الشوارع تتنفس أيضاً
في الشوارع التي حملت عبء قدمي
رأيت أزقة تُمخّضُ أولاداً كثُراً
لكن لم يكن أيٌ منهم يحيا
وحاراتٍ أخرى تموت في أحضان المدن
زحام السيارات نفسٌ لرئتي الطريق
الطريق الذي يبدأ في أحشائي
وينتهي بعيداً في رحم الجبال
على زاوية ما في إحدى الاْزقة البعيدة
لي صدى لهاثٍ وقبلاتٍ تعلّقت بقاياها على الحيطان
وصارت الآنَ بيوتاً لحشرات الليل
في صرير الحشرات حكايات عن أجدادنا الذين
كانوا تكتلات في المساحات
الآنَ أضحوا هواء تستقي الشهقات منه حياتها
على الأْرصفة أصوات وهمسات وبقايا انعكاساتٍ
أحاول الآنَ البحث عنها في جيوب التراب
لاُشعل النار في حكاية هذه الليلة.
الليل المبعثرُ في الفضاء
أجمع عن وجهي
أجزاء هذا الليل المبعثر
وأركض في دهاليزالنوم
أحاول الوصول إلى منفذ اليقظة
فتسقط مني الكواكب
وتتدلّى المجرّات
كثرياتٍ تشعّ في حفل لا أحد فيه
أمسك بلجام الوقت
لأروضه، كفرسٍ لم يمارس الجنس مع المسافة
لعلني أقتلع الأفق من أحشائه
وأزرع أنفاساً تُخرجني مني
لأن آدم طُرد من جسدي .