بقلم الدكتور مختار فاتح بي ديلي
طبيب – باحث في الشان التركي وأوراسيا
أمر رئيس التركماني قربان قولي بيردي محمدوف بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وأنه سيتنحى عن منصبه “لتمهيد الطريق للقادة الشباب”
وقال الناطق باسم اللجنة بزركان غاراييف: “وجّهنا الرئيس للتحضير لانتخابات رئاسية مبكرة ستُجرى في 12 مارس / آذار 2022.
في وقت سابق يوم الجمعة ، في 11 فبراير 2022 ، في عشق اباد عاصمة تركمانستان ، أعلن الرئيس قربانقولي بيردي محمدوف بتصريحات في الاجتماع الاستثنائي المشترك لمجلس الوطني التركماني البرلمان ، و مجلس الشيوخ التركماني ،ذكّر بردي محمدوف بأن انتخابه رئاسا للبلاد للمرة الأولى تم في مثل هذا اليوم قبل 15 عاما، مضيفا أنه شعر “بثقة الشعب به” مجددا في الانتخابات الوطنية لعامي 2012 و2017.
وأشار إلى أنه بلغ قبل عامين عمر النبي محمد (63 عاما)، وأعلن عن نيته مناقشة “القرار الصعب الذي اتخذه بشأن نفسه”.
وقال: “أنه اتخذ قرارًا صعبًا وبأنه يؤيد فكرة أن الطريق إلى الإدارة العامة في مرحلة جديدة من تطور بلدنا يجب أن يعطى للقادة الشباب، الذين تربوا في بيئة روحية ووفقا للمتطلبات العالية لعصرنا من اجل دفع عجلة التطور والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.”.
وقال بيردي محمدوف ، بعد الحصول على موافقة رئاسة لجنة الانتخابات المركزية: “يمكنكم بدء العمل الانتخابي وفق دستور وقوانين تركمانستان”.
وبالتالي ، اصدرت التعليمات بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في تركمانستان في 12 مارس 2022.
يذكر بأن الرئيس التركماني قربان قولي بردي محمدوف ولد في 29 يونيو/حزيران 1957 في قرية باب العرب في عاصمة تركمانستان عشق آباد.
تخرج من معهد الدولة التركمانية للطب عام 1979، كما نال شهادة في العلوم الطبية من العاصمة الروسية موسكو.
شغل بردي محمدوف منصب طبيب الأسنان الخاص للرئيس الراحل صابر مراد نيازوف، ثم ترقى في المناصب بسرعة فائقة، ففي عام 1997 عُين وزيرا للصحة بعد أن شغل منصب مدير دائرة طب الأسنان سنتين، وفي أبريل/نيسان 2001، أصبح نائبا لرئيس الوزراء، مكلفا بشؤون الصحة، وترقى تدريجيا إلى منصب عميد الوزراء.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2006، تم تعيين بردي محمدوف قائما بأعمال رئيس تركمانستان والقائد الأعلى للقوات المسلحة للبلاد، بعد وفاة سلفه صابر مراد نيازوف، لينتخب رئيسا للبلاد في فبراير/شباط 2007، ومنذ ذلك الحين ، أعيد انتخابه مرتين أخريين ، وفقًا لجنة الانتخابات المركزية الرسمية تنتهي ولاية بيردي محمدوف الحالية في عام 2024.
من سيكون الرئيس الجديد يقود التركمان في وطن الاجداد تركمانيا وفقًا لدستور تركمانستان ، لا يجوز للمرشحين الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا الترشح لمنصب الرئيس.
ومن جهة اخرى عقد الحزب الديمقراطي الحاكم في تركمانستان مؤتمره الاعتيادي التاسع في العاصمة عشق أباد وأن أعضاء الحزب رشحوا في مؤتمرهم نجل الرئيس سردار بردي محمدوف لرئاسة البلاد في الانتخابات المبكرة المقررة في 12 مارس/ آذار المقبل.
وفي كلمتة خلال المؤتمر أعرب سردار بردي محمدوف الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، عن شكره لأعضاء المؤتمر.
وأضاف: “إذا تم انتخابي رئيسا للدولة، أؤكد لكم أنني سأعمل من أجل بلدنا وشعبها، بما يليق بإرث ومبادئ أجدادنا”.
وشدد أنه يهدف إلى تطوير البلاد وإعطاء الشعب حياة رغيدة.
هل سيقود البلاد نجل الرئيس الحالي الشاب #سيرداربيرديمحمدوف الذي بلغ سن الأربعين في سبتمبر الماضي ، اسم سردار الذي تعني الترجمة الحرفية لاسمه من التركمانية الزعيم أو القائد.
فالشاب سردار بيردي محمدوف الذي درس الهندسة في جامعة عشق أباد، اخترق عالم الدبلوماسية، وعيّن مستشاراً في السفارة التركمانية لدى روسيا. وحسب سيرته الذاتية فقد استغل وجوده للحصول على تحصيل علمي يتوافق مع مستقبله كابن لرئيس دولة في آسيا الوسطى، وحصل على شهادة في العلوم السياسية من الأكاديمية الدبلوماسية في روسيا.
ولاحقاً عمل مستشاراً في بعثة بلاده للأمم المتحدة في جنيف. أثناء هذه المهمة أنهى برنامج الاستماع لمحاضرات مركز جنيف للسياسة والأمن في موضوع “الأمن الأوروبي والعالمي”.
أدوار سردار محمدوف
ومن أجل معرفة دقيقة لسير الأوضاع في أهم مصادر دخل البلاد، وبالتوازي مع عمله في الخارجية، عيّن سردار نائباً لرئيس الهيئة الحكومية لإدارة الثروات النفطية، وفي أثناء ذلك حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم التقنية في 2015.
وفي 2016 انتقل إلى العمل البرلماني بعد فوزه بمقعد في المجلس، وترأس لجنة القوانين، وفي 2017 منح لقب جنرال. ولم يمنع تمثيله في الهيئة التشريعية من شغل منصب نائب وزير الخارجية في 2018
وفي بداية 2019 عُيّن نائباً لحاكم ولاية أخال الغنية بمخزونات الغاز الطبيعي، وأشرف على إعادة توجيه صادرات الغاز الطبيعي من روسيا إلى الصين. ولاحقا حاكماً للولاية. وفي فبراير 2020 بدأت مرحلة جديدة بتعيينه وزيراً للصناعة في تركمانستان، وبعدها بعام رُقّي إلى منصب نائب رئيس الحكومة، أي نائباً لوالده الذي زاد من الاعتماد عليه في مهمات داخلية وخارجية.
اعتمدت في عهد بردي محمدوف في سبتمبر/أيلول 2008 دستورا يسمح لأول مرة بالتعددية الحزبية، واعتماد اقتصاد السوق في بلد غني بالغاز.
ونجحت تركمانيا في ظل الرئيس بيردي محمدوف التي يبلغ تعداد سكانها نحو ستة ملايين نسمة إلى حد كبير في تجنب امتداد العنف من دولة أفغانستان المجاورة.
وتملك تركمانستان رابع أكبر احتياطي من الغاز في العالم، وتحظى بموقع جغرافي إستراتيجي، حيث تقع بين بحر قزوين وايران وأفغانستان وكازاخستان ، ويعدّها المسؤولون الغربيون والشركات متعددة الجنسيات مصدرا محتملا للطاقة.