كتب: محمد سلامة
عقد الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة ندوة هامة بمقره بالقاهرة عن الدبلوماسية ودورها الثقافي والتنموي بين الشعوب.. تحدث فيها السفير اشرف عقل موضحا أهمية العمل الدبلوماسي الذي يحتاج لمن يشغله لمواصفات خاصة لانه يمثل بلده ويعمل جاهدا علي تمتين اواصر العلاقات بين بلاده والدولة المقيم فيها. وان العلاقات بين الدول تنمو وتتواصل رغم وجود خلافات بين وجهات النظر احيانا.
وشرح السفير اشرف عقل تاريخه الدبلوماسي الحافل الذي شهد أحداثا كبري خاصة أثناء عمله في يوجوسلافيا وظهور بوادر انهيار الاتحاد الذي كان يراسه الزعيم الراحل تيتو. وبفضل معايشته للواقع تنبأ بانهيار الاتحاد اليوجوسلافي وتفتيته الي عدة دول بعد الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين صربيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو وكرواتيا وانتهاء باستقلال تلك الدول الي جانب دول اخري كالجبل الأسود وسلوفينيا ومقدونيا.
وشرح السفير اشرف عقل التسلسل الوظيفي للسفارات بالخارج، وان رئيس البعثة هو المسؤول عن تنفيذ السياسات العامة للدولة ايا كان ترتيبه الوظيفي سواء سفير او سفير عظيم او رئيس بعثة او حتي قنصل عام، وكل من حوله من أعضاء البعثة ينفذون السياسات التي يضعها رئيس البعثة بناء علي تعليمات وزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية، وان هناك ضوابط في الآقدمية والتسلسل الوظيفي بمجرد هبوط السفير الي الدولة الاخري لتمثيل بلاده.
وأكد السفير اشرف عقل انه خدم في دول عديدة وترقي الي مساعد وزير الخارجية حيث عمل في دول مثل اليمن ويوجوسلافيا وروسيا، ورشح للسويد قبل تقاعده. وانه كان يطبق اللائحة حول الآقدمية ويحافظ علي هيبة الدبلوماسي وموقعه بين اقرانه في الدول الاخري.
كما تحدث السفير بكر اسماعيل سفير كوسوفو السابق بالقاهرة وقال انه يعتبر نفسه مصريا حيث يعيش منذ اكثر من 30 سنة بمصر، وانه ساهم كثيرا في توطيد العلاقات بين البلدين. وقال: لا انسي موقف مصر الأخوي والانساني أثناء الحرب الأهلية وتهجير مئات الالاف من أبناء شعبنا في كوسوفو ان قامت مصر بإرسال ثلاث طائرات محملة بمواد الإغاثة لابناء الشعب اللاجئين.. واشاد كثيرا بدور الأزهر الشريف في ارساء التعليم الديني الوسطي والتصدي للتطرف، وان الأزهر منذ حوالي مائة عام كان يوفد ممثلين عنه لتفقد أحوال المسلمين في العالم، وحضر وفد ازهري عام 1928 الي كوسوفو وتفقد أحوال المسلمين واحتياجاتهم وفتح باب التعليم لهم، وقدم المنح للطلبة للدراسة بالازهر، وفعلا بعد ستة أشهر كانت أول بعثة من طلاب كوسوفو تدرس بالازهر، ويتولي شؤونهم المادية والتعليمية والسهر علي راحتهم من أجل إكمال مهمتهم التعليمية ليتخرجوا لنشر الدين والفقه والشريعة السمحاء الوسطية.. وان الأزهر منارة دينية لها اشعاعها علي العالم وأبناء المسلمين، ولايزال الأزهر يستقبل أبناء المسلمين بعشرات الالاف للتعلم والتخرج ليكونوا سفراء دينيين في بلادهم. ينشرون العلوم الشرعية والوعي والعلم والدين القائم علي التسامح والأخلاق الحميدة.
وأشار السفير بكر اسماعيل انه قبل استقلال بلاده كان رئيسا لممثلية لاترقي لسفارة او حتي قنصلية، وكانت التعليمات تسمح باستقبال السفراء فقط. وقد عاونه السفير اشرف عقل حين كان مساعدا لوزير الخارجية في فتح قنوات الاتصال مع وزارة الخارجية والسماح بلقاء المسؤولين بالخارجية الي ان تم الإعلان عن استقلال بلاده عام 2008 واغتتاح سفارة لكوسوفو في القاهرة.
وكشف السفير بكر اسماعيل ان 115 دولة قد اعترفت باستقلال بلاده، وللأسف هناك من الدول العربية التي لم تعترف بالاستقلال لبلادنا حتي الآن.. وان مصر حكومة وشعبا قدمت الكثير لبلادنا، لذا فإن حب الشعب الكوسوفي لمصر والشعب المصري كبير جدا لدرجة ان الأمهات في كوسوفو يغنون لاطفالهم اغنية عند النوم بأن الطفل سيكبر وسيزور مصر ليري الحضارة والتاريخ.
حضر الندوة اشرف عبد العزيز رئيس الملتقي واعضاء الاتحاد وقياداته خالد فاروق ابو عثمان رئيس فرع الاتحاد بالجيزة والمهندس السعيد سيد اللبان الأمين العام المساعد للاتحاد والنائبة بالبرلمان د جهاد ابراهيم التي ألقت كلمة عن تحدي ذوي الهمم للظروف والنقلة الكبيرة التي شهدتها مصر للتعامل مع ذوي الهمم، كما حضر مدير إدارة الارصاد بالجامعة العربية الذي شكر الحضور واثني علي الندوة، والدكتورة رشا غانم استاذ النقد والادب، كما حضر عدد من الإعلاميين والمهتمين بشؤون الدبلوماسية والعلاقات الدولية واعضاء الاتحاد.