في إطار دعم جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في تنظيم مؤتمر التغير المناخي وتعزيزاً لدورها في تعزيز الوعي المناخي بين مختلف فئات المجتمع، استضافت جمعية أصدقاء البيئة الإماراتية بالتعاون مع شبكة بيئة ابوظبي، يوم السبت 18 نوفمبر الجاري، خبير الاستدامة والتغير المناخي المهندس عماد سعد، رئيس شبكة بيئة ابوظبي، وقدم ورشة عمل موسعة حول نمط العيش وتأثيره على التغير المناخي، بحضور أكثر من 580 شخص من أعضاء الجمعية وأصدقاء البيئة، حيث أشاد الدكتور إبراهيم علي محمد رئيس مجلس إدارة الجمعية بجهود القيادة الرشيدة بدولة الإمارات العربية المتحدة التي تبذلها من أجل إنجاح عقد قمة التغير المناخي (COP28) التي تستضيفها الدولة بمدينة اكسبو دبي خلال الفترة 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، وركز على أهمية الدور الذي تقوم به دولة الإمارات في حشد جهود الدول الأعضاء في الاتفاقية الاطارية المعنية بالتغير المناخي لمواجهة الآثار السلبية وتداعيات التغيرات المناخية على مختلف دول العالم. مؤكداً على أهمية منظمات المجتمع المدني في نشر الوعي المناخي بين مختلف فئات المجتمع الأهلي لتفعيل دور المجتمع في مواجهة آثار التغيرات المناخية.
من جهته فقد أشار خبير الاستدامة والتغير المناخي المهندس عماد سعد، رئيس شبكة بيئة أبوظبي إلى أن العالم قد تغير كثيراً وبتنا على أعتاب حقبة جديدة يمكن أن نسميها (الفوضة المناخية) فلم يعد الصيف صيفاً، والشتاء شتاءً، فقبل سنوات كان يمكن التمييز بين فصول السنة … ربيعاً وخريفاً، صيفاً وشتاء، حتى تغير الحال فتداخلت الفصول وَعَمَّ العالم فوضى مناخية قل نظيرها… مستشهداً بمقولة أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عندما قال: لقد نجحنا في العلوم… لكن رسبنا في أخلاقيات التعامل مع أُمِنا الأرض، وأن تغير المناخ يسير بخطى أسرع من خطانا.
وأضاف خبير الاستدامة والتغير المناخي بأنه لا توجد دولة بالعالم في منأى عن آثار تغير المناخ، فالتغير المناخي بات أمراً واقعاً على مستوى العالم، وعلينا أن نبادر إلى تخفيف انبعاث غازات الدفيئة من جهة والى التكيف مع ما اقترفته أيدينا من أعمال أدت إلى التغير المناخي، فالتخفيف والتكيف قدر لا خيار فيه. كما أشار إلى أهم غازات الدفيئة التي لها تأثيراً مباشراً على المناخ وهي ثلاث غازات هي غاز ثاني أوكسيد الكربون (الناجم عن استخدام الوقود الاحفوري بأنواعه)، وغاز الميثان (الناجم عن الإنتاج الحيواني ومدافن النفايات)، وغاز أكسيد النيتروجين.
ودعا خبير الاستدامة والتغير المناخي إلى عدم الخضوع لفكرة أن التغير المناخي، عبارة عن وجهة نظر، قابلة للصح والخطأ بل هي نوع من أنواع الترف الفكري التي يروج لها بعض الجهلاء أو من له مصلحة من التدهور البيئي، في حين أن التغير المناخي بات حقيقة قائمة، بل هو خطر قائم والقادم أعظم وأخطر. وعليه فسكان العالم قد تخطوا نقطة اللاعودة، مشيراً إلى أن سبب التدهور البيئي ومن بعده الاحتباس الحراري الذي أدى إلى التغير المناخي يعود إلى سببين رئيسين هما: أن نمط الإنتاج جائر وغير مستدام، وأن نمط الاستهلاك مستنزف وغير مستدام أيضاً.
وقد استفاض المحاضر عماد سعد خلال ورشة العمل التفاعلية بالحديث عن وجود علاقة طردية بين نمط العيش وبين التغير المناخي، موضحاً بأن الأشياء التي نشتريها اليوم مسؤولة عن معظم التغير المناخي، لأن نمط العيش يؤثر بشكل مباشر على التغير المناخي، إذاً علينا أن نكون مستهلك مستدام كي نشتري ما نحتاج إليه ونستهلك ما قد اشتريناه. وبالتالي علينا أن نذهب الى الترشيد راغبين قبل أن نكون مرغمين (التخفيف)، كما علينا مع نتائج أداء التغيرات المناخية (التكيف)، وكلفة التخفيف من تغير المناخ هي أقل من كلفة التكيف معه، بالتالي مع التغير المناخي بات التخفيف والتكيف قادر لا خيار فيه.