في الأزمة الأوكرانية : روسيا تقول بأنها هزمت الغرب دون إطلاق رصاصة واحدة

بقلم الدكتور مختار فاتح بي يلي

طبيب- باحث في الشأن التركي و أوراسياف.

تقف روسيا و اوروبا والولايات المتحدة، والتي تتداخل دوائر نفوذهم أوروبا الشرقية ، على طرفَيْ نقيض ما تُسميه واشنطن “تنافسا إستراتيجيا مهما “، بيد أن الهُوَّة بين الأقوال والأفعال الأميركية في جمهورية أوكرانيا وغيرها من بلدان الشرق الاوسط وكذلك في القوقاز واسيا الوسطى تفتح الباب أمام استغلال تلك الهُوَّة قبل انقشاعها.

فمناخ من عدم الثقة لا يتغير بين موسكو وواشنطن، فيما اللاعبون الآخرون في الاتحاد الأوروبي غير متمكنين من التأثير، سوى بالمشاركة بحرب إعلامية.وفي الآونة الأخيرة ، شن الإعلام الغربي والدوائر السياسية الغربية والامريكية حربًا إعلامية جادة لزيادة التوتر بين روسيا وأوكرانيا. وحتى تم أعلان بدء العمليات العسكرية المحتملة ، وشرع الغرب في إجلاء سفرائها من كييف العاصمة ، وارسلت طائرات ورحلات جوية اضافية إلى أوكرانيا لنقل رعاياها .

وصعود التوتر في الأسابيع الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا، ومن خلفها الغرب، إلى مستويات مرتفعة أنذرت باحتمال اندلاع مواجهة مباشرة، وهي مواجهةٌ كانت وشيكة وفق الاتهامات الغربية لموسكو بأنها تحشد ما يقارب 100 ألف جندي عند الحدود مع أوكرانيا، لكنّ الاتصال المتلفز بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن في السابع من الشهر الحالي أدى إلى خفض مستوى التوتر بين واشنطن وموسكو، من دون أن ينسحب هذا الانخفاض على الأجواء بين الأخيرة وكييف.

وقبل بدء العملية العسكرية الروسية ، تسارعت عملية اضعاف الاقتصاد الأوكراني. وارتفعت أسعار الوقود 7 مرات مقارنة بعام 2021 وخفضت عدد من الشركات العاملة المحلية في خفض إنتاجها حتى مارس اذار المقبل مثل شركات انتاج السكر ومواد البناء وإنتاج الأسمدة وإنتاج الغاز الطبيعي. ونتيجة لذلك ، يتراجع الإنتاج والصادرات المحلية ، وتضعف الصادرات الاوكرانية الى اضعف مستوى منذ قرابة السنتين ، وازداد عدد العاطلين عن العمل بشكل كبير . لوحظت زيادات موازية وخطيرة في أسعار المنتجات الغذائية في السوق الأوكرانية.
يبدو أن الغرب يحاول تخفيض قيمة العملة والمنتوجات الصناعية في أوكرانيا والاستيلاء عليها بتكلفة أقل.

إن الدوائر الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة لا تمنح أوكرانيا أيَّ التزامات أمنية رسمية حتى اليوم، ناهيك بأن تلك التصريحات تُشبه بشكل مخيف الدعم السياسي المُعلَن لجورجيا قبيل حرب الأخيرة مع روسيا عام 2008 والتي انتزعت فيها روسيا محافظتين من جورجيا. ولا يقتصر الأمر على أن روسيا لن تردعها تلك التصريحات الدبلوماسية الرنَّانة التي تفتقد إلى المصداقية، بل ستحاول تقويض سُمعة الولايات المتحدة أمام حلفائها حين تظهر واشنطن بوصفها قوة مُجهَدة.

المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا شنت هجوماً حاداً علي الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وقالت إن بلادها “هزمت الغرب دون إطلاق رصاصة واحدة”.

وجاءت تعليقات زاخاروفا بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها ستسحب بعض قواتها من الحدود مع أوكرانيا في خفض محتمل لتصعيد التهديد بغزو محتمل، وجاء الإعلان عن الانسحاب في بيان صادر عن المتحدث باسم وزارة الدفاع إيجور كوناشينكوف ، الذي قال ان التدريبات شاركت فيها قوات من جميع المناطق العسكرية والأساطيل والقوات المحمولة جوا.