بقلم: الأكاديمي مروان سوداح
ـ رئيس “اللوبي العربأذري الدولي”.
يبدو لنا، أن الحرب الأرمينية الواسعة في نسختها الحالية الثانية، بدأت مؤخراً عندما تعرّضت مواقع الجيش الأذربيجاني، فجأة ودون سبق إنذار، إلى إطلاق النار الذي اتَّسَمَ بالكثافة، وذلك مساء 11 سبتمبر/ أيلول الحالي 2022م. كذلك، أستمرت القوات الأرمينية وأشياعها المليشياوية المعتدية، بممارسة الإرهاب الأيقولوجي ضد أذربيجان، وصولاً من هذه القوات للإجهاز على “الفلورا” و “الفاونا”، وتلويث المياه الأذربيجانية، ومحاولة سرقتها كما سبق وسرقت المعادن الأذربيجانية النفيسة من أراضي أذربيجان، بخاصة في منطقة قرة باغ الاقتصادية الأذربيجانية الخاصة وهو ما تشهد عليه الوثائق الأذربيجانية والأجنبية، أضافة للقنبلة الفوسفورية التي استخدمتها يرفان ضد شعب جمهورية أذربيجان والحياة الطبيعية والغابات الغنية فيها، ويَشهد التاريخ على ذلك بوثائق مُقرَّة من منظمات دولية ومتخصصة ذات صِلة بكل ذلك.
وفقاً للمكتب الإعلامي لوزارة الدفاع الأذربيجانية، قال، إنَّ مواقع القوات الأذربيجانية التي تعرَّضت للقصف الأرميني المفاجىء “تتمركز في اتجاه قرية نوفوإفانوفكا بمحافظة كدبك، وقرية هوسولو بمحافظة لاتشين، كما تعرضت القوات الأذربيجانية لإطلاق النار من المواقع الأرمينية الواقعة في قرية جييل بمحافظة جمبرك، وقرية خانازاخ بمحافظة جوروس. كذلك، قصفت الميليشيات الأرمينية المسلحة – التي تحتل بصورة غير شرعية الأراضي الأذربيجانية – مواقع الجيش الأذربيجاني في منطقة آغقايا السكنية بمحافظة كلبَجَر، وهي منطقة أذربيجانية تقع في دائرة مسؤولية قوات حفظ السلام الروسية، مِمَّا أوقع (77) شهيداً من الجيش الأذربيجاني المِقدام، وهو ما أعلنت عنه رسمياً وزارة الدفاع الأذربيجانية، التي تحدثت أيضاً عن “ردع أذربيجان لعمليات الاستفزازات الأرمينية الواسعة النطاق على الحدود”.
القوات الأرمينية وميليشياتها المدعومة رسمياً وتسليحاً وبالمال والإعلام واللوجستيات المختلفة من حكومة يرفان وربما من غيرها من الحكومات والدول أيضاً (!)، تتسم بفاشية واضحة في التعامل مع أذربيجان وشعبها والعِرق الأذربيجاني عموماً؛ الذي يُصرحون علناً عن رغبتهم بتصفيته جسدياً (!)؛ إذ إنها دأبت مؤخراً على التحرش العسكري بالقوات الأذربيجانية، وقصف المواقع العسكرية والمدنية الأذربيجانية، في تجاهل تام للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية، وهو مايُعارِض الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقاً بين الأطراف ذات الصِّلة: أذربيجان، روسيا وأرمينيا. كما جاء في إتصال هاتفي أجراه مع الرئيس إلهام علييف رئيس فرنسا ايمانويل ماكرون، في 13 سبتمبر: إنَّ القيادة السياسية العسكرية لأرمينيا تتحمل المسؤوليات كافةً عن هذا العمل الاستفزازي العسكري الواسع النطاق، مُشيراً فخامته إلى أن الجانب الأذربيجاني “رد على الجانب الأرميني”. كذلك، جرت في 15 سبتمبر، مكالمة هاتفية بين رئيس الأركان العامة للجيش الأذربيجاني، الجنرال كريم ولييف، ووزير دفاع روسيا الاتحادية، الجنرال سيرغي شويغو بمبادرة من الجانب الروسي، ولم يكشف للآن عن فحواها.
وأفادت وكالة أنباء “اذرتاج” الرسمية الأذربيجانية، نقلاً عن وزارة الدفاع الأذربيجانية، أن الطرفين ناقشا الوضع العسكري السياسي في المنطقة، والاستفزازات التي ارتكبتها القوات المسلحة لأرمينيا وقضايا أخرى.
وفي تطور آخر على صعيد التضامن العالمي مع حقوق جمهورية أذربيجان، وشرعية مطالباتها باستعادة أراضيها المحتلة أرمينياً منذ أكثر من ثلاثين عاماً مضت، أعربت منظمات وجهات دولية كثيرة لا مجال لإدراج بياناتها هنا، عن تضامنها مع أذربيجان، ضمنها الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي التي تمثل 57 دولة أسلامية موزعة على أربع قارات، بعدد سكان أكثر من مليار و 700 ألف نسمة، عن قلقها الشديد وإدانتها للاستفزاز العسكري للقوات المسلحة الأرمينية على طول حدود الدولة بين أذربيجان وأرمينيا، ودعت “الأمانة” جمهورية أرمينيا إلى الوفاء بالتزاماتها وفقاً للبيان الثلاثي الموقع بين أذربيجان وأرمينيا وروسيا الاتحادية في 10 نوفمبر 2020، وكذلك الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين أذربيجان وأرمينيا، وسحب الوحدات الأرمينية المسلحة غير الشرعية من بقية أراضي أذربيجان.
كذلك، أشارت منظمة التعاون الإسلامي إلى القرار الذي اتخذه مجلس وزراء خارجية هذه المنظمة في دورته الـ 48 التي عُقدت في إسلام أباد، في جمهورية باكستان الإسلامية في 22-23 مارس 2022، إلى دعوة الأمانة العامة إلى تطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا على أساس الاعتراف المتبادل، واحترام كل طرف سيادة بعضهما بعضاً، وسلامة أراضيهما وحدودهما المعترف بها دولياً.
وبموازاة كل ما تقدم، استَنكَرَ الاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني الأعمال التخريبية التي تقوم بها قوات ارمينيا حِيال جمهورية أذربيجان. وندَّدَ الاتحاد في بيان له بعمليات القصف التي قامت بها قوات ارمينيا بحق مواقع اذربيجانية، والتي أسفرت عن سقوط أبرياء، مؤكداً حق أذربيجان في اتخاذ ما يلزم للحفاظ على أمنها وحماية المدنيين.
كما دعا “الاتحاد العربي للاعلام الإلكتروني” المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن، إلى اتخاذ موقف حاسم تجاه الانتهاكات الأرمينية، والعمل على حماية أرواح الأبرياء.
باسمي واسم عائلتي الحليفة لأذربيجان منذ عشرات عشرات السنين، نرفع لفخامة الرئيس إلهام علييف حفظه الله، رئيس جمهورية أذربيجان الشقيقة، تعازينا القلبية، وتعاطفنا الكبير بشهادة العسكريين الأذربيجانيين الأفذاذ، وارتقائهم إلى السماء في رحاب الخالق العظيم، والتعزية كذلك موصولة للعائلات الثكلى التي فقدت أبنائها هؤلاء حُماة الوطن، وللشعب الأذربيجاني الشقيق برمته. رحم الله الشهداء جميعاً وأسكنهم فسيح جنانه، وهم خالدون في التاريخ وفي أفئدتنا اليوم وكل يوم.