسس على عجل على شاطىءالبحر ، ويتسع يوما ً بعد يوم ، وهذا القسم يتسم بطابع السياحي والتجاري ، والبيوت ( الشاليهات ) هنا تتألف في العادة من طابقين أو ثلاث ملبسة بالسيراميك والقرميد ، ويمتد على شاطئ رملي جميل مسافة ثلاثة كم من مخفر الموانئ إلى رأس غاريس . يبلغ عدد سكانها حوالي ألف وخمسمائة نسمة تظهر عليهم السحنة التركمانية الأصيلة ” نموذج وسط أسيا ” بشكل واضح وجلي , أهم العائلات التي تسكن هنا هي : بيت موسى ,بيت أمّت , بيت يريق , بيت إسماعيل , بيت ملا حسن , بيت النعمان كما ذكرنا آنفا تاريخ القرية موغل في القدم يعود إلى أيام الفينيقيين الذين كانت لهم مملكة عامرة على مقربة منها ،واقصد بذلك مملكة الأوغاريت التي ظلت مزدهرة حتى القرن الثاني عشر قبل الميلاد إلى دمرها شعوب البحر .اللغة التركمانية هنا مازال بخير تنبض بالحس والحركة والحيوية.
قرية العيسوية
قرية العيسوية هي إحدى أهم قرى التركمان في محافظة اللاذقية، تقع إلى الشمال منها بأربعين كليو متراً ، وتتوسط منطقتين سياحيتين :هما : رأس البسيط شمالاً وأم الطيور جنوباً ،.وقد بنيت على عدة تلال خضراء تطل على البحر ممتدة على بساط أخضر على مد النظر ، أشبه بالريف الفرنسي الساحر.هي قرية جبلية بحرية في الآن نفسه ، تبعد عن البحر مسافة ثلاثة كليو مترات ، وتمتد على طول ثمانية كليو مترات من الشمال إلى الجنوب ، ومن الشرق إلى الغرب على ثلاثة كليو مترات .وتشكل أكبر تجمع بشري تركماني في محافظة اللاذقية ، حيث تضم حوالي ثلاثة آلاف نسمة ،وتعتبر أكبر قرية في منطقة الباير والبوجاق ( BAYIR* BUCAK)وتأتي بعد قريتي برج إسلام ( 7000) وصليب التركمان ( 6000 ) التركمانيتين .جميع سكانها الأصليين من التركمان ، أما الآن وبعد نشاط الحركة السياحية فقد اشترى وبنى فيها الكثير من إخواننا العرب تبعد عن مركز الناحية ( قسطل معاف ) مسافة ثلاثة عشر كليو متر، فيها بعض الآثار الفينيقية والبيزنطية وغيرها .
هناك عدة روايات لتسميتها بهذا الاسم منها: أن رئيس عشيرة في منطقة أضنه ADANA بتركيا كان يدعى عيسى بك İSA BEK قد جاء بعشيرته إلى هذه القرية وسكن فيها وبنى منزله في تله تطل البحر بين جبلين وتصل إليها المياه جراً ،وهناك رواية تقول أن القرية أخذت اسمها من سكانها المسيحيين ” العيسويين ” الذين تحركوا باتجاه المدينة مع تغلغل العشائر التركمانية في المنطقة كما حدث تماماً في الأناضول في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، ويؤيد هذا الرأي وجود بعض الأثار واللقى المسيحية في المنطقة كبقايا الكنائس والأديرة .السكان هنا طيبون نشيطون يعملون في مهن تتعلق بفن البناء والعمارة ويعملون في زراعة الأرض ( ليمون ، زيتون ، خضروات) وتربية الحيوان .قرية جميلة ساحرة حالمة تغفو بين أخيها الجبل وأختها البحر.
قرية البدروسية
هي قرية تركمانية ساحلية تقع في أقصى الحدود الشمالية للشاطئ السوري، وعلى مقربة من الحدود التركية.قرية جميلة جداً ، تبعد عن الحدود التركية حوالي عشرة كليو مترات ، وعن مدينة اللاذقية حوالي خمسين كليو متر ، وعن مركز الناحية ” قسطل معاف ” حوالي عشرة كليو مترات فقط .
إنها قرية سياحية تزدحم بشكل كبير صيفا ً .السكان المحليون هنا جميعاً من التركمان ، ويحملون كل سمات التركماني الأصيل ، وقد يظهر أحياناً بين السكان سحنات عربية سوداء ، ويقال أنهم استقدموا من مصر في فترة من الفترات , ثم استتركوا تحت تأثير الغالبية التركمانية .اللغة التركمانية هنا ما زالت حية نابضة بالحياة ، والناس يعملون صيفا في الخدمات السياحية ، وفي الشتاء يعملون في مزارع الليمون والزيتون ، وكذلك العمل في مقالع الرخام التي تتواجد بكثرة في هذه المنطقة ، حيث الجبل الأقرع ينتصب كشيخ مهيب بلفافته البيضاء في القمة صيفا وشتاءً ، وعباءته الخضراء في السفح حيث ينبت السنديان والصنوبر والبلوط .ومن بين أصابع أقدامه ” الجبل الأقرع ” يتدفق نبع عذباً رقراقا فواراً ليروي القرية وبساتينها وكذلك القرى المجاورة . ماؤه من أفضل المياه في محافظة اللاذقية ، حيث يخلو تماماً من الشوائب والكلس وغير ذلك . ويقال أنه هو الذي أعطى القرية اسمها حيث أن التركمان لما وصلوا إلى هذه القرية في تاريخ سابق أعجبوا بهذا الماء كثيرا ً وهاموا به حباً فقالوا : ” BUDUR SU ” أي هذا هو الماء ، فأصبحت القرية فيما بعد تسمى ” بدروسية” .ومما يميز القرية أيضاً هو ” جزيرة الحمام” ولكن لايأوي إليها طائر الحمام ولكن يكثر فيها طائر النورس البحري الذي لايكف عن الطيران والزقزقة مما يزيد جمال البحر جمالاً . وهذه الجزيرة لاتبعد عن الشاطىء سوى مئة متر ، وهي عبارة صخرة ضخمة تنمو فيها بعض النباتات البرية ، وتبلغ مساحتها حوالي خمسة دونمات .
عدد السكان لايتجاوزون ألف وخمسمئة .
|
محافظة حمص : في ناحية الوعر غربي حمص تری قزحل وأم القصب ومرج القطا والزيبق وخربة التين ,محمود وخرخر والدار الكبيرة ,السوداء وحامشية والسمعليل وبرج قاعي وربيعة والنزارية والزارة والحصرجية وحالات،,حرمل وبيت ناطر (حوير التركمان وحرمل وبيت ناطر) جوسية ومرج القطا والشامة والحيصة وسنيسل وكيسين وتسنين والدار الكبيرة وهبوب الريح. وفي(مدينة تلكلخ والشميسة والحصن والمشيرفة وعرجون) وتبلغ فيها نسبة التركمان 30%. كما يشكل التركمان حوالي 40% من سكان حي باباعمر في حمص ,وهناك في منطقة القصير وجنوبها هناك احياء وبلدات تركمانية مثل بلدة ربلة ,وحي درويش ,وطرفه ,مشاريع عين الساخنة ,قرية الطيبة ,وكذلك في منطقة جوسية العمار جوسية الخراب النزارية مشاريع النزارية وعاطفية النهرية حيث تقطن في هذه المناطق والقرى عائلات تركمانية مثل ال ابو حمود ,وال كنجو ,وعزو ,وفياض وال تلوج ,وال هرموش ,وال والي ,وال عكاش ,وعرفات,والرحيل ,وصادق ,وعجم, وال عجاج وهناك الكثير تعدادهم مايقارب اكثر من 20 الف نسمة تقريبا متوزعون في تلك القرى والبلدات حول القصير والمناطق الاخرى.
جباب الزيت : وسميت كذلك نسبة لكونها منطقة عالية من جهة ومن جهة أخر لكونها مزروعة بالزيتون فسميت جبال الزيتون وعلى مر الأزمان والسهولة اللفظ للسكان المحليين سميت جباب الزيت .والمهم سنبدأ الحديث عن هذه القرية لنتناول بعض المعلومات عنها
-فهذه القرية تقع على شرق مدينة حسيا التي تقع على طريق حمص دمشق وهي تبعد عن مدينة حسيا 15 كم وتبعد عن مركز مدينة حمص 49 كم نحو الجنوب الشرقي ويبلغ عدد سكانها حوالي 1350 نسمة يقطن هذه القرية عائلة بيت (عرفات) بشكل كامل دون غيرهم فهم سكانها المحليـين والأصليـين منذو زمان واستقرو فيها وكانت أن ذاك معيشتهم تعتمد على رعي الغنم والجمال وفي عصرنا هذا أعتمادهم الرئيسي على الزراعة وفي مقدمة مزروعاتهم الخضروات حيث أعتمد سكان القرية منذو حوالي عشرة سنين على الزراعة بشكل رئيسي والرعي بشكل ثانوي ومن أهم مزروعاتهم المنتشرة في مناطقهم وفي مقدمتها البندورة والبطيخ فسكان القرية يعتبرون تلك المزروعات المصدر الرئيسي لمعيشتهم .ولسكان القرية تاريخ مرموق ويعتبرونه فخر لهم أمام القرى المجاورة.حيث يفتخرون بأجدادهم التركمان القدامى ويعتبرونهم قدوى لهم . فهم يروون قصص عن أجدادهم لأحفادهم ومن هذا القصص التي ترو للأحفاد جدهم : (عرفات) الذي يعتزون به باعتبار أن جميع سكان القرية من نسله وهو كبير شجرة العائلة.
قرية بيت ناطر التركمانية أكبر قرية بين القرى التركمانية عدد السكان : حوالي 3000 نسمة محافظين تماماً على اللغة التركمانية
أهم العائلات : آل عروق – ادريس آل حابلي – شحود آل عمرو – بدوي آل عباس – الاخرس
قرية حوير التركمان : عدد السكان : حوالي 1800 نسمة محافظين على اللغة التركمانية أهم العائلات : آل ناظم – القاطربي آل عليجة آل كوجك آل سليك
قرية حرمل التركمانية : عدد السكان : حوالي 1500 نسمة محافظين على اللغة التركمانية أهم العائلات : آل ليلى آل جاكوك آل قليط آل دياب
محافظة حمص من أكثر المدن السورية التي يتواجد بها التركمان إن كان ضمن مدينة حمص أوريفها وأشهر عائلتها مثل:
آل الآتاسي وآل الحسيني وآل الوفائي وآل العطائي وآل الدالاتي وآل الصوفي وآل التركماني وتركماني والجميع يعرف المقولة المشهورة للشيخ سليم خلف (يلي مانو تركماني يروح ويدور على أصلو )المقصود بها لآهلي حمص ومن الريف التركماني المنتشر حوالي محافظة حمص هذا الموجز:
لمحة موجزة عن بعض القرى التركمانية المنتشرة بمحافظة حمص
قرية برج قاعي
ومعنى الاسم (kalla) وتعني القلعة تبعد عن محافظة حمص شمالاً حوالي 30كم تابعة لمنطقة تلدو تشتهر القرية بالآثار الرومانية الموجودة حتى الآن وبسهلها الواسع عدد السكان حوالي 3200نسمة جميع سكان القرية محافظين للغة التركية
أهم العائلات:آل برق آل عثمان(الضاهر) آل دوكرلي آل العمر(اسماعيل- شفيق- قاروط) آل النبهان
قرية السمعليل
تقع قرية السمعليل شمال غرب مدينة حمص على طريق تلدو وتبعد عنها حوالي 18 كم .اسمها مشتق من الآرامية ويعني إله إسماعيل، فيها العديد من المواقع الأثرية الرومانية القديمة كما أسلفنا بالذكر كجميع قرى حمص التركمانية .سكان السمعليل هم من التركمان الذين مازالوا يتحدثون اللغة التركمانية إضافة للعربية ويتبعون المذهب الحنفي كمعظم تركمان سورية ويعرف عنهم الطيبة والكرم .عدد سكان القرية حوالي 1800 نسمة تشتهر القرية بسهلها الواسع وبوفرة مياهها الجوفية أهالي القرية محافظين للغة التركية
أهم العائلات آل كاخيا آل الرجب آل الكردي آل المصري
قرية كيسين
تبعد عن محافظة حمص حوالي 35 كم الى الجهة الشمالية لمحافظة حمص عدد السكان حوالي 1500 نسمة
أهم العائلات
آل سليمان (باكير) آل وزير آل الخاني آل يوسف الاحمد آل العكو آل الحزوري
قرية تسنين
تبعد عن محافظة حمص حوالي 32 كم الى الجهة الشمالية لمحافظة حمص عدد السكان حوالي 2000 نسمة يمر نهر العاصي بأراضيها
أهم العائلات آل قصاب آل رسو آل حاميش آل خليل (درويش)
قرية الغجر (غرناطة)
تبعد عن محافظة حمص حوالي 30 كم الى الجهة الشمالية من محافظة حمص الوصول اليها من خلال طريق حماة قبل الرستن عدد السكان حوالي 5000 نسمة يمر نهر العاصي بأراضيها من الجهة الشرقية
أهم العائلات آل برق آل حمو آغا آل خليل (درويش) آل دوكرلي
قرية كنية العاصي
تبعد عن محافظة حمص شمالا حوالي 30 كم تتمركز القرية على ضفة نهر العاصي أهم العائلات آل برادى
قرية الكراد داسنية
تبعد عن محافظة حمص حوالي 20كم على طريق مصياف نسبة السكان حوالي 4000نسمة أهم العائلات آل برق آل فياض (قاروط) آل مطر آل ديا
قرية قزحل
تقع إلى الغرب من مدينة حمص على بعد 13 كم جنوب طريق حمص مصياف . قزحل اتى من الأمير العثماني الذي عاش فيها زمن السلطان سليم الأول وهو (Sinan Kızhıl) و لايزال مقامه موجودا حتى الآن في شرق القرية وبالتحديد عند الساحة مقابل البلدية .يعود تاريخ القرية إلى العهد الروماني حيث لا تزال هناك بعض الأثار الرومانية القديمة موجودة في عدة اماكن مثل القامشلي ، جنوب القرية جاغلق. يبلغ عدد السكان حوالي ال6000 نسمة وهم من التركمان السنة ويتكلمون اللغة التركمانية ولكن في السنوات القليلة الماضية قل الإهتمام بهذه اللغة حتى انها اصبحت متداولة فقط بين الكبار .يعمل الأهالي في العمل الزراعي من تربية للمواشي وزراعة المحاصيل و الخضراوات مثل القمح و البامة مستفيدين من مياه سد الحشمة.كانت جميع أراضي القرية ملك الإقطاع ،الا ان الدولة استملكت مساحات من الأراضي وقامت بتوزيعها على الفلاحين اما باقي الأراضي فقد تم شرائها من الإقطاع .و يوجد في القرية بلدية وتعتبر من القرى المخدمة مقارنة مع القرى المجاورة كذلك هناك ثلاث مدارس للتعليم الأساسي و الثانوي . يستفيد من المركز صحي اهل القرية وسكان القرى المجاورة .
من أشهر العوائل التركمانية الموجودة في القرية ( بلحوس – كاخي – جانسيز – باكير – قره علي – غول علي ..)
قرية عقرب
تقع قرية عقرب قرب سهل الحولة شمال غرب مدينة حمص مسافة 30 كم غرب مدينة حماة 35كم حنوب شرق مصياف 18كم. تعود جذور القرية إلى أيام الإغريق والرومان حسب المكتشفات الأثرية الأخيرة بها كما يعود بعضها إلى فترات إسلامية قديمة .تتوضع بلدة عقرب على تل في منتصف البلدة يبلغ تعداد سكانها بحدود 12,000 نسمة حسب احصائيات عام 2004 تحوي عددا من المدارس الثانوية والاعدادية كما يدرس عدد كبير من ابنائها في الجامعات .تشتهر البلدة بأزدهارها التجاري ويعمل قسم كبير من سكانها بالتجارة ولها أهمية كبيرة في المنطقة بإعتبارها المحرك الرئيسي للقرى التي حولها تعليمياً وخدمياً وتجارياً .كما تشتهر عقرب بصناعة السجاد اليدوي التي تتميز به .حكم الإقطاع عقرب مدة طويلة كمثيلاتها من القرى التركمانية المحيطة ولكن الدولة قامت بتوزيع الأراضي على الفلاحين بشكل عادل و تشتهر عقرب بزراعة اشجار الزيتون وتسويقه ، والكرمة ، وزارعة القمح وبعض المزروعات الاخرى .من اشهر العائلات التركمانية في عقرب :
( آل طوقاج -آل البايرلي- آل العبدالله -آل باكير – آل حجك – آل الحسين -آل الساطي -آل الخضر- ال البكمشلي -ال الحاتم -ال حوجاك-الدامرجي) .
|
محافظة دمشق : في قضاء قلمون قرية قلدون ، وفي قضاء الجولان عين عائشة ورزانية وضابية وأحمدية وحسينية وحفر وعين سمسم وكفر نفاخ وقادرية وعليقة وسنديانة ومغير .
محافظة درعا حوران : قرى نوى – الشيخ مسكين – الحارة – السهوة – الجيزة – معربا – الحراك – الغارية – أنخل قرية براق في قضاء إزرع شمالي اللجا، قرية بلي بلدة حورانية قديمة بلي كلمة تركمانية أي تعني بالعربية هنا، ومعناها أن تسكن هنا، قدوم التركمان واستيطناهم في هذه القرية قادمين إليها من تركيا منذ عام 1890تقريبا، وكان يقطن في القرية سابقاً البدو الرحل الان يسكنها التركمان والشركس ,هؤلاء اغلبهم أشتات من أتراك وتركمان الأناضول المتحضرين والقادمين منذ نصف قرن أو أقل الى المنطقة كما ذكر ذلك في كتاب ( عيون الزمان لمن سكن الجولان من عشائر التركمان ) للباحث محمد خير عيد.
القرى التركمانية في الجولان وأبرز عائلاتها
وجود التركمان في منطقة الجولان عندما ترك السلطان ألب أرسلان مدينة حلب لقتال الروم خلف ورائه القائد السلجوقي أتسز ابن أوق أحد قواد السلاجقة البارزين ليحرر الشام وينهي الحكم الفاطمي فيها . توجه هذا القائد نحو دمشق و حاصرها فلم يستطع دخولها لحصانتها فجمع قبائل التركمان في منطقة الجولان ومنطقة حوران درعا فسار بهم إلى فلسطين فحرر معظم مناطقها وانتزع الرملة وطبريا وبيت المقدس من الفاطميين وأتخذ مدينة القدس مركزا لغاراته على دمشق حتى تم فتحها وتحريرها واستسلامهم دون قتال عام 1076 م وأصبح أتسز سيد بلاد الشام وأصبحت دمشق مقر إقامته . في هذه الفترة توضعت بعض القبائل التركمانية في الجولان وفلسطين . لم تتوقف هجرات القبائل التركمانية إلى منطقة الجولان ومنطقة حوران درعا وأخذت تتواصل بين المد والجزر وكانت آخر هذه الهجرات قبائل اليورك في أواخر العهد العثماني هاجرت من الأناضول وتوضعت في قرية عين عيشة وسكن قسم منهم مع الشركس في قرى جويزة – عين زيوان – الفحام – الغسانية – القنيطرة .
ويتناول الكاتب محمد خير عيد في كتابه ( عيون الزمان لمن سكن الجولان من عشائر التركمان ) في الفصل الخامس استقرار التركمان في الجولان مشيرا أن فعاليات تنقلهم كانت تشمل حتى مناطق صفد وعكا ومرج ابن عامر في فلسطين غربا وجبل حرمون (جبل الشيخ) شمالا وسهول حوران درعا شرقا ووادي اليرموك جنوبا ، حيث كان سكنهم في البداية في بيوت متنقلة دائرية من اللباد تسمى الخركاة ثم تطورت هذه البيوت إلى بيوت من شعر الماعز وكان تنقلهم وفقا لظروف المنطقة الأمنية والمناخية . هذا الحال والترحال دام حتى أواخر العهد العثماني حين أرادت الدولة إجراء عمليات تطويب الأراضي و تحويلهم إلى الحياة الزراعية .
اختار التركمان الأراضي التي تواجدوا فيها في ذلك الوقت التي تقع في القطاع الأوسط من الجولان والقريبة من الحدود السورية الفلسطينية لوفرة المياه والينابيع وكونها من أخصب مناطق الجولان ووقوعها على طريق دمشق – القنيطرة – فلسطين وعلى ضوء تطويب الأراضي والتملك الذي تم في الجولان تشكلت قرى التركمان وفق انسجام العائلات وهذه القرى هي القادرية تتوسط قرى التركمان ومركز رئاسة العشائر التركمانية ثم السنديانة – عين القرة – الرزانية – ضابية – أحمدية – عين السمسم وتقع هذه القرى إلى الجنوب من طريق دمشق القنيطرة المؤدي إلى فلسطين أما القرى التي تقع في شمالها هي كفر نفاخ – المغير – حفر- الحسينية – عين العلق ـ عليقه وأما قرية عين عيشة فسكانها من قبائل اليورك هاجروا من تركيا عام 1860 تقع إلى الجانب الأيمن من الطريق المؤدي من القنيطرة إلى حوران درعا ثم الى الحمة فالأردن ، يقدر عدد سكان التركمان في الجولان بحدود 30 ألف يقطنون اليوم بعد نزوحهم من قراهم واحتلال أراضيهم بعد العدوان الإسرائيلي عام 1967 في أحياء مدينة دمشق مثل المزة – برزة – الحجر الأسود – التضامن ـ ضمن أحياء سميت بأسمائهم وقليل منهم سكنوا في حمص وحلب وفي الفصول اللاحقة يتناول المؤلف الكثير من الأبحاث العامة منها الدور الوطني للتركمان وعلاقة التركمان مع جيرانهم في المنطقة و الحياة الثقافية والعادات والتقاليد الإجتماعية لتركمان الجولان .
ويفرد الباحث محمد خير عيد في كتابه ( عيون الزمان لمن سكن الجولان من عشائر التركمان ) الفصل العاشر للحديث عن العائلات و العشائر التركمانية في الجولان والقرى التي تتواجد بها هذه العشائر و منهم :
عشيرة طورن : عشيرة كبيرة بالنسبة لتركمان الجولان تقطن عائلاتها قرى القادرية ضابية – الرزانية- ولها تواجد في حمص وحلب وحماه والعراق وايران ويتفرع منهم عشيرة الآغا التي تقطن قرية القادرية .
عائلة عساف (عسفلي) : من قبيلة بني عساف التركمانية و لها تواجد في قرى القادرية -كفر نفاخ و لبنان والسويداء .
عشيرة الشعابنة : وتواجدها في قرى عين القرة – السنديانة – القادرية . عائلة كيخيا (كواخي) : وتتواجد في قرى كفر نفاخ – العليقة – دمشق – حمص اللاذقية .
أما العائلات التي تسكن قرية عين السمسم عائلة شباط – بيك – حمو .
وفي قرية الحسينية تسكن عائلات علم – هرجو – قره قشلي – جوربجي . وفي قرية المغير تسكن عائلات الظاهر – شبرق – غايرلي .
وفي قرية حفر :عائلة ناصيف – جابر – صلان – ساميز – شديد – فاضل .
أما العائلات التي تسكن قرية عين عيشة هي عائلة حاج علي – حاج قاضي – غزل أوغلي – هورزملي – طاب – حاج حسن – ايبش ….إلخ . بالإضافة إلى عدد من العائلات التي تسكن في قرى الشركس : جويزة – الخشنية الغسانية – عين زيوان – القنيطرة ، عاشوا مع الشركس و اندمجوا في مجتمعاتهم وأخذوا الكثير من عاداتهم عن طريق الزواج و التصاهر و المعايشة . وتوجد عائلة واحدة تنتمي لعشيرة الشعابنة في قرية جبا شرق القنيطرة .
– قرية السنديانة :
تقع هذه القرية على أرض بركانية وعرة جنوب تل أبو خنزير وغرب وادي الدلهمية وعلى بعد 13 كم من مدينة القنيطرة غرباً، يحدها من الشمال قرية كفر نفاخ التركمانية ومن الشرق قرية الدلهمية العربية ومن الجنوب المزرعة التابعة لهذه القرية التي تسمى عين القرة ومن الغرب قرية القادرية التركمانية وتتبع إدارياً لمحافظة القنيطرة ويعمل سكانها في زراعة الحبوب والبقول بعلاً واشتهروا أيضاً بزراعة الكرمة إلى جانب تربية المواشي وفيها بركة ماء قديمة تستخدم في العديد من المجالات .
ينتمي معظم سكان هذه القرية التركمانية إلى:
1 – عائة الشعابنة والتي تعد من أكبر العشائر التركمانية في الجولان التي تعود بنسبها إلى عشيرة الأوشار Avşarالتركمانية من قبيلة الأوغوز التركية الأصيلة، ولها تواجد في حلب وحمص واللاذقية والعراق وإيران وأذربيجان وتركمانستان وتركيا ومنها قادة بارزون في التاريخ التركي في العصر المملوكي قرقماز شعباني والقائد دنكز الشعباني.
أما من تبقى من السكان فينتمون إلى:
2 – عائلة زنغر التي تنتمي إلى عشيرة سَلغر (SALUR)
3 – عائلة كريدي.
2 – قرية القادرية :
وتسمى أيضاً الغادرية (بقلب الغين ) وتقع هذه القرية وسط قرى التركمان وفي جنوب طريق القنيطرة جسر بنات يعقوب المؤدي إلى فلسطين على بعد 3 كم وعلى بعد 14 كم من مدينة القنيطرة إلى الجنوب الغربي منها، يحدها من الشمال قرة كفر نفاخ التركمانية ومن الشرق قرية السنديانة التركمانية ومن الغرب قرية عين السمسم ومن الجنوب قرية ضبية التركمانيتان.
يعمل سكانها بزراعة الحبوب والبقول زراعة بعلية إلى جانب تربية المواشي، بيوت القرية مبنية من الحجارة البازلتية وبعضها من الإ سمنت والطوب الإسمنتي ذات سقوف من الخشب والطين وبعضها من القرميد الأحمر والتوتياء والإسمنت المسلح، كما توجد فيها مدرسة إبتدائية وجامع، يشرب سكانها الماء من عين رومانية محفورة بين الصخور بعمق ثلاثة أمتار وتم مؤخراً توصيل المياه إليها من مشروع مياه بيت جن بواسطة أنابيب لعدم كفاية مياه العين فيها، تقطن في قرية القادرية العائلات التالية:
1 – عائلة عساف: وهم من قبيلة بني عساف التركمانية التي كانت تحكم لبنان في الفترة المملوكية وساعدت الأتراك العثمانيين على المماليك البرجية (الجراكسة) في معركة مرج دابق وكان مركزهم طرابلس وبعد ضعف الزعماء المحليين الأمر الذي منح الفرصة لآل سيفا الكردية ازدياد حقدهم وأطماعهم ببني عساف فاغتالوا منصور العسافلي وهاجموا بشكل مفاجئ على بني عساف الأمر الذي اضطرهم على الفرار إلى جهات مختلفة ونها إلى بيروت ووادي التيم والجولان عام 1590 م ولها تواجد في قرية كفر نفاخ التركمانية الجولانية ولبنان والسويداء في الجنوب السوري .كذلك العوائل التالية عائلة طورون (ومركز هذه العائلة قرية ضبية),عائلة غيزيل ,عائلة مطر ,عائلة قاسم حمو وعائلة عجم ,عائلة الأوزرلية ,عائلة حودي, عائلة يوسف ,عائلة علي ,عائلة شريك ,عائلة ناصيف ,عائلة معروف.
3 – قرية ضبية :
تقع هذه القرية إلى الجنوب من قرية القادرية بمسافة 3 كم وإلى الجنوب من طريق مدينة القنيطرة حيث يحدها من الشرق قرية الرزانية التركمانية ومن الجنوب قرية السلوقية العربية ومن الغرب قرية الأحمدية التركمانية ومن الشمال قرية القادرية آنفة الذكر، وتقع هذه القرية في أرض بركانية وعرة يوصل إليها بطرق ترابية وأبنيتها من الحجارة السوداء وبعضها من الإسمنت وبعض أسقفها من القرميد الأحمر والإسمنت و التوتياء، بنيت هذه القرية على آثار رومانية وبعض آثارها ظاهرة للعيان كبركة الماء ومعاصر الزيتون والأبواب الحجرية وغيرها من الآثار الكثيرة، يعيش أهلها على الزراعة البعلية وتربية المواشي.
من أشهر عائلاتها :
– عشيرة طورون : وهي من العشائر الكبيرة بالنسبة لتركمان الجولان تعود بنسبها إلى عشيرة الأوشار Avşarالتركمانية من قبيلة الأوغوز التركية الأصيلة، ولها تواجد في محافظات حمص وحماه وحلب وفي عدة جمهوريات تركية والعراق وإيران. عائلة مجبل (ينتمون إلى عشيرة الشعبانلي الأوشارية) ,عائلة عثمان الخطيب, عائلة نزال ,عائلة جعفر (جحور) ,عائلة خلف ,عائلة عوض.
4 – قرية الرزانية :
تقع هذه القرية إلى الشرق الجنوبي من قرية القادرية التركمانية بمسافة 3 كم وتبعد عن مدينة القنيطرة بمسافة 16 كم إلى الجنوب الغربي منها، مساكن القرية من الحجارة البازلتية بسقوف من الخشب والطين وصفائح التوتياء وبعضها من الحجارة المنحوتة ذات أسقف قرميدية تتبع هذه القرية إدارياً إلى منطقة القنيطرة، يعمل أهلها بزراعة الحبوب والبقول بعلاً إلى جانب تربية المواشي، ويوجد في القرية مطحنة وجامع ومدرسة، يحدها من الشمال مزرعة عين القرة التركمانية ومن الشرق مزرعة عين وردة ومن الجنوب قرية السلوقية العربيتان ومن الغرب قريتي ضبية والقادرية التركمانيتان.
عدد سكانها قبل عام 1967 حوالي100 بيتاً أي حوالي 400نسمة تقريبا سكانها تركمان من بقايا السلاجقة، الذين سكنوا الجولان منذ القرن التاسع عشر الميلادي، تشتهر الرزانية بزراعة الحبوب ( القمح والشعير والذرة البيضاء والبقوليات ) وبتربية المواشي كاالابقار والأغنام وهي المورد الرئيسي لسكان القرية كما تشتهر بزراعة العنب والتين وزراعة شجر الكينا .يوجد فيها نبع ماء شرقي المطحنة وهو شرقي القرية ويسمى نبع المشبك يقطن سكان القرية حاليا في دمشق وريفها يمر في القرية الطريق الموازي لخط التابلاين اتيا من الاراضي الاردنية مخترقا الجولان ومارا بقرى الجوخدار ،الرزانية راوية بانياس الغجر وصولا الى ساحل البحر قرب الزهراني جنوب صيدا في لبنان أقدمت القوات الإسرائيلية بعد حرب حزيران عام 1967 وبالتنسيق مع علماء الاثار الاسرائيليين للبحث عن كنوز واثارات تاريخية في القرية، وفي اوائل العام 1969 أي بعد عامين من الاحتلال وبأمر من وزير الدفاع الاسرائيلي موشي ديان سويت الجرافات الاسرائيليلة القرية ومنازلها وجامعها بالارض اسوة بقرى عين الزيوان وتل الساقي وخان الجوخجدار وبالقرب من القرية توجد منطقة غدير النحاس وفيها قلعة تتبع لاراضي مزرعة ضابية التابعة لقرية الرزانية , بعد الاحتلال الإسرائيلي تم تهجير وطرد سكان القرية الذين ساهموا في المقاومة الشعبية اثناء الحرب وأسكنتهم الحكومة السورية في عدة انحاء داخل الوطن بالقرب من مدينة دمشق .
ومن العوائل الموجودة في القرية عائلة عرعور ,عائلة حموتلو ,عائلة عزّي ,عائلة حبَط ,عائلة تُركي, عائلة وردة ,عائلة طراش ,عائلة خلف ,عائلة شقير ,عائلة زنغر التي تنتمي إلى عشيرة سَلغر (SALUR) ,عائلة غاية ,عائلة موسى ,عائلة قبلان ,عائلة مراد ,عائلة الحسين ,عائلة النهار,عائلة عزّي ,عائلة آل طراش ,عائلة خوطل من عشيرة طورن الأوشارية التي يتفرع منها حاليا عائلات (نهار حسين. مجلي)
5 – قرية عين السمسم:
تقع هذه القرية في أرض بركانية منبسطة تنحدر نحو الجنوب الغربي من مدينة القنيطرة بمسافة 17 كم يحدها من الشرق قرية القادرية التركمانية ومن الغرب قرية السنابر وقرية جرابة ومن الشمال قرية نعران ومن الجنوب قرية الأحمدية التركمانية وقرية فاخورة حيث تتبع للقرية مزرعة دير راهب الملاصقة للقرية، بني جزء منها على خربة قديمة ويوجد في القرية بيوت قديمة ذات أقواس عليها كتابات قديمة وزخارف بعضها على شكل أوراق نخل وفي موقع الدهشة شمال شرق القرية على بعد 350 متر وجد ساكف باب عليه نقش وكتابات يونانية تحتها زخارف وأقواس وصلبان، مساكن القرية مبنية بالحجارة البازلتية ذات سقوف من الخشب والقصب والطين وألواح التوتياء وبعضها من الإسمنت المسلح والقرميد الأحمر، يعمل سكان القرية بزراعة الحبوب والبقول بعلاً إلى جانب تربية المواشي، يشرب مواطنوها من ينابيع تتواجد في القرية ويمر بأطراف القرية طريق معبّد يصل مدينة القنيطرة ببلدة السنابر أما من أهم عائلاتها : عائلة حمو ,عائلة عيسى, عائلة كريدي ,عائلة الخطيب ,عائلة حمد ,عائلة البيك ,عائلة الآغا ,عائلة موسى ,عائلة مرجان ,عائلة ساميز ,عائلة شباط ,عائلة حودي ,عائلة جابر.
6– قرية العليقة :
تتبع هذه القرية لمنطقة محافظة القنيطرة وتسمى عليقة التركمان لوجود مزرعة جنوب هذه القرية لأحد مزارعي الشر***وتسمى العليقة الجنوبية وتقع عليقة التركمان على أرض بركانية وعرة وبمسافة 16 كم عن مدينة القنيطرة كما أنها تقع بمسافة 1 كم من العليقة الجنوبية وفي شمال الطريق المءدي من دمشق إلى فلسطين ، يحد القرية من الشمال قرية حفر ومن الشرق قرية كفر نفاخ ومن الغرب قرية دبورة ومن الجنوب مزرعة العليقة الجنوبية وقرية نعران، مساكنها قديمة من الطين والحجارة وبعضها من الإسمنت كما أن سقوف بعض هذه الأبنية من ألواح التوتياء والقرميد ، وجد في القرية بعض الآثار القديمة من العهود البيزنطية والرومانية والعربية وفي غرب القرية حجارة مرصوفة هي بقايا الرصيف الروماني للطريق الروماني الذي يتجه إلى فلسطين وفيها مدرسة ابتدائية، يعمل أهلها بزراعة الحبوب المسمية وتربية المواشي وزراعة الخضار بسبب مياهها الغزيرة لوجود ينابيع عديدة لا تجف طيلة أيام السنة .
أغلب عائلات هذه القرية ينتمون لعشيرة كيخيا المنتشرة في قرية كفر نفاخ التركمانية الجولانية و اللاذقية وحمص ودمشق والعراق :
ومن بعض عائلات القرية التي لا تنتمي لعشيرة الكواخي: عائلة جهام. عائلة عكاش .عائلة موسى .عائلة جدوع .عائلة أبو جيب .عائلة شديد.
7– قرية عين العلق :
أقيمت هذه القرية من قبل بعض العائلات التي هاجرت من قرية المغير على أرض قرية العليقة :
من أشهر عائلاتها : عائلة شبرق ,عائلة كبكي وهي من عشيرة كبك المعروفة في عهد المماليك ,عائلة مولى ,عائلة فارس.
8 – قرية الأحمدية :
تقع هذه القرية على بعد 20 كم جنوب غرب مدينة القنيطرة ، بنيت على منطقة بركانية منبسطة وتقسم إلى قسمين :
1 – القرية الفوقا وتقع على كتف منحدر 2- القرية التحتا في بطن منحدر .
تكثر في القرية عيون المياه كعين الجامع وعين الحمام وعين شويكة ، بيوت القرية مبنية من الحجارة البازلتية ذات السقوف من الطين والتوتياء والإسمنت الأسود المسلّح، يعمل سكان القرية بزراعة الحبوب والبقول بعلاً وزراعة بعض الخضار إلى جانب تربية المواشي وتحد القرية من الشمال قرية عين السمسم ومن الشرق قرية ضبية ومن الجنوب قرية قصرين ومن الغرب قرية الفاخورة .
من أبرز عائلات القرية :
– عائلة قره قيشلي المتفرعة من عشيرة كوسه ولها تواجد في دمشق ولبنان والتركستان (وسط آسيا), عائلة علي عجي وتنتسب إلى عشيرة بك دلي (BEĞ DİLİ) المتواجدة أيضاً في قرية الحارة وحلب والعراق والأناضول ,عائلة عباس ,عائلة عبوش, عائلة زوير ,عائلة مجر ,عائلة مشوط.
9 – قرية كفر نفاخ :
تقع هذه القرية بجانب الطريق الواصلة دمشق بفلسطين وغرب تلة الخنزير وتبعد عم مدينة القنيطرة 10 كم إلى جهة الغرب وهي على أرض بركانية وعرة فوق قرية أثرية تعود إلى العهد الروماني، بيوتها مبنية من الحجارة السوداء وأسقفها من الحجارة التي ترتكز على قناطر حجرية متينة وأبوابها من الحجارة المصففة لهذه الغاية وفي بعض الأحيان تجدها منقوشة، أما إعمارها الجديد فيعود إلى القرن الخامس عشر وما بعد، تم بناء ذلك من قبل سكان القرية التركمان ، أسقف منازلها من القرميد والتوتياء وبعضها من الإسمنت الملح وجدرانها من الحجر المنحوت الأسود.
يحدها من الشرق قرية السنديانة والدلوة ومن الغرب قرية العليقة وعين العلق ومن الجنوب قرية القادرية ومن الشمال قرية المغيّر وهي ملاصقة للطريق الواصل سوريا بفلسطين ويوجد فيها مدرسة ابتدائية وجتمع ، يعمل أهلها بالزراعة البعلية وتربية المواشي ومن أهم العائلات التي تقطنها
من العشتئر المتواجدة في القرية عشيرة العسافليلَر: وهم من قبيلة بني عساف التركمانية التي كانت تحكم لبنان في الفترة المملوكية وساعدت الأتراك العثمانيين على المماليك البرجية (الجراكسة) في معركة مرج دابق وكان مركزهم طرابلس وبعد ضعف الزعماء المحليين الأمر الذي منح الفرصة لآل سيفا الكردية ازدياد حقدهم وأطماعهم ببني عساف فاغتالوا منصور العسافلي وهاجموا بشكل مفاجئ على بني عساف الأمر الذي اضطرهم على الفرار إلى جهات مختلفة ونها إلى بيروت ووادي التيم والجولان عام 1590 م ولها تواجد في قرية كفر نفاخ التركمانية الجولانية ولبنان والسويداء في الجنوب السوري .عشيرة كيخيا المنتشرة في اللاذقية وحمص ودمشق والعراق ,عائلة شقيري المنتسبة إلى عشيرة الشقيرات من تركمان فلسطين (العشائر السبعة) ,عائلة علي جان ,عائلة زيدان عائلة مطر.
10 – قرية المغير :
لهذه القرية اسم آخر تسمى طيلستان وفيها آثار رومانية عبارة عن بقاية أبنية وقلعة كما اكتشف فيها بعض الآثار والنقوش على جدرانها وبعض الفخاريات كما تقع القرية على أرض بركانية وعرة في المنحدر الغربي لهضبة الجولان، تبعد القرية عن مدينة القنيطرة مسافة 14 كم من الغرب وبيوتها مبنية من الحجارة والطين وبعضها من الإسمنت وأسقفها من الخشب وألواح التوتياء وبعضها من القرميد يحدها من الشمال قرية قرحتا ومن الشرق قرية الدلو ومن الجنوب قرية كفر نفاخ ومن الغرب قرية حفر، يعمل سكانها بزراعة الحبوب والبقول الموسمية بعلاً وفي تربية المواشي.
من أبرز عائلات هذه القرية: عائلة الضاهر وهي عائلة كبيرة تفرعت عنها عدة عائلات
عائلة عكاش, عائلة المصري ,عائلة بيطار, عائلة سرحان, عائلة كبكي وهي من عشيرة كبك المعروفة في عهد المماليك عائلة علي محمد علي عائلة شبرق نسبةً إلى منطقة شبرقان في جنوب شرق بحر قزوين ولها تفرعات في دمشق وحلب.
11 – قرية حفر :
تقع على المنحدر الغربي لهضبة الجولان وتشرف على سهل الحولة في فلسطين غرباً وتبعد عن مدينة القنيطرة 20 كم غرباً ، أراضيها بازلتية ذات تربة بنية خصبة وجدت فيها بعض الأحجار الأثرية ذات النقوش المختلفة وزخارف وتيجان وأعمدة كتبت عليها كتابات يونانية، مبانيها من الحجارة والإسمنت ذات الأسقف الترابية وبعضها من الإسمنت المسلح وبألواح التوتياء، يعمل أهلها بزراعة الحبوب والبقول بعلاً وتربية المواشي ، يحدها من الشمال قرية قرحتا والراوية ومن الجنوب قرية العليقة ومن الغرب قرية الحسينية وفلسطين ومن الشرق قرية المغيّر، فيها مدرسة ابتدائية وهي أكبر قرى تركمان الجولان بعدد السكان .
من أشهر عائلاتها :عائلة ناصيف, عائلة صللان ,عائلة شباط ,عائلة خلف ,عائلة عكاش ,عائلة ساميز ,عائلة حنو ,عائلة حموطلي ,عائلة أسعد ,عائلة صيادي ,عائلة شديد ,عائلة عليوي ,عائلة قره علي ,عائلة جلالي.
12 – قرية حسينية التركمان :
تقع إلى الجهة الشرقية لمنخفض الحولة في فلسطين ذات تضاريس بازلتية وتربة خصبة، تبعد عن بلدة مسعدة 23 كم ، وجد فيها جدران حجرية، بيوتها من الحجارة البازلتية مسقوفة بالخشب، يعمل أهلها بزراعة الجبوب والبقول إلى جانب تربية المواشي، يحدها من الشمال قرية راوية ومن الشرق قرية حفر ومن الجنوب قرية دبورة ومن الغرب قرية عين التينة .
من أبرز عائلاتها : عائلة علم ,عائلة هرجو ,عائلة غزالي ,عائلة عسكر ,عائلة عكاش ,عائلة حوجون, عائلة حنو ,عائلة جوربجي ,عائلة كامل ,عائلة قره قيشلي ,عائلة علي ,عائلة عرفات ,عائلة مرعي ,عائلة زيدي ,عائلة فريدي ,عائلة درويش.
في الجمهورية اللبنانية في قضاء عكار و قری دوسة وكواشرة وعید مون وجديدة.
شرقي الأردن : في قضاء جرش قرية الرمان . وفي قضاء عمان عيون الحمر.
هذا ولا يعرف أحد التاريخ الحقیقی الذي جاء فيه تركماننا إلى بلاد الشام ، حتى ولا التركمان أنفسهم الذين تتضارب أقوالهم في كل مكان ، ويظهر أن مجيئهم إلى بلاد الشام حدث على مرتين : الأولى قبل الفتح العثماني بعدة قرون ، في عهد الدول الأتابكية
والنورية والصلاحية ، فقد ذكر التاريخ أن الأتابك عماد الدين زنكي سير طائفة منهم إلى الشام ، وأسكنهم في ولاية حلب ، وأمرمهم بجهاد الصليبيين ، وملكهم كل ما يستنقذونه من بلاد للصليبيين ، وذكرت أن نور الدین وصلاح الدين أسکنا كثيرا من أبناء جلدتهما
التركمان والأكراد في ساحل الشام وداخله، وعمل مثلهم الظاهر بیبرس واخلافه من السلاطين المماليك الترك والشركس ، وكان قسم عظيم من جند المسلمين في تلك العهود من التركمان ، فتديروا البلاد ، واستعرب كثير منهم وذاب في البوتقة الشامية ، وظل قليلهم
على تركمانيته الصرحاء ، ومن هؤلاء تركمان جبال اللكام في لواء الأسكندرون وتركمان أقضية الباب وجرابلس وأعزاز وسهل العمق القريبين إلى الأناضول منذ القديم ، ولعل من هؤلاء تركمان ناحية حذور في قضاء صافيتا ، الذين ينسبون أنفسهم إلى عشيرة قايي خان,ويزعمون أنهم بعد غرق سلمان شاه جد آل عثمان في الفرات لم يلحقوا بأبنائه إلى الأناضول ، بل زحفوا جنوبا وتديروا الناحية التي هم فيها ، ومما يؤيد دعواهم جملة وردت في تاريخ الصالحية لابن کنان (ص 94) في ذكر ما حل بعشيرة قايي خان بعد موت رئيسها سلیمان شاه قوله : وتفرق من معه من التركمان في أطراف البلاد وذراريهم موجودون رحالون نزالون .أهـ.
والمجيء الثاني الذي هبط فيه التركمان المناطق العربية كحماة وحمص والجولان وحوران درعا واللاذقية حدث بعد الفتح العثماني خلال القرن العاشر والحادي عشر والثاني عشر ، وظل مستمرأ في فترات متقطعة حتى أوائل القرن الثالث عشر ثم توقف ، قيل إن الذي أتی
بادئ ذي بدء هو السلطان سليم العثماني لما فتح الشام في سنة 922 هجري جلب معه منهم بضعة آلاف واشتركوا جميعا في معركة مرج دابق ، فكافاهم بإسكانهم في البلاد المفتوحة، ليؤلفوا فيها نوعا من السؤدد العسكري المكلف بحفظ الأمن ، ثم اقتدی به أخلافه من السلاطين والوزراء ، فصاروا كلما رأوا النصيرية في غربي حماة وحمص يعكرون صفو الامن ,وكلما سمعوا بان البدو وخاصة الموالي في جنوبي حلب ,والفضل والسردية في جنوبي دمشق ,يستبيحون حمى المعمورة ,او يقطعون السابلة ,او يهاجمون ركب الحج ,كانوا يجلبون من عشائر التركمان الضاربة في سهول اضنة وقونية وايدن ويمنحونها قرى وضيعات من التي خلت من ساكنيها ,الى ان استغنوا عنها بجند الدرك والنظام بعد الاصلاحات التي شرع بها السلطان عبد المجيد في سنة 1255 هجرية.
هذا ويبدو ان تركمان بلاد الشام هم من عشائر مختلفة ,بعضها نسيت اسماؤها ومنابتها على طول العهد ,لكن العارفين ينسبون تركمان اقضية تل كلخ وصافيتا وعكار وحمص وحماة والجولان في الغالب الى عشيرة افشار الكبيرة الضاربة حتى الان في قلب الاناضول, حول سيواس وانقرة ,وتقارب اللهجات لانهم يماثلون رجال تلك العشيرة ونسائهم ,في صحة الابدان وجمال الوجوه, وتقارب اللهجات ,بينما ينسبون اللذين في ناحيتي الباير والبسيط في شمالي اللاذقية الى تركمان ارضروم وارزنجان وكماخ في شرقي الاناضول.
وتركماننا ما عدا اللذين في شمال حلب واللاذقية قد استعربوا ,في اللغة والازياء, فلبسوا الكوفية والعقال ,والقنباز ,واكتسبوا اكثر العادات القروية الشامية ,بحيث صار الغريب لا يميزهم عن ابناء البلاد الاصليين, الا اذا حدق في وجوههم وعيونهم واصغى الى احاديثهم فيما بينهم, يجدهم ما برحوا محتفظين بملامحهم الطورانية وبلغة تركية قديمة سقيمة ,مخلوط الى حد النصف بكلمات عربية ومصطلحات عربية عامية ,وجميعهم بعد ان كانوا لمضي قرن او اقل ذوي سلطة وثروة غير يسيرتين , اخنى عليهم البؤس والفقر ,فلم يعد يسمع لهم ركز ,ولا يظهر بينهم ذوو شان ومكانة الا ماندر ,وهم اناس على الفطرة مغمورون, وعلى الحكم والبلواء صابرون ,ولاوامر الحكام طائعون ,وللنظام حافظون ,وهم في كل مكان ذوو صلاة حسنة مع جيرانهم ,وقد باتوا الان خلافا لسجاياهم القومية القديمة يعرضون عن التطوع في الجندية ,وعن العمل في الوظائف الحكومية ,حسبهم الانصراف الى زرعهم وحرثهم ,وضرعهم ونسجهم دون غيرها ,وهم نظيفوا المسكن والملبس ونساؤهم جميلات التكوين والخلق في الجملة.
ولبعض التركمان عناية واختصاص بصنع السجاد ,واشهر المشتغلين بذلك واحذقهم هم تركمان قرية عيدمون في قضاء عكار والحزازرة القاطنون في ناحية حذور من قضاء صافيتا ,وقد ظل هؤلاء مستقلين بهذه الصناعة قرونا, الى ان تلقفها منهم جيرانهم النصارى ,واتقنوها اتقان التركمان لها ,وكان التركمان يحصلون من السجاد ارباحا وافرة, لرواج سوقه في الايام الماضية, قبل نصف قرن, الى ان كسد منذ ان دخل السجاد العجمي الفاخر وانتشر, وكان السجاد التركماني لا يفقد شيئا من رونقه ومتانته ولونه يضاهي المخمل ,وكان الغالب صنع السجادات المربعة, الى ان بطلت هذه ,واستعاضوا عنها بما يدعونه (قياسا وليانا) وهو مستطيل بعرض متر ونيف ,وطوله حسب الطلب.
وتركمان قضاء الجولان يعنون بالضرع عنايتهم بالزرع, تبعا لطبيعة اراضي هذا القضاء ,وهم يقضون الربيع في خيامهم التي يضربونها حول قراهم ,وفي الشتاء ياوون الى بيوتهم الحجرية ,وقراهم في الجولان منبثة بين الاوعار والحجارة السود المنحدرة نحو وادي الشريعة, كالقرى التي لاقاربهم في حوران درعا وحمص وحماة المنبثة في اوعار غربي العاصي, وتركمان الجولان ذو سمعة طيبة والفة حسنة مع جيرانهم العرب والشركس ,وكبيرهم هنا هو فائز اغا بن محمود اغا ,ومحمود هذا اخو موسى اغا خليفة اللذي كان زعيم تركمان الجولان سابقا وذا سطوة وثروة كبيرتين في عهده.
ومن التركمان في انحاء حمص الشرقية قسم لا يزال على بداوته ورحلته ,يدعون (تركمان سوادية) تمييزا عن التركمان البياضية المستقرين في قرى حمص الغربية ,او لعلهم في الاصل من التركمان ذوي الغنم السود (قرة قويونلو) ,وهؤلاء السوادية يشتون في براري حمص الشرقي والجنوبية ,حول قرى القنية وحولايا وحمام ابي رباح وحسية والقصير, ويقطنون في جرود بعلبك وربما بلغوا زحلة,وقد لقيتهم مرة ذاهبين الى حوران للعمل في رجاد الزروع ,وهم يتقنون صنع اللبن الرائب ,كما ان التركمان البياضة يتقنون صنع الجبن التركماني ,والاثنان مشهوران في اسواق حمص والقنيطرة, كما يتقن تركمان حماة صنع القشطة الجامدة المعروفة في اسواق حماة بالبيرت.
ومثل هؤلاء التركمان السوادية الرحل عشيرة التركمان الضاربة في شمال الرقة, لكن هذه قد استعربت بالمرة ,ولم يبق لها من التركمانية الا الاسم ,ومثلها في الاستعراب التام العشير المسماة بالتركمان في مرج ابن عامر في حيفا من اعمال فلسطين.
اما تركمان اقضية حلب الشمالية فهم لم يستعربوا ,ولم تتحول افئدتهم وابصارهم بعد من الشمال الى الجنوب ,لاهمال المسؤولين عندنا تعليمهم وتوجيههم, وهم مقيمون ومزارعون في قراهم المذكورة انفا ,التي قسم كبير منها من املاك الدولة ,وقسم لملاكين حلبيين كال المدرس وال الجابري وال الرفاعي وال النبكي ,وهم ممتدون في حدودن الشمالية من نهر الساجور حتى جبل الكرد في عرض عميق , ويراسهم الحاج نعسان اغا بن كال محمد بن مصطفى باشا من عشيرة بكمشلي فخذ الحاج علي المقيم في قرية بلوى ميرخان منطقة جرابلس محافظة حلب.
وتركمان شمالي اللاذقية ايضا كتركمان حلب في عدم الاستعراب والاسترشاد, ناهيك بماهم عليه من حرمان الثقافة والنباهة ,وفرط التواكل والخمول ’, وحكومة اللاذقية تضن عليهم بالمدارس والملاجئ الصحية ,ورؤساؤهم( اغواتهم ) الاقطاعيون يستغلون هذه الحالات, ويزيدونهم امعانا بها ,بينما جارتنا السمالية ترنوا اليهم وتود ضمهم الى لواء الاسكندرونه ,وتجعلهم الفنية حجة للادعاء والتهويش على ابناء بلاد السام وجمهوريتهم ,وعددهم يقدر 25000 نفس, وصفهم الجنرال جاكو في كتابه انطاكية ج2 ص55 فقال: التركماني قوي البنية ,صبور قنوع, وله مشية خاصة تنم عن غرور وخيلاء ,واصغر ملاك في قرى التركمان يلقب بالاغا, وغالب هؤلاء الاغوات يزدرون الاعمال اليدوية ,ويسلمون مزارعهم الى الفلاحين العلويين ,ومن ثم صارت املاكهم تنتقل رويدا رويدا الى ارمن كسب ومسيحي اللاذقية .
حرب العصابات لثوار التركمان ضد الانتداب الفرنسي لسوريا ..وثورة القبعة لمصطفى كمال اتاتورك