الأنباط
منذ سنوات طويلة تجري في عدة بلدان ضمنها “أرمينيا” والغرب، عملية غير حاذقة لخلط الأوراق، وتشويه الحقائق التاريخية التي تؤكد أذربيجانية “إيريفان”، والتي أضحت تُسمَّى منذ عهد قريب بِـ”يرفان”!
في الأحداث والحقائق التاريخية، وبخاصةٍ في الأرشيفات الضخمة التي يتم الحفاظ عليها منذ قرون في المؤسسات الحكومية والأكاديمية الروسية ذات الصلة؛ أن “أرمينيا”؛ الدولة الداخلية المُحاطة جغرافياً بعدة بلدان والتي لا مخرج لديها لا على بحر ولا على أجواء مفتوحة؛ لم تكن موجودة في التاريخ القديم والمتوسط، ناهيك عن عاصمتها “يرفان” كما يُسمُّونَها حالياً.
يروي تقرير المدير التنفيذي لمعهد التاريخ في ANAS، الدكتور في الفلسفة والتاريخ جابي باخراموف، والذي نُشر في الموقع الأذربيجاني الشهير (كاليبر أذ.)، أن “إيريفان” تأسست عام 1509 بمرسوم مؤسس الدولة الصفوية الأذربيجانية، الشاه إسماعيل خاتاي وليس على يد الأرمن. ويستطرد: “كانت مدينة كبيرة يعيش فيها السكان الأذربيجانيون من عام 1509 إلى 29 مايو 1918 وبناءً على قرار غير شرعي اتخذه المجلس الوطني الإسلامي لجمهورية أذربيجان الديمقراطية في 29 مايو 1918، تم نقل المدينة ومحيطها بمساحة 9 آلاف متر مربع إلى الأرمن.
ويَستحضر باخراموف: “هذه القرارات في حد ذاتها تتعارض مع جميع المبادئ والشرائع الدولية. بعد ذلك، بين عامي 1918 و 1920، قُتل حوالي 57 ألف أذربيجاني في أراضي مقاطعة إيريفان، بما في ذلك مدينة إيريفان. لقد تعرضوا للإبادة الجماعية؛ على يد الأرمن؛ وبعدها أضطر الآلاف من الأذربيجانيين لمغادرة المدينة”.
يؤكد المؤرخ أن مدينة إيريفان اشتهرت بمآذنها ومساجدها الكثيرة، ما يثبت أنها كانت مدينة أذربيجانية ومسلمة. ووفقاً لهذا الباحث والوثائق التاريخية التي دَرَسَها، فإنه خلال فترة السيطرة الروسية من 1804 إلى 1828، أبدت Irevan Khanate “الخانات الإيرفانية” مقاومة كانت الأعنف والأشرس من بين مثيلاتها من القوى التي مارستها “الخانات الأذربيجانية” الأخرى في المواجهات.
بعد أن أصبحت المدينة تحت سيطرة الأرمن، من 30 مايو إلى نهاية نوفمبر 1920، عملوا على تغيير 11 اسماَ في إيرفان. وبعد ذلك، من نوفمبر 1920 إلى 1935 ، تم تغيير 11 اسماً آخر. وهكذا، شرعوا ككل مُستَعمِر دخيل، في عملية تغيير المظهر العام للمدينة الأذربيجانية وأرمنتها. في عام 1935 غيَّروا اسم المدينة إلى يريفان، على الرغم من أنها تُسمَّى في جميع المصادر Irevan. لكن بشكل عام، هذه مدينة أذربيجانية، وكان حي تيبيباشي أكبر حي فيها “، كما في المراجع المحكَّمة، وكما هو أيضاً في أبحاث هذا المؤرخ.
أكد جابي باخراموف، إن المؤرخين الأذربيجانيين يمتلكون وثائق تاريخية وقانونية، وهي في أيديهم، و”هناك اتفاقيات أقرتها اليونسكو في أعوام 1954 و 1970 و 1973 و 1993، تنص على أنه إذا تم تدمير التراث الثقافي الوطني لأي أمة أو مجموعة عرقية، فإن ذلك يُعتبر جريمة. لقد تم تخريب وتهديم وإبادة كل ما يتعلق بالشعب الأذربيجاني هناك. هذه جريمة إبادة جماعية.
وليس ختاماً، ذهب الأرمن إلى حد بعيد في تزويرهم التاريخ وتغييره، لدرجة أنهم ينسبون أيرفان لأنفسهم، ويَدَّعون أن عمرها 2800 عام! هذا مُجَانِبٌ لِلصَّوَابِ وللحقائق. لقد عاش أسلاف الأذربيجانيين على هذه الأرض. ويَختتم جابي باخراموف حديثه قائلاً: “نحن الأذربيجانيون سنعود إلى هناك”.