الصين تؤكد أهمية دفع العلاقات مع فرنسا وأوروبا إلى مستوى جديد

بقلم صحفية صينية سعاد ياي شين هوا

فاز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في إبريل الماضي، ليصبح أول رئيس فرنسي يحظى بولاية ثانية منذ 20 عامًا. وفي ظل تغير الوضع الدولي المتواصل، تسهم إعادة انتخاب ماكرون في استمرار السياسات الخارجية الفرنسية، وتساعدها  في الحفاظ على النمو الإيجابي والصحي والمتواصل للعلاقات الصينية الفرنسية، وكذلك التنمية الجديدة للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع أن يشهد التعاون الصيني الفرنسي والعلاقات الصينية الأوروبية، باتخاذ هذه الفرصة، تطورا مطردا حتى الوصول إلى مستوى جديد.

تربط بين الصين وفرنسا علاقة صداقة عريقة. وكانت فرنسا أول دولة غربية كبرى تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع جمهورية الصين الشعبية، وأول دولة غربية كبرى تنشأ شراكة استراتيجية شاملة وتجري حوارات استراتيجية مع الأخيرة. ويلتزم كل من الصين وفرنسا بسياسات خارجية مستقلة، ويشتركان في نفس الآراء أو وجهات نظر متشابهة بشأن سلسلة من القضايا المهمة وفي ظل استمرار التوترات والاضطرابات الدولية يعمل البلدان على التنسيق بينهما حول القضايا المهمة، الأمر الذي أضاف المزيد من الاستقرار على الوضع العالمي. وبعد تصعيد توترات الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا، أعرب كل من الجانبين الصيني والفرنسي عن أملهما في وقف إطلاق النار واستئناف السلام بأقرب وقت ممكن في منطقة الصراع. وأكد الجانب الصيني دعمه لتمسك الجانب الفرنسي باستقلال الاستراتيجيات الأوروبية، وكذلك تقديره لرفض فرنسا للمنطق السياسي للكتلة.

وخلال فترة ولاية ماكرون الأولى، حافظت العلاقات الصينية الفرنسية على زخم نمو صحي ومستقر. وفي يناير 2018، قام ماكرون بأول زيارة له للصين، ليصبح أول رئيس أجنبي يزور الصين في ذلك العام. وفي عام 2019، حضر ماكرون الدورة الثانية من معرض الصين الدولي للاستيراد، ما يعني اهتمامه بتطوير علاقات بلاده بالصين.

ومنذ اندلاع الوباء الناجم عن فيروس كورونا المستجد، كان الشعبان الصيني والفرنسي يساعدان بعضهما بعضا ويتبادل كل من الصين وفرنسا دعما للآخر في القضايا العديدة وبما فيها تغير المناخ والتنوع البيولوجي. كما شارك الجانب الفرنسي بنشاط في دورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية والألعاب الأولمبية الشتوية للمعاقين لعام 2022، وصرح علنًا أنه لن يتبع الولايات المتحدة في “المقاطعة الدبلوماسية” لدورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية.

وخلال خمس سنوات مضت، حقق التعاون العملي الثنائي بين الصين وفرنسا سلسلة من الانجازات البارزة. وفي العام الماضي، تجاوز حجم التجارة بين البلدين 80 مليار دولار أمريكي، ما سجل رقما قياسيا جديدا في التاريخ، حيث شهد الاستثمار ثنائي الاتجاه بين الجانبين ازديادا سريعا، وحقق التعاون بينهما في مجال الزراعة نتائج ملحوظة، وزادت الواردات الصينية من المنتجات الزراعية الفرنسية بنسبة 40٪ مقارنة مع ما كان الحال عليه في نفس الفترة من العام السابق. كما حقق التعاون بين البلدين نتائج مهمة في مجالات الاقتصاد والتجارة والعلوم والتكنولوجيا والزراعة والطيران والطاقة النووية وغيرها.

تعد فرنسا قوة مهمة في الاتحاد الأوروبي، وللمقترحات والإجراءات الفرنسية تداعيات مهمة على مستقبل أوروبا. وفي الوقت الحالي، يواجه موضوع العصر الرئيسي المتمثل في السلام والتنمية تحديات خطير، وتساهم التنمية الاوربية في السلام والاستقرار والتنمية لعالم متعدد الأقطاب، بالإضافة إلى التعاون بين الصين وفرنسا ومواجهة تحديات دولية مختلفة بشكل مشترك.

وأثناء فترة ولايته الأولى، كان ماكرون يدعو إلى الاستقلال الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي وأعرب في مختلف المناسبات عن استعداده لتعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي والصين. ومن المتوقع أن يواصل الجانب الفرنسي، خلال فترة ولاية ماكرون الثانية، أداء دور بناء في دفع تطور العلاقات الصينية الأوروبية.

ومن جانبه، يعتقد الجانب الصيني أنه يجب على الصين والاتحاد الأوروبي التمسك بالتفاهم المتبادل الصحيح، والالتزام بالاحترام المتبادل والحوار والتعاون، والمنفعة المتبادلة، والبحث عن أكبر قاسم مشترك، من أجل دفع العلاقات الصينية الأوروبية لتحقيق تنمية جديدة.

alharir.info