استفزازات 13 سبتمبر للجيش الأرميني أحدث تأثيرًا مرتدًا على باشينيان
الدكتور مختار فاتح بي ديلي
طبيب-باحث في الشؤون التركية وأوراسيا
منذ يومين من تاريخ 12-13 سبتمبر من هذا العام، يراقب الشعب الأذربيجاني بشرف وحساسية كبيرين استفزازات واسعة النطاق من قبل القوات المسلحة الأرمينية في اتجاه داشكاسان وكالبجار ولاشين وزانجيلان على الحدود الأذربيجانية الأرمينية والرد اللائق على العدو من قبل الجيش الأذربيجاني البطل على تلك الاستفزازات.لسوء الحظ ، هناك خسائر في هذه العمليات العسكرية حيث استشهد 50 من رجال الشجعان في الجيش الأذربيجاني.
في 13 سبتمبر ، أظهر استفزازات المتكرره الواسعة النطاق للقوات المسلحة الأرمينية على الأراضي الأذربيجانية مرة أخرى أنه يجب أن يكون الاخوة في أذربيجان حكومة وجيشا وشعبا يقظين دائمًا ضد كافة أشكال العدوان على تراب الوطن وأن نكون مستعدين لجميع الاستفزازات والهجمات الغدارة التي تتكرر بين حين لأخر من الجانب الأرميني.
بالنظر إلى الاحداث الاخيرة التي وقعت في ليلة 13 سبتمبر أن هجمات الواسع النطاق للقوات المسلحة الأرمينية الغادرة على جبهات المشتركة وقتل فيها اكثر من 200 عنصر من الجيش الأرميني خلال سبعة ساعات في تلك الاشتباكات، كان من الممكن أن تكون النتائج أسوأ للاطراف ولكن تم وقف اطلاق النار بين الطرفين .
خلال هذه الاشتباكات، سيطر الجيش الأذربيجاني على مناطق غويشا وبشاركجار , وذلك طرق الرئيسية بين غوروس – غافان ، وغابان – ميغري ، وسيسيان – غوريس وفي غضون ذلك أيضا، سيطر الجيش الاذربيجاني على الجبال والارتفاعات المطلة على الكثير من المناطق الحساسه في الاتجاه المشار إليه.في الواقع هي الطرق التواصل الاستراتيجي لأرمينيا ،التي تربط جمهورية أرمينيا بخانكيندي وإيران.ولم يعد للأرمن نقاط سيطرة عالية في هذه المناطق.خلال العملية العسكرية التي استمرت 7 ساعات ، تحرك الجيش الأذربيجاني بكل حرية وسيطر على نقاط الجبلية بارتفاع 3 آلاف متر تقريبا.ونتيجة لذلك ، تم تحرير منطقة المحددة بمساحة 100 كيلومتر مربع من الاحتلال الأرميني.إن مساحة 100 كيلومتر مربع المحررة هي الأراضي التاريخية لجمهورية أذربيجان ولها أهمية إستراتيجية.
الآن جنود الجيش الأذربيجاني سيطروا على مناطق بالقرب من منتجع استيسون ،في أذربيجان الغربية ، والذي يحظى بشعبية كبيرة بين النخب العسكرية والسياسية الأرمينية ، وكذلك يقع طريق يريفان – غوروس الاستراتيجي السريع تحت سيطرة الجيش الأذربيجان بشكل مباشر.
إن الرد والاستجابة المناسبة للجيش الأذربيجاني للاستفزازات الواسع النطاق للقوات المسلحة الأرمينية قد خلقت مكاسب إيجابية لجمهورية أذربيجان في الوضع الحالي وكذلك في المنظور المستقبلي:
أولاً ، بعد الحرب التي استمرت 44 يومًا ، قامت جمهورية أرمينيا ببناء منشآت وقواعد عسكرية متقدمة جديدة على بالقرب من حدود مع أذربيجان ،وخاصة في اتجاهات مناطق لاتشين وكالبجار وزانغيلان.
يمكن اعتبار القواعد والمنشآت العسكرية التي أقامها المسؤولون في أرمينيا في هذه المناطق هي محاولة لبناء حاجز أوهانيان الجديد. ولكن نتيجة الاستفزازات والاشتباكات الاخيرة ، تم تدمير جميع المنشآت والقواعد العسكرية للعدو الأرميني من قبل الجيش الأذربيجاني . وهذا من المنظور العسكري ، تحتاج أرمينيا ما لا يقل عن خمس الى ستة سنوات لترميم هذه المرافق والقواعد مرة أخرى.
ثانيًا ، نتيجة الاشتباكات والإجراءات الانتقامية بين الجيش الأذربيجان والأرميني، سيطر الجيش الأذربيجاني على مناطق وطرق استراتجية هامة من نظام النقل والمواصلات وعلى مرتفعات ونقاط جبلية مهمة جدًا في تلك المنطقة.
من حيث المبدأ ، هذا إنجاز هام للغاية للقوات المسلحة الأذربيجانية، لأن المرتفعات التي استولى عليها الجيش الأذربيجاني ستمنحه الفرصة الكاملة لمراقبة العدو باستمرار من تلك المرتفعات الحساسة ، وستزود أنظمة النقل والاتصالات التي استولت عليها الجيش الأذربيجاني بمعلومات استخباراتية حول الاستفزازات الجديدة المحتملة للجانب الأرميني.
ثالثًا ، وفقًا للتقديرات الأولية ، تم تدمير عدد كبير من المعدات العسكرية الأرمينية ، وتم تدمير صاروخان من طراز S-300 بقيمة تجاوزت المليارات ، وقتل اكثر من 200 عنصر ومئات الجرحى من الجيش الأرميني ، وتم تدمير عدد كبير من المنشآت والقواعد العسكرية وكذلك عشرات من المواقع الحساسة في تلك المناطق.
وفقًا للتقارير وسائل الاعلام المحلية والدولية وحسب مواقع التواصل الاجتماعي المهتمة في كلا الطرفين، فإن خسائر أرمينيا أعلى بكثير من الجانب الأذربيجاني ،وسيستغرق استرداد الجانب الارميني هذه الخسائر وقتًا طويلاً.
ونتيجة للأحداث الأخيرة ، أظهر الجيش الأذربيجاني البطل الذي انتصر على الجيش الأرميني في معارك قره باغ الثانية خلال 44 يوم بقيادة المظفر الهام علييف القائد الاعلى للقوات المسلحة الاذربيجانية مرة أخرى بأن الاستفزازات المتتالية لأرمينيا ضد الوحدات العسكرية الاذربيجانية ستكون نتائجها قاسية على الجانب الأرميني لان القبضة الحديدة للجيش الأذربيجاني ستكون لهم بالمرصاد في كل زمان وكل مكان.
نلاحظ في الآونة الأخيرة ، بأن أرمينيا لم تنسى خسارتها القاسية في معارك قره باغ الثانية والتي استعادة من خلالها أذربيجان أراضيها المحتلة من أرمينيا الان تحاول أرمينا بجدية الاستعداد للانتقام من خلال بعض العمليات العسكرية بين حينا لاخر في بعض المناطق الحدودية بين البلدين، حيث ازداد عدد الاستفزازات الأرمينية في منطقة قره باغ وعلى الحدود المشتركة .
نتيجة للعملية التي استمرت 7 ساعات فقط ، قلب الجيش الأذربيجاني كل مخططات العدو الأرميني.
وإثباتًا لالتزامها بالقانون الإنساني والدولي والقيم الإنسانية ، دعت جمهورية أذربيجان أرمينيا إلى وقف إطلاق النار وأعلن استعدادها لتسليم جثث ما يصل إلى 100 جندي أرميني لقوا حتفهم نتيجة الاشتباكات في الأعمال العدائية الأخيرة.جاء ذلك من قبل اللجنة الحكومية المعنية بالسجناء والمواطنين المفقودين في جمهورية أذربيجان حيث قالت إنه تم إبلاغ اللجنة الدولية للصليب الأحمر بهذا الأمر. بسبب الخسائر والجرحى في الجيش الأرميني في الاحداث الاخيرة، بدأت الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكومة باشينيان في العاصمة يريفان.هناك مطالب باستقالة حكومته بأسرع وقت ممكن.
يريفان مسؤولة رسمياً عن الاستفزازات واسعة النطاق لوحدات القوات المسلحة الأرمينية في اتجاهات داشكاسان وكالبجار ولاشين على حدود الدولة الأذربيجانية الأرمنية وما تلاها من اشتباكات. الاستفزازات هي أيضا مؤشر حقيقي على تضارب المصالح بين القوى العظمى في جنوب القوقاز.
لا أعتقد أن أرمينيا تريد أن تنأى بنفسها عن عملية السلام على الإطلاق.
المشكلة هي أن ما يقرب من عامين قد مرت منذ الحرب التي استمرت 44 يوما بين البلدين.خلال هذين العامين الماضيين ، هناك وثيقتان مشتركتان وقعهما قادة أذربيجان وأرمينيا بوساطة موسكو في 10 نوفمبر 2020 و 11 يناير 2021.بالإضافة إلى ذلك ، عقدت 4 اجتماعات للقادة بوساطة أوروبية في بروكسل وكانت هذه الاجتماعات مثمرة للغاية بين الاطراف، كما ينبغي أن نشير إلى أن هذه الاجتماعات كانت مثمرة للغاية وتم تحقيق نتائج لم يكن بالإمكان تحقيقها في عملية “المفاوضات” التي استمرت 27 عاما.
يدرك رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان أنه لا توجد طريقة أخرى سوى توقيع السلام الدائم مع أذربيجان ، ولن تتمكن أرمينيا من الاندماج في الغرب ، ولن يتم تطبيع العلاقات مع تركيا ، ولن تتمكن أرمينيا من الخروج من نفوذ الكرملين.
لكن رغم ذلك نشهد تأخيرا في عملية ترسيم الحدود وفتح خطوط الطرق والممرات والاتصال ، فضلا عن حقيقة أن الجيش الأرميني ينتهك بشكل دوري وقف إطلاق النار في اتجاه كالباجار ولاشين.لهذا السبب أعتقد أن الاستفزازات الأخيرة وإطالة عملية السلام لا تتعلق فقط بأرمينيا.الأرمن وعبر التاريخ كانوا ومازالو بيادق بيد القوى العظمى .
وصول باشينيان إلى السلطة في أرمينيا هو جزء من الخطة التي أعدها الغرب ،وراء كواليس والتوترات السابقة و الحالية ، وراءها القوى العظمى ،أمريكا وفرنسا و انكلترا و روسيا، لا تريد روسيا إنهاء التوترات بين أرمينيا وأذربيجان لأن انتهاء التوتر وتحقيق السلام يعني نهاية نفوذ الكرملين في جنوب القوقاز لأن الكرملين يدرك أن منع السلام بين أرمينيا وأذربيجان يمكن أن يؤدي إلى تحول كلا البلدين إلى الغرب ,هناك عبارة مشهورة “القرارات تُتخذ في بروكسل ، ويتم التنفيذ من قبل الكرملين”.
في النهاية نجد إن الرد في الإجراءات العسكرية التي نفذتها الجيش الأذربيجاني ردا على الاستفزازات العسكرية لأرمينيا كانت مهمة ليس فقط من حيث ضمان حرمة حدود البلاد ، ولكنها مهمة أيضا من حيث سلامة أعمال البناء المنفذة في الأراضي المحررة من الاحتلال بعد الحرب الأهلية التي استمرت 44 يومًا ، من أجل تأمين الحياة الآمنة للأشخاص الذين سيعودون إلى القرى والمناطق في أجالي لاتشين ومناطق أخرى وكذلك ضمان أمن الاستثمارات في الأراضي المحررة لأذربيجان ووضع حد لمطالب أرمينيا الإقليمية وإجبارها على توقيع اتفاقية سلام مع الشروط الخمسة التي قدمتها أذربيجان وكذلك من أجل تسريع فتح ممر زانغازور الذي سيربط العالم التركي بحزام واحد وطريق واحد.
عسى الله أن يرفع منزلة كل جندي أذربيجاني شجاع استشهد من أجل الوطن ..وليبارك الله روحه ويتقبله سبحانه وتعالى شهيدا جميلا!