متابعة فؤاد الغزيزر
باحث في العلاقات المغربية الآسيوية
أحيت السفارة الأذربيجانية بالرباط يوم الجمعة25 فبزاير 2022،الذكرى الثلاثين للإبادة الجماعية في مدينة خوجالي بمقر الفضاء الوطني للذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالرباط، حضره مجموعة من الشخصيات وأعضاء جمعية الصداقة المغربية الأذربيجانية
وقال سعادة السفير الأذربيجاني لدى المغرب السيد أوكتاي قربانوف، بهاته المناسبة” أن القوات المسلحة الأرمينية، نفدت في ليلة 25-26 من شهر فبراير سنة 1992م، بما في ذلك العصابات المسلحة الأرمينية المحلية غير النظامية، وبمشاركة 366 من الجنود التابعين لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية السابقة، مجزرة دموية في بلدة خوجالي بمنطقة قاراباغ بجمهورية أذربيجان. وأسفر الهجوم عن مقتل 613 مدنيا، من بينهم 63 طفلا، 106 نساء و70 مسنا. فيما تم تعذيب 487 شخصا بشدة، وتم حرق بعضهم أحياء، وقطع رؤوسهم، وتشويه آخرين وأصيب 1000 شخص آخر. ووقع 1275 شخصا رهينة، وحتى يومنا هذا لا يزال 150 شخصا من خوجالي في عداد المفقودين. كما تم قتل 8 عائلات بأكملها، وفقد 25 طفلا والديهم وفقد 130 طفلا أحدا من والديهم، فوصفت مذبحة “خوجالي” على أنها إبادة جماعية للسكان المدنيين الأذربيجانيين وحالة من التطهير العرقي”.
وأضاف أن” الجريمة المرتكبة ببلدة خوجالي هي خرق للالتزام بموجب القواعد القطعية للقانون الدولي العام والتي من بينها قواعد السلوك والموضوعية التي تحظر ما أصبح ينظر إليه على أنه غير محتمل بسبب الخطر الذي يمثله على بقاء الدول وشعوبها وأبسط القيم الإنسانية، ومن بين هذه المحظورات المتفق عليها عموما: حظر العدوان، وإرساء الهيمنة الاستعمارية أو الإبقاء عليها بالقوة، والإبادة الجماعية، والعبودية، والتمييز العنصري، والجرائم ضد الإنسانية”.
وفي كلمته حمل الدبلوماسي الأذربيجاني” جمهورية أرمينيا المسؤولية الكاملة عن الإبادة الجماعية في خوجالي، وهو ما أكدته العديد من الحقائق، بما في ذلك أدلة التحقيق والسجلات، وشهود عيان، وتقارير وسائل الإعلام الدولية، ووثائق المنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية”.
بعد ذلك ذكر السيد أوكتاي قربانوف بالبيان الرسمي الذي تم إصداره من طرف وزارة الخارجية لجمهورية أذربيجان بمناسبة الذكرى الثلاثين،ومما جاء فيه” إن مذبحة خوجالي والجرائم الأخرى التي ارتكبتها أرمينيا في سياق عدوانها على جمهورية أذربيجان ، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، تشكل انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان. وتشمل هذه الانتهاكات اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها؛ اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية المهينة؛ الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري وغيرها. تعتقد جمهورية أذربيجان أن التدابير المستمرة المتخذة على المستوى الوطني ، وكذلك في إطار القانون الدولي ، ستعمل على إنهاء الإفلات من العقاب وتقديم المسؤولين عن الجرائم الوحشية المرتكبة خلال عدوان أرمينيا على أذربيجان إلى العدالة.”
وأضاف السيد السفير أن أذربيجان” تقوم بنشاط على الترويج للحقيقة التاريخية حول الإبادة الجماعية في خوجالي وهي واحدة من أكثر أعمال الإبادة الجماعية وحشية في القرن العشرين وتواصل “العدالة لخوجالي!” حملة دعائية وإعلامية دولية. والهدف الرئيسي فيها هو تزويد المجتمع الدولي بالمعلومات المفصلة عن هذه المأساة، وكذلك حصول على تقييم سياسي وقانوني دولي لهذه الإبادة الجماعية من أجل منع تكرار مثل هذه الأحداث الدموية في المستقبل”.
ومن جانبه أكد السيد رئيس جمعية الصداقة المغربية الأذربيجانية السيد محمد فقيري في كلمته بالمناسبة أن الجمعية منذ تأسيسها وهي نحيي هاته الذكرى لكي لا يتكرر الأمر ولكي لا ننسى هاته المأساة وأضاف” نريد أن يعيش الإنسان في طمئنينة وسلام ونحن كجمعية دائما متضامين مع الشعب الأذربيجاني ونتمنى لأسر الضحايا الحصول على حقوقهم الكاملة”.