الاكاديمي مروان سوداح يكتب: “العَمَل الكوري”: حزب زوتشيه وسونغون المُنتَصِر

شبكة طريق الحرير الإخبارية/

عن/الانباط-الاردنية/

العَمَل الكوري”: حزب زوتشيه وسونغون المُنتَصِر 

بقلم: الأكاديمي مروان سوداح

 

 شهدت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الحليفة قبل أيام قليلة، احتفالات ضخمة بمناسبة الذكرى الـ77 لتأسيس (حزب العَمل الكوري)، الذي يُدير دفَّة الدولة منذ تحريره لها من الاستعماريين الاقتلاعيين الهمجيين الذين هدفوا إلى إفناء كل الشعب الكوري، ومن المتدخلين الأجانب (1950-1953) من مختلف الأجناس والأصناف. وخلال الاحتفاءات، زار الجمهور الكوري حديقة ساحة قصر الشمس الشهيرة في كومسوسان، المكان الزوتشي المُقدَّس من الدرجة الأولى حيث رُقاد الرئيس العظيم كيم إيل سونغ مؤسس حزب العمل الكوري وبانيه، والقائد المهيب كيم جونغ إيل، وتذكروا بتأثر عميق مآثرهما الخالدة لخدمة الأمة الكورية وحلفاء كوريا في الدنيا. وبهذه المناسبة الجليلة، وجَّه القائد المحترم كيم جونغ وون – الأمين العام لحزب العمل الكوري، ورئيس اللجنة العسكرية المركزية لحزب العمل الكوري – الإطلاق التجريبي لصاروخين بعيدي المدى، ليعكس هذا النجاح واقع كوريا القوية والقادرة على ردع العدو، وتحقيق النصر المؤزر عليه، إذ كان الهدف من هذا الإطلاق التجريبي رفع الكفاءات والقدرات القتالية للصواريخ المُجنَّحَة الإستراتيجية بعيدة المدى التي تصنعها كوريا الصغيرة مساحةً والجبارة والعملاقة شأناً وفكراً وتقدماً ونُصرةً للقضايا العربية. أصاب الصاروخان المُطلَقَان الهدف المُحدَّد على بُعدِ 2000 كيلومتر، بعد طيرانهما لمدة 10234 ثانية على مدار الطيران الإهليلجي والطيران على شكل 8، المحدد في سماء بحر كوريا الغربي.

 يَشهد تاريخ (حزب العمل الكوري) ونضاله التحرري الواعي والبِنائي للدولة ومؤسساتها، على إخلاص الزعيم كيم إيل سونغ المؤسس الجبار للحزب والشعب والعّملانيَّة الثورية بأبعادها العالمية، التي أوصلت إلى مشاركة فاعلة للقوات الكورية الصَلدة في الحروب التحريريَّة لسورية ومصر ضد الكيان الصهيوني، ومن بعده تمسّك القائد العظيم كيم جونغ إيل بهذا النهج، إذْ أنَّهُ واصله وفي منطقتنا العربية أيضاً بمساعدات عسكرية لفلسطين والعرب، بثباتٍ وهمَّة عالية على درب ومسار الزعيم وقضيته العادلة.

 تميَّز نضال الرفيق كيم إيل سونغ خلال تأسيسه الحزب – والذي يُسميه الشعب الكوري بالحزب الأم لأنه التنظيم الذي يتحمل كامل المسؤولية عن مصير جميع أبناء الشعب وحتى مستقبلهم ويخدمهم بقلب صادق – بالتمسك الشديد بالقواعد الأيديولوجية الخاصة بكوريا الديمقراطية (تأسست بتاريخ 9سبتمبر 1948)، والتي راعت أوضاع البلاد وشعبها، والتحديات التي تواجهها، فتقدم الزعيم كيم إيل سونغ بمنهاج جديد على أساس قواعد “فكرة زوتشيه”، و “فكرة سونغون” لدحر المعتدين الإمبرياليين، والنهوض بالدولة لتغدو في المحصلة واحدة من أهم بلدان العالم، بتقدّمها التكنولوجي العسكري والمَدني، والاختراعات التي أبدعتها بيونغيانغ برغم الحِصارات الدولية التي فُرضت عليها وحتى الآن من طرف الإستعمار الأجنبي المُتحِد وإشياعه المتمركز في قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية، لكن عزيمة الرفيق كيم إيل سونغ لم تَخْبُو، بل تضاعفت وتعَملَقَت لتمكين كوريا الوطن والتراب والهواء والمستقبل من أن تصبح واحدة من الأقطار الأُولى والأكثر تقدماً وازدهاراً، استناداً إلى اختراعاتها المذهلة التي تفوَّقَتْ على عشرات دول العَالم الغربي والمُشَايع للغرب.

 لقد حرَّك الزعيم الخالد كيم إيل سونغ الكوريين، وأعلى مقامهم وأهميتهم الآسيوية والدولية، ليفتخروا إيَّما افتخار بواقعهم ومكانتهم ومستقبلهم المُنير والمستقل بعد تحرير البلاد بزعامته العِلمية الفذَّة، إذ إستأصل الزعيم بقايا التلويث الغربي والرجعي فكراً وممارسةً، وأرسى مبادئ المدرسة العِلميَّة في عَقلٍ شعبي واحد وموَحَّد، ومُنتِج ومُخلِّق للجديد لصالح الشعب، وزرع في رفاقه الأفكار التي تعكس مصالح الطبقة البروليتارية والأمة عموماً التي أينعت بمحبته وتوجيهاته، إذ أنها تماهت مع الأهداف الإستراتيجية للدولة الاشتراكية الجديدة التي تتخذ من الزوتشية وسونغون نمطاً كفاحياً ناجحاً خاصاً بكوريا التي تُبدِع وتخلِّق الجديد تلو الجديد على الدوام في إطار ظروفها الداخلية الخاصة والوسط المحيط بها من الحُلفاء والأصدقاء والأعداء.

 في عهد الرئيس الأخ العزيز والصَلب كيم جونغ وون، الذي يَقود حزب العمل الكوري، والقوَّة العسكرية الكورية الجبارة وقضية بناء الدولة الاشتراكية القوية إلى طريق النصر، مُتحلَيَّاً بالهيبة العالية والقدرة القيادية كحزب كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل المجيد، فهو الدائم الظَفَر المُتمسِّك بعقيدة الكيم إيل سونغية والكيم جونغ إيلغية العظيمة، كفكرة هادية أبدية، ونشهد في أيامنا هذه على أن  حزب العمل الكوري يُطوِّر بلا توقف علاقاته الخارجية، مُهتدياً بالمُثُل العُليا للاستقلال والسلام والصداقة، ويؤّدِي رسالته التاريخية بنجاحات عمله الرامي لتحقيق قضية استقلالية البشرية.