الشيخ جمو/عندما وصل الشيشان الي الأردن مطلع القرن الماضي قاموا بتقبيل الأرض وخلعوا الاحذية لأنها أرض مقدسة.
أعداد/ عمر العرموطي
/ موسوعة عمان أيام زمان قال المرحوم الشيخ عبد الباقي جمو في آخر مقابلة صحفية قبل وفاته في حديث خاص مع المؤرخ عمر العرموطي من هم الشيشان؟ الآن أنت تسألني عن الشيشان فأقول لك بأن الشيشان منتشرون في العالم كله، فعلى سبيل المثال في الصين لهم مساجد، والشيشان ليسو عشيرة لأنهم مرتبطون بالمكان الذي استقروا فيه عندما سكنوا بذلك الوقت شمال القوقاز. وما دام يجلس بيننا السيد بدر بينو فإنني أقول بأن بينو هي منطقة في الشيشان، وهي عائلة شيشانية معروفة بالأردن نسبة إلى منطقة بينو. وعندما نقول الشيشان نجد بأن كثيراً من الناس يتعاملون مع الشيشان هنا بالأردن حسب التعريف العام بالعالم، لأنهم يعتقدون بأن الشيشان كلهم من عشيرة واحدة، وأنا أقول بأن الشيشان خرجوا مهاجرين، ولم يخرجوا مطرودين، فهم لم يفروا أنما هاجروا لكسب ثواب الهجرة، فلما وصلوا إلى مناطقنا في بلاد الشام قاموا بتقبيل الأرض بمجرد وصولهم، وخلعوا الأحذية من أرجلهم لأنها أرضُ مقدسة، كما فعلوا ذلك عند وصولهم إلى سيل الزرقاء، فلما وصلوا إلى هناك قالوا: صحيح أنها بلاد مقدسة. لماذا اختار الشيشان الأردن؟ كما حدثنا المرحوم الوالد وكبار السن من الشيشان بأنهم أرسلوا وفداً من الحجاج لاستكشاف هذه المنطقة، علماً بأن شيخهم قام بتحديد بلاد الشام من البحر الأبيض المتوسط بفلسطين حتى الإسكندرونة أي حدود بلاد الشام علماً بأن الإسكندرونة قد دخلت حدود تركيا من خلال السياسة.
كانوا يعتقدون بأن هذه الأرض محظوظة من بين بلاد العالم، لأنها الأرض التي باركنا حولها… حيث أكد المرحوم عبدالباقي جمو للمؤرخ العرموطي بأن الشيشان جاءوا بعد حروب الإمام شامل، خرجوا عام 1319هـ، وأول فوج وصل إلى هنا كان في بداية شهر شباط 1900 إلى الزرقاء، وكانت أول دفعة تتكون من 73 عائلة وصلوا عن طريق القطار من تركيا إلى الشام وآنذاك لم يكن هناك سيارات بالأعداد الموجودة حالياً، وكان معهم عرباتهم وخيولهم (ومونتهم) وما حملوه حتى وصلوا تركيا على العربات، وأثناء سيرهم في بعض الوديان كانت بعض العربات لا تمشي، فكانوا يفكفكونها وينقلوها على شكل قطع، وعندما يقطعون الوديان كانوا يقومون بتجميع العربة مرة أخرى…. كانت رحلتهم شاقة، وقد مات أناسٌ كثيرون منهم، وأول ما سكنوا بالزرقاء…. وتحدث المرحوم عبدالباقي بأن والدي الشيخ جمّو رحمه الله كان مع الدفعة الأولى من المهاجرين وقد نزلوا في نفس مكان مسجد الشيشان الآن على سيل الزرقاء. علماً بأن السيل كان آنذاك أشبه بنهر ولم يكن هناك في تلك المنطقة أبنية إلا قصر شبيب وحسب ما قرأنا فأن هذا القصر قد بُني أيام عبد الملك بن مروان، وكانت طريق الحجاج التي تأتي من تركيا إلى مكه تمر من هنا. علماً بأن هناك فوج من الشيشان ذهب إلى صويلح، وهناك فوج استقر بالسُّخنة على سيل الزرقاء بالقرب من الزرقاء، وبدأت السخنة تتوسع، والفوج الثاني استقر بالزرقاء وما حولها، علماً بأنه من هنا باتجاه الغرب حوالي 30 كيلومتراً لم يكن هناك إنسان يسكن بهذه المنطقة وأول ما نزل بها الشيشان عام 1900م.
وسيكون لنا أيضا مذكرات للمؤرخ عمر العرموطي عن عمان أيام زمان.