رئيس جالية دولة أذربيجان: نعشق القاهرة ونستورد الموالح والرخام المصري.. وتلك رسالتنا إلى حكومة أرمينيا │ حوار
أيمن الأمين
لطالما تميزت العلاقات المصرية الأذربيجانية تاريخيا، وظلت ممتدة حتى يومنا الحالي، خاصة في ظل التطور المستمر للعلاقات في كافة المجالات، ونظرا أن أذربيجان تولي اهتمامًا بالغا بعلاقتها بمصر، في ظل الدعم اللا محدود بين البلدين على الصعيد الدولي.
القاهرة 24 التقى الدكتور سيمور نصيروف، رئيس الجالية الأذربيجانية في مصر، للحديث عن عدد من القضايا الشائكة، وسعي بلاده توقيع اتفاقية سلام وترسيم حدود بين باكو وأرمينا.
وإلى نص الحوار..
بداية.. قبل أيام تم تأسيس جمعية الصداقة المصرية الأذربيجانية.. ما أهداف تلك الجمعية؟
نعم، قبل أيام تم الافتتاح الرسمي لجمعية الصداقة المصرية الأذربيجانية، وهذه الجمعية أُسست لهدف القيام بالخدمات الثقافية والعلمية والاجتماعية، وكذلك المُساهمة في توطيد العلاقة بين البلدين.
والخطوط العريضة للجمعية، هي الصداقة بين الشعوب، وكذلك تقديم كافة الخدمات الثقافية والعلمية والدينية، ثم الخدمات الاجتماعية، وكذلك فتح فصول أو المساهمة في الأنشطة؛ التي تزيد من دخل الأسر الفقيرة.
هل من اهتمام حكومي بين البلدين لنشاط الجمعية؟
نعم؛ فلو نظرنا إلى الحاضرين إلى الافتتاح الرسمي للجمعية من الطرفين؛ لوجدنا اهتمامًا بالغًا لزيادة توطيد العلاقة بين البلدين، فقد حضر حفل الافتتاح وفدا رفيع المستوى من أذربيجان،؛ حضره إلشاد علييف، نائب الوزير، رئيس لجنة الدولة للعمل مع المغتربين بجمهورية أذربيجان، والوفد المرافق له، وكذلك السفير الأذربيجاني بالقاهرة، والدبلوماسيين في السفارة الأذربيجانية.
أما من الطرف المصري، فقد حضر فضيلة الدكتور علي جمعة، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، وكذلك محمود الشريف، نقيب السادة الأشراف ووكيل أول مجلس النواب السابق، وكذلك شخصيات بارزة وغيرهم، وهذا خير دليل على مدى اهتمام الطرفين لهذه الجمعية.
ماذا عن نادي المحادثة الذي تم تأسيسه أيضًا في مصر؟
ما يتعلق بسؤالكم عن نادي المحادثة؛ الذي تم تأسيسه مؤخرا في الجمعية، فنحن نقوم في هذه الجمعية بعدة أنشطة، وعلى رأسها تدريس اللغة العربية واللغة الأذربيجانية، وكذلك الخط العربي والزخرفة وعلم القراءات والتجويد، كما أن الذين يدرسون اللغة الأذربيجانية؛ جعلنا لهم نادي المحادثة، لكي نقوي اللغة من حيث المحادثة، لأنه كما تعلمون هناك طلبة في الجامعات المصرية المختلفة يدرسون اللغة الأذربيجانية؛ يحتاجون للمحادثة مع الأذربيجانيين أكثر، لكي يطوروا لغتهم لأجل هذا تم تأسيس نادي المحادثة، حيث جئنا بالطلاب الأذربيجانيين الذين يدرسون في مصر، وكذلك الطلاب الذين يدرسون اللغة الأذربيجانية في الجمعية، وهم طلاب مُتفوقون، حيث درسوا القواعد، والآن يمارسون المحادثة حتى يحدث لهم تمكن ويكون مستواهم عاليا.
سياسيًا.. ماذا عن التقارب المصري الأذربيجاني مؤخرًا؟
العلاقات المصرية الأذربيجانية تاريخيا وحتى يومنا هذا؛ علاقات متميزة، بجانب العلاقات التجارية أيضًا، وكل يوم في تطور مُستمر، ونحن نسعى إلى أن يكون هناك تبادل تجاري أكثر فأكثر.
وحاليًا، هناك بعض الشركات المصرية تُصدر المنتجات المصرية إلى أذربيجان سواء من الموالح أو الرخام، وعدد آخر من المنتجات المصرية، ونحن من دورنا نعلم اللغة الأذربيجانية، لنسهل على تجار البلدين التواصل والتفاهم بسهولة، وأيضًا في مجال النفط والغاز العلاقة قائمة بين البلدين منذ سنوات، ونأمل أن تزداد يومًا بعد آخر، كما أن أذربيجان تولي اهتمامًا بالغا بعلاقتها بمصر، والدولتان دائما تدعمان بعضها في المحافل الدولية أيضًا.
العلاقات المصرية الأذربيجانية؛ دائمًا على أعلى مستوى، والشعب الأذربيجاني يكن كل الحب والاحترام للشعب المصري، حتى وصل إلى درجة حُبهم لمصر، أنهم يسمون أبنائهم مصر، ولقد كان العالم الكبير وزير التعليم العالي الأذربيجاني لمدة 13 عاما، اسمه مصر مردانوف، وفي الأدب الأذربيجاني دائمًا ما توصف مصر بأوصاف حميدة عالية، وهذا خير دليل على مدى الحب القوي والعلاقة المتينة بين الشعبين.
كيف رأيتم الاستفزازات الأرمينية الأخيرة على حدود أذربيجان بعد تحرير تلك المنطقة من الأرمن؟
للأسف الشديد؛ عانت أذربيجان لمدة 30 عاما من الاحتلال الأرميني، ورغم العديد من قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن؛ التي طالبت أرمينيا بسحب قواتها من أراضي أذربيجان فورًا، إلا أنها لم تأت بأي نتيجة، وبعد الاستفزازات الأخيرة في العام الماضي؛ اضطرت أذربيجان أن تخوض الحرب لكي تسترجع أراضيها المُعترف بها من قبل جميع دول العالم.
لكن لازالت هناك بعض القوى الخارجية التي لا تُريد السلام في المنطقة، وتحرض أرمينيا لتقوم بالاستفزازات ضد أذربيجان، ونتمنى أن تنتهي هذه الأمور وتعيش المنطقة في أمن وسلام، حيث قال رئيس أذربيجان بعد نهاية الحرب: نحن ندعوا إلى حسن الجوار، وتوطيد العلاقة وفتح جميع الطرق، وتطبيق الاتفاقية التي وصلنا إليها بوساطة روسيا.
الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أعلن قبل أيام أنه لا مانع من فتح الحدود مع أرمينيا.. فهل ترون أن الوقت مناسبا لذلك؟
نعم، الرئيس الأذربيجاني في لقاءاته التليفزيونية وخطاباته للشعب الأذربيجاني، وفي لقاءاته مع وسائل الإعلام الخارجية؛ يدعوا إلى فتح الحدود، وتطبيق بنود الاتفاقية التي تم التوصل إليها بوساطة روسيا، وفتح جميع الطرق وجميع الأبواب الحدودية التجارية، كما أن هناك خطة 3+3، وتعني 6 دول من المنطقة للمشاركة والتواصل، لكي ينشر السلام في المنطقة ويتم التطوير ويذاع الأمن.
قبل أيام؛ عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش القمة الأوروبية في بروكسل اجتماعًا مع رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا.. هل تتوقع خطة سلام طويلة بين البلدين؟
نعم هناك لقاءات عديدة سواء في روسيا أو غيرها، حيث تم عقد لقاء بين الرئيس الروسي في مدنية سوتشي ونظيره الأذربيجاني ورئيس وزراء أرمينيا، وتحدثوا عن كيفية تطبيق الاتفاقية التي أبرمت في العاشر من نوفمبر لإنهاء الحرب بين أذربيجان وأرمينيا، وكذلك كان هناك لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بروكسل.
فأذربيجان تسعى جاهدًة لكي تتم اتفاقية السلام وترسيم الحدود بين البلدين، لكي يعم السلام في المنطقة برمتها.
ماذا عن قره باغ بعد تحريرها من أرمينيا والذي دام لسنوات؟
للأسف الشديد؛ رغم أن هناك اتفاقية أبرمت في العاشر من نوفمبر قبل سنة بوساطة روسية إلا أن أرمينيا لم تُطبق بنودها كاملة، وهناك مئات الآلاف من الألغام زرعتها أرمينيا في الأراضي الأذربيجانية؛ تسببت مئات الجرحى والقتلى من أذربيجان.
أما ما يتعلق بتطوير هذه المنطقة، فإن أذربيجان خلال سنة؛ أنفقت أكثر من 4 مليارات (مناط) – يعني قرابة 40 مليار جنيه مصري لتطوير هذه المنطقة، وخلال الاحتلال الأرميني للمنطقة تم تدميرها كاملة، وهذا خير دليل على أنه لو كانت هذه الأراضي ملكًا لأرمينيا لطورها خلال 30 سنة، لكن لم نر سوى النهب والدمار الشامل، لكن أذربيجان بعد تحرير هذه الأراضي؛ ضخت استثمارات كبيرة، وتعمل فيها كبرى الشركات العالمية، وتم افتتاح مشروعات عديدة خلال سنة، ويتم الآن تحويل هذه المنطقة إلى مدن ذكية، وسيتم قريبًا عودة أهل هذه المناطق إلى ديارهم، ونتمنى أن تفهم الحكومة الأرمينية أنه لا جدوى من الحرب، ولا خير فيها، ولن تجني من وراء هذه الحروب إلا الويلات والدمار والخراب.