متابعة – عبد العزيز اغراز
عقدت جائزة الملك فيصل مساء أمس ندوة بعنوان: “الشغف بسحر العربية: الاستشراق الفرنسي ورحلة الاكتشاف” ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2022 لمناقشة مشروع “مائة كتاب وكتاب” الذي أنجزته الجائزة بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس والذي يهدف للتعريف بين الثقافتين العربية والفرنسية، وذلك بحضور الأمين العام للجائزة الدكتور عبدالعزيز السبيل ومدير المعهد سابقا الدكتور معجب الزهراني.
وأشار مدير الحوار في الندوة التي احتضنها مسرح تونس الخضراء في معرض الرياض الدولي للكتاب، الكاتب السعودي والمترجم أستاذ اللغة الفرنسية الدكتور عبدالله الخطيب، إلى أن الاحتفال بإنجاز مشروع “100 كتاب وكتاب” يأتي تعبيرًا عن التواصل الثقافي العربي الفرنسي، إذ يسلط المشروع الضوء على مجموعة من الكتاب والشخصيات التي أثرت الثقافتين العربية والفرنسية بإنتاجها المعرفي.
ولفت إلى أن هذا المشروع تتجلى فيه أعظم معاني المثاقفة والتواصل الذي يقود إلى الاحترام المتبادل بين الشعوب والمجتمعات الإنسانية، انطلاقا من قيم المعرفة الحقيقة، ويسلط الضوء على الكتاب ووضعهم أمام الباحثين لتدارس أعمالهم وأطروحاتهم العلمية.
وناقش المتحدثون في الندوة موضوع الاستشراق وأهميته وطبيعته وصوره السلبية والإيجابية، وقدموا لمحة عن تجاربهم في دراسة الاستشراق والمستشرقين ضمن مشروع “100 كتاب وكتاب”.
ووصف أستاذ الفلسفة بجامعة حلوان المصرية الدكتور مجدي عبدالحافظ صالح “100 كتاب وكتاب” بالمشروع الرائد في إطار الثقافة العربية، مؤكدًا ضرورة تطوير المشروع للإسهام في معرفة الآخر بشكل إيجابي وبمشاركة عدد من المستشرقين وتشجيع الاستشراق العلمي بشكل أوسع.
وأوضح الدكتور عبدالحافظ أن الاستشراق لا يزال ظاهرة تحتاج لمزيد من البحث والدراسة، يدرس خلالها العلماء والباحثون العرب ما أنتجته الثقافات الأخرى من علوم ودراسات وبحوث، مشيرًا إلى أن الرافضين للاستشراق يعتبرونه يقود للاستعمار والتدخل في ثوابت الأمة، والمدافعين عنه يتذكرونه من خلال العلاقات القديمة المرتبطة بالفتوحات الإسلامية والحملات الصليبية وما شهدته الأندلس من حضارة عريقة. والمدافعين عنه يتذكرونه من خلال العلاقات القديمة المرتبطة بالفتوحات الإسلامية والحملات الصليبية وما شهدته الأندلس من حضارة عريقة.
وأكدت أستاذ الأدب في جامعتي منوبة التونسية سابقا والملك سعود حاليا، الدكتورة بسمة عروس على أهمية تطوير مشروع “100 كتاب وكتاب” والبناء عليه لكونه خروجًا عن المألوف وحوارًا حقيقيًّا بين الشرق والغرب، مشيرة إلى أن للاستشراق الفرنسي أهمية كبيرة لما أضافه للثقافة العربية والإنسانية من معارف وآداب وفنون، ومر بمراحل عديدة تطور خلالها من الاستشراق الديني مرورًاً بالاستشراق الموسوعي ثم الاستشراق المؤسسي.
ولفت أستاذ اللسانيات والترجمة والفلسفة وعلم المصطلحات واللغات عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية سابقا في جامعة القديس يوسف بلبنان الدكتور جرجورة حردان، إلى أن المشروع يعد مبادرة فريدة من نوعها أخرج ما كتب ويكتب عن الاستشراق والمستشرقين الفرنسيين إلى النور ليطلع عليه القارئ العربي، مشددًا على ضرورة استمراره لإبراز التلاقي والتلاقح بين الثقافتين العربية والفرنسية بشكل كبير.
وأضاف الدكتور حردان أن المستشرقين الفرنسيين يشدهم للثقافة العربية سحر لغتها والشغف بها وهم قد تمكنوا من إتقان العربية مع احترام أصولها وقواعدها وما يرتبط بها من آداب وأيديولوجيا.
وأشار العميد السابق لكلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود الدكتور فائز الشهري إلى أن المشروع يعد مبادرة نوعية، ولونًا من ألوان التواصل الثقافي وإعادة قراءة الاستشراق من جديد للانتقال لدراسة الآخر، موضحًاً أن الاستشراق الفرنسي تأسس مع حملة القائد الفرنسي نابليون بونابرت على مصر عام 1798م وما صاحبها من دراسات عميقة حول الشرق العربي وكان بعض المستشرقين موضوعيين وبعضهم الآخر أثرت عليهم الأيديولوجيا.
ووصف الدكتور الشهري مشروع “مائة كتابة وكتاب” بنوع من التواصل الثقافي، داعيا إلى مشروعات مماثلة تعيد قراءة الاستشراق من جديد، والانتقال إلى دراسة الآخر بكل جوانبه، وأن يكون هذا التواصل الثقافي تواصلا صحيا.