كاراباخ – أشرف أبو عريف
دقت الخامسة والنصف على وقع آذان الفجر بصوت كاراباخ العائدة لحضن الأم باكو.. وكان الركب بريادة رئيس OIC السيد/ فاضل عباسوف قد عقد العزم البارحة على السفر من العاصمة باكو، وإن شئت قل “باقى” أو الباقى أحد أسماء الله الحسنى، إلى عروس أذربيجان جميلة الجميلات كاراباخ بعد إغتصابها من الوطن الأم أذربيجان على يد نازية أرمينيا.. إلا أن ألم الفراق للشعب الأذربيجانى كان الوقود المدمر لمجرمى أرمينيا وتجلت فيه روح “أكتوبر مصر 1973” وأعاد العالم، خاصة المتآمرون، تصنيف أذربيجان كقوة عسكرية فى بلاد القوقاز لا تُقهر ليس فقط عسكرياً بل سياسياً ودبلوماسياً وباتت مشاهد حرب تأكيد الهوية الأذربيجانية محل دراسة فى الأكاديمية العسكرية شرقا وغربا.
وعبر طريق ‘بلاسوار’ صوب الإقليم كاراباخ ، سلكَ الركب الطريق، الذى يبلغ طوله أكثر من 300 كم أى حوالى 3 ساعات، مستتنشقا عبير النصر ومبتهجاً بكسر أنف المستعمر..
وهنا تذكرت الإصدار الجديد “قاراباخ..الطريق إلى النصر” للمؤلف الدبلوماسى دكتور إميل رحيموف كشاهد على العصر الذى يشير فيه إلى أن “بلاده المسالمة تحمل فى يمناها أغصان الزيتون لتبث فى قلوب جيرانها الأمن والأمان والاستقرار، غير أن غرور الاحتلال الأرمينى لم يعى الرسالة واعتبر أن السلام ضعفا وهوانا وسولت له نفسه ضرب العاصمة باكو فضلاً عن تجاهله القرارات الدولية. لذا، كان لازما على كل أذرى أن يحمل فى يده اليسرى السلاح لتحقيق النصر وتحرير الأرض، برؤية قائدنا الرئيس إلهام علييف، وقدرة وشجاعة قواتنا المسلحة.”
عوداً للركب الكريم، حيث المحطة الأولى ينبثق مطار فوزولى من بين الدمار على الأرض لكل ألوان البشرية. وبعد تحرير فوزولى، أحد مناطق إقليم كاراباخ، أنشئت أذربيجان مطار فوزولى فى وقت قياسى فى إشارة إلى تأكيد تحرير الأرض والصحوة نحو التعمير ونهضة كافة الأراضى المحررة. وبالفعل يستقبل مطار فوزولى وتنطلق منه الرحلات لكافة دول العالم.
ثم ينطلق الركب إلى منطقة شوشة ذات الجبال الشاهقة الشامخة الأبية والتى دحرت وقهرت العدو الأرمينى ويبلغ سكانها المهجرين حوالى 28 ألف نسمة ينتظرون العودة لمنازلهم وإعادة بناءها من جديد بعد التحرير.. بحسب ما صرح به نائب عمدة شوشة مدير العلاقات العامة السيد/ زاور حسنوف.
وقال حسنوف أن الدولة تبذل ما فى وسعها لعودة أهلها فى القريب العاجل وقد تمت التعاقدات مع الشركات المحلية والأجنبية فى كل ربوع الحياة.
واليوم يصل الركب الإعلامى إلى منطقة أجدام المحررة والتى لم تسلم من تدمير المنازل وتدنيس أماكن الصلاة وكذا المواقع التاريخية للأسرة الملكية ومن بينهم إبراهيم خان.. وسكنتها المواشى وحتى الآن آثارها الحيوانات مازالت موجودة.