السيدة مهربان علييفا: شخصية سياسية واجتماعية بارزة في العصر الحديث

تعتبر السيدة “مهربان علييفا” النائب الأول لرئيس جمهورية أذربيجان، سفيرة النوايا الحسنة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، والإنسانة التي تقوم بعمل خيري قياسي، إضافة إلى كونها السيدة الأولى ورئيسة مؤسسة “حيدر علييف” ورئيسة “المؤسسة الثقافية الأذربيجانية” ورئيسة “اتحاد الجمباز الأذربيجاني”…، المرأة التي كرست حياتها بأكملها لخدمة “أذربيجان” والشعب الأذربيجاني وتنمية بلدها وترويجه عالميا وحماية مصالحه.

أصبحت السيدة “مهربان علييفا”، النائبة الأولى لرئيس جمهورية “أذربيجان” في فبراير عام 2017، وذلك راجع لكونها تمتلك الخبرة الكبيرة والمعارف الواسعة.

فحينما قدم فخامة الرئيس “إلهام علييف” “مهربان علييفا” لمنصب النائب الأول له، أشار إلى خدماتها المتميزة التي تقدمها للبلاد على الصعيدين الاجتماعي، الثقافي والسياسي.

لقد استلهمت السيدة “مهربان علييفا” من التقاليد الإدارية للزعيم الوطني، وتمازج بصورة ناجحة بينها وبين موهبتها الإدارية الهائلة بصفتها نائبة أولى لرئيس الجمهورية، من أجل تطوير أذربيجان ومعالجة المشاكل الاجتماعية للناس، وباعتبارها حليفا مخلصا لرئيس الجمهورية “إلهام علييف”، تحل “مهربان علييفا” بنجاح الوظائف الهامة بناءً على مصالح البلد والشعب الأذربيجاني.

وعيا بالمسؤولية الجسيمة ودون خوف منها، تعمل السيدة جاهدة على تحقيق ثقة الناس وآمالهم، وتخصص بالغ الاهتمام للفئات الاجتماعية الضعيفة مثل اللاجئين والمشردين وذوي الإعاقة وأسر الشهداء وقدامى الحرب وسائرهم.

كما تشارك مع فخامة الرئيس في زيارة وافتتاح المنشآت والمرافق المختلفة والتجمعات السكنية للمشردين والعسكريين ومشاريع بنى تحتية سواء في “باكو” أو المحافظات، ومراسم الافتتاح حدثت في 21 يوليوز 2020 أثناء زيارة تجمع سكني مخصص لأسر الشهداء في حرب “قره باغ” ومعاقيها، إضافة إلى توفير السكن لخريجي دور الأيتام والمدارس الداخلية وذلك إلى جانب بناء وإعادة ترميم مئات رياض الأطفال ودور الأيتام والحدائق والمدارس والمجمعات الرياضية والآثار الدينية بدعم مالي من مؤسسة “حيدر علييف” التي ترأسها.

كما تهتم بتلبية احتياجات قدامى حرب “قره باغ”، وهنا لا بد أن نشدد على الدعم المعنوي المطرد الذي كانت تخص به لا سيما أمهات وزوجات وأطفال العسكريين وكبار الضباط أثناء الحرب الوطنية ضد العدوان الأرميني، التي استمرت أربعة وأربعين يوما، أي من 27 شتنبر إلى  10 نوفمبر 2020، حيث تمكن الجيش الأذربيجاني تحت قيادة فخامة الرئيس “إلهام علييف” من تحرير منطقة “قره باغ” التي كانت محتلة من قبل “أرمينيا” المعتدية على مدى 30 عاما.

كما أنها قدمت الدعم المعنوي والاهتمام البالغ تجاه الشعب برمته في ضوء وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، حيث تدعو السيدة النائب الأول دون ملل وكلل جميع طبقات المجتمع دون استثناء لتوخي الحيطة والحظر ومراعاة واتباع جميع الإجراءات والخطوات التي من شأنها أن تصون سلامة المجتمع.

وتشارك مع فخامة الرئيس في مراسم تدشين للمستشفيات الميدانية وآخرها كانت في 6 يوليو من العام الجاري في مدينة “باكو”، حيث تم افتتاح المستشفى الميداني الجديد التابع للمركز الطبي لوزارة الطوارئ الذي يحتوي على 800 سريرا، فهي تتسم بكونها شخصية سياسية بالحساسية والاستجابة السريعة للقضايا ذات البعد الاجتماعي السياسي والاجتماعي الإقتصادي، حيث ترعى دوما عملية الترميم أو إعادة البناء لمواقع التراث التاريخي والثقافي ذات القيمة المميزة لدى المواطنين، مثل المحمية التاريخية المعمارية الدولية “إيتشاري شاهار” (يعني، المدينة الداخلية).

لقد قالت السيدة “مهربان علييفا” إنه “حتى الحجر ينبغي أن يظل سالما، محميتنا “إيتشاري شاهار” تتمتع بالجمال ونعتبرها من مقدراتنا، وسنستمر في حمايتها وسوف ننقلها كما هي عليه اليوم لجيل صاعد، حماية التراث المعماري والتاريخي لأذربيجان وعاصمتها “باكو” تأتي من ضمن أولوياتنا جميعا”؛ ونرى بهذا المثال جيدا أن السيدة “مهربان علييفا” تساهم في منصبها الحالي إسهاما جسيما في تنمية أذربيجان والترويج لها عالميا.

وعلى الصعيد الدولي، فخدمات السيدة “مهربان علييفا” فيما يتعلق بصياغة صورة إيجابية عن جمهورية أذربيجان على نطاق عالمي لا تُقدر، إذ أنها استطاعت أن تظهر للعالم أذربيجان المتقدمة التي تتطور بشكل متواصل وممنهج، في حين تنضوي منطقة القوقاز من ضمن المناطق الجيوستراتيجية المعقدة، بحيث تلعب العوامل كالسمعة والاستقرار السياسي والاجتماعي والمستوى العالي من الأمن دورا حاسما، وتكون بمثابة كلمة فاصلة في جذب الاستثمارات الخارجية والسياح وما إلى ذلك في أي بلد.

بالتوازي، يصعب عد عدد الدول التي تعرفت بفضل السيدة “مهربان علييفا” عن تاريخ “أذربيجان” وثقافتها وإنجازاتها وتنميتها الحديثة، وهنا نشير إلى أن زيارة السيدة “مهربان علييفا” إلى فرنسا في شهر مارس عام 2019، فقد أسهمت بالذات بدرجة كبيرة في تكوين سمعة إيجابية عن أذربيجان لدى المجتمع الأوروبي والفرنسي بشكل خاص، حيث أسفرت جهودها الكريمة عن أن فرنسا الذي تعد بلدا من البلدين الرائدين في منطقة الاتحاد الأوروبي ورئيسا مشاركا في مجموعة “مينسك” المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وبلدا ذا نشاط في منطقة القوقاز والعلاقات مع أذربيجان في مجال الطاقة والاقتصاد والفضاء، فرنسا تسعى اليوم إلى توسيع رقعة العلاقات مع أذربيجان، وذلك ليس بمعزل عن الدور الضخم الذي تضطلع به مؤسسة “حيدر علييف” التي ترأسها في الحياة الثقافية لفرنسا.

وإذا ضربنا الأمثلة المحددة، فسنرى حجم أنشطة المؤسسة على الأرض الفرنسية، إذ أنها نفذت ترميم 20 كنيسة في شتى المحافظات الفرنسية وترميم النوافذ الزجاجية الملونة الخمس لكاتدرائية “ستراسبورغ” العائد تاريخها إلى القرن الرابع عشر والآثار في حديقة قصر “فرساي”، بالإضافة إلى إنشاء قسم الفن الإسلامي في متحف اللوفر، وإقامة أيام الثقافة الأذربيجانية في مدينة “كان” الفرنسية، وإنشاء مركز الثقافة الأذربيجانية في “باريس”، وافتتاح كلية اللغة الأذربيجانية في المعهد الحكومي الفرنسي للغات والثقافات الشرقية وغيرها.

هذه الزيارة والزيارات الأخرى إلى العواصم الأوربية، قد بينت أن النخبة السياسية العالمية تنظر إلى السيدة “مهربان علييفا” على أنها شخصية سياسية بارزة في الزمن الحديث وامرأة سياسية من البلد المسلم في أوروبا الذي يسير على طريق التقدم والتطور والذي يتقاسم القيم الأوروبية.

كذلك هذه المقاربة من الشخصية السياسية للدولة المسلمة في حماية المقدسات المسيحية البشرية، تبرز للعالم أجمع تفرد أذربيجان والنموذج الأذربيجاني للتعددية الثقافية وتلقى بصورة تقليدية تقديرا عاليا من قبل المجتمع الدولي ووسائل الإعلام العالمية.

إلى جانب المشاريع الخيرية في القارة الأوروبية، يتعين الإشارة إلى نظيرتها الآسيوية، إذ أن مؤسسة “حييدر علييف”، قد شاركت بفعالية عام 2007 في بناء مدرسة للبنات في بلدة “رارا” بمدينة “مظفر آباد” الباكستانية التي كانت قد تهدمت جراء الزلزال القوي الذي ضرب المنطقة، حيث تم إعادة بناءها وتجهيزها بالكامل، بالإضافة إلى توفير المنح للبنات المتميزات.

لقد أدى التقدير الدولي لما تقوم به السيدة “مهربان علييفا” إلى أن منح لها العديد من الأوسمة والتكريمات من دول ومنظمات عالمية مختلفة، من بينها وسام الشرف الفرنسي، “فرسان الصليب الأكبر” لوسام استحقاق الجمهورية الإيطالية، “الهلال” الباكستاني، الصداقة الروسي، إضافة إلى جائزة منظمة الصحة العالمية، ووسام الاستحقاق من اللجنة الاولمبية الأوروبية، جائزة القلب الذهبي الدولية وغيرها.

ورغم حجم انشغالها بعمل دُولي واجتماعي سياسي، تبقى “مهربان علييفا” مجسدة للقيم الأسرية وربة بيت حقيقية، فزواجها من “إلهام علييف” ليس اقترانا سعيدا لقلبين وروحين، بل أن الشخصين اللذين يجتمعان على المصالح المشتركة وغايتهما الرئيسية هي خدمة أذربيجان والشعب الأذربيجاني.

وبنفس الروح، قامت “مهربان علييفا” بتربية أطفالها، ليلى، أرزو وابنهما “حيدر” الذين بدورهم يخدمون بلدهم بكل جدارة ويؤدون رسالتهم بشرف.

لقد قامت السيدة “مهربان علييفا” خلال السنوات الأخيرة بكثير من الأعمال لأجل أذربيجان والشعب الأذربيجاني، مما أكسبها احتراما شعبيا وحب الناس.

ظاهرة “مهربان علييفا” تتوضح أيضا في كونها باتت تجسيدا لأطيب وأحسن ما في النسوة الأذربيجانيات على نطاق دولي، وما يعطي كل ذلك أرضية لثقة بأن السيدة “مهربان علييفا” لن تألو جهدا للمزيد من العمل على الارتقاء بالبلد وتمتين موقعها في العالم وزيادة رفاهية ورقي الشعب، و”أذربيجان” يمكنها أن تفتخر عن حق بنائبها الأول.

نهنئ من صميم قلبنا السيدة “مهربان علييفا” بعيد ميلادها، ونتمنى لها موفور الصحة والعافية والسعادة وزيادة القوة والازدهار ورفاهية الأسرة بما في ذلك التوفيق في جهودها الدؤوبة لصالح أذربيجان.

journalaswat.com