متابعة – عبد العزيز اغراز
انطلقت اليوم 18 ماي 2023 بمدينة كلميم جنوب المغرب، أشغال الملتقى الدولي السادس للفكر الصوفي عند الشيخ ماء العينين، الذي تنظمه مؤسسة الشيخ ماء العينين للعلوم والتراث بشراكة مع المركز الجامعي للدراسات والبحوث بجامعة محمد الأول بوجدة، وبتعاون مع الاكاديمية العالمية لعلماء الصوفية، تحت شعار “التصوف منبع إصلاح القيم الكونية”، وذلك في الفترة من 18 الى 20 ماي الجاري، بحضور والي جهة كلميم واد نون، ومشاركة علماء وباحثين من أكثر من 30 دولة.
واستهلت الجلسة الافتتاحية بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة ترحيبية بالحضور والمشاركين للسيد مصطفى فؤاد ماء العينين، ثم مداخلة شيخ الزاوية المعينية، تلاها بالنيابة عنه ابنه النعمة ماء العينين، الذي بين أهمية الملتقى وأهدافه الداعية إلى تصوف سني، موضحا أن رسالته تقوم على الإقبال على الصفات الحميدة وترك الصفات الذميمة، وأن الصوفي ابن وقته.
وأشاد والي جهة كلميم واد نون، بحضور مختلف علماء وأقطاب العالم الإسلامي، منوها بدور مؤسسة الشيخ ماء العينين في ربط الماضي بالحاضر، ومثمنا ما تقوم به في خدمة الدين الإسلامي السمح.
ومن جانبه سلط الدكتور وسام شهير، رئيس المركز الجامعي للدراسات والبحوث بجامعة محمد الأول بوجدة، الضوء على دور المملكة المغربية في الانفتاح على إفريقيا قصد بناء أسس شراكة تضامنية رابح رابح، منوها بدور جامعة محمد الأول في مواكبة هذا الانفتاح والسير قدما من أجل نهضة تنموية لإفريقيا.
وبدوره نوه الدكتور محمد عجان الحديد الرفاعي الحسيني، الأمين العام للأكاديمية العالمية لعلماء الصوفية، بالمجهودات التي يقوم بها المغرب من أجل ترسيخ الثوابت الدينية، وأضاف أن المغرب يعتبر مقصدا للعُلَمَاءِ وَالبَاحِثِينَ، وشدد على الارتكاز على ِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، داعيا الى توحيد المرجعية وتأكيد الهوية السنية للتصوف، وَعَدَمِ تَركِ الميدَانِ لأصْحَابِ الأفْكَارِ الهَدَّامَةِ وَالمنْحَرِفَةِ، موضحا أنه “َمَنْ لَمْ يَحْفَظِ الكِتَابَ وَيَكْتُبِ الحَدِيثَ وَلَمْ يَتَفَقَّهْ لَا يُقْتَدَى بِهِ وَلَا يُقَيَّدُ عِنْدَنَا فِي دَفْتَرِ الرِّجَالِ”.
وفي مداخلته أشاد الدكتور الشيخ محمد مايكة الخليفة العام للطريقة التجانية ببوركينافاسو، بجهود المملكة المغربية في خدمة التصوف السني العملي وجهود الزاوية المعينية في ترسيخ القيم الإسلامية النبيلة.
وفي كلمة باسم الوفود الأوروبية، ثمن الشيخ عبد الله مقدم الزاوية الحبيبية بغرناطة إسبانيا، جهود الملك محمد السادس نصره الله في خدمة التصوف والعلماء، مشيرا إلى أن الزوايا الصوفية السنية في أوروبا كان لها دور طلائعي في نشر الإسلام السمح، حيث يرجع الفضل للزاوية الحبيبية مثلا في إسلام أزيد من 1000 شخص.
وبين الدكتور حمداتي ماء العينين، مسألة المنهج الصوفي العملي ودوره في المجتمع، حيث رد على الكثير ممن ينتحلون الحديث الشريف، وأشار إلى أن التصوف يرجع إلى أهل الصفة والزهاد في عهد رسول الله والصحابة، مبرزا أن مدار التصوف على إصلاح النفوس، مستشهدا بالإمام القشيري والطوسي والجنيد وإبراهيم ابن أدهم، مؤكدا على أن التصوف قائم على الكتاب والسنة، ولفت إلى أن الصوفية كان لهم الفضل في نشر الإسلام ومحاربة الاستعمار، مبينا أن كثيرا من البدع والشعوذة دخيلة على التصوف، داعيا أهل التصوف إلى مجابهتها بالسنة والكتاب.
وأوضح الدكتور صفوان عضيبات، عضو هيئة الافتاء في المملكة الأردنية الهاشمية، أن التصوف مبني على الشريعة الإسلامية، موضحا أنه لا حقيقة بلا شريعة، وأن التصوف منبع لإصلاح القيم الإسلامية.
كما أكد الشيخ سيف الدين، شيخ الطريقة القادرية المئجبهندارية ببنغلاديش، أن أرض المغرب أرض الأولياء والصلحاء، موضحا أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو القدوة الحسنة لأهل التصوف، وأشار إلى أن مقام الإحسان هو غاية المؤمن في سيره إلى الله سبحانه وتعالى.
وعرفت هذه الجلسة تقديم الإصدار الجديد للدكتور محمد عجان الحديد الأمين العام للأكاديمية العالمية لعلماء الصوفية، المعنون “الصقيل الجلي في الرد على موضوعات وخرافات الجبري”، كما وقعت اتفاقية شراكة بين مؤسسة الشيخ ماء العينين للعلوم والتراث والأكاديمية العالمية لعلماء الصوفية.
ويذكر أن أشغال هذا الملتقى السادس تحتضن هذه السنة ولأول مرة بالمغرب فعاليات المؤتمر العالمي العاشر للتصوف المنظم من طرف الأكاديمية العالمية لعلماء الصوفية، تحت شعار “التصوف السني بين توحيد المرجعية وتأكيد الهوية”.