يلينا نيدوغينا
على الرغم من حقيقة أن العديد من أعضاء النادي الثقافي “ناديجدا” لم يعودوا بعد من العطلات الصيفية، إلا أن 20 سيدة على الأقل اجتمعن وتحلَّقنَ حول الطاولة الاحتفالية الناجحة، التي جرت بعنوان: “الفلكلور الروسي.. ما مدى جودة أمسية موضوعنا: “حول السامافار”! تميَّز الحفل الذي جَمَعَ الحضور حول “السامافار” باهتمام حقيقي، ومشاركة نشطة من لدن جميع السيدات، وذلك بفضل مسؤولية المدبِّرة يلينا بسيسو، ونهجها الجاد في العمل على إنجاح هذه الموضوعة الوطنية الثقافية في الواقع الأُردني، في سياق تربية جيل واعٍ ومنضبط وملتزم وطنياً يحترم ثقافته وفلكلوره القومي والأُممي، دون تحطيب النجاحات. بدأت يلينا بداية موفقة في تناول الأحداث الثقافية التي تكتنزها خزينة فعاليات النادي المتلاحقة والتي يجري تنظيمها ببراعة فائقة، وهي إذ تتسم بروح وواقعية فلكلورية، تعكس الحكمة الشعبية المتراكمة من خلال التجارب الحياتية لأجيال عديدة غارقة في ذواتنا، وكما قال قائل، إنها: “تطفو مع حليب الأم”. اكتسب اللقاء أهمية متميزة ذلك أنه تناول الوسائل الأنسب للحفاظ على الفلكلور كما كان لدى أجدادنا، “بعيداً عن أي تحطيب لهذه الأجيال وإرثها”، وأبرزت الفعالية أهمية دور كُلِّ اِمرِئٍ، لاسيّما أن كل الظواهر والوقائع والتقاليد من حولنا والتي ضِمنها ألغاز الأطفال، وأعاصير اللسان، وقوافي العَد، هي أكثر أهمية وجديَّة مِمَّا يبدو للوهلة الأولى، ويبرز واجب المحافظة عليها وتعميق الوعي لمديات لزومها للإنسانية، وهي تعكس جَمَاليَّة المرء في بساطة تعبيراته وأعماله التي يكتسبها وينقلها أطفاله وأحفاده ومجتمعه، وشعارنا هو الحفاظ على الفلكلور المحلي والأممي: “غَنّوا لأطفالكم وأحفادكم أغاني المهد بالروسية والعربية، فهي تسكن الذاكرة مدى العُمر.. فكّكِوا الألغاز الذكية والمُمْتِعَة للصِغَار، واشرحوا لهم معنى الأمثال والأقوال لترسخ في ذاكرتهم، ومن المُثير للاهتمام أيضاً إعطاء اليافعين الأمثال من فولكلور الجنسيات المختلفة، ما يؤدِّي إلى توسيع آفاق الرؤى التي تظهر أمامهم، ونموهم العقلي، ويُنمّي حدة الذكاء فيهم، في إطار وعي إجتماعي جمعي، وانضباط وطني في فضاء ثقافي واسع وغني بموارده المَعرفيّة، يُتيح للصغار والكبار “شرب الشاي دون تحطيب الغابة”!
https://alanbatnews.net/