تحرُّك أذربيجاني جديد ورفيع المستوى في الفضاء المَدرسيِ

ـ الأكاديمي مروان سوداح

ـ مؤسس ورئيس (اللوبي العربأذري) للصحفيين والإعلاميين وأنصار أذربيجان وحقوقها التاريخية والإنسانية.

 مع وصول وفد أذربيجاني متخصص ورفيع المستوى في المجال المدرسي إلى الأردن، تندرج في عضويته شخصيات وازنة وعلومية رفيعة المقام، يبدأ البلدان ولوجهما إلى فضاء جديد من التعاون لم يكن – كما يبدو – على قائمة التعاون المشترك الواسع الذي يَشترك الأُردنيون والأذربيجانيون في توسعته برحابة صدر تلفت انتباه القاصي والداني إلى روابط باكو و عمّان إذ أنها صِلات تتعمّق بخطوات مدروسة وذات فوائد وإضافات لم يسبق لها مثيل، وصولاً إلى المزيد فالمزيد من تعزيز وتوسعة مساحة العلاقات القائمة بينهما رسمياً وشعبياً، وهو ما يُفضي إلى تعميق التفاهم المشترك الذي يُعتبر مِثالاً يُحتذى في العلاقات والتشاركات المختلفة بين الدول والشعوب.

 من المهم بمكان أن نشكر الشقيقة أذربيجان على هذا التحرك الجديد بجوهره وأهدافه العلمية، إذ سيؤدي إلى تعظيم فهم وإدراك شبيبة الشعبين لقضايا بعضهما البعض، وإلى مضاعفة التبادل التعليمي والعلمي بينهما، ما يؤدي إلى الكثير من النجاحات المِلاح في الاهتمامات الثنائية الأُخرى للدولتين الشقيقتين أذربيجان والأردن، فالتعاون الدراسي بين الطلاب يُسهم بتحقيق العديد من الأهداف الإيجابية، التي تعود بالفائدة على الطالب نفسه والمجموعة الطالبية والتفاهم بين شبيبة الدول المختلفة، لا سيّما في بناء الصداقات، ما يُفضي إلى إيجابيات لا نهاية لها، ومن هذه الفوائد على سبيل المِثال لا الحصر، تنمية دائرة العلاقات الدولية والاجتماعية للطلاب، وانفتاحهم على الجديد والمتجدد، وتمكينهم من بناء علاقات إيجابية وصداقات جديدة تتجيش بمعاني نبيلة، وإيجاد دافع واضح المَعَالِم للتعلّم والاهتمام بالدراسة ومعرفة الآخر الإنساني عن قُرب، وتحسين الأداء الدراسي والانتاجية العلمية، وتخليق روح الحماس بين الطلاب لمعرفة الجديد، بخاصة على صعيد عالمي، وقُدرَة الفهم والاستيعاب لِمَا يجري على مساحة البسيطة الشاسعة، وتأثيراتها على بلدانهم، فالطلاب أقدر على إيصال المعلومات لبعضهم وبأسلوبهم.

 التعاون الدولي في سياق العلوم والتعليم والاندماج العلمي الأُممي على مِثال الأردن وأذربيجان، يعمل على تنمية تصورات الطلبة والتلاميذ عن المَعمُورة، واكتسابهم مهارات تواصلية وتفاعلية، بالإِضَافَةِ إِلَى تنمية روح التعلّم الجماعي بخاصة خلال الاندماج القومي واللغوي، كَمَا يرفع من نسبة مشاركة المؤسسات التعليمية فِي الحياة المجتمعية والبيئة المحيطة، ويجعلها تنفتح عَلَى الكون برمته وتحقيق النجاحات المتواصلة.

 الوفد الأذربيجاني التقى معالي وزير التربية والتعليم السيد مروان عورتاني، قبل زيارة الوفد إلى فلسطين أيضاً، للتباحث في آفاق التعاون بخاصة في مجال دعم الأبنية المدرسية، وهو تحرّك ثمَّنه عالياً معالي الوزير مروان عورتاني، مؤكداً أهمية ما تتضمنه الزيارة من تركيز عالٍ على التعاون في مجال دعم تشييد المدارس؛ لتوفير بيئة جاذبة، كما استعرض بعض منطلقات التطوير الراهنة؛ التي من أهمها البرنامج الوطني لتبِّني المدارس، ووضع الوزير الوفد في صورة التحديات التي تواجه توفير أبنية مدرسية جديدة، وتحديداً في القدس والمناطق المُستهدَفة بفعل الاحتلال والقيود التي تحول دون تشييد مدارس أو أبنية قائمة.

 أعضاء الوفد الأذربيجاني الضيف؛ وهم ضيوف الأردن الأكثر قُرباً لقلوبنا وعقولنا ومشاعرنا؛ أعربوا من جانبهم وأوضحوا أن زيارتهم تندرج في إطار استكشاف آفاق التعاون، ودراسة إمكانية تمويل بناء أبنية مدرسية، وبما يتقاطع والأولويات التي تتبناها الوزارة، وبحث آلية تأطير التعاون المستقبلي، ما يؤكد أن التعاون في هذا الحقل المهم للغاية الذي يَستهدف الأجيال، له مستقبل تعاوني إستراتيجي بين وزارتي الدولتين.

 وبطبيعة الحال، نظَّمت الوزارة الأردنية زيارة ميدانية للوفد الأذربيجاني شملت  عدداً من التجمعات السكانية في تربية جنوب نابلس، حيث جرى الإطلاع على واقع الأبنية المدرسية والأولويات فيها.

 اتمنى ومعي مجموعة كُبرى من أصدقائي محبي أذربيجان وأنصارها، المزيد والمزيد من التعاون المتعدد المناحي بين بلدينا الشقيقين أذربيجان والأُردن، وسأعمل كصحفي أردني طاعن في السن، وحامل للخبرات التعاونية، على حماية العلاقات المتجذرة مع أذربيجان الحبيبة بوسائل إعلامها التي أعرفها عن قُرب منذ نعومة آظفاري على مساحة ستينيات القرن المنصرم، حين كنت صديقاً وكاتباً لإذاعة باكو / القسم العربي، ومطبوعات أذربيجانية أخرى كانت تنشر بالعربية، ولتعميم التفاهم الثنائي، وتحقيق الفَلاح، وتحصيل التفوّق في شتى النطاقات والميادين.