جريدة صداقة .. في حديقة الغنائم العسكرية في باكو

كتب د معتز محي عبد الحميد

استيقظت أذربيجان صباح السابع والعشرين من سبتمبر –ايلول 2020م على هجمات عسكرية من قبل أرمينيا على أراضيها وعلى المدنيين دون مراعاة لأي أعراف أو قوانين دوليتين، مما أسفر عن تأجج الوضع المضطرب أصلا بين البلدين، وأجبر أذربيجان على الرد الصارم على هذه الهجمات لحماية أراضيها ومواطنيها، واندلعت ما يمكن أن نسميه “حرب قراباغ المقدسة”.

وبعد حرب دامت 44 يوما، أحرز الجيش الأذربيجاني بسواعد ودماء أبناءه نصراً ساحقاً على الجيش الأرميني، وأنهى صراعاً دام سنوات طويلة وراح ضحيته الآلاف من أبناء الشعب الأذربيجاني أصحاب الأرض الأصليين. وبهذا سطر الجيش الأذربيجاني ملحمة ونصراً كبيرين ليس فقط لأذربيجان فحسب، بل للأمة الإسلامية جمعاء.

ولا شك أن من حق الشعب الأذربيجاني أن يفرح بالنصر الذي حققه جيشه وراح في سبيله دماء أبناءه، ومن مظاهر الاحتفال بهذا النصر الكبير وتخليدا له تم افتتاح “حديقة الغنائم العسكرية” في قلب العاصمة الأذربيجانية باكو والذي أمر بإقامتها الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.

وفي الثاني عشر من أبريل- نيسان  2021، افتتح الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف هذا المتحف الضخم مرتدياً الزي العسكري بوصفه القائد الأعلى لجيش النصر الأذربيجاني. جريدة صداقة زارت المتحف  الذي ضم  العشرات  من بعض الأسلحة والمعدات الثقيلة وأنظمة الصواريخ والمركبات العسكرية والذخيرة الأخرى التي تركها الأرمن وفروا هاربين من ساحة القتال. ومن بين المعروضات المميزة والتي لا يمكن أن تنسى هي اللوحة الضخمة المصنوعة من لوحات أكثر من ألفين سيارة اغتنمتها القوات المسلحة الأذربيجانية من الأراضي المحررة..

كما يوجد بـ“حديقة الغنائم العسكرية”أيضا بقايا صواريخ “إسكندر-إم” الباليستية المدمرة التي قذفتها أرمينيا على مدينة “شوشا” بهدف القضاء على هذه المدينة التاريخية،”. فلم يكتف الأرمن باحتلال أراضي أذربيجان طيلة ثلاثين عاماً وتشريد وطرد أكثر من مليون أذربيجاني ، بل سعوا إلى تدمير هذه الأراضي وطمس ملامحها حتى أخر لحظة.

لقد كشفت هذه الحرب مدى ما قام بها الأرمن من تدمير الأخضر واليابس في أراضي أذربيجان التاريخية؛ حيث لم تتوقف أضرار هذا الأمر على مجرد احتلال الأراضي وقتل المدنيين، بل الأمر تجاوز هذا بكثير؛ حيث جرى خلال الثلاثين عاما الماضية اعتداء الأرمن الوحشي على المعالم التاريخية والدينية الأذربيجانية، وكذلك دور العبادة،بما فيها أكثر من 70 مسجدا.وكانوا يربون الخنازير ببعض هذه المساجد دون مراعاة لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم. لذلك يقوم هذا المتحف بتوثيق انتصار الشعب الأذربيجاني على المحتلين الأرمن، وكذلك يُسجل جرائم الحرب التي ارتكبوها خلال العقود الماضية، شأنه في ذلك شأن المتاحف العسكرية المختلفة المنتشرة في كثير من دول العالم مثل روسيا وبولندا التي أقامتا متاحف عسكرية لتوثيق النصر على الفاشية الألمانية.