سلطت وكالة الأنباء الكويتية الحكومية “كونا” في نشرتها اليوم السبت (22 يوليو 2023) الضوء على إسهامات وبرامج مؤسسة وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذية للجنة القدس، برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مواجهة مسؤولية النهوض بواجبات حماية الموروث الحضاري لمدينة القدس والحفاظ عليه بصفته تراثًا مشتركًا للإنسانية، وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمقدسيين.
وأجرت وكالة “كونا” حديثا مع المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، الدكتور محمد سالم الشرقاوي، أكد فيها أن المؤسسة تتولى مسؤولية النهوض بواجبات حماية الموروث الحضاري لمدينة القدس، والحفاظ عليه بصفته تراثًا مشتركًا للإنسانية؛ وصيانة الهوية الثقافية للمدينة وتكريس وضعها القانوني وطابعها الديني والحضاري.
وأوضح الشرقاوي في حديثه، أن المؤسسة أنيط بها منذ إحداثها عام 1998 بمبادرة من العاهل المغربي الملك الراحل الحسن الثاني بصفته رئيسا للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لسكانها ودعم مؤسساتهم بتوفير الدعم والتمويل اللازم للاستمرار في الاضطلاع بدورها في تكريس الهوية الوطنية للقدس الشريف.
وشدد على أن “الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في القدس الشريف أصبحت تبعث على القلق” ما يتطلب تضافر الإرادات العربية والإسلامية والدولية لدعم القطاعات المتضررة جراء سياسات الاستيطان، وذلك من خلال توفير الدعم الملموس والمستدام للمؤسسات المقدسية ورفدها بالإمكانات والموارد اللازمة التي تمكنها من الاستمرار في أداء مهامها.
وأكد أن الوكالة حققت رصيدا مهما من الإنجازات تجاوزت على مدى الـ25 سنة الماضية 200 مشروع كبير ومئات المشروعات المتوسطة والصغيرة تصب كلها في سياق توفير مقومات الدعم والصمود للمقدسيين، عادّا أن المعرفة الدقيقة للوكالة بالأوضاع في القدس “منحتها خبرة بخصوصية المدينة جعلتها تحافظ على العمل وفق أولويات تفرضها التحولات المتسارعة في المنطقة وليس أقلها شأنا التحديات الأمنية التي تؤثر على استمرار العمل وانسيابيته”.
وبين في هذا السياق أن سكان القدس يحتاجون على المدى المتوسط إلى بناء ما بين 15و20 ألف وحدة سكنية في المدينة القديمة مثلما يحتاج قطاع التعليم إلى بناء 28 مدرسة بالإضافة إلى 20 حضانة فضلا عن تجهيز مراكز العلاج والمستشفيات وتعزيز موازناتها التسييرية وتوفير مراكز ثقافية وملاعب للشباب والنساء وكذا ترميم عدد من البنايات والمساجد والمآثر للحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري للمدينة.
وأوضح أن الوكالة تضطلع بمسؤولية اعتماد وتنفيذ وتتبع المشروعات في القدس الشريف تحت سلطة لجنة الوصاية والمجلس الإداري، لافتا إلى أنها لا تضع شروطا لتقديم العون والمساعدة لأهل القدس ومؤسساتهم سوى بقدر ما تستطيع معه التأكد من وصول الدعم إلى مستحقيه مباشرة ودون وسطاء في احترام تام للقوانين التي يُعمل بها.
وذكر أن وكالة بيت مال القدس التي تجسد إرادة الأمة الإسلامية لتوجيه الدعم للمدينة المقدسة تبقى بحاجة إلى الدعم المالي حتى تتمكن من الوفاء بالتزاماتها بحماية المدينة والحفاظ على موروثها الحضاري ودعم صمود سكانها المرابطين.
وأكد الشرقاوي انفتاح المؤسسة على الشركاء والمتبرعين والمانحين من أجل التعاون والشراكة لتمويل المشروعات الاجتماعية والتنموية في القدس، مشيدا بما قدمته دولة الكويت سابقا لتمويل مشروعات اجتماعية في القدس، مستذكرا في هذا الصدد مساهمتها بمبلغ مليون دولار عام 2008 لتمويل بعض المشروعات التي تشرف عليها المؤسسة.
وبخصوص المخططات الرامية لطمس هوية المدينة وتغيير وضعها القانوني أكد الشرقاوي “أن مآلها لا محالة إلى الفشل لأن القدس كانت ولا تزال وستبقى مركزا حضاريا للإنسانية ” محذرا من أن “الإخلال بالتوازن الطبيعي والاقتصادي والديمغرافي والبيئي للمدينة المقدسة يؤدي إلى تعقيد الأوضاع” ويولد حالة من الرفض تدفع بالمقدسيين إلى ركوب المخاطر “مع العلم أن الفلسطينيين كما غيرهم هم طلاب حياة يدافعون عن حقوقهم في العيش على أرضهم بحرية وكرامة”.