كيف أبهرت الصينُ العَالَمَ مرتين وأنارت بقوس قزح أضواء البهجة في سماء الدنيا!؟

كيف أبهرت الصينُ العَالَمَ مرتين وأنارت بقوس قزح أضواء البهجة في سماء الدنيا !؟

بقلم: منال علي

*تعريف بالكاتبة: صحفية إذاعية بالبرنامج الأوروبي في الإذاعة المصرية، و مختصة بشؤون دول البحر الأبيض المتوسط و بلدان أسيا، وصديقة مُقربة من الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.

مع بداية الأسبوع الثاني لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية ببكين، مازال العملاق الصيني يبهر العالم ويلفت الانتباه ويُدير الأضواء العالمية صوبَه بحنكته ومهارته الغير عادية. في يوم الجمعة الرابع من فبراير2022 وفي تمام الساعة الثامنة بتوقيت شرق آسيا في العاصمة الصينية بكين انطلق حفل الافتتاح لدورة الألعاب الشتوية والذي احتضنه أيقونة الجمال المعماري الحديث الاستاد الوطني المعروف باسم “عُش الطائر”، حيث أقيم حفل الافتتاح بحضور عدد من قادة العالم ومسؤولين رفيعي المستوى وسط تشديد كبير لإجراءات  غير مسبوقة  للحماية من فيروس كورونا و هو الأمر الذي جعل من بكين أول عاصمة تنظم دورة ألعاب أولمبية صيفية عام (2008) و أخرى شتوية (2022)  لتحفر، وبثقة مذهلة، اسمها بماء الذهب في تاريخ الأولمبياد رغم ما يعانيه العالم من تبعات تفشي وباء كوفيد_19 وجدل دائر حول بعض القضايا الخلافية التي تقض مضاجع المراقبين لشؤون العالم الآن، بينما الصين تنشر جوا مُميزا ومُريحا من البهجة على كافة الحضور وأقل تلوثاً من انبعاثات الكربون بسبب السياسات الصينية الناجحة للتقليل من الانبعاثات الكربونية الملوثة والوصول إلى ما يعرف بسياسة الصفر كربون الأمر الذي نجحت فيه الصين و بتفوق كبير.

وعلى صعيد الساحة الدولية ورغم كل ما تحمله رياح المشاحنات هناك دائما في الشرق رأي آخر يبعث على البهجة والفرح والذي تمثل في قدرة الصين على توظيف قوتها الناعمة الضاربة من خلال عروض الأولمبياد الرياضية الرائعة و بددت بحرفية مبهرة المخاوف و الجدال السياسي الخشن الدائر في العالم حاليا ليطوي ذلك العملاق الصيني صفحات غير مرغوب بها من ادعاءات سياسية دولية لا طائل منها سوى أنها مجرد محاولات للنيل من نجاحات الصين المتتالية في كافة المجالات حول العالم.

كان من أبرز الحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والذي التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ وكان الطرفان قد عقدا بعض اللقاءات المثمرة وشدد السيسي على أهمية المباحثات التي جرت بين الزعيمين والتي أظهرت توافقا كبيرا على التعاون وبحث تطورات قضية سد النهضة. وعلى الجانب الآخر صرح الرئيس الصيني شي جين بينغ أن دور مصر دور محوري على مستوى الشرق الأوسط وشرق المتوسط مما يعكس التطور الإيجابي للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية، فضلا عن تعزيز التعاون والتشاور حول الموضوعات الإقليمية والدولية الأمر الذي يظهر مدى اهتمام الصين على تماسك العلاقات مع مصر مؤكدة على محورية دور مصر في محيطها الإقليمي على مستوى الشرق الأوسط وافريقيا وشرق المتوسط.

ومن الجدير بالذكر أن دورة الألعاب الأولمبية الصينية تحظى باهتمام كبير في وسائل الإعلام المصرية كما تحظى بمتابعة حثيثة للنشاطات الرياضية المتنوعة خاصة رياضة التزحلق على الجليد والتي حققت الصين طفرة وإنجازا غير مسبوقين لتعد بذلك واحدة من أبرز الدول تميزا في تلك الرياضة وتحقيق أول ذهبية عالمية عن جدارة واستحقاق وكذا في باقي الألعاب الرياضية الأخرى وهي الآن في منتصف الطريق مازالت تحصد العديد والعديد من الميداليات الأولمبية المتنوعة.