الأكاديمي مروان سوداح يكتب: التعاون الأردني الأذربيجاني في إطار “عدم الانحياز” هَادِف وبنَّاء

في النسخة الورقية لصحيفتنا الرائدة والشهيرة “الأنباط” الغراء، نقرأ أن وفداً اردنياً نيابياً برئاسة رئيس المجلس، المحامي عبد الكريم الدغمي، شارك في مؤتمر باكو للشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز، التي تأسست خلال مؤتمر باندونغ، في عام 1955، وقد بدأ المؤتمر أعماله الخميس المنصرم لدى مركز حيدر علييف، وسط العاصمة الأذربيجانية الغنّاء، ويُعد مؤتمر باكو من أهم فعاليات الحركة، واستمر لثلاثة أيام.
 ووفقاً لبيان صادر عن مجلس النواب في المملكة، ضم الوفد النيابي، النواب عدنان مشوقة، ومغير الهملان، ونواش القواقزة، وعمر الزيود، وخلدون الشويات، ورائد السميرات، وعبد الرحيم المعايعة.
 يُعتبر هذا الاجتماع دولياً بامتياز وانعكاساته كبيرة على غالبية البشرية، إذ شارك فيه 40 بلداً و9 منظمة برلمانية، وتضمّن جدول أعماله الذي عُقِد تحت عنوان “دعم دور البرلمانات الوطنية في تعزيز السلام العالمي والتنمية المستدامة”، كلمة لرئيسة الجمعية الوطنية لجمهورية أذربيجان، بالإضافة إلى اعتماد “إعلان باكو” والنظام الأساسي المتعلق بأساليب عمل الشبكة، وانتخاب رئيس وثلاثة نواب لرئيس الشبكة، والموافقة على الشعار والعَلم الرسميين للشبكة.
 وزار المشاركون أراضي أذربيجان المحررة من الاحتلال الأرميني الذي تم تكنيسه كلياً، ضمنها مدينة “شوشا” العريقة عالمياً؛ عاصمة ثقافة أذربيجان؛ وتعرّفوا عن كثب على مدى الخراب والدمار والهدم الذي تعرّضت إليه خلال الفترة الاستعمارية الأرمينية الطويلة، ونطاق أعمال إعادة البناء والتأهيل والتشييد والانشاء التي بدأت أذربيجان بتنفيذها فيها عقب إعتاقها من أنياب الاستعمار الاستيطاني الأرميني.
 وبما يخص “الشبكة”، فقد بذلت أذربيجان جهوداً كبيرة في مساندتها ولأجل إطلاقها، لأنها تمثل رافداً جديداً من روافد الدبلوماسية البرلمانية، وهي تواصل العمل على توسيع التعاون بين دول حركة عدم الانحياز من خلال “الشبكة”، لاستكمال وتحقيق مبادئها وأهدافها، والتي يأتي في مقدمتها: 1/ الحفاظ على السلم والأمن الدوليين؛ 2/احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها؛ 3/ تحويلها إلى تجمّع برلماني يمكنه معالجة قضايا الدول النامية بروافع أكثر عدلاً وانصافاً في ظل المتغيرات والتحديات التي يشهدها العالم الآن.
 وفي فضاء العلاقات البرلمانية الأردنية الأذربيجانية، نلمس بجلاء التعاون المتواصل بين الدولتين، فمن ناحية ينشط سفير جمهورية أذربيجان سعادة السيد إيلدار سليموف مع البرلمانيين الأردنيين، ومناقشة الأنشطة المشتركة معهم لتطوير التعاون، بخاصة وأن هناك الكثير من الفرص لمزيدٍ من تعظيم هذا المجال بين القطرين، بالإضافة إلى توسيع العلاقات الودية وأركان الثقة الأخوية، وجذب الاستثمارات المتبادلة، سيّما وأن المملكة أكدت في أكثر من مناسبة دعمها لسيادة جمهورية أذربيجان وسلامتها الإقليمية وتأييدها للتسوية السلمية للنزاع في منطقة “قره باغ” الاقتصادية، وسبق أن تبنّى مجلس الأعيان الأردني بياناً بشأن الإبادة الجماعية في خوجالي في عام 2013، وفي عام 2016 اعترف بها رسمياً على أنها مجزرة، كما ساندت المملكة الأردنية الهاشمية على الدوام جهود أذربيجان في هذا الاتجاه في إطار المجتمع الدولي.
 هنالك نوافذ متجدد للعلاقات بين البلدين يمكن النفاذ من خلالها إلى مزيدٍ من العلاقات الثنائية الأردنية الأذربيجانية، فالمشتركات التي تجمعنا كثيرة جداً وحدودها لا تنتهي، زد عليها التبادلات المختلفة التي تتوسع بين الدولتين والشعبين، وتضاعف أعداد الأردنيين الدارسين في جامعات أذربيجان، والعائلات المختلطة التي نرى فيها نتاجاً للمصاهرة والتقارب الطويل عبر الأزمان بين شعبينا الشرقيين وعاداتهما وتقاليدهما المتطابقة، وتقارب المفردات اللغوية العربية والأذربيجانية، وأحياناً كثيرة تطابقها، وكلنا آمل بسماع أخبار جديدة عن تعاوننا الثنائي وتوسعه وتألقه.
*رئيس اللوبي “العربأذري” الدولي.