الاحتفالات المسيحية في أذربيجان تتواصل
يلينا نيدوغينا*
ربما تكون باكو هي العاصمة الوحيدة في العالم التي ما تزال تحتفل بالأعياد المسيحية، وبخاصة عيد الفصح المجيد، بالرغم من أن عدد المسيحيين في أذربيجان قليل مقارنة بالدول المجاورة لها في منطقة القوقاز. قبل كتابة هذه المقالة قرأت واستمعت في وسائل الإعلام الأذربيجانية المقروءة والمرئية لتصريحات رئيس الطائفة المسيحية “الاودينية الألبانية القوقازية”، “رافق داناكاري”، الذي نوّه إلى أن مسيحيي جمهورية أذربيجان “يتمتعون بحرية المعتقد”، وبأنهم “يزورون المعالم الدينية في العديد من أراضينا، أرض أذربيجان المحررة من الاحتلال”. وأضاف: كذلك زرنا مجمع دير خوداونك في كلبجار، حيث يوجد أكثر من 35 موقعاً دينياً. نحن حريصون على زيارة هذه الأماكن وتأدية الصلوات فيها، وإشعال الشموع في جميع الأعياد والأيام المقدسة”. مُضيفاً: “الطائفة الاثنية الدينية الاودينية تحتفل بأعيادها وتؤدي تقاليدها بشكل واسع بعد إعادة استقلال أذربيجان. نتمكن من زيارة الأراضي الأذربيجانية والمَعَالِم المُقدَّسة الأخرى فيها بعد تحريرها من قبل جيشنا الأذربيجاني. وأشكر الرئيس إلهام علييف على هذا. نقرأ الصلوات ونضرع لله بدعواتنا ليسبغ مراحمه الأبدية على أرواح شهدائنا، ونسأله تعالى أن يمنح موفور الصحة لمحاربينا. يَحمي الله جيشنا ودولتنا”.
في الرد على بعض مَن يثيرون البغضاء الدينية، ويفبركون ما يحلو لهم بشأن أذربيجان وغيرها دينياً، نقول، بأن الحقيقة هي أن هذه الدولة المدنية والمتحضرة، أذربيجان، ذات الأغلبية المسلمة، تتسم بسماحة المعتقد وحرية الأنشطة الدينية، وأنا كمسيحية أشهد على ذلك تماماً، ويكفي أن استشهد بتصريحات الرئيس إلهام علييف في ردِّه على “قلق!” دول غربية بخصوص دور العبادة المسيحية في المناطق المحررة من الاحتلال الأرميني، حيت تساءل:”هل سينتقدنا مَن يغلقون المساجد؟ هل مَن يلقون رؤوس الخنازير على المساجد سيَعطوننا الدروس ويُعربون عن قلقهم؟ موضحاً، أن بعض القادة الغربيين تساءلوا حول مصير دور العبادة المسيحية في المناطق المحررة لأذربيجان، وأعربوا عن “قلقهم!” إزاء ذلك خلال محادثاتهم معه وفي تصريحاتهم الرسمية، وشدَّدَ فخامته: “لا داعي لقلق أحد، وخاصة القادة الغربيين الذين يؤججون مشاعر الإسلاموفوبيا، إذ أنهم يتجاهلون الإساءات للقِيم الإسلامية المقدسة، وحتى أنهم يبررون مَن يسيء لها، فلا يحق لهؤلاء التحدث، كما أن جميع عمائر العبادة في أراضينا تعد ثروة تاريخية لنا”، ونوّه علييف إلى أن الكثير من المساجد العائدة للأذربيجانيين تم تدميرها خلال فترة الاحتلال الأرميني، واستُخدم بعضها كحظائر للخنازير، وزاد:” لماذا لم يثر هذا الأمر قلق بعض القادة الغربيين؟ يبدو بالنسبة لهم يمكن الإساءة للمساجد وتدميرها وتحويلها إلى حظائر للخنازير، ليذهبوا لينشغلوا بالمشاكل في بلدانهم، ولا يتدخل أحد بنا”. يمكن لمَن يرغب بالاطلاع على المسيحية في أذربيجان، متابعة الفضائية الأذربيجانية “سي بي سي – أذربيجان”، على قمر “هوت بيرد”، وغيرها من المحطات الأذربيجانية، وسيشاهد بين حين وحين الكنائس القديمة والحديثة، ويستمع إلى تاريخها من خلال تصريحات القيادات الكنسية، ورجال الدين المسيحيين. إلى ذلك يمكن الاطلاع على أعمال ومنجزات الدولة الأذربيجانية في صيانة المواقع الدينية التي تتبع لمختلف الطوائف المسيحية، بتوجيهات واهتمام متواصل من لدن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف شخصياً، ذلك لأنه مهتم للغاية براحة المسيحية والمسيحيين الأذربيجانيين والأجانب في وطنه، وهو يفاخر بعلاقاته الطيبة مع مختلف القيادات المسيحية في الدنيا التي تبادله الاحترام بمثله. *كاتبة وإعلامية أردنية – روسية.