فازت النسخةُ التركية من رواية الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي (1974)، “تفصيل ثانوي”، ترجمة الأكاديمي والمترجِم التركي محمد حقي صوتشين، بجائزة “أفضل ترجمة”، التي تمنحها مجلّة “دنيا للكِتاب” في تركيا. وهذه هي المرّة الأُولى التي يفوزُ فيها عملٌ مترجَم من الأدب العربي بالجائزة التي تُمنح منذ ثمانية وعشرين عاماً.
والجائزةُ هي واحدةٌ من خمس جوائز تمنحها، كلّ عام، المجلّةُ الشهرية التي تصدُر عن صحيفة دنيا في فئات التأليف، والترجمة، والنشر، والأدب البوليسي، وعالَم العمل. وقد ضمّت لجنةُ تحكيمها كلّاً من الناقد التركي دوغان هيزلان، ورئيس تحرير المجلّة فاروق شويون، والشاعر والناقد متين جلال، والكاتبة والمحرّرة سيفانغول سونماز، والكاتبة والناشرة سيرما كوكسال.
ولفت بيانُ لجنة تحكيم الجائزة، التي أُعلن عن نتائجها قبل أيام ويُنتظَر أن تُسلَّم خلال الأشهر المقبلة، إلى ما تضمّنته رواية شبلي مِن “تطويرٍ لأسلوب جريء في السرد، من خلال التوافُق بين وجهتَي نظر سرديّتَين مختلفتين، تصف فيهما الظلم في فلسطين وصفًا متماسكاً مع الجرائم المقترَفة ضد المرأة، ودائراً في محور حقوق الإنسان والرغبة في السلام”، منوّها بـ”ما يقوم به الأستاذ الدكتور محمد حقي صوتشين من مساهمات في مجال الأدب، من خلال ترجماته من اللغة العربية وتمكينه من الجمع بين الوسط الأكاديمي وعالَم النشر”.
تنطلقُ “تفصيل ثانوي” من حادثة اغتصاب مسؤول كتيبة عسكرية إسرائيلية في النقب شابّة فلسطينية وقتلها في آب/ أغسطس 1949؛ أي بعد عام واحد من احتلال فلسطين، وهي الحادثةُ التي تعودُ إليها شابّةٌ من رام الله تقرأ عن الجريمة، وتشعر بأنّها تعنيها شخصياً لأنّ تاريخها يتزامن مع يوم ميلادها، فتنتابها رغبةٌ في البحث في تفاصيلها.
وسبق للرواية، التي تُرجمت إلى لغات عدّة، أن وصلت، في ترجمتها الإنكليزية، إلى القائمة الطويلة في “جائزة بوكر الدولية” التي تمنحها “مؤسّسة مان بوكر” في لندن عام 2021، كما سبق لعدنية شبلي، التي تُقيم في برلين، أن حازت “جائزة عبد المحسن القطان” عن روايتيها “مساس” و”كلُّنا بعيد بذات المقدار عن الحب” عامَي 2001 و2003.
ويُعدّ محمد حقي صوتشين (مواليد مدينة إغدير بتركيا عام 1970) أحد أبرز مترجمي الأدب العربي القديم والمعاصر إلى التركية اليوم؛ حيث ترجم الكثير من الأعمال الشعرية والسردية العربية؛ كان آخرها “حيّ بن يقظان” لابن طفيل و”المعلّقات السبع” (2021).